بعد 15 عاماً دون إجازة.. الحكم بالسجن عامين ضد مريم أكبري في قضية جديدة
مريم أكبري منفرد، واحدة من أقدم السجينات السياسيات في إيران، قضت 15 عاماً في السجن دون أن تحصل على يوم واحد من الإجازة. انتهت فترة محكوميتها في 11 أكتوبر في سجن سمنان، لكنها ستبقى في السجن بسبب حكم بالسجن لمدة عامين آخرين في قضية جديدة تم فتحها ضدها أثناء وجودها في السجن.
وكتب حسين تاج، محامي أكبري منفرد، في 11 أكتوبر (تشرين الأول) على حسابه في منصة "إكس" ("تويتر" سابقاً) أنه بعد 15 عاماً من السجن مع النفي، انتهت فترة سجن مريم أكبري منفرد دون أن تحصل على يوم واحد من الإجازة.
وأشار تاج إلى أنه خلال هذه السنوات، تم تشكيل عدة قضايا ضد موكلته، والتي أُغلقت بإعلان براءتها، ولكن القضية الأخيرة أدت إلى الحكم بسنتين من السجن دون تقديم أدلة كافية، مضيفاً أن مكان تنفيذ العقوبة لمدة العامين يجب أن يكون في طهران وفقًا للقانون.
وفي يوليو (تموز) الماضي، أكد هذا المحامي أن أكتوبر الحالي يشهد نهاية فترة سجن أكبري منفرد، وأفاد بأن موكلته قد حُكم عليها بسنتين من السجن في قضية أخرى، وأن "مكتب تنفيذ أوامر الإمام" قدّم طلباً لحجز ومصادرة ممتلكات عائلتها وأقاربها.
وأوضح تاج، في ذلك الوقت، أن القضية الجديدة لمريم أكبري منفرد أُحيلت إلى الدائرة السادسة من المحكمة الثورية، المختصة بالنظر في القضايا المتعلقة بالمادة 49 من الدستور، وتم تحديد موعد لمراجعة القضية في أغسطس (آب).
وتم اعتقال مريم أكبري منفرد في عام 2009، وحُكم عليها بالسجن لمدة 15 عاماً بتهمة "الإضرار بالأمن القومي". وأعدم النظام الإيراني ثلاثة من إخوتها وشقيقتها في الثمانينيات بتهمة "العضوية في منظمة مجاهدي خلق".
أكبري منفرد هي أم لثلاث بنات، وتعتبر بعد زينب جلاليان أقدم سجينة سياسية في إيران. وفي فبراير (شباط) 2021، تم نفيها إلى سجن سمنان بعد قضائها لسنوات في سجون رجائي شهر وكَرَج وقَرتشك وورامين وإيفين.
وذكرت منظمة "هرانا" أن هذه السجينة السياسية تعيش في سجن سمنان دون مراعاة لمبدأ فصل الجرائم وافتقار السجن إلى المرافق الصحية.
وفي يوليو 2023، أصدرت مجموعة من السجينات السياسيات وزميلات أكبري منفرد السابقات رسالة للاحتجاج على توجيه اتهامات جديدة ضدها، واصفات هذا الإجراء بأنه "انتقام من السلطة القضائية بسبب المطالبة بالعدالة"، وطالبوا بالإفراج الفوري وغير المشروط عنها.
كما أعربت منظمة العفو الدولية وغيرها من الهيئات الحقوقية مراراً وتكراراً عن احتجاجها على استمرار سجنها دون إجازة واحدة وحرمانها من الخدمات الطبية.
أعلنت منظمة الشرطة الجنائية الدولية (الإنتربول)، اعتقال شان مكغوفرن، العضو البارز في عصابة كيناهان الأيرلندية للجريمة المنظمة، وأحد أخطر المجرمين المطلوبين على مستوى العالم، في الإمارات العربية المتحدة، وقد أفادت تقارير صحافية بوجود علاقات بين هذا التنظيم وإيران وحزب الله.
ووفقًا لتقارير "الإنتربول"، فإن هذا الرجل البالغ من العمر 38 عامًا، والذي يُعد أحد الأعضاء رفيعي المستوى في عصابة كيناهان الإجرامية، تم القبض عليه يوم الخميس 10 أكتوبر (تشرين الأول) الجاري، بواسطة شرطة دبي.
وجاء هذا الاعتقال بعد صدور نشرة حمراء من منظمة الشرطة الجنائية الدولية، الخاصة بالمطلوبين دوليًا.
وقال يورغن ستوك، الأمين العام لـ"الإنتربول"، حول اعتقال هذا العضو البارز في "كيناهان": "تم القبض على أحد المجرمين المطلوبين من قِبل أيرلندا، بفضل الجهود المشتركة للسلطات الأيرلندية والإماراتية". وأضاف أن "حالات من هذا القبيل تؤكد قيمة التعاون بين الشرطة الدولية، وتظهر مرة أخرى أنه لا يمكن لأي هارب أن يظل محصنًا من العدالة".
وأضاف ستوك: "مكغوفرن، المتهم بجرائم تشمل القتل وقيادة مجموعة إجرامية منظمة، في انتظار تسليمه إلى أيرلندا".
وفي 21 أبريل (نيسان) 2023، تم الإبلاغ عن أن قائد هذه العصابة الإجرامية، دانيال كيناهان، فر إلى إيران؛ هربًا من الاعتقال والتسليم.
