إيران تهدد بالدخول في حرب مع أميركا إذا تعرضت لهجوم جديد من قِبل إسرائيل

قال المسؤول الإيراني البارز والقائد السابق في الحرس الثوري، محسن رضائي، إن إيران ستدخل في حرب مع الولايات المتحدة، إذا شنت إسرائيل هجوماً جديداً على طهران.

قال المسؤول الإيراني البارز والقائد السابق في الحرس الثوري، محسن رضائي، إن إيران ستدخل في حرب مع الولايات المتحدة، إذا شنت إسرائيل هجوماً جديداً على طهران.
وأضاف رضائي، في مقابلة مع التلفزيون الإيراني الرسمي، يوم الأحد 28 سبتمبر (أيلول): "إن الصهاينة (إسرائيل) يسعون لتجربة حظهم ضد إيران مرة أخرى، لكن قريباً ستقع أحداث داخل إسرائيل ستجعل ذلك مستحيلاً. ليس من المناسب الحديث عنها الآن".
وأكد رضائي أن طهران لن تقبل بإجراء مزيد من المفاوضات مع القوى الغربية، إذا كان هدفها منح إسرائيل وقتاً للإعداد أو تعزيز موقفها.
وتابع عضو مجمع تشخيص مصلحة النظام الإيراني حالياً: "المفاوضات التي تهدف إلى منح إسرائيل وقتاً أو تعزيزها غير مقبولة. فإذا حدث ذلك، فبمجرد أن تبدأ إسرائيل الحرب، سندخل نحن أيضاً في حرب مع الولايات المتحدة".
وأردف: "المفاوضات يجب ألا تُقبل بأي شكل، ولا بأي ثمن، ولا من دون شروط. إذا دخلنا المفاوضات، يجب أن يكون هناك ضمان بألا تُستخدم القوة العسكرية ضد إيران. وإلا فسوف نرد، ليس فقط على إسرائيل، بل أيضاً على الأهداف الأميركية في المنطقة".
وجاءت تصريحاته بعد ساعات من تقرير نشره موقع "واي نت" الإسرائيلي أشار إلى أن تل أبيب في حالة تأهب قصوى، عقب إعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة على إيران، بموجب ما يُعرف بـ "آلية الزناد"، وسط مخاوف في الدولة العبرية من أن تُسرّع طهران أنشطتها النووية.
وقد فُرضت هذه العقوبات رغم جولات عديدة من المفاوضات بين طهران والقوى العالمية، بهدف التوصل إلى اتفاق بشأن البرنامج النووي الإيراني المثير للجدل.
وجاء هذا التحذير بعد تصريحات جديدة من قيادات عسكرية إيرانية أكدت استعداد طهران للرد على أي هجوم.
وفي وقت سابق من يوم الأحد 28 سبتمبر، قال رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية، اللواء عبد الرحيم موسوي، إن الجيش مستعد تماماً للرد على أي تهديد أو اعتداء.
وأضاف موسوي، خلال لقائه قائد الحرس الثوري: "إن وحدة الجيش والحرس الثوري هي الضامن للحفاظ على وحدة الأراضي الإيرانية، والقوات المسلحة جاهزة تماماً لمواجهة أي تهديد أو عدوان محتمل بكل قوة".


ذكرت صحيفة "إسرائيل هيوم"، في تقرير لها، عن احتمال وقوع مواجهة عسكرية جديدة بين إيران وإسرائيل، أن "الجهود الدبلوماسية وصلت إلى طريق مسدود، واحتمال نشوب حرب جديدة، أقسى وأكثر عنفًا من السابق، آخذ في الازدياد".
وجاء في التقرير، الذي نُشر يوم الأحد 28 سبتمبر (أيلول): بعد الحرب التي استمرت 12 يومًا، يتحدث الطرفان عن "انتصار". فإسرائيل تؤكد أنها أضعفت القدرات النووية الإيرانية، فيما ترى طهران أن بقاءها وقدرتها على تعويض القادة الذين قُتلوا خلال 24 ساعة يُعدّ إنجازًا ودليلاً على "المقاومة".
وأضافت الصحيفة أنه مع فشل المفاوضات النووية وعودة عقوبات مجلس الأمن، أصبحت إيران أقل قلقًا من احتمال الحرب، وفي الوقت نفسه تركّز على تعزيز قدراتها الصاروخية، وتقوية دفاعاتها الجوية والتلويح بهجوم وقائي محتمل.
