صرحت وزارة الخارجية الألمانية لـ "إيران إنترناشيونال" بأن برلين أكدت، خلال محادثات متعددة مع إيران، في الأشهر الماضية، أنها تسعى للتوصل إلى "تفاهم شامل" مع طهران.
وأوضحت أن هذا التفاهم يشمل، إلى جانب البرنامج النووي، جوانب أخرى مهددة، مثل البرنامج الصاروخي الإيراني.


قال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، في مقابلة مع "إيران إنترناشيونال"، إنّ الأمم المتحدة ما زالت تدعم حلّ الدولتين في أزمة إسرائيل وفلسطين، وترى أن الدبلوماسية هي المسار الوحيد الموثوق به فيما يخص إيران.
وأضاف المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، في مقابلة خاصة مع مراسل "إيران إنترناشيونال" في نيويورك، يوم الخميس 25 سبتمبر (أيلول)، ردًا على سؤال حول إيران، ومع رفض المرشد الإيراني، علي خامنئي، أي مفاوضات مع الولايات المتحدة: "نحن قلقون بشدة من أي أحداث قد تؤدي إلى اندلاع مواجهة جديدة في المنطقة، وتهدد الاستقرار الهش في الشرق الأوسط."
وأكد دوجاريك أنّه "ما زال هناك متسع للدبلوماسية"، مضيفًا: "من وجهة نظرنا، على إيران والولايات المتحدة والدول الأوروبية استغلال هذه الفرصة- سواء كانت أيامًا أو ساعات- لإيجاد حل دبلوماسي للملف النووي."
وفي سؤال آخر حول عدم منح تأشيرة دخول لرئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، قال دوجاريك: "من المؤسف أنه لم يُسمح للسيد عباس بالدخول إلى نيويورك. وجوده كان يمكن أن يكون مؤثرًا في مسار الحوار."
وأضاف أنّ اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا العام يركّز أكثر من أي وقت مضى على تحقيق حلّ الدولتين، وأنه يجب استغلال الفرص المتبقية للوصول إلى سلام دائم.
كما شدد المتحدث باسم الأمين العام على الأزمة الإنسانية في غزة، قائلاً: "لا يجب تجاهل الحقائق المؤلمة الجارية. المدنيون ما زالوا يُقتلون، هناك نقص حاد في الغذاء والدواء، العديد من الفلسطينيين في المعتقلات، وبالطبع ما زال هناك رهائن في الأسر. الأمين العام دعا مرارًا إلى وقف فوري للعنف وإقرار هدنة."
وفي جزء آخر من المقابلة، علّق دوجاريك على تصريحات محمود عباس الأخيرة، التي قال فيها إنّ "حماس لن يكون لها مكان في غزة مستقبلاً"، موضحًا: "إن إقامة دولة واحدة وشرعية على كامل الأراضي الفلسطينية، بما يشمل غزة والضفة الغربية، هو شرط أساسي لتحقيق السلام. كما يجب وقف الاستيطان الإسرائيلي، لأنه يقوّض تدريجيًا إمكانية تطبيق حلّ الدولتين."
وأضاف: "الحلّ الأحادي (دولة واحدة) غير مقبول لا للفلسطينيين ولا يتماشى مع مصالح الإسرائيليين. الخيار العملي الوحيد هو حلّ الدولتين استنادًا إلى قرارات مجلس الأمن".
وختم قائلاً: "إنّ وقف الحرب في غزة وإقرار وقف إطلاق النار يجب أن يسبق أي شيء، مع تمكين السلطة الفلسطينية كحكومة موحدة لتولي زمام الأمور".
قال عضو مجلس الشيوخ الأميركي، جون كورنين، في حديثه عن تفعيل "آلية الزناد" وإعادة فرض العقوبات على إيران، لقناة "إيران إنترناشيونال": "نحن بحاجة إلى أن يقف حلفاؤنا الأوروبيون إلى جانبنا ويقبلوا بأن هذه العقوبات مهمة".
وأضاف: "من الواضح أن إيران ما زالت أكبر داعم للإرهاب الحكومي في العالم، لكن لحسن الحظ الرئيس ترامب عطّل برنامجهم للأسلحة النووية"
وأكد كورنين أن النظام الإيراني رغم ذلك، لم يغيّر سلوكه أو نهجه، موضحًا: "أعتقد أن مثل هذه العقوبات مبررة تمامًا وتستحق التطبيق".

