إضراب 4 آلاف عامل عن الطعام في شركة ألومنيوم إيرانية يدخل يومه الثالث والأربعين

واصل نحو 4 آلاف عامل في شركة ألومنيوم أراك (إيرالكو) الإيرانية، إضرابهم عن الطعام لليوم الثالث والأربعين احتجاجا على ما وصفوه بـ"الانتهاك الفاضح لحقوقهم الإنسانية".

واصل نحو 4 آلاف عامل في شركة ألومنيوم أراك (إيرالكو) الإيرانية، إضرابهم عن الطعام لليوم الثالث والأربعين احتجاجا على ما وصفوه بـ"الانتهاك الفاضح لحقوقهم الإنسانية".
وتشير المعلومات الواردة إلى "إيران إنترناشيونال" إلى أن عدداً من هؤلاء العمال بدأوا منذ 8 سبتمبر (أيلول) إضراباً جافاً (من دون شرب الماء).
وبحسب هذه المعلومات، فإن العمال الذين امتنعوا عن شرب الماء أصيبوا بمشكلات صحية، ونُقل بعضهم إلى المستشفى.
وتفيد التقارير بأن عمال شركة ألومنيوم أراك، بالإضافة إلى إضرابهم عن الطعام، نظموا تجمعاً واعتصاماً داخل ساحة المصنع، رافعين شعارات تطالب باستقالة مسؤولي الشركة والاستجابة لبقية مطالبهم.
الصور التي وصلت إلى "إيران إنترناشيونال" تُظهر العمال المحتجين وهم يرفعون لافتات كُتب عليها شعارات من قبيل: "العامل يموت ولا يقبل الذل"، مؤكدين إصرارهم على مواصلة الاعتصام حتى تحقيق مطالبهم.
كما أظهرت مقاطع فيديو أن هؤلاء العمال أوقفوا العمل يوم 8 سبتمبر/أيلول ونظموا تجمعاً في ساحة الشركة احتجاجاً على ما وصفوه بـ"تجاهل إدارة الشركة لمطالبهم".
وكانت "إيران إنترناشيونال" قد نشرت في 1 سبتمبر/أيلول، نقلاً عن مصادر حقوقية، تقريراً عن استمرار إضراب هؤلاء العمال، مؤكدة أنهم يحتجون على "الانتهاك الفاضح لحقوقهم الإنسانية" و"تدمير الشركة"، في وقت لا تستجيب فيه الإدارة والمسؤولون المحليون لمطالبهم القانونية والمشروعة.
وأشار العمال إلى أن احتجاجهم لا يقتصر على الأجور أو طريقة إدارة الشركة، بل يشمل أيضاً غياب معايير السلامة في بيئة العمل، وهو ما تسبب بحوادث مأساوية، بعضها أدى إلى وفاة زملائهم.
وقالوا: "يجب أن تُنتزع ملكية هذا الصرح الصناعي الكبير، الذي بُني بعرق جبين العمال ورأسمال الشعب، من أيدي المجموعات الخاصة التي تعمل على تدميره، ويُعاد إلى أيدٍ شعبية شفافة وجماعية".
ويُعد استمرار الإضراب الجاف لعمال ألومنيوم أراك ناقوس خطر يهدد حياتهم وصحتهم، فيما يثير غياب استجابة المسؤولين مخاوف متزايدة من وقوع كارثة إنسانية.
وقد دعا الاتحاد الحر لعمال إيران، مع الإشارة إلى استمرار اعتصام هؤلاء العمال، الرأي العام إلى الالتفات إلى ما وصفه بـ"جريمة مستمرة" في هذا المرفق الصناعي، وطالب النقابات العمالية والمنظمات الحقوقية داخل البلاد وخارجها بدعم واسع للعمال والضغط بشكل موحّد من أجل الاستجابة الفورية لمطالبهم.
وبحسب التقرير السنوي لوكالة "هرانا" لحقوق الإنسان، فقد سُجل في عام 2024 ما لا يقل عن 2,255 تجمعاً احتجاجياً، و1,377 إضراباً عمالياً، و70 إضراباً نقابياً في إيران.
