تسمم 31 طالبًا في إيران بغاز "المركابتان"

أعلن حاكم مدينة سملقان في محافظة خراسان الشمالية، شمال شرقي إيران، عن تسمم 31 طالباً في إحدى مدارس المدينة نتيجة استنشاق غاز "المركابتان"، وأفاد بأنهم نُقلوا إلى المستشفى لتلقي العلاج.

أعلن حاكم مدينة سملقان في محافظة خراسان الشمالية، شمال شرقي إيران، عن تسمم 31 طالباً في إحدى مدارس المدينة نتيجة استنشاق غاز "المركابتان"، وأفاد بأنهم نُقلوا إلى المستشفى لتلقي العلاج.

أبرز مقتل زعيم حركة حماس، يحيى السنوار، وردود فعل إيران ووكلائها تجاه هذا الحدث نقطتين رئيسيتين، وهما: ضعف وتراجع الثقة بالنفس لدى النظام الإيراني في الداخل، وفقدان الثقة من قِبل وكلائه في الخارج، في ظل الضربات، التي لا يمكن تعويضها.
وعندما نتأمل الصمت الطويل للمرشد الإيراني، علي خامنئي، ثم التصريحات القليلة التي أدلى بها بعض مسؤولي النظام، مثل قائد الحرس الثوري الإيراني، حسين سلامي، ورئيس الحكومة، مسعود بزشكيان، حول مقتل يحيى السنوار، يمكننا ملاحظة كيف أن قادة النظام قد تخلوا عن عادة التهديدات والاستفزازات القديمة، خلال أقل من ثلاثة أشهر، وأصبحوا يسعون لكسب الوقت والفرصة لإعادة تنظيم أنفسهم ووكلائهم. وصاروا- فجأةً- يتبنون شعار السلام في منطقة أشعلوا فيها نيران الحرب والإرهاب على مدى نصف قرن.
الخوف والمكر
التهديدات والإهانات، التي أطلقها علي خامنئي بالأمس، وصمته اليوم، مقارنة بتصريحات حسين سلامي ومسعود بزشكيان، قبل وبعد مقتل إسماعيل هنية، وحسن نصرالله، وردود أفعالهم تجاه مقتل هاشم صفي الدين، الذي كان مرشحًا لخلافة نصرالله في قيادة حزب الله اللبناني، تظهر بوضوح كيف أن قادة إيران قد غيروا مواقفهم بشكل مفاجئ وغير فعال في مواجهة الهجوم الإسرائيلي الوشيك، وذلك باستخدام ما يعتبرونه خدعة أو "تقية".
وكان بزشكيان، قد كتب في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي بعد مقتل هنية في طهران: "الشهادة هي فن رجال الله. التحالف بين إيران وفلسطين أقوى من السابق، والمقاومة ستواصل طريقها بقوة أكثر من أي وقت مضى". لكنه في بيانه الأخير، بعد مقتل يحيى السنوار، لم يكن هناك أي ذكر لمعاقبة "الجبناء" أو "الدفاع عن شرف النظام الإيراني".
كما أرسل قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري، إسماعيل قاآني، الذي ظهر منذ أيام قليلة، بعد أسبوعين من الغموض حول مصيره، رسالة بعد مقتل هنية مفادها: "نحن ملتزمون بالانتقام لدمه، وسنحقق العدالة ضد الكيان الصهيوني (إسرائيل)". لكن بعد مقتل السنوار، لم يكن هناك أي رد فعل أو رسالة مشابهة.
وهذا التحول الواضح في اللهجة لم يكن استثناءً، بل شمل جميع قادة الحرس الثوري، وكبار المسؤولين في إيران، وعلى رأسهم علي خامنئي.
وعلى الرغم من أن تراجع طهران عن "الوعود الصادقة" قد لا يغيّر شيئًا من موقف إسرائيل تجاه مهاجمة إيران، فإن هذا التحول لن يخفى عن أعين الشعب الإيراني أو حلفاء النظام ووكلائه في الخارج؛ حيث إن قادة إيران، الذين يشعرون بعمق الضربات الإسرائيلية الأخيرة، فقدوا ثقتهم بأنفسهم، إلى درجة أنهم لم يعودوا قادرين حتى على التهديد بالانتقام.