وقد أفادت صحيفة "التايمز" البريطانية، في 13 مايو (أيار) 2023، بوجود علاقات بين عصابة كيناهان وإيران وحزب الله.
وبحسب تقرير "التايمز"، فقد استخدمت عصابة كيناهان النظام المالي السري لحزب الله لدفع أموال إلى مجموعات إجرامية مختلفة، بما في ذلك كارتلات المخدرات في أميركا الشمالية.
وأشار التقرير إلى أن عصابة كيناهان قامت أيضًا بشراء طائرات مستعملة وقطع غيارها للجيش الإيراني من دول أفريقية وأميركا الوسطى من خلال مستندات مزيفة وشركات خارجية.
وذكرت "التايمز"، في العام الماضي، أن ضباط مكافحة الإرهاب البريطانيين كشفوا أن الشرطة والمخابرات أحبطت 15 مؤامرة إيرانية لاختطاف أو قتل "معارضي النظام".
وأشارت الصحيفة إلى أن هذا جاء بعد أن أغلقت قناة "إيران إنترناشيونال" استوديوهاتها في لندن، بناءً على توصية من الشرطة البريطانية، التي قالت إنها لا تستطيع ضمان أمن موظفي هذه القناة، بعد تلقيهم تهديدات من طهران.
وتم الحصول على الأدلة الأولى حول صلة عصابة كيناهان بطهران وحلفائها في عام 2016، عندما تم التعرف على نوفل فصيح، وهو مجرم هولندي من أصل مغربي، بشقة في العاصمة الأيرلندية، دبلن، تحت اسم مستعار هو عمر قزواني.
ويبدو أن فصيح، الذي يبلغ من العمر 42 عامًا، كان تاجر مخدرات في الشارع ولكنه حقق ثروة. وفي ذلك الوقت، أخبرت "الإنتربول" أجهزة الأمن الأيرلندية بأن فصيح كان مطلوبًا.
وكان الهولنديون يبحثون عنه لصلته باغتيال محمد رضا كلّاهى صمدى عام 2015، وهو معارض إيراني يبلغ من العمر 56 عامًا، حُكم عليه بالإعدام من قِبل نظام طهران.
وكان صمدي متهمًا من قِبل النظام الإيراني بالضلوع في تفجير مقر حزب "جمهوري إسلامي" في طهران عام 1981، وكان يعيش مع زوجته وعائلته في هولندا.
وتوصل جهاز الأمن الهولندي إلى أن اغتيال صمدي كان واحدًا من عمليتين سياسيتين نفذتهما إيران على الأراضي الهولندية. وأظهرت هذه الاغتيالات والتحقيقات المماثلة أن طهران كانت ضالعة في خطة تفجير في باريس، ومؤامرة اغتيال تم إحباطها في الدنمارك.
وأدت جرائم النظام الإيراني هذه إلى فرض عقوبات من الاتحاد الأوروبي على طهران، عام 2019.
وقامت أجهزة الأمن في أوروبا، خلال السنوات الأخيرة، بإجراء تحقيقات واسعة حول استخدام إيران للعصابات الإجرامية لاستهداف معارضيها.
وقد ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، مؤخرًا، أن النظام الإيراني، الذي لديه تاريخ في استخدام عصابات إجرامية، لمهاجمة أهداف معينة في الدول الغربية، لا يزال يسعى إلى استخدام هذه الجماعات لاستهداف مصالح إسرائيل في جميع أنحاء العالم.
نشرت مجلة "بوليتيكو" الأميركية تقريرًا مفصلاً، تناول محاولات إيران لقتل دونالد ترامب، ومسؤولين عسكريين وحكوميين أميركيين آخرين، مشيرة إلى أن المسؤولين في الولايات المتحدة باتوا يدركون أن "تهديدات طهران المتكررة ليست فارغة، وأنها لن تتراجع قريبًا".
وبدأت طهران في توجيه تهديدات شديدة ضد الرئيس الأميركي السابق، وكل من شارك في تشكيل استراتيجيته للأمن القومي، منذ ديسمبر (كانون الأول) 2019، عندما أمر ترامب بشن غارة بطائرة مسيّرة استهدفت قاسم سليماني، قائد فيلق القدس وأقوى قائد عسكري في إيران آنذاك، وقد نشرت طهران مقاطع فيديو تتعهد فيها بقتل ترامب وكل من ساعد في التخطيط للهجوم، الذي أدى إلى مقتل سليماني.
وقد مرر مسؤولو الاستخبارات الأميركية معلومات لحملة ترامب الانتخابية، حول تهديدات بالقتل موجهة إليه من قِبل إيران، خلال الشهر الماضي، كما أعلنت حملة المرشح الحالي للانتخابات الرئاسية الأميركية تلقيها تحذيرات بأن التهديد قد تصاعد "خلال الأشهر القليلة الماضية".
وقد جاءت هذه الإحاطة بعد محاولتين فاشلتين لاغتيال ترامب في الصيف الماضي، رغم عدم وجود دليل يربط هاتين المحاولتين بطهران.
وذكرت "بوليتيكو"، في تقريرها أن "12 مسؤولاً أميركيًا مطلعًا أفادوا بأن جهود النظام الإيراني لقتل ترامب ومسؤولين كبار سابقين، تورطوا في مقتل سليماني، كانت أوسع وأكثر عدوانية مما كان يُعتقد سابقًا".