وتُظهر هذه الأرقام أن الاحتجاجات العمالية تأخذ طابعاً شاملاً، لكن وضع عمال مصنع ألومنيوم أراك اكتسب صفة طارئة بسبب الإضراب الجاف والتقارير عن نقل بعضهم إلى المستشفى، ما يجعل الأزمة مرشحة للتفاقم الخطير في حال غياب أي تحرك عاجل.


أشارت منظمة حقوق الإنسان في الأهواز بإيران إلى حادثة الانتحار التي أودت بحياة محمد شاوردی، وهو عامل المقصف في مبنى قائمقامية مدينة شادغان (الفلاحية)، بعد أن صدر أمر بنقله من مكان عمله، ودعت المنظمات الدولية المدافعة عن حقوق الإنسان إلى إدانة سياسات النظام الإيراني ضد العمال.
واعتبرت المنظمة في بيان لها أن انتحار شاوردی يُعد "انعكاسًا للضغوط المادية والنفسية على العمال العرب في محافظة خوزستان".
وطالبت المنظمة الهيئات الدولية المعنية بحقوق الإنسان بـ"إدانة السياسات العنصرية والقمعية للنظام الإيراني ضد العمال العرب وغيرهم من العمال في إيران"، وبممارسة ضغط فعال لوقف هذه الممارسات في الأهواز وبقية مدن محافظة خوزستان.
وكان شاوردی، البالغ من العمر 26 عامًا ومن سكان شادغان في خوزستان، قد أقدم يوم 30 أغسطس (آب) على إحراق نفسه أمام مبنى القائمقامية نتيجة مشكلات في مكان عمله.
وقد نُقل بعد ذلك إلى مستشفى شادغان ثم إلى مستشفى طالقاني في الأهواز، لكنه توفي في نهاية المطاف في 7 سبتمبر (أيلول).
تفاصيل الحادث وظروفه
وأوضح شقيقه لموقع "ديده بان إيران" أن شاوردی كان يعمل في مبنى قائمقامية شادغان، وأنه قبل حوالي شهر صدر أمر بنقله إلى الأهواز، لكنه لم يكن قادرًا على الانتقال بسبب عدم توفر سكن وبعده عن أسرته، كما لم يجد تجاوبًا من المسؤولين المحليين.
وأفاد أن نسبة حروق شقيقه بلغت 63 بالمائة، وكان من المقرر إجراء عملية جراحية ثانية، لكنه توفي قبل إجرائها.
وذكرت منظمة حقوق الإنسان في الأهواز أن شاوردی أُدخل إلى قسم العناية المركزة في مستشفى طالقاني، لكنه لم يحصل على الرعاية الطبية الكافية بسبب محدودية الإمكانيات.
وأشار البيان إلى أن شاوردی كان متزوجًا وله طفلان، وأن زوجته مريضة ووالده مصاب بالسرطان.
زيادة حالات الانتحار بين العمال في إيران
خلال السنوات الأخيرة، أدت حالات الفصل من العمل، وصعوبة ظروف العمل، ونقل أماكن العمل، وتأخر دفع الرواتب أو عدم دفعها، والمشكلات الاقتصادية وغيرها من الأسباب، إلى انتحار عدد من العمال في إيران.
وقد أثار هذا القلق بشأن وضع العمال واحتمال تكرار حالات الانتحار بينهم.
وفي أحدث الحالات، في 8 سبتمبر (أيلول)، أقدم فلاح بلوشي في ساحة إدارة الجهاد الزراعي في كهنوج، وطبيب متخصص في الأمراض الباطنية في مستشفى إيرانمهر سراوان داخل السكن الخاص به، وطالبة في سكن جامعة محقق أردبيلي على إنهاء حياتهم.
ويُقام اليوم العالمي للوقاية من الانتحار سنويًا في 10 سبتمبر (أيلول) حول العالم، بهدف زيادة الوعي العام بالانتحار وسبل الوقاية منه.
