إيران تجدد تحذيرها من رد قوي في حال تعرضها لهجوم إسرائيلي

حذّر وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، اليوم الثلاثاء، إسرائيل من اختبار عزم طهران، مشيرًا إلى أن إيران لن تتسرع، لكنها لن تتردد في توجيه رد قوي، إذا تعرضت للهجوم.

حذّر وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، اليوم الثلاثاء، إسرائيل من اختبار عزم طهران، مشيرًا إلى أن إيران لن تتسرع، لكنها لن تتردد في توجيه رد قوي، إذا تعرضت للهجوم.
وتحدث عراقجي، خلال تجمع بمناسبة الذكرى السنوية لهجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي؛ حيث أشاد المسؤولون الإيرانيون بالهجوم، واصفين إياه بأنه إنجاز كبير لما يسمى "محور المقاومة"، الذي تطلقه إيران على الجماعات المسلحة الإقليمية التي تدعمها.
وقال عراقجي في خطاب متلفز: "نوصي النظام الصهيوني (إسرائيل) بعدم اختبار عزيمة الجمهورية الإسلامية. إذا حدث أي هجوم على بلدنا، فسيكون ردنا أقوى".
وتماشيًا مع تصريحات المرشد الإيراني، علي خامنئي، أكد عراقجي أن طهران "تقف بشكل كامل خلف المقاومة بكل قوتها ودعمها".
ومع ذلك، فإن القدرات العسكرية لإيران محدودة إلى حد، ما مقارنةً بإسرائيل، التي تمتلك أنظمة أسلحة وتكنولوجيا عسكرية أكثر تطورًا.
ورغم إطلاق إيران نحو 300 صاروخ باليستي، إلى جانب طائرات بدون طيار وصواريخ كروز في هجومين كبيرين على إسرائيل، فإن معظم هذه المقذوفات، تم اعتراضها من قِبل الدفاعات الجوية الإسرائيلية وحلفائها، مما جعل الهجمات غير فعالة إلى حد كبير.
لكن عراقجي حذر قائلاً: "أي هجوم من قِبل النظام الصهيوني (إسرائيل) على البنية التحتية لإيران سيُقابل برد أقوى". كما أضاف: "أعداؤنا يعلمون أن أي أهداف داخل النظام الصهيوني تقع ضمن مدى صواريخنا، لقد شهدوا بأنفسهم قوة صواريخنا".
وقد شنت إيران هجومًا بالصواريخ الباليستية على إسرائيل، يوم الثلاثاء الماضي، الأول من أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، بعد سلسلة من العمليات الإسرائيلية المدمرة ضد الجماعة الرئيسة المدعومة من إيران، ومنها حزب الله اللبناني، ومقتل أمينه العام، حسن نصر الله.
وكان هذا ثاني هجوم صاروخي إيراني على إسرائيل، منذ إبريل (نيسان) الماضي، لكنه لم يُلحق سوى أضرار طفيفة، مثل العملية السابقة، ووعدت الحكومة الإسرائيلية برد عقابي فوري، لكن حتى الآن لم يحدث أي هجوم.
ويظل نطاق وحجم الهجوم الإسرائيلي المحتمل على إيران موضوعًا للنقاش المكثف بين الخبراء والمحللين العسكريين، وبينما تبقى الضربات على بعض المنشآت النووية الإيرانية احتمالاً، يعتقد معظم الخبراء أن إسرائيل ستركز أكثر على الأهداف الرئيسة المتعلقة بالطاقة والاقتصاد والبنية العسكرية.

أكد خبير اقتصادي إيراني أن عدد العاطلين الحقيقي في إيران يتجاوز 22 مليون شخص، وأن نسبة البطالة قد ارتفعت إلى 45 بالمائة، مما يناقض بشكل كبير أرقام "مركز الإحصاء الإيراني"، الذي أعلن سابقًا أن نسبة البطالة تبلغ 7.5 بالمائة، واصفًا إياها بأنها "مضللة ومفبركة".
وبحسب ما نشره موقع "خبر أون لاین" الإيراني، فقد صرّح محمد تقي فياضي، الخبير الاقتصادي الإيراني، بأن النسبة المعلنة من المركز لا تعكس الواقع، موضحًا أن معدل المشاركة الاقتصادية يبلغ فقط 41.7 بالمائة، ما يعني أن أكثر من نصف سكان البلاد لا يتم احتسابهم في الإحصاءات الرسمية للبطالة.