وقال مت أولسن، مساعد المدعي العام للأمن القومي بالولايات المتحدة: "هذه التهديدات خطيرة للغاية. إيران أعلنت بوضوح عزمها الانتقام من المسؤولين، الذين شاركوا في مقتل سليماني".
وذكرت "بوليتيكو" أنه في الوقت الذي تبذل فيه الحكومة الأميركية جهودًا غير مسبوقة لحماية العديد من هؤلاء المسؤولين، فإن البعض منهم يواجه تهديدات مماثلة، ولكنهم لا يحصلون على الدعم الحكومي.
وتحدثت "بوليتيكو" مع 24 شخصًا كانوا على دراية مباشرة بهجوم سليماني أو التهديدات التي أعقبته، بمن في ذلك نواب حاليون وسابقون في الكونغرس الأميركي، وعملاء في الخدمة السرية، ومساعدون في الكونغرس أيضًا، ومسؤولون أميركيون كبار. ولم يرغب بعض هؤلاء الأشخاص في ذكر أسمائهم؛ بسبب استمرار التهديدات أو حساسية وظائفهم.
ووفقًا لما ذكرته "بوليتيكو"، فإن هؤلاء قدموا صورة جماعية لتهديد إرهابي أوسع وأكثر خطورة من مجرد مقاطع الفيديو أو التصريحات القاسية أو المنشورات المهددة على وسائل التواصل الاجتماعي.
وفي مقابلاتهم مع "بوليتيكو"، شرح هؤلاء الأفراد تفاصيل المحاولات لاختراق ومراقبة المسؤولين السابقين وأفراد عائلاتهم، وتحذيرات شخصية من مكتب التحقيقات الفيدرالي بشأن تهديدات جديدة من إيران، بالإضافة إلى نقاشات متوترة ومتزايدة حول كيفية حماية هؤلاء الأشخاص في ظل المؤامرات المستمرة، ومحاولات مشتبهين إيرانيين لملاحقة مسؤول أميركي، أثناء سفره إلى الخارج.
ويرى العديد من الأشخاص، الذين تحدثوا إلى "بوليتيكو"، أن الحكومة الأميركية ما زالت تواجه تهديدات إيران، ولم تتمكن بعد من وضع حل دائم لحماية جميع الأشخاص المهددين، مما يتيح لطهران فرصة تنفيذ تهديداتها.
وقالت ميغان ريس، المستشارة السابقة للسيناتور الجمهوري، ميت رومني من ولاية يوتا، والتي ناقشت في الكونغرس تهديدات إيران: "العديد من الأشخاص، الذين ربما يُعتبرون أهدافًا مهمة جدًا لم يتلقوا تقريبًا أي دعم".
وخصص المشرعون الأميركيون، في الآونة الأخيرة، ميزانية إضافية لدعم وزارتي الدفاع والخارجية لتوفير حماية غير مسبوقة لبعض المسؤولين السابقين؛ حيث إن تهديدات إيران بقتل هؤلاء الأفراد تكلف الحكومة الفيدرالية نحو 150 مليون دولار سنويًا.
ووفقًا لـ"بوليتيكو"، فإن العديد من المسؤولين السابقين في مجلس الأمن القومي، الذين يعتقد بعضهم أنهم مدرجون في قائمة اغتيالات إيران، يعملون بشكل مستقل. هؤلاء يعتقدون أنه يجب على الخدمة السرية حمايتهم؛ لأنهم عملوا لصالح البيت الأبيض، لكن هذا لم يحدث من قبل ولا يحدث حاليًا.
وذكرت "بوليتيكو" أن بعض هؤلاء المسؤولين ينفقون مئات الآلاف من الدولارات سنويًا لحماية أنفسهم وعائلاتهم. وقد امتنعت الخدمة السرية عن الرد على طلبات التعليق من "بوليتيكو".
وصرح شون ساوث، المتحدث باسم مجلس الأمن القومي، بأن إدارة بايدن تعتبر تهديدات إيران "أولوية قصوى للأمن الوطني والداخلي". وأضاف ساوث أن إيران ستواجه "عواقب وخيمة" إذا هاجمت أي مواطن أميركي، بمن في ذلك أولئك الذين خدموا في الحكومة.
وحتى اغتيال مسؤول أميركي أقل رتبة من الرئيس السابق يمكن أن يؤدي إلى أزمة خطيرة بين البلدين، إذ قال النائب الديمقراطي، جيم هايمز: "ستعتبر الحكومة الأميركية هذا العمل عدائيًا في الوقت الحالي، لا أعلم كيف سيكون رد فعلنا على مثل هذا الحدث، لكنني أعلم أن ذلك اليوم لن يكون يومًا سعيدًا بالنسبة للنظام الإيراني".
مخاطرة اغتيال سليماني
ذكرت "بوليتيكو" أن إدارة ترامب كانت على علم بأن مقتل سليماني سيثير انتقامًا شديدًا؛ حيث كان سليماني، الذي قاد فيلق القدس، الذراع العسكرية للنظام الإيراني، ومهندس الحروب التي خاضتها طهران عبر وكلائها في جميع أنحاء الشرق الأوسط، كما كان أحد المقربين من المرشد علي خامنئي، أقوى شخصية في النظام الإيراني.