الوكلاء يفقدون الثقة
سيشكل مقتل السنوار وحسن نصرالله وإسماعيل هنية، نقطة تحول في العلاقة بين النظام الإيراني ووكلائه الخارجيين؛ حيث من المرجح أن تبتعد حماس عن طهران، بعد موت السنوار، كما أن القوى الإقليمية مثل تركيا وقطر، وربما مصر والسعودية، ستسعى للحد من نفوذ إيران في المنطقة.
وبعد مقتل السنوار، اجتمع رئيس مكتب "حماس" السياسي، محمد درويش، مع وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، ومن المتوقع أن يتم اختيار خليفة للسنوار قريبًا، ويبدو أن خالد مشعل، الذي له تاريخ من الابتعاد عن إيران، والتقرب من تركيا وقطر، هو الأكثر حظًا من بين المرشحين لخلافة السنوار.
وفي الأشهر الثلاثة الماضية، شهدت حماس وحزب الله أسوأ فترات تاريخهما؛ حيث تُركتا بمفردهما من قِبل قادة إيران، على الرغم من كل الوعود السابقة، كما أن الأخبار التي تفيد بأن معلومات إسرائيلية داخل الحرس الثوري الإيراني كانت السبب في مقتل حسن نصرالله زادت من انعدام الثقة تجاه إيران.
حماس، التي تحتاج إلى المال والدعم، ستتقرب من تركيا وقطر، وربما تسعى لتحسين علاقاتها مع الأردن ومصر والسعودية. أما حزب الله، فهو أمام خيارين؛ إما الخضوع الكامل لسيطرة الحرس الثوري، أو محاولة تقديم نفسه كقوة لبنانية محلية.
وأظهر رد فعل رئيس وزراء لبنان، نجيب ميقاتي، والاعتراضات، التي أبداها القادة السياسيون في بيروت، تجاه تدخل إيران، أن نفوذ حزب الله قد تقلص في الداخل اللبناني.

بعد نحو يومين من إعلان إسرائيل عن مقتل القائد العسكري لحركة حماس يحيى السنوار، قدم المرشد الإيراني تعازيه وأكد استمرار دعمه لقوى "محور المقاومة" دون أن يذكر "الانتقام من إسرائيل".
وقال علي خامنئي في بيان صدر صباح السبت: "إن جبهة المقاومة، كما لم تتوقف في تقدمها باستشهاد قادتها البارزين في الماضي، لن تتوقف لحظة واحدة باستشهاد السنوار أيضًا".
ويستخدم مصطلح "جبهة المقاومة" في إيران للإشارة إلى الجماعات والمنظمات المسلحة في المنطقة التي تتلقى دعمًا ماليًا وعسكريًا من طهران، وتشمل هذه الشبكة حزب الله في لبنان، وحماس في غزة، والحوثيين في اليمن، والجماعات الشيعية في العراق، والتي تشكل القوى الرئيسية للوكلاء الإيرانيين في المنطقة.
وقد وصف خامنئي مقتل السنوار بأنه "مؤلم" للجماعات المسلحة المناهضة لإسرائيل، لكنه شدد على أن ذلك لن يوقف جهودهم. وأضاف: "هذه الجبهة لم تتوقف بتقدمها مع استشهاد شخصيات بارزة مثل الشيخ أحمد ياسين، وفتحي الشقاقي، والرنتيسي، وإسماعيل هنية، ولن تتوقف لحظة باستشهاد السنوار أيضًا، بإذن الله. حماس حية وستبقى كذلك"، حسبما قال الزعيم الإيراني البالغ من العمر 85 عامًا.
ومع ذلك، تواجه إيران احتمال تعرضها لهجوم إسرائيلي منذ الأول من أكتوبر (تشرين الأول)، عندما أطلقت أكثر من 180 صاروخًا باليستيًا على إسرائيل، في ثاني هجوم من نوعه خلال ستة أشهر. وتعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وقادة آخرون بالرد، ولكن يبدو أن تل أبيب تتفاوض مع واشنطن حول الأهداف التي سيتم ضربها. وتعارض واشنطن قصف المراكز النووية الإيرانية أو قطاعها النفطي.
وأصدرت وزارة الخارجية الإيرانية، أمس الجمعة، أول رد رسمي على اغتيال قائد حماس يحيى السنوار، مؤكدة أن ذلك لن يضعف القتال ضد إسرائيل، وأن آخرين سيواصلون طريق السنوار.
