بعد اعترافات قسرية تحت التعذيب.. إلغاء أحكام الإعدام بحق المتهمين في "قضية إكباتان" بإيران

أعلن المحامي الإيراني، بَيام درفشان، أن المحكمة العليا ألغت أحكام الإعدام الصادرة بحق جميع المتهمين في قضية "إكباتان".

أعلن المحامي الإيراني، بَيام درفشان، أن المحكمة العليا ألغت أحكام الإعدام الصادرة بحق جميع المتهمين في قضية "إكباتان".
وكان سابقًا قد حُكم بالإعدام على ستة من المحتجين المعتقلين في هذه القضية، وهم: ميلاد آرمون، وعلي رضا برمرز بورناك، وأمير محمد خوش إقبال، وعلي رضا كفائي، ونويد نجاران، وحسين نعمتي.
وقال درفشان، في مقابلة مع موقع "ديدبان إيران" يوم السبت 12 سبتمبر (أيلول)، إن طلب الاستئناف لجميع المتهمين قد تم قبوله من قِبل الفرع التاسع للمحكمة العليا، وإن جميع أحكام الإعدام قد نُقضت.
وأضاف أن القضية، بعد نقض أحكام الإعدام، أُعيدت إلى محكمة الجنايات الأولى لمعالجة أي نقص أو غموض، ومن المتوقع أنه مع قبول كفالة مناسبة، سيتم رفع قرار الحبس الاحتياطي وإطلاق سراح هؤلاء الأشخاص.
وأشار درفشان، محامي حسين نعمتي، إلى تصريحات رئيس السلطة القضائية بشأن تجنب الكفالات الثقيلة وغير المعقولة، مؤكدًا ضرورة العقلانية في تحديد الكفالة، كما حدث سابقًا حين أُفرج عن المتهمين ولم يفرّ أحد منهم.
وتعود خلفية القضية إلى 4 نوفمبر (تشرين الثاني) 2022، حين أصيب أحد عناصر الحرس الثوري، ويُدعى أرمان علي وردي، خلال "انتفاضة مهسا" ضد النظام الإيراني في حي إكباتان، ولقي مصرعه بعدها بيومين.
وبعد مقتله، قامت الأجهزة الأمنية باعتقال أكثر من 50 شابًا من سكان الحي بشكل جماعي، ووجّهت لبعضهم لوائح اتهام.
ومنذ اعتقال المتهمين، وردت تقارير عديدة عن التعذيب والضغط عليهم لانتزاع اعترافات قسرية بغرض التوصل إلى أحكام صارمة.
وتضم القضية حاليًا ثمانية متهمين معتقلين وبعض المتهمين الأحرار، ومن بين المعتقلين الستة، الذين صدرت بحقهم أحكام الإعدام في 23 نوفمبر 2023: ميلاد آرمون، وعلي رضا برمرز بورناك، وأمير محمد خوش إقبال، وعلي رضا كفائي، ونويد نجاران، وحسين نعمتي.
واعتمد الحكم على اعترافات قسرية للمتهمين ضد أنفسهم وضد بعضهم البعض، بالإضافة إلى تقارير بعض الأجهزة الأمنية، مما أظهر أن المحاكمة كانت غير عادلة.
كما تم اتهام بعض المعتقلين الآخرين من قبل أبو القاسم صلواتي، رئيس فرع 15 لمحكمة الثورة في طهران، بـ "الفتنة"، وهم معرضون أيضًا لحكم الإعدام.
وتشير التقارير إلى أن النظام الإيراني قد نفذ أحكام الإعدام ضد 12 محتجًا على الأقل من حركة "المرأة، الحياة، الحرية"، ومن بينهم: محسن شكاري، مجيد رضا رهْنورد، محمد مهدي كَرامي، محمد حسيني، صالح ميرهاشمي، سعيد يعقوبي، مجيد كاظمي، ميلاد زهره وند، محمد قبادلو، رضا رسائي، مجاهد كوركور، ومهران بهراميان.
وفي الوقت الحالي، هناك نحو 70 سجينًا سياسيًا يواجهون خطر تأكيد أو تنفيذ أحكام الإعدام في سجون إيران، وأكثر من 100 آخرين معرضون لصدور حكم الإعدام ضدهم بتهم مماثلة.


