الرئيس الإيراني يقرّ بتفوق إسرائيل "الصاروخي" في "حرب الـ 12 يومًا"

أقرّ الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، بأن التفوّق الصاروخي كان لصالح إسرائيل، خلال الحرب التي استمرت 12 يومًا بين الطرفين، في يونيو (حزيران) الماضي.

أقرّ الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، بأن التفوّق الصاروخي كان لصالح إسرائيل، خلال الحرب التي استمرت 12 يومًا بين الطرفين، في يونيو (حزيران) الماضي.
وقال بزشكيان، يوم الخميس 18 ديسمبر (كانون الأول)، خلال زيارته إلى محافظة خراسان الجنوبية: "صحيح أن لدينا صواريخ، لكن صواريخهم كانت أكثر، وأقوى، وأكثر دقة وأسهل استخدامًا. لكن قوة الشعب أحبطتهم".
وشدّد بزشكيان على مواصلة البرنامج الصاروخي الإيراني، مضيفًا: "يقولوا لكم لا تمتلكوا صواريخ، وفي المقابل يسلّحون إسرائيل حتى الأسنان لتأتي متى شاءت وتحرث هذه البلاد وتغادر، هذا ما لن أفعله".
وكانت "إيران إنترناشيونال" قد نقلت عن مصادر مطّلعة، في 28 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، أن الإدارة الأميركية جدّدت تمسّكها بشروطها الثلاثة للتفاوض مع إيران، وذلك ردًا على طلب بزشكيان من السعودية التوسّط بين طهران وواشنطن.
وكان المبعوث الأميركي الخاص إلى شؤون الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، قد طالب إيران بالتخلي الكامل عن برنامجها النووي وتخصيب اليورانيوم، وحلّ قواتها الوكيلة، وقبول تقييد برنامجها الصاروخي.
انقطاع الكهرباء في الشتاء
من ناحية أخرى تطرّق الرئيس الإيراني، في كلمته التي ألقاها بمدينة بيرجند، يوم الخميس 18 ديسمبر، إلى أزمة الطاقة في البلاد، محذّرًا من احتمال اللجوء إلى قطع الكهرباء في فصل الشتاء في بعض المناطق، في ظل تفاقم أزمة الطاقة.
وأضاف: "اضطررنا إلى وضع ملف الطاقة في صدارة الأولويات.. الشتاء قادم، وإذا لم نُحسن الإدارة، فسنُجبر على قطع الكهرباء في بعض الأماكن".
وأوضح أن حكومته تسلّمت السلطة وسط عجز كهربائي يبلغ 20 ألف ميغاواط، مضيفًا: "وبسبب تراجع معدلات الأمطار، خرجت نحو 14 ألف ميغاواط من طاقة المحطات الكهرومائية من الخدمة، وكان لا بد من إدارة هذا الوضع. كما واجهنا الحرب التي استمرت 12 يومًا، إلى جانب عجز الموازنة".
ووصف بزشكيان معالجة أزمة الطاقة بأنها "أولوية أساسية للحكومة وسياسة للنظام"، معربًا عن أمله في حلّ مشكلة انقطاع الكهرباء والغاز عن المصانع "في أقرب وقت".
وكانت وكالة "مهر" الحكومية الإيرانية قد وصفت، عبر تقرير لها، نشرته في 6 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، أزمة الغاز في إيران بأنها "هيكلية" و"مزمنة"، مشيرة إلى أنها تتسبب كل شتاء بخسائر تُقدّر بمليارات الدولارات للصناعات البتروكيماوية.
وخلال صيف هذا العام، أدّت الانقطاعات الواسعة للكهرباء إلى ضغوط كبيرة على القطاع الصناعي، وتراجُع في الإنتاج، وتصاعد المخاوف من ارتفاع معدلات البطالة.
بزشكيان: "الله حلّ مشكلة المياه"
في الجزء الآخر من كلمته، التي ألقاها في مدينة بيرجند، يوم الخميس، قال بزشكيان إن حكومته واجهت منذ اليوم الأول "سيلًا من الأزمات من كل الجهات".
وأضاف: "منذ اليوم الأول لتسلّمنا المسؤولية، استُشهد إسماعيل هنية، وبعد ذلك واجهنا تحديات يومية متلاحقة، كما لم تكن هناك أمطار".
وأشار إلى موجة الأمطار الأخيرة، قائلًا: "أرسل الله مؤخرًا أمطارًا خفّفت، على الأقل، من مشكلة شحّ المياه. هذا الوضع الصعب تحوّل إلى نعمة جعلتنا أكثر يقظة وانتباهًا”.
وتأتي هذه التصريحات في وقت يؤكد فيه خبراء أن السياسات الخاطئة المتراكمة للنظام الإيراني خلال العقود الماضية هي السبب الرئيس لأزمة المياه، محذّرين من أن إيران تواجه خطر "الإفلاس المائي".
وفي 6 ديسمبر الجاري، أعلن رئيس اتحاد الجمعيات العلمية للطاقة في إيران، هاشم أورعي، رفضه استخدام مصطلح "اختلال التوازن"، قائلًا: "لوصف عمق الكارثة، يجب أن نسمّيها إفلاسًا مائيًا".
الدفاع عن رفع أسعار البنزين
كما دافع بزشكيان عن قرار حكومته اعتماد نظام تسعير ثلاثي للبنزين، قائلًا: "حاولنا ألا نُحمّل أي طرف ضغوطًا".
وأكد ضرورة "ترشيد الاستهلاك وإدارة الطلب"، مضيفًا: "كل سيارة تحصل شهريًا على ما يعادل 8 إلى 9 ملايين تومان من الدعم، لكن هذا الدعم لا يُصرف على معيشة الناس. يجب أن يوجَّه هذا الدعم مباشرة إلى المواطنين".
وجاءت تصريحات بزشكيان في ظل أزمة اقتصادية خانقة تعانيها إيران، تفاقمت بفعل الفساد البنيوي، والسياسات الداخلية والخارجية غير الفعّالة، والإنفاق الواسع على وكلائها في المنطقة، ما انعكس بشكل مباشر على معيشة الإيرانيين.
وكان المرشد الإيراني، علي خامنئي، قد دعا في 27 نوفمبر الماضي، المواطنين إلى "عدم الإسراف" في استهلاك البنزين والخبز والغاز، وحثّهم على "الدعاء" لحل أزمة المياه.
ويأتي ذلك فيما يواصل مسؤولو النظام الإيراني دعوة المواطنين إلى التقشّف، في وقت يعجزون فيه عن معالجة الجذور الحقيقية للأزمات الهيكلية والإدارية في قطاع الطاقة.