وجاء في بيان الوزارة: "من المؤكد أن القضاء الجسدي على المقاتلين في طريق الكرامة والشرف الإنساني لن يُضعف مدرسة ونهج المقاومة".
ومع ذلك، فإن النظام الإسلامي بقيادة خامنئي شهد ضعفًا كبيرًا لحركتي حماس وحزب الله منذ اندلاع القتال بعد هجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023، والذي أسفر عن مقتل أكثر من ألف مدني. وتركز إسرائيل على القضاء على قادة الميليشيات التابعة لخامنئي.
وقُتل إسماعيل هنية في طهران في يوليو، فيما استهدفت غارة جوية إسرائيلية كبرى في بيروت حسن نصرالله، زعيم حزب الله، في سبتمبر (أيلول). وقد يؤدي مقتل السنوار إلى إحداث فوضى داخل حماس.
وتشير التقارير إلى أن طهران، التي وجدت نفسها في موقف ضعيف، قد أرسلت مؤشرات مؤخرًا بأنها ستتجنب الرد إذا بقيت ضربات إسرائيل محدودة، مما يسمح بإنهاء دورة الهجمات المتبادلة.

أصبح دور إيران في الشرق الأوسط على أعتاب تغيير جذري، وهو تحول قد يكون له تأثير إيجابي على المنطقة، بغض النظر عن المسار، الذي قد يختاره نظام طهران.
وقد أثار مقتل زعيم حركة حماس، يحيى السنوار، على أيدي القوات الإسرائيلية في قطاع غزة، موجة من ردود الفعل على المستويين الإقليمي والدولي.
حدث ذلك خلال عملية عسكرية للجيش الإسرائيلي في رفح، يوم الأربعاء 16 أكتوبر (تشرين الأول) الجاري، مما يشكّل ضربة كبيرة لحركة حماس، ويمثل نقطة تحول في تقليص قدرة نظام طهران على زعزعة استقرار المنطقة عبر شبكة وكلائه.
ووفقًا لصحيفة "فايننشيال ريفيو"، فقد كان السنوار الذي يُشار إليه كمهندس هجوم حماس في 7 أكتوبر 2023 على إسرائيل، يلعب دورًا محوريًا في قيادة عمليات الحركة والتواصل مع الداعمين الإقليميين، وخاصة طهران.
ويشير مقتل السنوار، الذي حدث أثناء محاولته الفرار، حسبما أفاد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إلى أن حماس أصبحت قوة ضعيفة وغير فعالة.
لكن القضية الأساسية الآن ليست هزيمة حماس فحسب، بل تزايد الضغوط الدولية من أجل وقف إطلاق النار وحل النزاع.
إضعاف "محور المقاومة"
لم يكن مقتل السنوار مجرد ضربة لـ"حماس" وحدها، بل يمكن اعتباره تراجعًا كبيرًا لـ"محور المقاومة"، الذي يقوده النظام الإيراني.
وهذا المحور، الذي يضم جماعات مثل حزب الله اللبناني، والحوثيين في اليمن، والفصائل المسلحة في العراق وسوريا، يشكل جزءًا أساسيًا من الاستراتيجية الإقليمية لحكومة طهران.
ويُعد فقدان شخصية رئيسية، مثل السنوار، ضربة قاصمة لقدرة إيران على المناورة والتأثير في المنطقة.
يأتي هذا في وقت يواجه فيه حزب الله اللبناني تحديات كبيرة في الأشهر الأخيرة، بينما يتعرض الحوثيون لضغوط عسكرية متزايدة.
النظام الإيراني والمشاكل الداخلية
يواجه النظام الإيراني مشكلات داخلية متفاقمة، إلى جانب هذه التحديات الخارجية. فما زالت الاحتجاجات الاجتماعية مستمرة، بعد مرور عامين على مقتل الشابة الإيرانية، مهسا أميني، أثناء احتجازها على يد قوات أمن النظام، وسط أزمة اقتصادية خانقة وضغوط دولية على إيران بسبب برنامجها النووي.
وفي ظل هذه الأوضاع، شهدت الحكومة الإيرانية انهيارًا تدريجيًا لحركة حماس، التي تُعتبر من أهم حلفائها الإقليميين.