قالت الناشطة الإيرانية الحائزة على جائزة نوبل للسلام، نرجس محمدي، في مقابلة مع "إيران إنترناشيونال"، إن انتفاضة "المرأة، الحياة، الحرية" (انتفاضة مهسا) لا تزال حية ومستمرة، وقد اكتسبت النساء قدرة فاعلة أحدثت تغيرات عميقة كان بعضها متدرجًا، والآخر لم يُرصد أو يُحلل بعد، حسب قولها.
وفي هذه المقابلة، التي أُجريت بمناسبة الذكرى السنوية الثالثة للانتفاضة، أشارت محمدي إلى التغيرات الملحوظة في الفضاء العام للمجتمع الإيراني قائلة: "عندما أمشي في الشارع، يظهر حضور النساء بارتداء الحجاب اختياريًا كجزء من هذا التحول".
وأكدت أن هذا التغيير والتحوّل هو "نتاج قوة وصمود الشعب"، وأن قرارات النظام الإيراني لم تلعب أي دور فيه.
وقالت إن الانتفاضة لا تزال حية ونشطة، وإن إنجازاتها مستمرة، معبرة عن تفاؤلها بشأن نضال الشعب الإيراني ضد النظام الإيراني، مشيرة إلى أن "حيوية الانتفاضة" يمكن ملاحظتها في عروق ونسيج المجتمع.
وجدي بالذكر أن مهسا (جینا) أميني، الفتاة البالغة من العمر 22 عامًا من سقز، تم اعتقالها في 13 سبتمبر (أيلول) 2022 في طهران على يد قوات "شرطة الأخلاق"، وتوفيت في 16 من الشهر ذاته، بعد تعرضها للتعذيب أثناء احتجازها.
وقد أشعلت وفاتها موجة من الاحتجاجات الشعبية، تحت شعار "المرأة، الحياة، الحرية"، وسميت بـ "انتفاضة مهسا"، والتي تحوّلت سريعًا إلى محور المطالب الشعبية في جميع أنحاء إيران.
وفي الذكرى السنوية الثالثة لهذه الانتفاضة، قالت محمدي، في مقابلة مع "إيران إنترناشيونال" إنه ليس من الضروري أن يكون الناس دائمًا في الشوارع والتظاهرات، موضحة أن المجتمع يستخدم تكتيكات مبتكرة وفعّالة للغاية، وأنشطة وردود أفعال تظهر استمرار الانتفاضة.
وأكدت أن هذه الديناميكية أضعفت ثقة النظام الإيراني بنفسه، قائلة: "إن النظام لم يعد قادرًا حتى على تنظيم الفعاليات الحكومية كما في السابق، وغالبًا ما تُفسد حضور النساء بدون حجاب المشهد الذي يُقام من قِبل المنظمين".
وشددت الناشطة الإيرانية على أنه "لا توجد ساحة تحت السيطرة التامة للنظام"، رغم أن "قوة القمع" ما زالت موجودة.
ومع ذلك، ترى الحائزة على جائزة نوبل للسلام عام 2023 أن الشعب الإيراني يمكنه من خلال المقاومة والاحتجاج أن يلعب دورًا في التغيير والتطورات، وأن يجبر النظام على التراجع.
وخلال السنوات الماضية، أكدت محمدي، في مقابلاتها وخطاباتها، استمرار جهودها لإنهاء الاستبداد الديني وأسقاط النظام الإيراني، الذي هددها بـ "التصفية الجسدية"، حال استمرار نشاطاتها الحقوقية والمدنية.
ومنذ ديسمبر (كانون الأول) 2024، وهي خارج السجن بموجب إجازة علاجية، وقد قضت حتى الآن أكثر من 10 سنوات في السجن، وتعرضت منذ بدء نشاطاتها لأحكام بالسجن تصل مجتمعة إلى أكثر من 36 عامًا و154 جلدة.
وحصلت هذه الناشطة الحقوقية على عدة جوائز دولية؛ تقديرًا لنشاطاتها الحقوقية، من بينها جائزة نوبل للسلام، وجائزة الصحافة العالمية لليونسكو "غييرمو كانو"، وجائزة "الشجاعة" من منظمة "مراسلون بلا حدود".

تصاعد التوتر داخل النظام الإيراني، بعد "اتفاق القاهرة" الأخير مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية. ففي حين نُظّم تجمع غير مسبوق أمام المجلس الأعلى للأمن القومي، أعلن عضو البرلمان، حميد رسائي، أن 60 نائبًا يطالبون بعقد جلسة مع علي لاريجاني وعباس عراقجي.