وأشار التقرير إلى أنه منذ عام 2021، تعرضت الإحصاءات الصادرة عن "مركز الإحصاء" لانتقادات عديدة، خاصة بعد رفع القيود المتعلقة بجائحة "كورونا"؛ حيث صوّر المركز أن سوق العمل تتعافى بسرعة، وأن العاطلين يجدون وظائف بسهولة، لكن بعض الخبراء وصفوا هذه الإحصاءات بأنها "غير واقعية" و"مضللة".
وأضاف فياضي أن المشكلة الرئيسة تكمن في طريقة احتساب المركز للأشخاص العاملين، مشيرًا إلى أن السوق الإيرانية تشهد تضخمًا في حجم القطاع غير الرسمي، مما يدفع الشباب الباحثين عن عمل إلى اليأس من إيجاد فرص توظيف حقيقية.
كما قارَن فياضي بين إيران ودول أخرى، مثل تركيا والدول الخليجية، حيث تتراوح نسبة المشاركة الاقتصادية للمواطنين في تلك الدول بين 60 و70 بالمائة، في حين أن مركز الإحصاء الإيراني لا يحتسب سوى 41.7 بالمائة من السكان كعاملين أو باحثين عن عمل.
وبحسب تصريحات المركز، فإن عدد السكان البالغين 15 عامًا فأكثر يُقدر بنحو 65 مليون شخص، منهم 27 مليون فقط نشطون اقتصاديًا، بينما يعتبر 38 مليون شخص غير نشطين.
وأوضح فياضي أن هؤلاء الأشخاص غير النشطين، الذين يبلغ عددهم نحو 20 مليون نسمة، تم استبعادهم من إحصاءات البطالة، مما يؤدي إلى تضليل البيانات، وأشار إلى أنه في حال إضافة هؤلاء إلى عدد العاطلين، فإن الرقم الحقيقي سيصل إلى 22 مليون شخص، مما يرفع نسبة البطالة إلى 45 بالمائة.
كما انتقد فياضي انتشار الوظائف غير الرسمية وذات الجودة المتدنية، معتبرًا أن الكثير من الناس يلجؤون إلى تلك الوظائف؛ بسبب فقدان الأمل في الحصول على فرص عمل مستقرة؛ حيث لا تشمل هذه الوظائف تأمينًا أو حماية قانونية.
وفي ختام تصريحاته، وجه فياضي انتقادات حادة للإحصاءات الرسمية المتعلقة بالتوظيف، واصفًا إياها بأنها "مضللة" و"مفبركة"، مما يزيد من انعدام الثقة في المجتمع. وأضاف أن العديد من العمال، رغم توظيفهم، لا يزالون غير قادرين على تلبية احتياجاتهم الأساسية، مشيرًا إلى أن نصف القوى العاملة تعيش تحت خط الفقر بسبب تدني الأجور مقارنة بتكاليف المعيشة.

تناولت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، في تقرير مفصل لها، احتمالية الهجوم الإسرائيلي على المنشآت النووية الإيرانية، وقامت بمراجعة التداعيات المحتملة لمثل هذا الهجوم، مشيرة إلى أن القوات الجوية الإسرائيلية تتدرب على القيام بهذه العملية بمفردها.
واستهلت الصحيفة، تقريرها، الذي نشرته يوم الإثنين 16 أكتوبر (تشرين الأول)، بالإشارة إلى مناورة جوية إسرائيلية أُجريت قبل عامين؛ حيث ذكرت: "قبل عامين، حلقت عشرات الطائرات الحربية الإسرائيلية فوق البحر الأبيض المتوسط لمحاكاة هجوم على المنشآت النووية الإيرانية، وهي مناورة أشارت إليها قوات الدفاع الإسرائيلية على أنها تدريب على التحليق بعيد المدى، والتزود بالوقود جوًا، والهجوم على أهداف بعيدة".
وبحسب "نيويورك تايمز"، فإن "الهدف من هذا التدريب لم يكن فقط إخافة الإيرانيين، بل أيضًا توجيه رسالة إلى إدارة بايدن: القوات الجوية الإسرائيلية تتدرب على القيام بهذه العملية بمفردها، ولكن في حال انضمت الولايات المتحدة بترسانتها من القنابل ذات الوزن 30 ألف باوند، فإن فرص نجاح الهجوم ستزيد كثيرًا".