وقال علي واعظ، الخبير في الشؤون الإيرانية بمجموعة الأزمات الدولية، لـ"بوليتيكو": "كان سليماني بمثابة ابن للمرشد". ووصف علي واعظ الهجوم الأميركي على قاسم سليماني بأنه "انتهاك استثنائي" لسيادة إيران. وبينما تصنف الولايات المتحدة "فيلق القدس" منظمة إرهابية، يُعتبر هذا الفيلق في إيران جزءًا رسميًا من القوات المسلحة الإيرانية، ووفقًا لقول واعظ: "من وجهة نظرهم، لا يمكن السماح بأن تمر جريمة قتل أكبر قائد عسكري لديهم دون عقاب".
وخلص مسؤولو "البنتاغون"، في عهد ترامب، إلى أن قاسم سليماني كان مسؤولاً عن مقتل أو إصابة الآلاف من الأميركيين، خلال حرب الولايات المتحدة في العراق. وقال التقرير إن الضربة الجوية التي أمر بها ترامب على سليماني وتسعة آخرين من الميليشيات المدعومة من إيران "أوقفت خططًا نشطة" لقتل المزيد من الأميركيين.
وعلى الرغم من المخاوف من اندلاع حرب شاملة، كان الرد الأولي لإيران على الهجوم هادئًا نسبيًا، حيث أطلقت صواريخ باليستية على القوات الأميركية في العراق، ولم تسفر عن مقتل أي جنود أميركيين.
وقد دفع هذا الاعتقاد لدى ترامب وأنصاره بأن إيران قد تراجعت عن المواجهة، لكن الميليشيات الموالية لطهران استمرت في شن هجمات على القوات الأميركية في العراق عدة أشهر بعد الهجوم، مما أدى إلى تهديد وزير الخارجية آنذاك، مايك بومبيو، بإغلاق السفارة الأميركية في بغداد.
وفي هذا الوقت، وفقًا لتقرير" بوليتيكو"، بدأت إيران في وضع خطط لتعقب واستهداف بعض المسؤولين الكبار في إدارة ترامب، وأشار عدد من المصادر إلى أن الاستخبارات الأميركية لم تتوقع أن تحاول إيران الانتقام بمهاجمة مسؤول أميركي، لكن التقييمات الأميركية أكدت أن طهران بدأت فورًا في التحضير لهذا الانتقام بعد مقتل سليماني.
وبمرور الوقت، أصبحت تهديدات طهران أكثر وضوحًا، حيث نشر المرشد الإيراني، علي خامنئي، بعد عام من مقتل سليماني، رسالة على وسائل التواصل الاجتماعي تقول: "يجب معاقبة من أمروا بقتل سليماني، ومن نفذوا الجريمة، وسيتم الانتقام في الوقت المناسب".
وأشار العديد من الأشخاص، الذين تحدثوا إلى "بوليتيكو"، إلى أن إيران تفتقر إلى فرق اغتيالات متقدمة، وربما لن تتمكن من الوصول إلى شخصية محمية جيدًا داخل الولايات المتحدة. لكن محاولتي اغتيال فاشلتين استهدفتا ترامب في صيف هذا العام أثارتا التساؤلات حول قدرة الحكومة الأميركية على حماية كبار مسؤوليها السابقين.
وفي هذا السياق، وصف مسؤول كبير سابق في إدارة ترامب التهديدات الإيرانية بأنها غير مسبوقة؛ حيث لم يسبق أن تعرض مسؤول أميركي رفيع لهذا النوع من التهديدات المباشرة من قِبل دولة معادية.
كما أشار بعض المسؤولين السابقين إلى الجهود المستمرة، التي تبذلها إيران لمراقبة مسؤولين أميركيين سابقين، بما في ذلك تتبع خطط سفرهم وجدولهم اليومي، وهي محاولات تُنفذ في الغالب عبر الإنترنت، لكنها لا تقتصر عليهم.
وأوضحت مصادر "بوليتيكو" أن مكتب التحقيقات الفيدرالي "إف بي آي" نظم جلسات توجيهية للأشخاص، الذين استهدفتهم التهديدات، لتعريفهم بالتهديدات وتعليمهم كيفية حماية أنفسهم. وأضاف مسؤول سابق في "البنتاغون": "الإيرانيون ليسوا بارعين، لكنهم شديدو الإصرار. وبالطبع، هم بحاجة فقط إلى أن يكونوا محظوظين مرة واحدة".
رغم ذلك، لا يزال من غير الواضح متى وكيف قد تسعى إيران للانتقام. وتحدث أربعة أشخاص لـ"بوليتيكو" عن مثال سلمان رشدي، الذي تعرض لمحاولة اغتيال بعد أكثر من 30 عامًا على صدور فتوى بإعدامه من قِبل المرشد السابق لإيران، ردًا على كتابه المثير للجدل "آيات شيطانية"، وقد أدى الهجوم إلى إصابة رشدي بجروح خطيرة وفقدان إحدى عينيه.
ووصف مسؤول كبير سابق في الأمن القومي الأميركي هذه الفتاوى بأنها "مدى الحياة"، مؤكدًا أن "التهديدات من إيران لا تزال قائمة".
وبعد مرور أكثر من أربع سنوات على مقتل قاسم سليماني، لا تزال آثار هذا القرار تهيمن على دائرة الأمن القومي في واشنطن. وإلى جانب ترامب، الذي يتمتع بحماية جهاز الخدمة السرية بصفته رئيسًا سابقًا، هناك حماية خاصة لعدد من الجنرالات والدبلوماسيين والمستشارين المدنيين السابقين في البيت الأبيض.
