وبحسب ما أفادت به قناة "منشور الحرية والرفاه والمساواة" على "تلغرام"، فإن قوات الأمن والشرطة، التي كانت متمركزة في المكان، منذ فجر الجمعة 26 ديسمبر (كانون الأول)، "قامت، كما في السابق، بإغلاق أبواب مقبرة خاوران ومنعت العائلات من الدخول".
وأضاف التقرير أن هذه القوات منعت أيضًا "تجمع العائلات أمام بوابة المقبرة ووضع صور أحبّتهم وتقديم الزهور".
ومع ذلك، قامت مجموعة من العائلات بتزيين الطريق المؤدي إلى مدخل المقبرة بالزهور، أو رمت الورد من فوق الجدران إلى داخل مقبرة خاوران.
وسبق أن نُشرت مرارًا تقارير عن منع عائلات السجناء السياسيين، الذين أُعدموا في ثمانينيات القرن الماضي من دخول مقبرة خاوران في طهران لإقامة مراسم إحياء ذكرى ذويهم.
كما أفادت قناة "منشور الحرية والرفاه والمساواة" بأن دفن المتوفين من أتباع الديانة البهائية في مقابر الدفن الجماعي في "خاوران" ما زال مستمرًا.
وكانت الطائفة البهائية وعائلات "خاوران" قد عبّرت مرارًا عن معارضتها لهذا الإجراء.
وأكدت عائلات "خاوران" مرارًا أن هذه الإجراءات لا تشكّل فقط إهانة لرفات الضحايا، بل تُعد أيضًا محاولة "لمحو آثار جرائم النظام الإيراني في ثمانينيات القرن الماضي، ولا سيما مجزرة السجناء في صيف 1988".
وكانت الجماعة البهائية العالمية قد أعلنت، في شهر مارس (آذار) الماضي" تدمير قبور أكثر من 30 مواطنًا بهائيًا دُفنوا جماعيًا في مقبرة "خاوران" بطهران.
وشدّد تقرير قناة "منشور الحرية والرفاه والمساواة" على أن "إحياء ذكرى الأحبة والحداد الجماعي هو من أبسط حقوق الإنسان"، مضيفًا أن "النظام الإيراني لا تكتفي بإعدام وقتل المعارضين السياسيين وسلب حقهم في الحياة، بل تنكر كرامتهم الإنسانية أيضًا بمنع إقامة مراسم تأبينهم".
وأكد التقرير أن "النظام الرأسمالي الاستبدادي، من خلال قمع التجمعات السلمية لإحياء ذكرى المعدومين وضحايا الاغتيالات السياسية وقتلى الاحتجاجات الشعبية خلال العقود الماضية، يمنع تذكير المجتمع بقمعه الدموي ويحول دون مطالبات العائلات بالعدالة".
وأضاف: "عبر قمع عائلات المطالبين بالعدالة، يسعى النظام إلى إسكات أصواتهم وعزلهم، كما يمنع تحوّل المطالبة بالعدالة إلى مسؤولية وطنية يشارك فيها المواطنون الأحرار لمنع تكرار الجرائم المنظمة التي ترتكبها السلطة".
وختمت قناة "منشور الحرية والرفاه والمساواة" تقريرها بالإشارة إلى حملة "كل ثلاثاء لا للإعدام"، داعيةً إلى أن "تتحول معارضة الإعدام إلى مطلب عام، وألا يترك الأحرار عائلات المطالبين بالعدالة وحدهم".
عائلات الضحايا لـ "بزشكيان": ارفعوا القيود عن حِدادنا
في السياق ذاته، وجّه العشرات من عائلات وذوي السجناء السياسيين والعقائديين، الذين لقوا حتفهم في الثمانينيات رسالة إلى الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، نُشرت في 26 يناير (كانون الثاني) الماضي، أعلنوا فيها أنه منذ أكثر من 11 شهرًا يُمنعون من دخول مقبرة خاوران، وأن المسؤول عن الموقع يضاعف معاناة العائلات بتصرفات مهينة.
وطالبت هذه العائلات في رسالتها بـ "وقف دفن موتى آخرين في هذه المقبرة" و"إزالة جميع العوائق والقيود المفروضة على حضورهم وإحياء ذكرى أحبّتهم".
ولم تُنشر حتى الآن أي أخبار عن ردّ بزشكيان على هذه الرسالة، في حين ما زال منع العائلات من دخول مقبرة خاوران مستمرًا.
وتُعد مقبرة خاوران أشهر موقع للدفن الجماعي لضحايا إعدامات الثمانينيات، ولا سيما إعدامات عام 1988.
ففي صيف عام 1988، وبأمر من مؤسس النظام الإيراني والمرشد السابق، آية الله الخميني، وبأحكام هيئات عُرفت باسم "هيئات الموت"، أُعدم عدد كبير من السجناء السياسيين من توجهات مختلفة، رغم أنهم كانوا يقضون أحكامهم في السجون الإيرانية.
وبسبب التعتيم، الذي تمارسه السلطات الإيرانية، لا توجد إحصاءات دقيقة عن عدد المعدومين، إلا أن بعض التقديرات تشير إلى إعدام نحو خمسة آلاف سجين سياسي من مؤيدي منظمة "مجاهدي خلق" المعارضة والجماعات اليسارية في صيف عام 1988.