أفادت تقارير حصلت عليها "إيران إنترناشيونال" بمقتل سائق سيارة أجرة يدعى إسماعيل جهانديده، والبالغ من العمر 38 عاماً ومن سكان قرية كفري في شيراز، إثر إطلاق نار مباشر من قوات الأمن على طريق أصفهان – شيراز.
ووفقاً للمصادر، فإن عناصر مخفر "مقصودبيك أمين آباد" أطلقوا النار على سيارته في الثامن من سبتمبر من دون أي تحذير مسبق بالتوقف. وأصاب الرصاص إطارات ومقدمة السيارة قبل أن تخترق إحداها رأس جهانديده، ما أدى إلى انحراف المركبة عن الطريق.
وبحسب التقارير، جرى الإعلان في البداية أن سبب الوفاة "حادث مروري"، كما تأخر تسليم الجثمان لعائلته. وقد تم تسليم الجثمان في الحادي عشر من سبتمبر بعد نقله إلى الطب الشرعي في شيراز، ليوارى الثرى في اليوم التالي.
وتشير مصادر محلية إلى أن عائلته، وهو أب لطفلين مراهقين، رفعت القضية إلى المحكمة العسكرية في شيراز، غير أنها لم تتلقَ أي رد حتى الآن.

أفاد محللون أمنيون لـ"إيران إنترناشيونال" بأن جماعة الحوثي المسلحة في اليمن، المدعومة من قبل النظام الإيراني، قلّصت الهجمات الصاروخية على إسرائيل وزادت من الهجمات بالطائرات المسيّرة، وذلك نتيجة انخفاض تهريب القطع الحيوية من طهران.
وقال رشيد معلوف، خبير عسكري مقيم في اليمن، لـ"إيران إنترناشيونال": "يمتلك الحوثيون كميات كبيرة من الطائرات المسيّرة والصواريخ من أنواع مختلفة، لكنهم يعلمون أن هذا الصراع قد يستمر لسنوات. لذلك، يمتنعون عن الاستخدام الواسع اليومي لهذه الأسلحة للحفاظ على مخزونهم الاستراتيجي".
وأضاف أن عمليات الاعتراض الناجحة من قبل القوات الموالية للحكومة اليمنية على إرسال المعدات أثّرت على قدرة الحوثيين على الحصول عليها.
ويسيطر الحوثيون على معظم المراكز السكانية في اليمن منذ اندلاع الحرب الأهلية في 2014.
وأوضح معلوف: "على الرغم من أن الحوثيين يمتلكون مخزونًا كبيرًا حاليًا، إلا أنهم يوزعونه بعناية؛ ليس بسبب نقص فوري، بل لضمان الاستدامة على المدى الطويل في توقع صراع ممتد".
وفي محاولة لتعزيز فاعلية الصواريخ الباليستية مع إطلاق عدد أقل منها، لجأ الحوثيون مؤخرًا إلى استخدام القنابل العنقودية الإيرانية، مع استمرارهم في الهجمات الجوية بالطائرات المسيّرة.
وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن في 9 سبتمبر (أيلول) اعتراض خمس طائرات مسيّرة وصاروخين أرض-أرض أُطلقا من اليمن.
وقال البيان: "خلال الأشهر الأخيرة، وضمن التعاون بين أقسام القوة الجوية المختلفة، تم اعتراض عشرات الطائرات والصواريخ أرض-أرض أُطلقت من اليمن بنجاح".
بعد يوم واحد، أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل 12 قياديًا حوثيًا كانوا مجتمعين في اجتماع بصنعاء، مؤكدًا: "النظام الإرهابي الحوثي يعمل كذراع رئيسي للنظام الإيراني، الذي يوفّر التمويل والأسلحة اللازمة للقيام بأنشطة إرهابية ضد إسرائيل ودول أخرى".
في الهجوم الإسرائيلي على صنعاء، قُتل أحمد الرهاوي، رئيس وزراء الحوثيين، وعدد من الوزراء.
وبعد هجوم حماس في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023 ضد إسرائيل، أعلن الحوثيون أنهم سيستهدفون الملاحة البحرية في مياه اليمن تضامنًا مع فلسطين.
وعلى الرغم من الهجمات المتكررة للحوثيين على إسرائيل خلال العامين الماضيين، تم اعتراض معظم الصواريخ والطائرات المسيّرة بواسطة منظومات الدفاع الجوي.