وكذلك، تترقب طهران ردود فعل إسرائيل بعد الهجوم الصاروخي، الذي نفذه حزب الله ردًا على مقتل حسن نصرالله؛ حيث أُطلق ما يقرب من 200 صاروخ على الأراضىي الإسرائيلية.
ردود الفعل الإقليمية والدولية على مقتل السنوار
تشير الردود على مقتل السنوار إلى تحول في ميزان القوى بالمنطقة. فقد بعثت الولايات المتحدة برسالة واضحة إلى طهران، مفادها أنها تقف إلى جانب إسرائيل بشكل كامل، في حال اندلاع نزاع مع إيران، وأنها مستعدة لاستخدام أحدث أسلحتها في هذا السياق.
ويعزز نصب منظومة الدفاع الصاروخي "ثاد" مع خبراء أميركيين في إسرائيل قدرتها على التصدي لأي هجوم صاروخي باليستي محتمل من إيران.
وفي الوقت ذاته، أظهرت الضربات الجوية الأميركية ضد مواقع الحوثيين في اليمن استعداد واشنطن للتصدي لحلفاء إيران في المنطقة.
وإلى جانب ذلك، تثير احتمالات عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض قلق طهران؛ حيث إن هذا قد يعني نهاية النهج التفاوضي لإدارتي أوباما وبايدن، ما يزيد من تعقيد الأوضاع الدبلوماسية لإيران.
تصاعد العقوبات ضد طهران
ومع تغيير السياسات في واشنطن، قد تواجه طهران عقوبات اقتصادية أشد، حيث ستستهدف هذه العقوبات إيران وكل المتعاملين معها.
وهذا من شأنه أن يؤثر بشكل مباشر على علاقات إيران التجارية مع الصين، التي تعد واحدة من أكبر المستثمرين الأجانب في البلاد.
السيناريوهات المحتملة أمام النظام الإيراني
في مواجهة التحديات الحالية، تواجه النظام الإيراني فعليًا أربعة خيارات استراتيجية:
1. استمرار سياسة زعزعة الاستقرار الإقليمي: وهو نهج من المحتمل أن ينتهي بالفشل ولن يجلب النتائج المرجوة لطهران.
2. توسيع نطاق زعزعة الاستقرار من خلال المشاركة الأكبر في الحرب الروسية ضد أوكرانيا: وهذا الإجراء لن يؤدي إلا إلى تعزيز عزم الغرب على مواجهة إيران.
3. السعي للحصول على السلاح النووي: وهذا الخيار سيؤدي إلى ردود فعل قوية، لا يرغب أي طرف، وخاصة الحكومة الإيرانية نفسها، في تحملها.
4. السعي للوصول إلى اتفاق مع الولايات المتحدة وبالتالي مع إسرائيل: وهذا المسار يتطلب التخلي عن البرنامج النووي، الذي يُعتبر آخر ورقة رابحة بيد طهران. مثل هذا القرار يذكرنا بقبول روح الله الخميني وقف إطلاق النار في الحرب بين إيران والعراق في عام 1988.
ما هو مؤكد أن مقتل يحيى السنوار والتطورات الأخيرة في غزة تشكل نقطة تحول في معادلات القوة في الشرق الأوسط. وهذه الأحداث وضعت طهران أمام تحديات جدية في الحفاظ على نفوذها الإقليمي.
إن طريقة رد طهران واستراتيجيتها سيكون لهما دور حاسم في تشكيل مستقبل الشرق الأوسط. فالمنطقة دخلت مرحلة جديدة من التحولات الجيوسياسية التي قد تؤدي إلى تغييرات جوهرية في علاقات القوى الإقليمية والدولية.

أعلنت النيابة العامة في طهران رفع دعوى قضائية ضد صحيفة "هم میهن"، بعد نشرها رسمًا كاريكاتيريًا، يسخر من وعود حكومة الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، برفع الحجب عن الإنترنت، وذلك بعد أن قام المتحدث باسم الحكومة بدعوة الشعب إلى الصبر لحل مشاكل الشبكة العنكبوتية والفلترة.
وأفاد موقع "صابرين نيوز" الإيراني، في 16 أكتوبر (تشرين الأول) الجاري، بأن النيابة العامة في طهران رفعت دعوى قضائية ضد صحيفة "هم میهن" بسبب رسم كاريكاتيري تناول "النبي أيوب".