وأشارت إلى أن إسرائيل، خلال الحرب السابقة، استفادت من عنصر المفاجأة الكاملة، والدعم غير المسبوق من الولايات المتحدة، ومنظومات متطورة، لكن ليس واضحًا إن كانت ستحصل على مثل هذا الدعم في الحرب المقبلة. فمع الاستعداد الإيراني الأكبر، بجانب الشكوك بشأن حجم الدعم الأميركي، قد يضع إسرائيل أمام تحديات أشد وأثقل بكثير.
وتابعت الصحيفة: "السؤال الأساسي هو: ما الهدف الذي ستحققه الحرب المقبل؟".
وقبل أكثر من شهر على تفعيل "آلية الزناد"، صرّح أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، علي لاريجاني، بأن الحرب العسكرية بين إيران وإسرائيل "لم تنتهِ بعد"، وعلى المسؤولين في إيران البقاء في حالة استعداد دائم.
وقال لاريجاني، في مقابلة مع موقع مكتب المرشد الإيراني، علي خامنئي، على الإنترنت نُشرت يوم الجمعة 22 أغسطس (آب): "لا أقول إن هناك حربًا فعلية قائمة الآن، لكن علينا أن نعلم أن حربًا قد بدأت، وهذه الحرب توقفت حالياً عند وقف إطلاق النار فقط".
وأكد: "لذلك علينا أن نكون مستعدين".
وفي 17 أغسطس الماضي، تحدث أيضًا يحيى رحيم صفوي، مستشار خامنئي للشؤون العسكرية، عن احتمالية اندلاع حرب جديدة بين إيران وإسرائيل، مضيفًا: "لكن بعد تلك الحرب قد لا تقع حرب أخرى".
وبدأت المواجهة بين إيران وإسرائيل عبر سلسلة من الهجمات المفاجئة التي شنّتها إسرائيل على مواقع إيرانية، في 13 يونيو (حزيران) الماضي، وبعد 12 يومًا وافق الطرفان على وقف إطلاق النار.
ومنذ إعلان الهدنة، تتداول في إيران وإسرائيل تكهنات حول احتمال تجدد الحرب.
وقد ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية، نقلاً عن مصادر أمنية، أن الجيش الإسرائيلي يعتزم، تسريع تطوير منظومات الدفاع الصاروخي "حيتس-3" و"حيتس-4"؛ لمواجهة تهديدات إيران، وذلك عبر إجراء تجارب جديدة، بما يتيح اعتراض التهديدات البعيدة عن الحدود.

تزامنًا مع الذكرى السنوية لوفاة الأمين العام السابق لحزب الله، حسن نصرالله، قام أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، علي لاريجاني، بزيارة إلى لبنان. والتقى رئيس الوزراء اللبناني، لكنه غادر القصر، الذي احتضن اللقاء، دون الإدلاء بأي تصريح.
وفي مؤتمر صحافي عُقد يوم السبت 27 سبتمبر (أيلول)، بعد ساعات من وصوله إلى لبنان، ردّ لاريجاني على أسئلة الصحفيين بشأن احتمال شنّ إسرائيل هجومًا جديدًا على إيران، قائلاً: "نحن مستعدون لكل الاحتمالات، لكنني لا أعتقد أن الإسرائيليين سيتصرفون بهذه الدرجة من الطيش، وإن فعلوا فسنرد عليهم بقوة".
وتأتي زيارة لاريجاني إلى لبنان فيما دعا حزب الله المواطنين للمشاركة في فعالية أطلق عليها اسم "تجمع شعبي وجداني".
ووفق الإعلان، فإن هدف زيارة لاريجاني، التي قام بها يوم السبت 27 سبتمبر، هو حضور مراسم الذكرى الأولى لمقتل نصرالله وسيد هاشم صفي الدين، رئيس المجلس التنفيذي لحزب الله.
ويرافق لاريجاني في هذه الزيارة كل من رئيس لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني، إبراهيم عزيزي، وعضو هيئة رئاسة البرلمان الإيراني روح الله متفكر آزاد.
وفي تصريح لدى وصوله إلى بيروت، قال لاريجاني إن "لبنان قلعة مقاومة في مواجهة إسرائيل"، مضيفًا: "لقد تبيّنت اليوم للجميع صحة ما قاله حسن نصرالله قبل عقود بشأن إسرائيل".