وكتب رسائي، مساء الجمعة 12 سبتمبر (أيلول)، في حسابه على منصة "إكس"، أن أكثر من 60 نائبًا، استنادًا إلى الفقرة المضافة من المادة 84 للنظام الداخلي للبرلمان، طالبوا بعقد جلسة استثنائية للاطلاع على تفاصيل الاتفاق والاستماع إلى توضيحات وزير الخارجية، عباس عراقجي، وأمين المجلس الأعلى للأمن القومي، علي لاريجاني.
كما أشار إلى التخطيط المسبق لعطلة البرلمان الإيراني، واعتبر اتهام تعطيل هذا البرلمان من أجل "منع إثارة الجدل حول اتفاق النظام الإيراني مع الوكالة" أمرًا "غير منصف".
وفي 9 سبتمبر الجاري، أفادت وسائل الإعلام المحلية بأن البرلمان الإيراني سيكون في عطلة حتى 27 سبتمبر. وأكد مركز الاتصال الإعلامي والثقافي للبرلمان هذا الخبر، معللًا العطلة بانشغال النواب بمتابعة شؤون دوائرهم الانتخابية.
مَنْ طلب الجلسة؟
الطلب الذي أشار إليه رسائي قدّمه ممثل أصفهان في البرلمان الإيراني، حامد يزديان، الذي كتب في حسابه على شبكة "إكس" أن سبب طلب عقد الجلسة الاستثنائية هو "مناقشة الاتفاق المبرم في القاهرة ومدى توافقه مع قانون البرلمان".
وإلى جانب رسائي، دعّم هذا الطلب عدد من النواب المعروفين في التيار المسمى بـ "الأصولي"، مثل مالك شريعتی، الأمين العام لجمعية "رهبويان انقلاب إسلامي" (السائرون على نهج الثورة الإسلامية)، المقربة من جناح علي رضا زاكاني، وكذلك برويز سروري.
وكان وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، قد قال في مؤتمر صحافي مشترك مع المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، ووزير خارجية مصر، بدر عبدالعاطي، يوم الثلاثاء 9 سبتمبر الجاري في القاهرة، "إنه وبالنظر إلى القيود التي حدّدها البرلمان الإيراني للتعاون مع الوكالة، فإن الخطوات العملية المتفق عليها متطابقة تمامًا مع قانون البرلمان، وتلبي مخاوفنا الأمنية، وتوفّر إطارًا لاستمرار التعاون".
وأكد أن هذا التفاهم "يضمن في الوقت نفسه الحقوق المشروعة لإيران، ويلبّي المتطلبات الفنية للوكالة".
وبحسب قول عراقجي، فإن هذا الاتفاق يضمن أن يستمر التعاون "مع مراعاة السيادة الوطنية لإيران".
قانون تعليق التعاون مع الوكالة
في 25 يونيو (حزيران) الماضي، صادق البرلمان الإيراني على قانون "إلزام الحكومة بتعليق التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية"، وأقرّه مجلس صيانة الدستور في اليوم نفسه. كما أصدر الرئيس الإيراني، مسعود بزشکیان، مرسوم تنفيذه في 2 يوليو (تموز) الماضي.
وأثناء الحرب، كان بعض المسؤولين والشخصيات المقربة من النظام الإيراني قد هدّدوا المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي. ومن بينهم علي لاريجاني نفسه، الذي كتب في 21 يونيو الماضي، قبل تعيينه أمينًا للمجلس الأعلى للأمن القومي، أنه "بعد انتهاء الحرب سنحاسب غروسي".
وخلال تجمع نظمه مؤيدون للنظام الإيراني أمام مبنى المجلس الأعلى للأمن القومي، يوم الخميس 11 سبتمبر الجاري، سخر المشاركون من تصريح لاريجاني، ورفعوا لافتات كُتب عليها: "سيد أمين المجلس الأعلى للأمن القومي؛ كنا ننتظر أن تحاسبوا غروسي، لا أن تمنحوا تصريحًا جديدًا للتجسس".
مساعدة "المتشددين" لـ "الإصلاحيين"
في أبريل (نيسان) 2025، عندما كان موضوع التفاوض مع أميركا مطروحًا، أعلن التيار المعروف بـ "المتشدد" في الداخل معارضته للحوار.