ووفقًا لتقرير "بوليتيكو"، تشمل قائمة الأشخاص المهددين من إيران، والمحميين من قِبل الحكومة الفيدرالية، كلاً من وزير الدفاع الأميركي السابق مارك إسبر، ورئيس هيئة الأركان المشتركة السابق مارك ميلي، ورئيس وكالة الأمن القومي السابق بول ناكاسون، وقائد القيادة المركزية الأميركية السابق كينيث ماكنزي، ووزير الخارجية السابق مايك بومبيو، والمبعوث الخاص السابق لشؤون إيران، براين هوك.
كما فرضت إيران عقوبات مالية رمزية على أكثر من 50 مسؤولاً سابقًا في إدارة ترامب، وأصدرت "إشعارات حمراء" إلى "الإنتربول" للمطالبة باعتقالهم.
ويعتقد البعض أن تهديد إيران يشكل خطرًا كبيرًا على مجموعة من المسؤولين الأميركيين، الذين ظهرت صورهم إلى جانب صورة دونالد ترامب في فيديو دعائي، نُشر عبر حساب مرتبط بالحرس الثوري الإيراني في ديسمبر (كانون الأول) 2022 على وسائل التواصل الاجتماعي؛ حيث كان هناك تهديد ووعيد بالانتقام من "المسؤولين عن استشهاد قاسم سليماني" في هذا الفيديو.
ويظهر في هذا الفيديو اثنان من المسؤولين، الذين لا يزالون في مناصب حكومية، بينما تقاعد ثلاثة آخرون، لكنهم جميعًا يتلقون خدمات حماية وأمن حكومي. وأفاد بعض هؤلاء المسؤولين لـ"بوليتیكو" بأن هناك أربعة أشخاص آخرين ظهروا أيضًا في الفيديو، لا يحظون بأي حماية حكومية، رغم تلقيهم ما لا يقل عن تحذيرين من مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) بشأن التهديدات الإيرانية، وهؤلاء الأربعة كانوا يعملون في مجلس الأمن القومي الأميركي.
الجدير بالذكر أن الغالبية العظمى من المسؤولين، الذين يحظون بحماية حكومية كانوا يعملون في وزارتي الدفاع والخارجية اللتين حصلتا في السنوات الأخيرة على ميزانية إضافية من الكونغرس لتعزيز قدراتهما على مواجهة التهديدات الإرهابية الإيرانية.
كما خصص المشرعون الأميركيون 40 مليون دولار لوزارة الخارجية، مؤخرًا، لحماية وزير الخارجية السابق، مايك بومبيو، والمبعوث الخاص السابق لشؤون إيران، براين هوك، كما دعّم الكونغرس وزارة الدفاع (البنتاغون)، لزيادة قدرتها على تعويض المسؤولين السابقين، الذين يحتاجون إلى حماية أو تمديدها، طالما استمرت التهديدات الإيرانية. ويُقدر أحد المساعدين بـ"الكونغرس" أن هذه التدابير تُقدر بنحو 100 مليون دولار سنويًا.
ويجادل البعض بأن إيران لن تكتفي إلا باغتيال شخصية تعتبر معادلة لسليماني، وأن المسؤولين، الذين تم تهديدهم لا ينبغي أن يشعروا بالخوف المفرط على حياتهم. ومع ذلك، أعربت "بوليتیكو" عن قلقها من غياب الحماية عن المسؤولين السابقين في مجلس الأمن القومي، خاصة أن هؤلاء كانوا من بين الأقرب إلى الملفات الحساسة المتعلقة بإيران.
وظهر أول مؤشر علني على رغبة إيران في اغتيال مسؤول أميركي سابق، عندما تم الكشف عن مخطط لاغتيال جون بولتون، مستشار الأمن القومي السابق للرئيس ترامب.
وعلى الرغم من أن بولتون ترك منصبه قبل اغتيال سليماني، فإنه كان واحدًا من أبرز المؤيدين لسياسات التصعيد ضد إيران، وغالبًا ما عبّر عن مواقفه الحادة ضد النظام الإيراني في وسائل الإعلام.
وفي ديسمبر 2021، قامت إدارة بايدن بتمديد خدمات الحماية لتشمل بولتون، لكنها تأخرت قليلاً في هذا القرار، ووفقًا لدعوى جنائية قدمتها وزارة العدل لاحقًا، بدأ أحد أفراد الحرس الثوري الإيراني في نوفمبر (تشرين الثاني) من ذلك العام بالبحث عن أشخاص يمكنهم تنفيذ عملية اغتيال بولتون داخل الولايات المتحدة.
وفي يونيو (حزيران) 2022، كان روبرت أوبراين، مستشار الأمن القومي لترامب خلال فترة اغتيال سليماني، في باريس لتسلم جائزة من الحكومة الفرنسية. ووفقًا لمسؤول سابق في جهاز الخدمة السرية وشخصين آخرين مطلعين على القضية، لاحظ عملاء الخدمة السرية في ذلك الوقت شخصين من الشرق الأوسط يراقبان أوبراين في باريس، في إحدى المرات، تم سحب أوبراين من اجتماع في فندق ريتز وإعادته إلى غرفته لحمايته.