وأشار أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني إلى أن "الجميع يدرك اليوم أن إسرائيل لا ترحم أي بلد"، مضيفًا أن "هجومها على قطر أظهر بوضوح كيف تكشف الشعوب الحقائق في مواجهة التحديات. واليوم تسعى دول مختلفة إلى إيجاد آلية مشتركة للتعاون فيما بينها، ونحن ندعم هذا المسار".
وأضاف: "لقد دعمنا دائمًا وجود حكومات قوية ومستقلة في لبنان".
وخلال الزيارة السابقة للاريجاني إلى لبنان في أغسطس (آب) الماضي، اتهمت أوساط سياسية لبنانية النظام الإيراني بالتدخل في مسار نزع سلاح حزب الله.
وجاء في بيان صادر عن السفارة الإيرانية في بيروت حول هذه الزيارة أن لاريجاني سيجري لقاءات مع مسؤولين رفيعي المستوى في لبنان.
وأوضح البيان أن الهدف من هذه اللقاءات هو "بحث العلاقات الثنائية والتشاور بشأن القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك".
وخلال العام الماضي، تعرض حزب الله في لبنان، الذي كان يُوصف قبل مقتل نصرالله بأنه أقوى أذرع النظام الإيراني بالوكالة، لانتكاسة كبرى.
فإلى جانب نصرالله وصفي الدين، قُتل معظم القادة البارزين وآلاف من عناصر الحزب في الضربات الإسرائيلية.
وأدت هذه الهجمات الإسرائيلية إلى مقتل أكثر من خمسة آلاف عنصر من حزب الله وإصابة الآلاف بجروح، كما دمّرت أكثر من 70 في المائة من الترسانة الصاروخية والبنية التحتية العسكرية للحزب.
ومن بين 29 قرية شيعية تقع على الحدود مع إسرائيل كانت تشكل خطوط الدفاع الأمامية لحزب الله، دُمّرت 22 قرية بشكل كامل، واضطر أكثر من 100 ألف من سكان هذه القرى إلى مغادرة منازلهم.
وفي أعقاب هذه الهجمات، وافق حزب الله في ديسمبر (كانون الأول) 2024 على وقف إطلاق النار وتنفيذ قرار مجلس الأمن 1701. ومنذ ذلك الحين، طُرح موضوع نزع سلاح الحزب في لبنان.
ويأمل المسؤولون اللبنانيون في أن تؤدي عملية نزع السلاح، بعد عقود من هيمنة حزب الله على البنية العسكرية والسياسية والأمنية في البلاد، إلى إنهاء سيطرته، إلا أنهم يرون في النظام الإيراني أحد أكبر العوائق أمام هذا المسار.
وتعد هذه الزيارة الثانية للاريجاني إلى لبنان منذ توليه منصبه كأمين للمجلس الأعلى للأمن القومي.
وكانت زيارته الأولى في أغسطس الماضي قد أثارت ردود فعل قوية في الأوساط السياسية والإعلامية اللبنانية، إذ وُصفت بأنها تدخل فاضح من طهران في الشؤون الداخلية اللبنانية ومحاولة لدفع حزب الله إلى الاحتفاظ بسلاحه، ووُصفت آنذاك بأنها "وقاحة" و"تجرؤ".
وفي ذلك الوقت، أكد رئيس الوزراء اللبناني، نواف سلام، خروج بيروت مما تسميه إيران "محور المقاومة"، مشيرًا إلى أن نفوذ النظام الإيراني في الدول العربية بدأ يتراجع.
وقال سلام، في مقابلة مع صحيفة" الشرق الأوسط": "إن مسؤولي النظام الإيراني "كانوا يتفاخرون سابقًا ببعض الأمور، من بينها أن طهران تسيطر على أربع عواصم عربية. وأنا أعتقد أن ذلك العصر قد انتهى".

رصدت حكومة الولايات المتحدة 200 ألف دولار مكافأة مقابل الحصول على معلومات تؤدي إلى العثور على شايان كاظمي، المذيع التلفزيوني والمواطن الأميركي من أصل إيراني، وإعادته.
وفي الذكرى الرابعة عشرة لاختفاء شايان كاظمي، أعلن مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI)، في بيان، أن الحكومة الأميركية رصدت هذه المكافأة للحصول على معلومات تساعد في العثور على هذا المواطن الأميركي.
وجاء في بيان الـ "FBI" أن شايان كاظمي يُعرف أيضًا بأسماء "شاين كاوياني، وعسغر كاظمي، وعسکر كاظمي".