وفي ظل انتقادات التيار الإصلاحي لمواقف المتشددين، قال رسائي، في مقابلة مع قناة على الإنترنت: "هذا الرجل (عراقجي) عندما يذهب إلى هناك (المفاوضات مع أميركا) ويجلس، يجب أن يقول: لا تظن أنك كلما قلت شيئًا يمكنني أن أوافقك، لدينا البرلمان وممثلو الشعب، وهم لا يسمحون بذلك".
وأضاف: "عراقجي يقول لنا: يا جماعة، وجّهوا إلينا 4 انتقادات، حتى أرفع قدرة وزير الخارجية على التفاوض".
جمعنا بين الخسارتين
بالتزامن مع تجمع الخميس الماضي، انتقد نائب رئيس لجنة الصناعات والمناجم في البرلمان الإيراني، جواد حسيني كيا، اتفاق القاهرة، واعتبر المدير العام للوكالة، رافائيل غروسي "عنصرًا تابعًا للموساد"، وأعلن أنه إذا دخل إيران فسيتم اعتقاله.
ويتهم مسؤولو النظام الإيراني ومؤيدوه الوكالة بالتجسس على البرنامج النووي الإيراني لصالح إسرائيل، ويعتبرونها من العوامل التي ساعدت إسرائيل في شن هجمات ضد إيران.
وفي 27 أغسطس (آب) الماضي، أدان عدد من نواب البرلمان الإيراني دخول مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى إيران، وهددوا حكومة بزشکیان بتقديم شكوى ورفع دعوى قضائية.
والآن، مع اتفاق القاهرة، ظهر تناقض في صفوف الموالين. وفي هذا السياق، قال ممثل يزد في البرلمان، محمد رضا صباغيان: "وزير الخارجية ذهب إلى مصر ليتفق مع شخص هو ممثل الغرب، جاسوس، وممهّد للهجوم على إيران، وكان من المفترض أن نعاقبه".
وأكد صباغيان: "بسبب قراراتنا، دفع الشعب الثمن مرتين، فتعرض للضرب واضطر أيضًا إلى أكل البصل".

أورد تقرير لموقع "رکنا"، أن رجلاً إيرانيًا اكتشف أن طفليه ليسا من صلبه، بعد ثماني سنوات من الحياة الزوجية، بل كانا ثمرة علاقة سرّية بين زوجته ومدير الشركة التي تعمل بها.
وبعد أن ساورته الشكوك حيال تصرفات زوجته، اصطحب طفليه إلى المختبر، وأظهر فحص "DNA" أن أيًا منهما ليس ابنه البيولوجي. فبادر الرجل إلى تقديم شكوى لدى الشرطة، ليتحول الأمر إلى دعوى قضائية.
وخلال تحقيقات الشرطة، تبيّن أن زوجته كانت على علاقة منذ سنوات بمدير الشركة، البالغ من العمر ستين عامًا، ويدعى "خسرو". كما أكّد الطب الشرعي عبر الفحوصات اللازمة أن "خسرو" هو الأب البيولوجي للطفلين.
وبعد توقيفهما، مثُل كل من الزوجة وخسرو أمام المحكمة، حيث أنكرا تهمة "الزنا المحصن". وادّعت الزوجة أن ولديها وُلدا عبر تقنية "التلقيح الاصطناعي"، وأنها لم تُقم أي علاقة غير شرعية.
غير أن قاضي المحكمة رفض هذه الأقوال، وبالاستناد إلى الأدلة والتقارير المخبرية أصدر حكمًا بإعدامهما معًا. وخلال جلسة المحكمة، شدّد الزوج الشاكي على أن زوجته دمّرت حياته، مؤكدًا أنه لم يلحظ أي إشارة على الندم من جانب المتهمَين، وطالب بإنزال أشد العقوبة بحقهما، وهو ما استجابت له المحكمة.

قال وزير الخارجية الإيرانية، عباس عراقجي، في مقابلة مع التلفزيون الرسمي الإيراني، إن "اليورانيوم الخاص بنا يوجد الآن تحت أنقاض المنشآت النووية التي تعرضت للقصف".
وأوضح عباس عراقجي في هذه المقابلة التي أُجريت مساء أمس الخميس: "إن مسألة ما إذا كانت المواد متاحة أم لا، يجري تقييمها حاليًا من قبل منظمة الطاقة الذرية، وبعد التقييم ستُرفع النتيجة إلى مجلس الأمن القومي".