وذكر الموقع المقرب من الحرس الثوري أن "الكاريكاتير تناول موضوعًا اجتماعيًا، لكن تم رسم شخصية للنبي أيوب فيه".
وكانت المتحدثة باسم حكومة بزشكيان، فاطمة مهاجراني، قد صرحت في 14 أكتوبر، ردًا على سؤال حول رفع الحجب عن الإنترنت، وما إذا كان يجب انتظار انعقاد جلسة لجنة الفلترة، قائلة: "لا يمكننا إحداث تغييرات بشكل مفاجئ".
وأشارت مهاجراني إلى أن "عملية مراجعة الفلترة قيد المتابعة"، داعية الشعب إلى التحلي بالصبر.
وعلى أثر هذا التصريح، نشرت صحيفة "هم میهن"، في صفحتها الثالثة من عددها الصادر في 15 أكتوبر، كاريكاتيرًا للفنان الإيراني، أحمد عرياني، يتناول نصيحة مهاجراني للشعب بالصبر.
ويُظهِر الكاريكاتير، إحدى الشخصيات، تحت اسم "النبي أيوب"، في مواجهة مع شخصية تمثل مهاجراني، ويسألها: "عذرًا! ألم يتم حل مشكلة الفلترة بعد؟". لترد عليه الشخصية، التي تمثل المتحدثة باسم الحكومة، بأن الحل لم يتحقق بعد، وتطالبه بالمزيد من الصبر.
يشار إلى أن شبكة الإنترنت في إيران تخضع منذ أكثر من عقدين لرقابة صارمة من قًبل النظام، مما أجبر غالبية الإيرانيين على استخدام "برامج كسر الحجب" للوصول إلى المواقع والشبكات الاجتماعية المحجوبة.
ويعتبر الاستخدام الواسع لمثل هذه البرامج أحد الأسباب الرئيسة لبطء سرعة الإنترنت في إيران. كما يُشاع أن بعض الشخصيات الحكومية تحقق أرباحًا من بيع "برامج كسر الحجب".
وتعمل الحكومة الإيرانية على مشروع "الشبكة المحلية" بهدف قطع الوصول إلى الإنترنت العالمي، وفرض سيطرة كاملة على المحتوى الرقمي.
وكان الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، قد انتقد، خلال حملته الانتخابية، القيود المفروضة على الإنترنت، التي تحد من الحريات وتضر بآلاف الأعمال الصغيرة. ومع ذلك، لم تجرِ حكومته أي تغيير ملموس في السياسات الصارمة المتعلقة بحجب الإنترنت، والتي يحددها مجلس يضم شخصيات رفيعة في الدولة مثل قادة الحرس الثوري ومسؤولي الأمن.
وشدد بزشكيان، في أول حضور له لاجتماعات "المجلس الأعلى للفضاء السيبراني" في الأول من أكتوبر الجاري، على ضرورة تنفيذ السياسات التي أقرها المرشد الإيراني، علي خامنئي، في مجال الفضاء الإلكتروني.
كما دعا إلى معالجة مسألة انتشار "برامج كسر الحجب" في إيران بشكل دقيق وجاد.

بعد مرور نحو خمسة أشهر على خسارة التيار المتشدد في إيران الانتخابات الرئاسية لصالح الرئيس المدعوم من التيار الإصلاحي مسعود بزشكيان، لا يزال المتشددون بقيادة حزب "بيداري" يحاولون إضعاف الحكومة الجديدة.
وفي محاولة أخيرة لتوجيه ضربة قوية ضد الرئيس بزشكيان، أصدر كمران غزنفري، عضو في حزب "بيداري"، تهديداً شديد اللهجة. وحذّر من أنه إذا رفض الرئيس إقالة نائبه للشؤون الاستراتيجية وزير الخارجية الأسبق محمد جواد ظريف، فإن المتشددين عازمون على الإطاحة بالرئيس بزشكيان نفسه والدفع نحو إصدار حكم قضائي بسجنه لمدة لا تقل عن 15 عاماً.
ويبدو أن معارضة حزب "بيداري" لجواد ظريف تأتي على خلفية اتهامات بأن أبناءه يحملون الجنسية الأميركية، وهو ما يعتبره المتشددون سبباً كافياً لعدم أهليته لتولي أي منصب رفيع في إيران.