وكان هذا المواطن الأميركي من أصل إيراني قد غادر في 24 سبتمبر (أيلول) 2011 مدينة لوس أنجلوس بولاية كاليفورنيا الأميركية، متوجهًا إلى إسطنبول في تركيا، واتصل في 25 سبتمبر من العام نفسه بعائلته من فندق "رويال" في إسطنبول، ومنذ ذلك الحين انقطعت أخباره.
وذكر مكتب التحقيقات الفيدرالي أن كاظمي شوهد آخر مرة وهو يرتدي قميصًا مخططًا باللون الأزرق وبذلة رمادية، وكان عادة يضع سلسلة في عنقه تحمل صليبًا ذهبيًا.
وبحسب التقرير، فإن كاظمي مصاب بداء السكري من النوع الثاني ويتناول أدوية للسيطرة عليه.
كما أنه يدخن، وكان في الماضي يستهلك نحو علبتين من السجائر يوميًا.
وكانت مؤسسة "عبدالرحمن برومند" الحقوقية، التي تجمع معلومات عن ضحايا الإرهاب والاختطاف من قِبل النظام الإيراني، قد دعت في وقت سابق إلى الحصول على مزيد من المعلومات بشأن كاظمي.
وفي فبراير (شباط) الماضي، نشر الـ"FBI" صور اثنين من كبار مسؤولي المخابرات في النظام الإيراني المتورطين في خطف المواطن الأميركي، روبرت "بوب" ليفنسون، عام 2007، وأعلن أنه سيمنح ما يصل إلى 25 مليون دولار مقابل أي معلومات عن هذين الشخصين، وكذلك بشأن مصير ليفنسون.
وكان ليفنسون ضابطًا في إدارة مكافحة المخدرات التابعة للـ"FBI" ، وقد اختفى في جزيرة كيش الإيرانية، في 9 مارس (آذار) 2007 بعد رحلة إليها من دبي.
وأعلنت عائلة ليفنسون في نهاية المطاف في عام 2020 خبر وفاته.
وجدير بالذكر أن النظام الإيراني قد قام باختطاف معارضين سياسيين له، في السنوات الأخيرة، مثل جمشيد شارمهد، وحبيب أسيود، وروح الله زم من خارج البلاد ونقلهم إلى إيران؛ حيث تم إعدامهم.
وكانت وزارة الخارجية الأميركية قد أعلنت سابقًا أن الولايات المتحدة و13 من حلفائها أدانوا، في بيان مشترك، تصاعد التهديدات من قِبل أجهزة الاستخبارات التابعة للنظام الإيراني، واعتبروا هذه التهديدات "انتهاكًا صارخًا لسيادتهم الوطنية".
وصدر هذا البيان، يوم الخميس 31 يوليو (تموز) الماضي، عن حكومات الولايات المتحدة، وبريطانيا، وألبانيا، والنمسا، وبلجيكا، وكندا، وجمهورية التشيك، والدنمارك، وفنلندا، وفرنسا، وألمانيا، وهولندا، وإسبانيا والسويد.
وكانت "إيران إنترناشيونال" قد نشرت، في وقت سابق، تقارير متعددة حول شبكة النفوذ الواسعة والعابرة للحدود للنظام الإيراني، والتي تعمل تحت أوامر مباشرة من مكتب المرشد علي خامنئي واستخبارات الحرس الثوري.

وصفت المقررة الخاصة للأمم المتحدة، ماي ساتو، وضع حقوق الإنسان في إيران بأنه "آخذ في التدهور بشكل مقلق". وأكدت أن وقف إطلاق النار بين بين إيران وإسرائيل، لم يجلب أي تحسن للشعب الإيراني، حيث لا يزال المواطنون يواجهون قمعًا منظّمًا وقيودًا واسعة النطاق.
وجاء ذلك في التقرير الجديد الذي قدمته ساتو، والمقرر أن يُعرض رسميًا يوم الخميس 30 أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، أمام اللجنة الثالثة للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.
وركزت ساتو في هذا التقرير المفصل على تطورات النصف الأول من عام 2025؛ وهي تطورات ارتبطت بالهجوم الإسرائيلي والأميركي على الأراضي الإيرانية وما خلّفه من تبعات، من بينها تصاعد القمع داخل البلاد.