وأشارت الصحيفة إلى أن مسؤولين إسرائيليين حاليين وسابقين أعربوا في مقابلاتهم عن شكوك حول قدرة إسرائيل على إلحاق أضرار كبيرة بالبرنامج النووي الإيراني. ومع ذلك، طرح مسؤولون في وزارة الدفاع الأميركية، تساؤلاتهم خلال الأيام القليلة الماضية، عما إذا كان الإسرائيليون قد توصلوا إلى نتيجة تفيد بأنهم قد لا يجدون فرصة أخرى مماثلة، وأنهم يستعدون لشن الهجوم بمفردهم.
وكان الرئيس الأميركي، جو بايدن، قد حذر إسرائيل من مهاجمة المواقع أو المنشآت النووية الإيرانية، مشيرًا إلى ضرورة أن يكون أي رد "متناسبًا" مع الهجوم، الذي شنته إيران على إسرائيل، الأسبوع الماضي.
كما أوضح وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن، في حديثه مع نظيره الإسرائيلي، يوآف غالانت، أن الولايات المتحدة ترغب في تجنب أي إجراءات انتقامية من شأنها تصعيد التوترات مع إيران.
ومن المقرر أن يلتقي غالانت مع أوستن في واشنطن، يوم غد الأربعاء.
ونقلت "نيويورك تايمز" عن مسؤولين أميركيين قولهم: "من المرجح أن يكون أول رد فعل انتقامي من إسرائيل على الهجوم الصاروخي الإيراني هو ضرب القواعد العسكرية، وربما بعض المواقع الاستخباراتية أو القيادية الإيرانية، ومن غير المحتمل أن تستهدف إسرائيل المنشآت النووية الإيرانية، في البداية".
وأشارت الصحيفة إلى أنه في حال ردت إيران على الهجمات الإسرائيلية، فمن المحتمل أن تتعرض المنشآت النووية لهجوم.
وأضافت: "ومع ذلك، هناك رغبة متزايدة داخل إسرائيل، يرددها البعض في الولايات المتحدة، لاستغلال هذه الفرصة لإعاقة البرنامج النووي الإيراني؛ حيث يقول الخبراء والمسؤولون الأميركيون إن طهران على وشك إنتاج قنبلة نووية".
وأكدت الصحيفة أن إيران قد تكون قادرة على تخصيب اليورانيوم اللازم لصنع سلاح نووي في غضون أسابيع، لكن المهندسين الإيرانيين سيحتاجون إلى عدة أشهر أو ربما أكثر من عام لتحويل هذا اليورانيوم إلى سلاح يمكن إطلاقه.
وكتب نفتالي بينيت، رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق، والذي يُعتبر قوميًا متشددًا، على منصة التواصل الاجتماعي "إكس" (تويتر سابقًا): "إسرائيل لديها الآن أعظم فرصة منذ 50 عامًا لتغيير وجه الشرق الأوسط. يجب علينا الآن التحرك بفاعلية وقوة لتدمير البرنامج النووي الإيراني، ومحطات الطاقة، وشل هذا النظام الإرهابي".
وأضاف: "لدينا الأسباب والأدوات اللازمة. الآن بعد أن تم شل حزب الله وحماس، أصبحت إيران أكثر عرضة للخطر من أي وقت مضى".
ولكن، كما ذكرت الصحيفة، أطلق المسؤولون الأميركيون، حملة لمنع مثل هذه الهجمات، محذرين من أن الهجوم قد يكون غير فعال، وقد يؤدي إلى حرب شاملة في المنطقة.
وتساءلت الصحيفة عن مدى قدرة إسرائيل على إيقاف البرنامج النووي الإيراني، إذا ما قررت تنفيذ الهجوم، مشيرة إلى أن مثل هذا الهجوم قد يدفع إيران لتطوير برنامجها النووي في أعماق الأرض، ويمنع حتى القليل من عمليات التفتيش الدولية، التي لا تزال سارية على المنشآت النووية.
"نطنز".. هدف قديم وجديد
ركزت الصحيفة على منشأة نطنز للتخصيب النووي، التي كانت هدفًا للاهتمام الإسرائيلي والأميركي على مدى العقدين الماضيين، وأضافت أن إيران نفت مرارًا سعيها لتطوير أسلحة نووية، مشيرة إلى الفتوى التي أصدرها المرشد الإيراني، علي خامنئي، في عام 2003 بتحريم امتلاك الأسلحة النووية، لكن بعض المسؤولين الإيرانيين أثاروا مؤخرًا تساؤلات حول إمكانية إلغاء هذه الفتوى.