ولم يتضح بعد ما إذا كانت التهديدات ضد أوبراين قد تراجعت منذ ذلك الحين، لكنه لم يعد يتلقى حماية حكومية، ما أثار انتقادات، بما في ذلك من قِبل مايك ترنر، رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس النواب.
تصاعد التهديدات ضد ترامب
وأفاد تقرير "بوليتیكو" بأن هناك اعتقادًا متزايدًا بأن الخطر، الذي تشكله إيران على ترامب آخذ في التصاعد.
وأعلنت وزارة العدل، في يوليو (تموز) من هذا العام، أن مكتب التحقيقات الفيدرالي اعتقل عميلاً إيرانيًا كان قد دخل إلى الولايات المتحدة بهدف ترتيب اغتيال "شخصية سياسية"؛ انتقامًا لمقتل قاسم سليماني. وهذا الشخص مواطن باكستاني كان على اتصال مع الحرس الثوري الإيراني.
وفي بيان له، قال السيناتور الجمهوري، ماركو روبيو، وهو عضو بارز في لجنة الاستخبارات بمجلس الشيوخ: "لا شك أن تهديد النظام الإيراني لاستهداف ترامب أصبح أكثر واقعية من أي وقت مضى".
وطلبت حملة ترامب الانتخابية، يوم أمس 11 أكتوبر (تشرين الأول)، من السلطات الأميركية فرض تدابير حماية إضافية، تشمل نشر طائرات عسكرية وفرض قيود على الطيران في محيط التجمعات والمقرات، التي يوجد فيها الرئيس السابق، وذلك بسبب التهديدات الإيرانية.
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي، أدريان واتسون، في تعليق له: "أمر الرئيس جو بايدن جهاز الخدمة السرية باستخدام كل الموارد والقدرات والإجراءات الأمنية الضرورية لحماية الرئيس السابق".
وأضافت إدارة بايدن أنها وجهت تحذيرات لطهران تطالبها بالامتناع عن تنفيذ أي مخططات تستهدف ترامب أو أيًا من المسؤولين الأميركيين السابقين.
وفي ختام تقريرها، تناولت "بوليتیكو" قضية المسؤولين الآخرين- مثل روبرت أوبراين، مستشار الأمن القومي لترامب- الذين لا يتلقون حماية حكومية، ويضطرون لدفع مئات الآلاف من الدولارات سنويًا؛ لحماية أنفسهم وأسرهم من التهديدات الإيرانية.
ذكرت صحيفة "الشرق الأوسط"، نقلاً عن مصادر دبلوماسية لم يتم الكشف عن أسمائها، أن إيران بعثت برسالة إلى الدول الأوروبية، هي في الواقع موجهة إلى إسرائيل، أكدت فيها أنه إذا كان الهجوم الإسرائيلي محدودًا، فإنها ستتجاهله ولن ترد عليه.
وأفادت الصحيفة يوم أمس الجمعة 11 أكتوبر (تشرين الأول) أن إيران تناولت في هذه الرسالة كيفية ردها على الهجوم المحتمل من قبل إسرائيل.
وأوضحت "الشرق الأوسط"، نقلاً عن مصادرها: "في الرسالة الموجهة من إيران، والتي هي في الأساس رسالة غير مباشرة إلى إسرائيل، قيل إن طهران ستتغاضى عن الهجوم الإسرائيلي ولن ترد عليه، إذا كان محدودا".
وأضافت الصحيفة أنه في حال قامت إسرائيل بهجوم فعال على المنشآت النفطية والنووية الإيرانية، فإن طهران لن تجد خيارًا سوى تجاوز الخطوط الحمراء.
وأكدت "الشرق الأوسط" أن الولايات المتحدة على دراية بهذه الرسالة، لكنها لم توضح ما تعتبره إيران هجومًا "محدودًا"، أو كيف يعتبر ردها على الهجوم الإسرائيلي بمثابة "تجاوز للخطوط الحمراء".
وبينما كانت الشرق الأوسط تنقل أخبار الرسالة غير المباشرة من إيران إلى إسرائيل، مشجعة إياها على القيام بـ"هجوم محدود" لا يشمل المنشآت النفطية والنووية، أفادت شبكة "NBC News" يوم الجمعة 11 أكتوبر، نقلاً عن مسؤولين أميركيين، أن إسرائيل توصلت إلى قرار أكثر وضوحًا بشأن الهجوم الانتقامي على إيران، وتخطط لمهاجمة الأهداف العسكرية والطاقة في إيران.
ووفقًا لهذا التقرير، لا توجد أي مؤشرات على أن إسرائيل ستستهدف المنشآت النووية أو المسؤولين الحكوميين، ولكن المسؤولين الإسرائيليين أكدوا أنهم لم يتخذوا قرارًا نهائيًا حول كيفية وموعد الرد الانتقامي.
وذكرت شبكة "NBC News" نقلاً عن مسؤولين أميركيين أنه لا توجد معلومات حول موعد الهجوم الإسرائيلي، لكن الجيش الإسرائيلي في حالة استعداد تام للتحرك بمجرد صدور الأوامر.
وفي وقت سابق من يوم الجمعة، أفادت شبكة "CNN" نقلاً عن مصادر مطلعة لم يُكشف عن أسمائها، أن إيران تشعر بقلق شديد ودخلت في اتصالات دبلوماسية عاجلة مع الدول في الشرق الأوسط لتقييم إمكانية تقليل شدة الهجوم العسكري الإسرائيلي.