وأدانت ساتو في جزء من تقريرها الهجمات الإسرائيلية والأميركية على إيران، واعتبرتها انتهاكًا صارخًا لميثاق الأمم المتحدة ولمبادئ القانون الدولي الأساسية. وقالت إن هذه الهجمات لم تلتزم بالقواعد الجوهرية للقانون الدولي الإنساني، بما في ذلك التمييز بين المقاتلين والمدنيين، والتناسب في العمليات العسكرية، وضرورة الحد من الأضرار المتوقعة بحق المدنيين والبنى التحتية.
وانتقدت بشدة ردّ إيران على هذه الهجمات. وجاء في التقرير أن رد إيران لم يقتصر على التدابير الأمنية، بل شمل أيضًا التضحية بالأقليات القومية والدينية، والقيام بعمليات ترحيل جماعية للأفغان المستضعفين، إضافة إلى سن قوانين صارمة تُجرّم أكثر فأكثر الأنشطة المدنية المشروعة.
وشكلت قضايا الأقليات جزءًا مهمًا من هذا التقرير؛ حيث أوضحت ساتو أنه بعد تصاعد النزاعات العسكرية، لجأ المسؤولون الإيرانيون إلى خطاب طائفي متهمين الجماعات الدينية بالتعاون مع الأعداء الخارجيين.
وفي هذا السياق، تعرضت الطائفة البهائية للتهديد والمراقبة والإشارة إلى إعدامات عام 1988. كما وُصف المسيحيون الإنجيليون في وسائل الإعلام الحكومية بأنهم "متعاونون مع إسرائيل والغرب". وبحسب قول المقررة الخاصة للأمم المتحدة، فإن هذه الممارسات، إلى جانب التصعيد العسكري والإجراءات الأمنية في المناطق الحدودية ذات الغالبية من الأقليات، فاقمت أجواء الخوف وانعدام الثقة.
كما تناول جزء آخر من التقرير مسؤولية الحكومة الإيرانية في ما يتعلق بجرائم القتل بدافع النوع الاجتماعي. وأكدت ساتو أن قتل النساء والفتيات في سياق العنف الأسري أو تحت مسمى "جرائم الشرف" لا يمكن اعتباره مجرد جرائم خاصة، بل يعكس انتهاك الدولة لالتزاماتها بحماية حق النساء في الحياة. وأشارت إلى أن النظام القانوني الإيراني، من خلال إعفاء مرتكبي هذه الجرائم من العقوبات المعيارية، ينتهك عمليًا الحق في الحياة. ودعت المقررة الخاصة إلى تجريم العنف القائم على النوع الاجتماعي، بما في ذلك العنف الأسري، وإلغاء القوانين المخففة لجرائم "الشرف".
كما حظي موضوع الترحيل القسري للأفغان بمكانة بارزة في التقرير. وذكرت ساتو أنه في عام 2025، أُعيد أكثر من مليون ونصف المليون مواطن أفغاني، بينهم آلاف الأطفال غير المصحوبين، إلى أفغانستان أو أُجبروا على العودة. وشمل هذا الإجراء حتى من يملكون أوراقًا قانونية صالحة، وقد واجه كثير منهم بعد عودتهم خطر التعذيب والانتهاكات وحتى الموت تحت حكم "طالبان".
وتطرقت "ساتو" أيضًا إلى مسألة القمع العابر للحدود، مشيرة إلى أن السلطات الإيرانية تستهدف بشكل متزايد النشطاء والصحافيين والمعارضين المقيمين في الخارج، وغالبًا ما يتم ذلك عبر تهديد أسرهم في الداخل أو ممارسة الضغوط عليهم. وأكدت أن النشطاء ومنظمات المجتمع المدني خارج إيران يؤدون دورًا حيويًا في توثيق انتهاكات حقوق الإنسان، رغم أنهم أنفسهم يواجهون تهديدات متزايدة.
وفي الجزء الختامي، قدّمت المقررة الخاصة توصيات ليس فقط للسلطات الإيرانية، بل أيضًا للدول الأخرى. ودعت الحكومات إلى دعم الصحافيين والمدافعين عن حقوق الإنسان في المنفى في مواجهة القمع العابر للحدود، وإنشاء آليات حماية فعالة، والتنسيق فيما بينها لمواجهة الإجراءات الخارجية للنظام الإيراني.
كما طالبت بزيادة الدعم المالي والتقني لمنظمات المجتمع المدني الإيرانية لتمكينها من مواصلة عملها. وإلى جانب ذلك، شددت على ضرورة توسيع الوصول إلى التأشيرات الإنسانية للأفغان المعرضين للخطر وضمان حصولهم على التعليم والرعاية الصحية وسبل العيش في إيران.