وتحدثت "نيويورك تايمز" عن المخاوف الأميركية بشأن حصول إيران على التكنولوجيا النووية من روسيا، وأشارت إلى أن هناك مخاوف أخرى تتعلق بمستقبل البرنامج النووي الإيراني في ظل الضربات، التي تعرضت لها الجماعات الموالية لإيران، مثل حزب الله.
في الختام، حذرت الصحيفة من أن إيران بدأت في حفر شبكة واسعة من الأنفاق تحت "نطنز" منذ عدة سنوات، مما يجعل استهداف برنامجها النووي أكثر صعوبة.
وفي الولايات المتحدة، أصبحت مسألة الهجوم على إيران موضوعًا في الحملات الانتخابية؛ حيث صرح الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، بأن إسرائيل يجب أن "تضرب المنشآت النووية أولاً، ثم تركز على الأهداف الأخرى". ومع ذلك، فإنه تجنب القيام بهذا الإجراء خلال فترة رئاسته.
وانتقد مايكل آر تيرنر، رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس النواب الأميركي، الرئيس جو بايدن، قائلاً: "من غير المسؤول أن يقول الرئيس إن الهجوم على المنشآت النووية ليس خيارًا، بينما كان قد صرح بعكس ذلك سابقًا".

قال إيرج مسجدي، مساعد قائد قوات "فيلق القدس" في الحرس الثوري الإيراني، اليوم الاثنين 7 أكتوبر (تشرين الأول)، إن حالة قائد قوات فيلق القدس إسماعيل قاآني "جيدة".
ونقلت وكالة "تسنيم"، المقربة من الحرس الثوري، عن مسجدي قوله: "الكثيرون يسألوننا عن حالة اللواء قاآني. إنه بصحة جيدة ويواصل عمله بشكل طبيعي".
وفي الأعراف الدولية، عندما تنتشر شائعات حول صحة أو غياب مسؤول حكومي رفيع، يظهر ذلك المسؤول عادة في مقطع فيديو أو عبر بث تلفزيوني مباشر لدحض تلك الشائعات.
لكن مسجدي قال: "البعض يقولون إنه إذا كان بخير وحياً، فلماذا لا يتم إصدار بيان؟ نحن نقول: لماذا يجب إصدار بيان؟ لا حاجة لذلك".
يأتي هذا في الوقت الذي أفادت فيه وكالة الأنباء الإيرانية "إيسنا"، يوم الاثنين، بأن إسماعيل قاآني بعث برسالة إلى "المؤتمر الدولي للتضامن مع الأطفال والشباب الفلسطينيين".
ونقلت الوكالة عن مقدم المؤتمر قوله إن قائد "فيلق القدس" لم يتمكن من الحضور بسبب مشاركته في اجتماع مهم آخر، وأنه بعث بتحياته للمشاركين في المؤتمر.
كانت صحيفة "نيويورك تايمز" قد أفادت في تقرير لها يوم الأحد 6 أكتوبر (تشرين الأول)، نقلاً عن ثلاثة مصادر إيرانية، بأن إسماعيل قاآني شوهد آخر مرة الأسبوع الماضي في بيروت.
وكان تقرير "نيويورك تايمز" أول إشارة في وسائل الإعلام الغربية الرئيسة إلى زيارة قائد "فيلق القدس" إلى العاصمة اللبنانية، وذلك وسط تكهنات إعلامية بشأن احتمال إصابته أو مقتله.
أحد المصادر الثلاثة التي تحدثت إلى الصحيفة الأميركية، والذي وُصف بأنه عضو في قوات الحرس الثوري المتمركزة في بيروت، قال: "الصمت الإيراني بشأن مصير إسماعيل قاآني أثار القلق بين صفوف القوات".
كما ذكرت وكالة "رويترز" مساء يوم 6 أكتوبر نقلاً عن "مسؤولين أمنيين إيرانيين كبار" أنه منذ الهجوم الإسرائيلي على الضاحية الجنوبية لبيروت يوم الجمعة الماضي، لم تُسمع أي أخبار عن إسماعيل قاآني.
وأضاف المسؤولان أن الوصول إلى قاآني "غير متاح" منذ ذلك القصف.