وأضاف أن "مجلس الأمن القومي سيتخذ القرار بشأن الخطوات اللاحقة بناءً على الاعتبارات الأمنية".
ويبدو أن إشارة وزير الخارجية الإيراني تتعلق باليورانيوم المخصب بنسبة 60 في المائة، والذي بلغ حجمه– وفقًا لآخر تقرير صادر عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية حتى يونيو (حزيران) الماضي نحو 440.9 كيلوغرامًا، بزيادة قدرها 32.3 كيلوغرامًا مقارنة بالتقرير السابق في مايو (أيار) الماضي.
وأفادت التقارير بأن هذه الكمية كانت مخزنة في منشأة فوردو تحت الأرض، التي قصفتها الولايات المتحدة. ولم يصدر بعد تقرير مستقل رسمي يؤكد ادعاء إيران بوجود هذا اليورانيوم تحت أنقاض المنشآت المقصوفة، رغم أن رافائيل غروسي، المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، ألمح إلى ذلك بشكل غير مباشر.
وقال غروسي: "ليس لدينا أي مؤشرات تدفعنا للاعتقاد بحدوث نقل كبير للمواد النووية".
وكانت الوكالة الدولية للطاقة الذرية قد دعت إلى استئناف عمليات التفتيش في منشآت إيران النووية، لكن طهران ما زالت ترفض تنفيذ هذا الطلب.
وكتب رافائيل غروسي، المدير العام للوكالة، قبل أيام، عبر منصة "إكس" أنه بعد محادثات مع عباس عراقجي "تمكّنا من التوصل إلى اتفاق بشأن آليات عملية لاستئناف أنشطة التفتيش في إيران".
لكن وزير الخارجية الإيراني، في مقابلة مساء الخميس، زعم أن "الوكالة قبلت بضرورة التفريق بين المنشآت المقصوفة وغير المقصوفة".
وقال: "بالنسبة للمنشآت غير المقصوفة، القاعدة الجديدة هي أن الوكالة تطلب حالة بحالة، وإذا وافق عليها المجلس الأعلى للأمن القومي، فسيُسمح بالوصول. أما بالنسبة للمنشآت التي تعرضت للهجوم، فالوضع أكثر تعقيدًا، ووفقًا لهذا الاتفاق يتعين على إيران تنفيذ إجراءات تتعلق بالسلامة والبيئة".
وأكد وزير الخارجية الإيراني: "بعد ذلك ستُرفع التقارير إلى المجلس الأعلى للأمن القومي، حيث ستُدرس القرارات بشكل منفصل لكل حالة".
وأضاف: "حتى الآن لم يُسمح بالتفتيش، ولم يُحدد موعد لذلك، إلى أن تؤخذ جميع المخاوف الأمنية لإيران في الاعتبار".
وتواجه طهران حاليًا ضغوطًا متزايدة للعودة إلى التزاماتها بموجب اتفاق 2015، إذ بدأت بريطانيا وفرنسا وألمانيا عملية إعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة في إطار "آلية الزناد".
واعتبرت طهران هذه الخطوة "غير قانونية"، محذرة من أن مثل هذا المسار سيضعف التعاون مع الوكالة بشكل أكبر.
وجدد عراقجي مساء الخميس تهديده قائلًا إن صلاحية الاتفاق مع الوكالة قائمة فقط "ما لم تُتخذ أي إجراءات عدائية ضد إيران؛ وإذا تم تفعيل آلية الزناد، فلن يكون لهذا الاتفاق أي اعتبار بالنسبة لنا".
تبادل سجناء مع فرنسا
كما قال وزير الخارجية الإيراني في المقابلة إن السجناء الفرنسيين المحتجزين في إيران سيُستبدلون بمواطن إيراني مسجون في فرنسا.
وأوضح عباس عراقجي أن تبادل مهدية أسفندياري مع سجناء فرنسيين في إيران وصل إلى مراحله النهائية، معربًا عن أمله في أن يتم خلال الأيام المقبلة.
يُذكر أن سيسيل كوهلر وشريكها جاك باري محتجزان في إيران منذ أكثر من ثلاث سنوات، وكانت وكالة الأنباء الفرنسية قد نقلت عن مصادر دبلوماسية وعائلية أنهما متهمان من قِبل إيران بـ"التجسس لصالح الموساد".
وكان هذان السجينان الفرنسيان قد اعتُقلا في 2022 بتهمة محاولة "تحريك احتجاجات عمالية"، وهي تهمة نفتها عائلتاهما بشدة.