وفي هذا السياق، قال وحيد مير حسيني، مساعد النائب العام لشؤون الحقوق العامة والوقاية من الجريمة في مكتب المدعي العام، يوم الثلاثاء 9 سبتمبر (أيلول) خلال مؤتمر الوقاية من الانتحار، إن "مشروع قانون لدعم الأفراد الذين يعانون من اضطرابات نفسية جاهز، لكنه ما زال في طريق المصادقة ويجب على وزارة الصحة والتعليم الطبي اتخاذ إجراءات".
كما قال حميد بيوي، مسؤول مركز الاستشارات في جامعة علوم الطب الإيرانية، إن دراسة أجرتها وزارة الصحة خلال 12 شهرًا مضت أظهرت أن 6 بالمائة من المجتمع الإيراني في الفئة العمرية بين 15 و64 سنة فكروا في الانتحار.
وكان خبراء قد حذروا مسبقًا في مارس (آذار) 2024 خلال الدورة الرابعة عشرة لفعالية "الصحة النفسية والإعلام" التي عقدت في طهران، من زيادة حادة في معدلات الانتحار في إيران خلال السنوات المقبلة.

دعمت الممثلة السينمائية الإيرانية، كتايون رياحي، التي اعتُقلت بعد مشاركتها في حركة "المرأة، الحياة، الحرية" ومُنعت من النشاط، حملة "كل ثلاثاء لا للإعدام"، ودعت المواطنين للانضمام إلى هذه الحملة من خلال ارتداء قميص يحمل شعار "لا للإعدام"، ورفع راية هذا الشعار في الشوارع والأحياء.
وفي يوم الثلاثاء 9 سبتمبر (أيلول)، أعادت ریاحی نشر بيان الأسبوع الخامس والثمانين من حملة "ثلاثاء لا للإعدام" على حسابها في "إنستغرام"، وكتبت: "92 إعدامًا منذ 23 أغسطس (آب) حتى اليوم؛ ارفعوا راية لا للإعدام في الشوارع والأزقة، وارتدوا قميص لا للإعدام".
كانت هذه الممثلة قد عبّرت في السنوات السابقة، من خلال نشر قصص مصورة على "إنستغرام" واستخدام عبارة "لا للإعدام"، عن اعتراضها على أحكام الإعدام الصادرة عن القضاء الإيراني.
وفي بيان أصدرته حملة "ثلاثاء لا للإعدام" يوم الثلاثاء 9 سبتمبر (أيلول)، ورد أن منذ 23 أغسطس (آب)، أُعدم 92 شخصًا، بينهم أربع نساء، وفي أسبوع واحد فقط أُعدم 46 سجينًا.
كما ذكر البيان أن منذ بداية العام الإيراني (21 مارس/آذار 2025)، تم تنفيذ 756 حكم إعدام، منها 100 حالة في سجن "قزل حصار".
وأشار البيان إلى أن هذه الإعدامات الظالمة أثارت غضب الرأي العام، وذكر أن إعدام مهران بهرامیان في سميرم أثار غضبًا واسعًا، وأدى إلى إضراب وإغلاق المحلات في المدينة، ما أظهر أن المواطنين لن يلتزموا الصمت أمام مثل هذه الأحداث.
كما وصفت الحملة إعدام سجيني رأي من أهل السنة، هما إسكندر بازماندغان ومحمد كاشفي، في سجن عادل آباد بشيراز "بالقمع المنظم" الذي تم في صمت إعلامي.
وشددت حملة "ثلاثاء لا للإعدام" على أن الإعدام أداة لانتهاك حقوق الإنسان بشكل صارخ وقمع الحريات، مؤكدة مطالبتها بوقف الإعدامات فورًا وكليًا في جميع أنحاء إيران، ودعت المواطنين إلى "الاقتداء بسكان سميرم ورفع راية لا للإعدام في كل مدينة وشارع" والانضمام إلى هذه الحملة.
ونفذ النظام الإيراني في 6 سبتمبر (أيلول) حكم الإعدام بحق بهرامیان بتهمة "الحرابة عبر حمل سلاح كلاشينكوف وسلاح صيد" في سجن أصفهان، وأعدم بازماندغان وكاشفي بتهمة الحرابة في سجن "عادل آباد" بشيراز.