ويبدو أن رد إسرائيل على الهجمات الصاروخية التي شنتها إيران في 1 أكتوبر أصبح أمرًا حتميًا وغير قابل للتجنب. حيث صرح يوآف غالانت، وزير الدفاع الإسرائيلي، يوم الأربعاء 8 أكتوبر، بأن هجوم بلاده على إيران سيكون قاتلًا ودقيقًا ومفاجئًا.
وأضافت شبكة "CNN" نقلاً عن مصادرها أن إيران طلبت من جيرانها تقديم المساعدة لحماية نفسها.
وأشار التقرير إلى أن قلق قادة إيران يأتي من عدم تأكدهم مما إذا كانت الولايات المتحدة قادرة على إقناع إسرائيل بعدم مهاجمة المواقع النووية ومنشآت النفط الإيرانية.
وذكر التقرير سببًا آخر لقلق إيران وهو أن أهم مجموعة شبه عسكرية تابعة لها في المنطقة، حزب الله، قد ضعفت بشكل ملحوظ نتيجة العمليات العسكرية الإسرائيلية في الأسابيع الأخيرة.
وتجري الولايات المتحدة مشاورات مع إسرائيل حول كيفية الرد على هجوم 1 أكتوبر إيران. وقد صرح المسؤولون الأميركيون بوضوح أنهم لا يرغبون في أن تستهدف إسرائيل المواقع النووية أو حقول النفط الإيرانية. حيث أبلغ جو بايدن، رئيس الولايات المتحدة، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يوم الأربعاء 8 أكتوبر، عبر الهاتف أن الهجوم الانتقامي الإسرائيلي يجب أن يكون "متناسبًا"، وكانت هذه هي المحادثة الأولى بينهما منذ ما يقرب من شهرين.
وقال دبلوماسي عربي لشبكة "CNN" إن حلفاء الولايات المتحدة في الخليج، بما في ذلك الإمارات العربية المتحدة والبحرين وقطر، أبدوا قلقهم من الهجوم المحتمل على المنشآت النفطية الإيرانية، والذي قد يؤدي إلى تأثيرات سلبية اقتصادية وبيئية على المنطقة بأسرها.
تشعر إيران بالتوتر إزاء احتمالية تعرض منشآتها النووية لضربات إسرائيلية، وتستخدم برنامجها النووي المثير للجدل كورقة ضغط لإرسال رسالة ليس لإسرائيل فقط، بل للولايات المتحدة أيضًا، وفقًا لخبير في شؤون الأمن بالشرق الأوسط.
وقد ظهر أليكس وطن خاه، مدير برنامج إيران في معهد الشرق الأوسط، في برنامج "عين على إيران" الذي تقدمه قناة "إيران إنترناشيونال"، وقال إن أكثر ما تخشاه الحكومة الإيرانية في طهران هو هجوم على بنيتها التحتية النووية، التي تعد إنجازها الأهم خلال 45 عامًا من الحكم.
وأوضح وطن خاه أن الحكومة الإيرانية ربما تمارس ضغوطًا على الإدارة الأميركية للحد من تحركات إسرائيل ومنع أي هجوم على مواقعها النووية، خاصة بعد القصف الصاروخي الإيراني الذي وقع في الأول من أكتوبر. وأضاف أن شبكة "سي إن إن" أفادت بأن إيران تشعر بالتوتر وتقوم بجهود دبلوماسية مع دول الشرق الأوسط في محاولة لتقليل حدة الرد الإسرائيلي على هجومها الصاروخي الباليستي.
وفي يوم الجمعة، التقى الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي دعا إلى "نظام عالمي جديد" يضم حلفاء روسيا. وقد اجتمعت إيران، الأسبوع الماضي، أيضًا مع وزير الخارجية السعودي. فيما أفادت قناة 12 الإسرائيلية بأن الولايات المتحدة ودولًا عربية تجري مفاوضات سرية مع إيران تهدف إلى التوصل إلى وقف شامل لإطلاق النار في المنطقة، وهو ما نفته الولايات المتحدة.
ونقلت "سي إن إن" عن مصادر مطلعة أن طهران قلقة مما إذا كان بإمكان الولايات المتحدة إقناع إسرائيل بتقليل نطاق ردها. وفي الوقت ذاته، دعا أكثر من ثلاثة عشر نائبًا في إيران هذا الأسبوع البلاد إلى السعي لتطوير أسلحة نووية، وهو تطور غير مسبوق في انفتاح المسؤولين الإيرانيين والإعلام على مناقشة إمكانية امتلاك قنبلة نووية، وهو أمر كان غير قابل للتفكير قبل سنوات قليلة.
وأشار وطن خاه في حديثه لبرنامج "عين على إيران" إلى أن "هذا كله يعكس خوفًا كبيرًا لدى النظام الإيراني الذي ينتظر ما ستفعله إسرائيل فيما يتعلق بردها الانتقامي". وأضاف: "الرسالة موجهة للولايات المتحدة: إذا لم توقفوا إسرائيل، فسوف نسعى للتسلح النووي. لا تدفعونا إلى هذا. المقصود بذلك هو عدم استهداف منشآتنا النووية. تذكروا أن هذا برنامج نووي مضى عليه نحو ربع قرن، وتكلف مليارات الدولارات".