ورداً على هذه التهديدات، تحدث 3 شخصيات بارزون من الإصلاحيين لموقع "خبر أونلاين" واعتبروا تهديدات "بيداري" مجرد "خدعة". ووصف الفيزيائي النووي والمعلق أحمد شيرزاد تصريحات غزنفري بأنها "لا تستحق أن تؤخذ على محمل الجد"، مشيراً إلى أن الحجة القانونية التي قدمها النائب المتشدد، والمستندة إلى قانون "الوظائف الحساسة"، لا تعدو كونها أمنيات.
من جهته، استذكر وزير الطرق الإصلاحي الأسبق أحمد خرم أن جواد ظريف قد استقال سابقاً من الحكومة تحت تهديدات مماثلة، لكنه عاد بعد أن أشار المرشد علي خامنئي إلى عدم اعتراضه على وجوده في الحكومة.
وأكد خرم: "بزشكيان هو الورقة الأخيرة الرابحة للنظام. يجب على الجميع أن يتكاتفوا لمساعدته في حل مشكلات البلاد. لم يعد الوقت مناسباً للعداء والاستفزاز".
وفي الوقت ذاته، أشار رجل الدين والسياسي الإصلاحي البارز محمد علي أبطحي إلى أن حزب "بيداري" يحمل ضغينة تجاه حكومة بزشكيان، محذراً من أنه إذا نجحوا في التخلص من ظريف، فلن يكون الأخير الذي يستهدف بمثل هذه التهديدات.
وفي تطور آخر، قدم الصحافي الإصلاحي أحمد زيد آبادي تعليقاً ساخراً بأن 3 مشكلات ستُحل إذا نجح المتشددون في إحالة قضية بزشكيان إلى المحكمة وإصدار حكم بسجنه. وقال: "أولاً، سيوفرون على بزشكيان عناء التنقل بين الألغام السياسية، مما يتيح له قضاء ما تبقى من سنواته في راحة داخل زنزانة السجن. ثانياً، لن يواجه المواطنون الذين صوتوا له انتقادات من مواطنيهم. وثالثاً، مع وصول الأزمة الإقليمية إلى ذروتها، ربما تتمكن حكومة متشددة من التعامل مع مشكلات إيران بشكل أكثر كفاءة- وبالتالي قد يكشفون عن (المنقذ) الذي يدعون أنهم يمتلكونه".
وفي تعليق آخر على موقع "رويداد24"، كتب الصحافي الإيراني داوود هشمي أن إدارة بزشكيان تبدو مترددة بين الحفاظ على قاعدتها الاجتماعية أو شراء رضا منافسيها السياسيين.
وانتقد هشمي نهج بزشكيان التصالحي تجاه المتشددين، معتبراً أن أجندته للمصالحة الوطنية لا تعدو كونها تراجعاً بينما يتقدم خصومه السياسيون.
كما أشار هشمي إلى أن "بزشكيان وصل إلى السلطة في انتخابات شهدت إقبالاً ضئيلاً من الناخبين، مما جعل حكومته عرضة للتهديد. ولتثبيت إدارته، يجب عليه التركيز على تعزيز قاعدته الاجتماعية والتوقف عن نمط التراجع المستمر".
في الآونة الأخيرة، قام بزشكيان بتعيين عدة شخصيات سياسية متشددة كمحافظين إقليميين وفي مناصب حكومية أخرى، مما أثار غضب الفصائل الإصلاحية التي دعمته في الانتخابات ضد المنافسين المحافظين الأقوياء. ورغم أن الرئيس يبرر قراراته بمبدأ الوحدة الوطنية، يتهمه منتقدوه بتقديم تنازلات سياسية للمتشددين، ويصفون ذلك بـ"المساومات السياسية".
وقال محمد مهاجري، المتحدث لوسائل الإعلام الحكومية: "فصيل من منافسي بزشكيان يعتقد أنه إذا كان حقاً يؤمن بفكرة الوحدة الوطنية، فعليه تعيين محافظين من الفصيل المعارض في المحافظات التي حصل فيها على عدد أقل من الأصوات. ومع ذلك، قد يتحول هذا إلى (قشرة بطيخ) تحت قدميه، مما قد يؤدي إلى تعثر الحكومة وانزلاقها".