وبدأ إضراب الطعام الذي نفذه سجناء أعضاء حملة "ثلاثاء لا للإعدام" منذ 29 يناير (كانون الثاني) 2024، مطالبين بوقف إصدار وتنفيذ هذه الأحكام، ومع وصول الأسبوع الخامس والثمانين، توسع الإضراب الجماعي في سجن سبزوار ليشمل 52 سجنًا.
مطالبة بوقف الإعدام وإنهاء القمع
وأدان المجلس التنسيقي لنقابات المعلمين الإيرانيين، في بيان له ،تأكيد حكم الإعدام الصادر بحق شريفة محمدي، الناشطة العمالية والمدافعة عن حقوق النساء، وطالب بإلغاء هذا الحكم فورًا ووقف الإعدامات في إيران.
ووصف البيان إجراءات المحكمة في قضية محمدي بأنها "غير عادلة"، واعتبرها علامة على سياسة القمع الأوسع قبيل ذكرى انتفاضة "المرأة، الحياة، الحرية".
وأوضح البيان أن حكم الإعدام بحق محمدي يأتي في سياق استمرار سياسة القمع التي تشمل أحكام الفصل والسجن ضد المعلمين في كردستان وكرج، واستدعاء المتقاعدين بشكل واسع في جیلان، وتسريع تنفيذ أحكام الإعدام، وزيادة الضغوط على السجناء، والاعتقالات التعسفية بتهمة التعاون مع إسرائيل، وتدهور أوضاع السجون.
وأكد البيان أن النساء يقفن في الصفوف الأولى للمقاومة من أجل حياة حرة وعادلة، وأن "صدور أحكام الإعدام بحق نساء مثل شريفة محمدي، وبخشان عزیزی ووریشه مرادی لن يزعزع إرادة المجتمع في الحرية والعدالة".
وقبل ذلك، وفي 5 سبتمبر (أيلول)، أدانت خمس نقابات عمالية فرنسية، في بيان مشترك، تأكيد حكم الإعدام بحق محمدي، وطالبت بإلغاء الحكم فورًا، ووقف الملاحقات، وإطلاق سراح هذه الناشطة السياسية المحتجزة في سجن لاكان رشت، وجميع المدافعين عن حقوق الإنسان والنشطاء النقابيين المعتقلين في إيران.
تم اعتقال محمدي في 5 ديسمبر (كانون الأول) 2023، وحكمت عليها محكمة الثورة في رشت بالإعدام بتهمة "البغي".
حاليًا، بالإضافة إلى محمدي، هناك نحو 70 سجينًا في سجون إيران جميعهم يواجهون خطر تأكيد أو تنفيذ أحكام الإعدام على خلفيات سياسية.

قالت المتحدثة باسم الحكومة الإيرانية، فاطمة مهاجراني، إن السلطات لا تستطيع الوصول إلى اليورانيوم المخصب بعد الحرب التي استمرت 12 يومًا، وذلك تزامنًا مع زيارة وزير خارجية إيران إلى مصر للقاء المسؤولين المصريين وإجراء محادثات مع المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وأضافت فاطمة مهاجراني، الثلاثاء 9 سبتمبر (أيلول)، في مؤتمرها الصحافي الأسبوعي: "بالنسبة لليورانيوم، لا يمكننا الوصول إليه وهو موجود في مكان يمنع الوصول إليه".
وبخصوص ادعاء آخر للسلطات الإيرانية حول نقل وثائق نووية سرية من إيران عبر الوكالة الدولية للطاقة الذرية، قالت مهاجراني: "في أوائل مايو (أيار)، تم نقل حالتين من الوثائق التي كان المفتشون قادرين على الوصول إليها من فردو إلى فيينا، وبعد اعتراض طهران خطيًا على الوكالة، تم إلغاء تصريح هذين الشخصين، وأُعلن انتهاء التعاون معهما في إيران".
وأضافت مهاجراني: "التعاون بين إيران والوكالة في إطار القانون الجديد للبرلمان يتم التفاوض عليه ومتابعته، وبالنسبة للانسحاب من معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، فإن كلا من السلطات تتابع النقاط المتعلقة بها، ولكن في النهاية سيكون القرار شاملاً للنظام بأكمله".