كما كان وزير خارجية إيران قد أكد، في شهر يوليو (تموز) الماضي خلال مقابلة مع صحيفة "لوموند" الفرنسية، اعتقال شاب يبلغ من العمر 18 عامًا يحمل الجنسيتين الفرنسية والألمانية ويدعى لينار مونترلو في إيران.

نشر أمجد أميني، والد الشابة الإيرانية، مهسا أميني، في حسابه على "إنستغرام" تذكيرًا بأن يوم الثلاثاء 16 سبتمبر (أيلول) الجاري، سيكون الذكرى الثالثة لوفاة ابنته، بعد تعذيبها على يد عناصر أمنية تابعة لنظام طهران.
وكتب في المنشور، الذي نشره يوم الجمعة 12 سبتمبر: "مهسا (جینا) عالمي المضيء، اسمكِ ما زال على الألسنة، يسكن في قلب كل إنسان. ليُخلَّد ذكراكِ واسمكِ".
وأضاف في منشوره: "الذكرى الثالثة لرحيل مهسا (جینا) أميني 16 /09 /2025".
وقد أثار هذا المنشور تفاعلاً واسعًا على شبكات التواصل الاجتماعي؛ حيث اعتبر عدد كبير من المستخدمين أنه إشارة إلى إقامة مراسم إحياء ذكرى مهسا أميني في التاريخ المذكور.
ويُشار إلى أن مهسا أميني، الفتاة الإيرانية البالغة من العمر 22 عامًا من مدينة سقز، توفيت في سبتمبر 2022 بعد اعتقالها وتعذيبها على يد عناصر شرطة "الأخلاق" في طهران.
وقد شكّل هذا الحدث شرارة لانطلاق احتجاجات واسعة في أنحاء إيران تحت شعار "المرأة، الحياة، الحرية"، والتي عُرفت باسم "انتفاضة مهسا".
ويقع مدفن مهسا أميني في مقبرة "آیجی" بمدينة سقز.
وفي مارس (آذار) 2024، أعلن فريق تقصي الحقائق المستقل التابع للأمم المتحدة، في تقريره الأول حول انتفاضة "المرأة، الحياة، الحرية"، أن العنف والتعذيب الجسدي، الذي تعرضت له مهسا أميني، أثناء احتجازها، أدى إلى مقتلها.
وأضاف الفريق الأممي أن النظام الإيراني قام بإخفاء الحقيقة ومنع تحقيق العدالة، بدلاً من إجراء تحقيق سريع وفعّال وشامل، كما تقتضي القوانين الدولية.
وبحسب تقارير منظمات مستقلة، مثل منظمة حقوق الإنسان في إيران، فقد قُتل خلال "انتفاضة مهسا" الشعبية 551 متظاهرًا بينهم 68 طفلاً.
كما أعدمت سلطات النظام الإيراني 12 من المتظاهرين، هم: محسن شكاري، مجید رضا رهنورد، محمد مهدي كرمي، محمد حسيني، صالح میرهشمي، سعید یعقوبي، مجید كاظمي، میلاد زهرهوند، محمد قبادلو، رضا رسائي، مجاهد كوركور، ومهران بهراميان.
ومع اقتراب الذكرى الثالثة لمقتل مهسا أميني، أصدرت منظمات حقوقية وناشطون إيرانيون في الخارج دعوات لتنظيم تجمعات في مدن مختلفة حول العالم.
وكان الناشط الحقوقي وعضو مجلس إدارة رابطة عائلات ضحايا الطائرة الأوكرانية "PS752"، حامد إسماعيليون، قد أعلن سابقًا تنظيم مظاهرات متزامنة في أكثر من 20 مدينة حول العالم في الذكرى الثالثة لمقتل مهسا أميني، ودعا الإيرانيين للمشاركة فيها.
كما أكدت 24 منظمة عمالية واجتماعية، في بيان صدر يوم 7 سبتمبر الجاري، بمناسبة الذكرى الثالثة لانتفاضة "المرأة، الحياة، الحرية" أن هذا النضال لن يتوقف.
وحددت هذه المنظمات مطالبها الأساسية بـ "إنهاء الفصل العنصري القائم على النوع الاجتماعي"، و"ضمان الرفاهية العامة"، و"الحريات السياسية والاجتماعية والثقافية غير المقيّدة" في إيران.