ويبدو أن الهجوم الإسرائيلي كان يستهدف هاشم صفی الدين، رئيس المجلس التنفيذي لحزب الله، والذي وُصف بأنه أقوى من الهجوم الذي وقع في 27 سبتمبر (أيلول) وأدى إلى مقتل الأمين العام للحزب حسن نصر الله.
وآخر الصور المنشورة عن إسماعيل قاآني في إيران كانت في بداية الأسبوع الماضي، عندما زار مكتب حزب الله في طهران لتقديم التعازي بمقتل حسن نصر الله.
وخلال هذه الزيارة، التقى عبد الله صفی الدين، ممثل حزب الله في إيران، وهو شقيق هاشم صفی الدين وصهر زينب سليماني، ابنة قاسم سليماني، القائد السابق لفيلق القدس الذي قُتل.
ويبلغ إسماعيل قاآني من العمر 67 عامًا، وقد تم تعيينه قائدًا لفيلق القدس بعد مقتل قاسم سليماني في يناير (كانون الثاني) 2020.
وتعد هذه القوة إحدى الأفرع الخمسة للحرس الثوري الإيراني، وهي مسؤولة عن دعم الجماعات الوكيلة لطهران في المنطقة.

نظمّت مجموعة من عمال شركة البتروكيماويات "أرغوان كستر" في محافظة إيلام، غربي إيران، تجمعًا احتجاجيًا اليوم الاثنين 7 أكتوبر (تشرين الأول)، أمام مبنى القضاء في مدينة "تشوار" دعمًا لزملائهم المعتقلين.
وخلال هذا التجمع، أقدم شخصان على محاولة فاشلة للانتحار حرقا، كان أحدهما والد أحد العمال المعتقلين.
وأفادت وكالة "إيلنا" في تقرير لها اليوم، الاثنين 7 أكتوبر (تشرين الأول)، أن مجموعة من عمال بتروكيماويات "أرغوان كستر" تجمعوا أمام مبنى القضاء مطالبين بالإفراج عن زملائهم.
ونقلت الوكالة عن مصدر عمالي في مدينة تشوار أن هذا التجمع نظمته مجموعة من العمال المفصولين عن العمل، دعمًا لزملائهم الذين تم استدعاؤهم عبر الهاتف واعتقالهم بعد ذلك خلال الاحتجاجات الأخيرة لعمال الشركة، حيث تم نقلهم إلى مكان مجهول.
وأوضح المصدر أن الاحتجاج شهد حضور عشرات العمال المفصولين من الشركة، مشيرًا إلى أن الاحتجاجات التي بدأت منذ حوالي ثلاثة أشهر استهدفت المطالبة بالعودة إلى العمل، وتحديد مستقبلهم الوظيفي.
وأكد المصدر أن جميع العمال المحتجين من أبناء المنطقة ومدينة تشوار، وأنهم بعد سنوات من العمل والجهد في الشركة، يطالبون الآن بالعودة إلى وظائفهم لتأمين معيشة أسرهم.
وأشار إلى أن العمال على استعداد للعمل بأجور منخفضة في شركة "أرغوان كستر" نظرًا للضغوط المالية المتزايدة عليهم، مضيفًا: "احتجاجات عمال "أرغوان كستر"، بعد ثلاثة أشهر من البطالة، تهدف فقط إلى العودة للعمل".
وفي حديثه مع "إيلنا"، وصف هذا الناشط العمالي منع العمال من تنظيم تجمعاتهم المهنية بأنه "غير عادل وغير قانوني".
محاولات الانتحار
وتأتي أنباء محاولتي الانتحار بالحرق خلال تجمع يوم الاثنين لعمال مدينة تشوار، في سياق تقارير سابقة عن حوادث انتحار لعدد من العمال المفصولين عن العمل في هذا المجمع الصناعي.
وفي تقرير سابق لوكالة "إيلنا" في 24 يوليو (تموز) الماضي، أفادت أن ثلاثة أشخاص في مدينة تشوار حاولوا الانتحار خلال أسبوع واحد، اثنان منهم كانا يعملان في شركة "أرغوان كستر" وفقدا وظائفهما حديثًا، أما الثالث فهو زوج إحدى العاملات المفصولات عن العمل.
كما أشارت الوكالة في 31 يوليو (تموز) 2023 إلى أن أربعة عمال في بتروكيماويات تشوار انتحروا خلال العام الماضي، آخرهم كان حيدر محسني، الذي قضى 18 عامًا من الخدمة، وهو ما دفع العمال إلى تنظيم احتجاج أمام مكتب قائم مقام المدينة.