ومن وجهة نظر إيران، فإن إسرائيل تعتمد على الولايات المتحدة. والسؤال المطروح الآن هو: هل ستستجيب إسرائيل لدعوات إدارة بايدن، التي تحثها على الرد بشكل "متناسب"؟ وتحث الولايات المتحدة وجيران إيران الأغنياء بالنفط إسرائيل على عدم استهداف المنشآت النووية والنفطية الإيرانية.
كيف سترد الحكومة الإسرائيلية، خاصة في ظل التقارير التي تشير إلى توتر العلاقات بين بايدن ونتنياهو، ما زال غير واضح. لأول مرة منذ شهرين، تحدث بايدن ونتنياهو هاتفيًا يوم الأربعاء، وركزت المكالمة على خطط إسرائيل للرد على إيران.
يقول وطن خاه: "لا يمكنني التنبؤ بما سيفعله نتنياهو. إنهم يسعون للقضاء على جميع أعدائهم الكبار، سواء كان ذلك حماس، أو حزب الله، أو إيران. هل تستطيع إسرائيل القيام بذلك وحدها؟".
تزايدت المخاوف الإيرانية نتيجة ضعف حزب الله، الذراع الأقوى لإيران بين وكلائها، إذ تعرض الحزب لانتكاسات كبيرة بسبب الهجمات الإسرائيلية. وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن إسرائيل اغتالت زعيم الحزب حسن نصرالله ومن كان سيحل محله. وفي الشهر الماضي، وقعت سلسلة من الانفجارات في أجهزة اتصالات تابعة لحزب الله في لبنان، وهو هجوم غير مسبوق على أجهزة الاتصالات.
وأوضح وطن خاه أن إيران لم تعد قادرة على التستر خلف وكلائها العرب، وذلك بعد أن نظمت حملة متعددة الجبهات ضد إسرائيل دون التضحية بنفسها. وأضاف أن المرشد الإيراني علي خامنئي، من جهة، يقول إنه لا يريد الحرب مع إسرائيل، ومن جهة أخرى، يواصل دعم مجموعات مثل حماس وحزب الله لضرب إسرائيل، مع دعوات لتدمير الدولة اليهودية.
وقال وطن خاه: "هذا هو الموقف الذي يمكن تلخيصه بأنك تريد محاربة إسرائيل حتى آخر جندي عربي". ولكن الآن، تستعد إسرائيل لنقل القتال إلى الأراضي الإيرانية، وتبلغ السلطات الإيرانية بأنها لم تعد قادرة على الاختباء خلف وكلاء عرب "يتم التخلص منهم".
وفقًا لتقرير نشرته شبكة "سي إن إن"، بدأت الحكومة الإيرانية مساعي دبلوماسية عاجلة مع دول الشرق الأوسط، وذلك بسبب قلقها من رد انتقامي محتمل لإسرائيل عقب الهجوم الصاروخي الإيراني الأخير.
وتهدف هذه التحركات، وفقًا للتقرير، إلى تقليل حدة الرد الإسرائيلي على هذا الهجوم أو في حال فشل المساعي، تأمين دعم يحمي طهران.
وأفادت مصادر مطلعة أن قلق إيران الرئيسي وهو ما إذا كانت الولايات المتحدة قادرة على منع إسرائيل من مهاجمة المنشآت النووية والنفطية الإيرانية.
إضافة إلى ذلك، زادت المخاوف بعد أن تم إضعاف حزب الله، الحليف الأبرز لإيران في المنطقة، بسبب الهجمات الإسرائيلية الأخيرة.
وطلبت الولايات المتحدة من إسرائيل أن يكون ردها على الهجوم الإيراني“متناسبًا” وأن تتجنب مهاجمة المنشآت النووية والنفطية في إيران. كما دعا الرئيس الأمريكي جو بايدن في اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى التحلي بمزيد من ضبط النفس.
من جهة أخرى، أعربت الدول الخليجية، بما في ذلك الإمارات، البحرين وقطر، عن مخاوفها من التأثيرات الاقتصادية والبيئية السلبية المحتملة لهجوم على المنشآت النفطية الإيرانية، وأكدت أنها لن تسمح باستخدام مجالها الجوي في أي هجوم على إيران.
في بيان صادر عن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، أشار إلى أن “الضربة الإسرائيلية ستكون قوية، دقيقة ومفاجئة”، موجهًا تهديدًا شديدًا إلى طهران. وقد طلبت إيران أيضًا من السعودية استخدام نفوذها في واشنطن لمنع حدوث هذا الهجوم.
في الوقت الذي تتجه فيه الأنظار إلى رد إسرائيل، من المتوقع أن تتضح المزيد من التفاصيل بعد انتهاء يوم الغفران اليهودي (يوم كيبور).
وأعلن وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن يوم الجمعة أن الولايات المتحدة مستعدة تمامًا للدفاع عن قواتها وشركائها وحلفائها ضد أي هجمات محتملة من النظام الإيراني أو وكلائه.
وفقًا لبيان صادر عن وزارة الدفاع الأمريكية، في اتصال هاتفي جرى يوم الخميس 10 أكتوبر بين لويد أوستن ووزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، أكد الطرفان التزامهما بمنع “أطراف مختلفة” من استغلال التوترات أو توسيع نطاق الصراع في المنطقة.