ومع ذلك، وقعت بعض الحوادث الاستثنائية، منها هجوم بطائرة مسيّرة أسفر عن مقتل إسرائيلي في تل أبيب العام الماضي، وهجوم صاروخي في مايو (أيار) بالقرب من أكثر مطارات إسرائيل ازدحامًا.
وردًا على ذلك، شنّت إسرائيل غارات جوية أسفرت عن عشرات القتلى، ودمرت أسطول الطيران المدني في اليمن، واستهدفت الموانئ والبنية التحتية للطاقة.
استمرار واردات الأسلحة من إيران
داني سيتيرونوفيتش، رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلي السابق، قال لـ"إيران إنترناشونال" إن الحوثيين يواجهون تحديات لوجستية في إنتاج الأسلحة، ما يوضح تركيزهم على الهجمات بالطائرات المسيّرة.
وأضاف أن الطائرات المسيّرة تُصنع محليًا بشكل رئيسي، لكن الحوثيين ما زالوا يعتمدون على معدات مثل أنظمة تحديد المواقع الإيرانية.
وأشار إلى أن الحوثيين ما زالوا يستوردون الأسلحة من إيران، فهم لا يمتلكون القدرة على إنتاج الصواريخ، ويقومون بتهريب القطع من إيران وتجميعها في اليمن.
وذكر أن عبد الرضا شهلائي، القائد البارز في فيلق القدس التابع للحرس الثوري، متواجد في اليمن وينسّق عمل الحوثيين، وهو خاضع لعقوبات أميركية، مع مكافأة قدرها 15 مليون دولار مقابل معلومات عن نشاطاته وشبكاته.
وأضاف سيتيرونوفيتش: "دون الحصول على صواريخ من إيران، سيكون من الصعب على الحوثيين مواصلة الهجمات الصاروخية. إنتاجها في اليمن صعب جدًا وهم بحاجة إلى قطع إيرانية".
الحاجة إلى إيران
وأشار تقرير لمجلس العلاقات الخارجية بواشنطن إلى أن الاتصال بإيران يتيح للحوثيين الحصول على أسلحة أكثر تطورًا مما يمكنهم إنتاجها بأنفسهم، سواء في مجال الصواريخ أو الطائرات المسيّرة.
وأوضح التقرير أن دعم إيران عزز القدرات العسكرية للحوثيين، وساعدهم على تحقيق والحفاظ على تفوقهم العسكري في اليمن.
ومنذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، استهدف الحوثيون أكثر من 100 سفينة تجارية دولية بصواريخ وطائرات مسيّرة، وأغرقوا سفينتين، واستولوا على سفينة واحدة، وقتلوا ثمانية بحارة على الأقل.
وقال بهنام بن طالبلو، خبير إيران في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات الأميركية (FDD)، لـ"إيران إنترناشيونال": "على الرغم من قدرة الحوثيين على الإنتاج المحلي، كلما كانت القذيفة أكثر تعقيدًا، زاد احتمال اعتمادهم على المنظومات أو القطع الكاملة من طهران".
وأضاف: "أما المنصات الأرخص مثل الطائرات المسيّرة، فهناك احتمال أكبر لتطويرها محليًا تحت إشراف إيران".
واختتم بن طالبلو بالقول: "نظرًا للهجمات السابقة من الولايات المتحدة وإسرائيل على مواقع إطلاق وإنتاج وتخزين الصواريخ الحوثية، من الواضح أن هذا التنظيم الإرهابي حوّل استراتيجيًا الهجمات من الصواريخ الباليستية إلى الهجمات بالطائرات المسيّرة لأسباب تكتيكية واقتصادية".

حذّر مسؤولون أردنيون رفيعو المستوى من أنّ تهديدات إيران وحلفائها الإقليميين خلال السنوات الأخيرة آخذة في التصاعد، واعتبروا أنّ هذا المسار يشكّل "انتكاسة" بعد عقود من الاستقرار في بلد يُعَدّ حليفًا للغرب.
وقال مصدر أمني أردني، رفض الكشف عن اسمه لـ"إيران إنترناشيونال"، إن "الأنشطة التهديدية الإيرانية، بما يشمل التمويل واستقطاب العناصر، قد تضاعفت ثلاث مرات خلال السنوات الثلاث الماضية، إلى درجة أنّ بعض الأفراد في الأجهزة الأمنية اتُّهموا بالتجسس لصالح إيران".
وأضاف: "بالنسبة للنظام الإيراني، فإن إيجاد أي منفذ أو فرصة في الأردن، مهما كانت صغيرة ومحدودة، يُعَد أمرًا مهما".