وبصورة عامة، يقدم هذا التقرير صورة شاملة عن تفاقم أوضاع حقوق الإنسان في إيران، مبرزًا أن الأزمة الداخلية ليست ناتجة فقط عن عوامل داخلية، بل تتأثر مباشرة بالتطورات الإقليمية والدولية. وفي الوقت نفسه، يُخاطب المجتمع الدولي للاضطلاع بمسؤوليته في دعم المجتمع المدني الإيراني واللاجئين الأفغان.

ذكرت صحيفة "واشنطن بوست"، استنادًا إلى صور أقمار صناعية وآراء محللين، أن إيران تواصل بناء منشأة عسكرية عميقة تحت الأرض في منطقة "كوه كلنك"، جنوبي موقع "نطنز" النووي، وهو موقع ازداد اهتمام المراقبين به، بعد الهجمات الأميركية والإسرائيلية.
وأفادت الصحيفة الأميركية، يوم الجمعة 26 سبتمبر (أيلول)، بأن مراجعة صور الأقمار الصناعية تُظهر أن إيران كثّفت خلال الأشهر الأخيرة أعمال البناء في هذا الموقع تحت الأرض، ما يشير إلى أن طهران لم توقف بالكامل عملها على برنامجها النووي ذي الطابع العسكري، وربما تعيد بحذر بناء قدراتها المفقودة.
ويُقام المشروع في منطقة تُعرف بـ "كوه كلنك كزلا" أو "كوه كلنك"، حيث يعمل المهندسون الإيرانيون منذ عام 2020 على حفر أنفاق داخل سلسلة جبال زاغروس على بُعد نحو 1.5 كيلومتر من "نطنز".
وفي وقت سابق، أشار معهد العلوم والأمن الدولي في تقرير له أن طهران تبني محيطًا أمنيًا جديدًا بأسوار حول "كوه كلنك كزلا".
غموض حول الوظيفة الحقيقية للموقع
أوضحت "واشنطن بوست" أن الدور الدقيق لهذه المنشأة لا يزال غير واضح، إذ لم يُسمح لمفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية بزيارتها حتى الآن. وأكد المدير العام للوكالة، رافائيل غروسي، أن طهران لم تُجب عن أسئلة بشأن هذا الموقع.
ويرجح خبراء أن القاعات تحت الأرض قد تكون أعمق حتى من منشأة "فوردو"، التي استُهدفت بقنابل خارقة للتحصينات خلال الحرب الأخيرة. وتُقدَّر مساحة المنشآت فوق الأرض بنحو 1.5 كيلو متر مربع مع مداخل منفصلة في الجهتين الشرقية والغربية.
وفي عام 2020، أعلنت طهران أن الغرض من الموقع هو تجميع أجهزة الطرد المركزي، لكن العمق والحجم أثارا تكهنات بأنه قد يكون موقعًا سريًا لتخصيب اليورانيوم أو لتخزين المواد النووية المخصبة.
مع ذلك، يرى محللون أن هذه الأنشطة لا تعني بالضرورة تسريع إيران امتلاك سلاح نووي.
وقال مسؤول في البيت الأبيض للصحيفة: "إن إدارة ترامب تراقب عن كثب أي محاولة من إيران لإعادة بناء برنامجها النووي، ولن تسمح أبدًا لها بامتلاك سلاح نووي".
إيران تتجه نحو نقل برنامجها النووي إلى باطن الأرض
حذّر خبير حظر الانتشار النووي، جيفري لويس، من أن طهران ربما تسعى أكثر فأكثر لنقل أنشطتها الحساسة إلى باطن الأرض.
وأشار إلى ثلاثة تغييرات رئيسة ظهرت بعد الحرب، وهي: استكمال السياج الأمني، تعزيز أحد مداخل الأنفاق، وزيادة كميات الأنقاض الناجمة عن الحفر، ما يدل على استمرار العمل.
وأكدت صور الأقمار الصناعية كذلك وجود شاحنات ومعدات بناء ثقيلة، فيما قالت سارة بوركهارد، من معهد العلوم والأمن الدولي، إن تغطية مداخل الأنفاق بالصخور والتراب تهدف إلى تحصينها ضد الغارات الجوية.
وفي 7 أغسطس (آب) الماضي، أفاد مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية بأن النشاط مستمر في منشأة "كلنك غزلا"، وأن طهران ماضية في أعمال إنشائية واسعة قرب منشأة "نطنز" النووية.