وفي أغسطس (آب) 2022، انتحر عاملان في المجمع يُدعيان محمد منصوري وعلي محمد كريمي، وهما من سكان قرية "آبزا" ومدينة تشوار.
وفي يناير (كانون الثاني) 2023، توفي أرش تبرك، أحد العمال المتعاقدين مع بتروكيماويات تشوار، بعد تناوله مادة سامة.
ويشير المتخصصون إلى أن تزايد الفقر والظلم والفساد والقمع والإحباط في إيران يعرض الصحة النفسية للمجتمع لخطر كبير.
ويعد العمال من الفئات الأكثر تأثرًا، حيث نظّموا مرارًا احتجاجات للمطالبة بحقوقهم، بما في ذلك دفع الأجور المتأخرة، أو للاعتراض على الفصل التعسفي.
وعلى الرغم من هذه الاحتجاجات، لم تقدم السلطات الإيرانية حلولًا مرضية، بل قامت في العديد من الحالات باعتقال النشطاء العماليين.

تسبب تعليق الرحلات الجوية المتكرر من وإلى إيران، منذ الهجوم الصاروخي الثاني للحرس الثوري الإيراني على إسرائيل، في ترك العديد من المسافرين في حالة من عدم اليقين وتحميلهم تكاليف باهظة.
وذكرت وكالة "إيسنا" الإيرانية، يوم الاثنين 7 أكتوبر (تشرين الثاني) أن "تعليق الرحلات غير المنتظم" في الأيام الأخيرة أدى إلى إرباك المسافرين، وخاصة أولئك الموجودين خارج إيران والذين كانوا ينوون العودة، مما جعلهم عالقين وغير متأكدين من مصير رحلاتهم.
وبحسب التقرير، اضطر بعض المسافرين للانتظار لساعات طويلة أو حتى أيام في المطارات خارج إيران بحثاً عن رحلات بديلة، دون أي تخطيط واضح لعودتهم أو متابعة لوضعهم. في النهاية، لجأ بعضهم إلى العودة براً إلى الأرضي الإيرانية.
وبدأ تعليق الرحلات الجوية في 1 أكتوبر (تشرين الأول)، بعد ساعات من الهجوم الصاروخي الثاني الذي شنه الحرس الثوري الإيراني على إسرائيل، والذي أُطلق عليه اسم عملية "الوعد الصادق-2".
هذا الإجراء أثار مخاوف خاصة نظرًا لحادثة إسقاط الطائرة الأوكرانية "بي إس752" في 8 يناير (كنون الثاني) 2020، بعد دقائق من إقلاعها من مطار الخميني في طهران بصاروخين من الحرس الثوري الإيراني، مما أدى إلى مقتل جميع الركاب الـ176، بينهم جنين.
الحادثة وقعت خلال رد الحرس الثوري على اغتيال قاسم سليماني، قائد فيلق القدس، في هجوم على قواعد أميركية بالعراق.
ورغم التستر الأولي، اضطرت السلطات الإيرانية للاعتراف بمسؤوليتها عن الحادث بعد تقارير دولية.
ومن المتوقع أن يستمر تعليق الرحلات حتى تنفذ إسرائيل تهديدها بالرد على الهجوم الإيراني.
ورغم تقارير رسمية مساء الأحد تفيد برفع القيود على الرحلات الجوية، كان من المقرر أن تستمر بعض القيود حتى صباح اليوم الاثنين.
وأعلن جعفر يازرلو، المتحدث باسم منظمة الطيران المدني، يوم الأحد 6 أكتوبر (تشرين الأول) عن إلغاء جميع الرحلات في إيران من الساعة 9 مساءً حتى 6 صباحاً، دون تقديم تفسير واضح، مؤكداً أنه سيتم الإعلان لاحقاً عن إجراءات استرداد قيمة التذاكر.
في غضون ذلك، اشتكى المسافرون الذين تقطعت بهم السبل من أن شركات الطيران لم تقدم لهم أي إقامة أو دعم لوجستي، مما اضطر الكثيرين للنوم في المطارات لعدة ليال.
وقال أحد المسافرين: "البقاء في دولة أخرى والانتظار لرحلة بديلة يكلف أكثر بكثير من العودة براً".