وأشار المصدر نفسه، إلى أنّه جرى في الأشهر الأولى من العام الجاري اكتشاف مخزن أسلحة في البلاد، وقال: "نُسب المخزن بدايةً إلى جماعة الإخوان المسلمين، وقد أدّى اكتشافه إلى عمليات أمنية واسعة، ومع ذلك استمرت أنشطة إيران بعد ذلك".
وفي ذلك الوقت أعلنت السلطات الأردنية اعتقال 16 شخصًا بتهم صناعة صواريخ قصيرة المدى، وحيازة متفجرات وأسلحة آلية، وإخفاء صاروخ جاهز للإطلاق، وتجنيد وتدريب ميليشيات غير قانونية.
وبحسب المصدر الأمني: "كانت حماس وحزب الله في بيروت ضالعَين في تمويل وتدريب أردنيين. الفلسطينيون المرتبطون بحماس ركّزوا على التدريب، بينما تولّى حزب الله توفير المواقع والخبراء والميزانية".
وأضاف: "إيران كانت تسعى إلى إنشاء جبهة في الأردن لتعويض فقدانها في جنوب لبنان".
وقال مصدر أمني آخر: "لا يخفى أنّ النفوذ السلبي للنظام الإيراني ما زال يتزايد"، مؤكّدًا أنّ المواطنين الأردنيين باتوا يشعرون بالتهديد أكثر من ذي قبل.
وأوضح: "قبل 20 إلى 30 عامًا، كان الرأي العام في الأردن يرى إسرائيل التهديد الرئيسي للأمن القومي، لكن اليوم التهديد هو إيران، وهذا الاتجاه مستمر منذ ست سنوات".
وفي ربيع العام الماضي، وبعد الهجوم الإسرائيلي على قنصلية النظام الإيراني في دمشق، قال المسؤول الأمني في كتائب حزب الله العراقية الموالية لإيران، أبو علي العسكري: إن جماعته "مستعدة لتسليح المقاومة الإسلامية في الأردن"، وتوفير عتاد يكفي لتجهيز ما يصل إلى 12 ألف مقاتل.
وأضاف أبو علي العسكري أنّ هدفهم هو مهاجمة إسرائيل "دفاعًا عن الفلسطينيين وانتقامًا لكرامة المسلمين"، موضحًا أنّ البداية ستكون بـ"قطع الطريق البري المؤدي إلى الكيان الصهيوني"- في إشارة إلى الحدود الأردنية ـ الإسرائيلية.
وقد دفع هذا التهديد إسرائيل إلى تعزيز أمنها الحدودي مع الأردن، وكان من أبرز مظاهره إجراء مناورة مفاجئة للجيش الإسرائيلي لسيناريو هجوم بري عبر الحدود الأردنية.
وأضاف المصدر الأمني، أنّه رغم هذه الإجراءات، فإن إيران لا تزال تُهرّب السلاح إلى الضفة الغربية عبر سوريا والأردن.
إلى جانب ذلك، تنظر إيران إلى الأردن على أنّه حليف لأعدائها الرئيسيين- الولايات المتحدة وإسرائيل- وتضعه في خانة المواجهة.
وقال مسؤول أردني رفيع المستوى لـ"إيران إنترناشيونال"، إن الاحتجاجات الدبلوماسية لم تُجدِ نفعًا، مضيفًا: "قلنا لهم (الإيرانيين) إنهم غير مسموح لهم بعبور أجواء الأردن بصواريخهم، لكنهم فعلوا ذلك مرارًا. نصحناهم باستخدام الأجواء السورية، لكنهم مصرّون ولا يبالون بالعواقب. إيران دولة تعتقد أنّ عليها أن تكون سيدة الشرق الأوسط".
وأردف أنه رغم تراجع نفوذ إيران في المنطقة بعد الهزائم العسكرية لحلفائها والحرب الممتدة 12 يومًا، فإن التهديد ضد الأردن ما زال قائمًا.
وتابع: "إيران فقدت أوراقها في لبنان وسوريا، والآن، ورغم أنّ قوتها لم تعد كما في السابق، فإن رغبتها وإرادتها مركّزة على الأردن. هم يرغبون في إلحاق أذى أكبر على الحدود مع سوريا، لكنهم فقدوا الكثير من عناصرهم هناك، وسوريا لم تعد حليفة لهم كما كان في الماضي".