وتزامنًا مع هذه التصريحات، وصل عباس عراقجي، وزير خارجية إيران، الثلاثاء 9 سبتمبر (أيلول) إلى القاهرة. ويلتقي إلى جانب المسؤولين المصريين، رافائيل غروسي، المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وفي مساء الاثنين 8 سبتمبر، أكد إسماعيل بقائي، المتحدث باسم وزارة الخارجية، موعد لقاء عراقجي مع غروسي، وقال إن "المباحثات ستركز حول منهجية التفاعل الجديدة بين إيران والوكالة".
وأكد بقائي أن مسودة منهجية التفاعل مع الوكالة الخاصة بتنفيذ الالتزامات الرقابية أُعدت خلال ثلاث جولات من المفاوضات بين ممثلي إيران والوكالة، وهي الآن في المراحل الأخيرة من التحضير النهائي.
وأشار لارنس نورمن، صحافي "وول ستريت جورنال"، الثلاثاء، إلى زيارة غروسي إلى القاهرة ولقائه بعراقجي، وكتب أن هناك معلومات تفيد بعدم وجود اتفاق بين طهران والوكالة، وأن الوضع ما زال غير واضح.
وكانت عدة مصادر مطلعة قد أبلغت "إيران إنترناشيونال" بأن المرشد الإيراني علي خامنئي، طلب من الرئيس مسعود بزشكیان الاستعانة بأمير قطر للوساطة مع الغرب.
ويأتي هذا الإجراء بعد أن رفضت إيران الامتثال لمطالب الغرب، حيث قامت ثلاث دول أوروبية هي بريطانيا وألمانيا وفرنسا، بتفعيل آلية الزناد في محاولة لإعادة جميع عقوبات مجلس الأمن الدولي ضد النظام الإيراني.

أقدم مزارع بلوشي في الساحة الداخلية للإدارة الزراعية بمدينة كهَنوج الإيرانية على الانتحار وفارق الحياة. في الوقت نفسه أنهى طبيب متخصص في الأمراض الباطنية في مستشفى إيرانمهر سراوان حياته في سكن الاستراحة، كما أنهت طالبة جامعية في سكن جامعة محقق أردبيلي حياتها.
وأفاد موقع "حال ووش" الذي يغطي أخبار إقليم بلوشستان، يوم الاثنين 8 سبتمبر (أيلول)، أن رضا قلندري، المزارع البلوشي من قرية لَنك آباد كهَنوج بمحافظة كرمان، انتحر وتوفي احتجاجًا على الضغوط المعيشية والمشكلات الناجمة عن الغرامات والحرمان من الحصول على الوقود.
ونشر "حال ووش" صورة وفيديو من اللحظات الأولى لانتحار المزارع، وأوضح أن قلندري كان يرزح تحت ضغوط مالية ومعيشية خانقة نتيجة عجزه عن تسديد غرامة تجديد رخصة مضخته الزراعية وحرمانه من الحصول على حصته من الوقود من قبل إدارة الجهاد الزراعي، ما دفعه إلى الإقدام على الانتحار داخل ساحة الإدارة بمدينة كهَنوج.
ووفقًا لما كتبه هذا الموقع، فقد أثار انتحار قلندري صدمة وحزنًا عميقًا بين المزارعين وأهالي المنطقة، ورأى كثير من السكان أن خطوته تجسّد تجاهل المؤسسات المسؤولة لوضع المزارعين البلوش، وطالبوا بمعالجة مشكلاتهم المعيشية.
وبحسب ما يقوله ناشطون عماليون، فإن انعدام الأمن الوظيفي، وصعوبة العمل، وطول فترات تأخير دفع الأجور، وتفاقم المشكلات المعيشية، من أبرز العوامل التي دفعت بعض العمال إلى الانتحار، ما زاد المخاوف بشأن استمرار هذه الحالات وتكرارها.
انتحار طبيب
وأفاد موقع "حال ووش" أن أكرم شيري، الطبيب المتخصص في الأمراض الباطنية في مستشفى إيرانمهر سراوان بمحافظة بلوشستان وخريج جامعة أهواز للعلوم الطبية، أنهى حياته في سكن الاستراحة.
وبحسب هذا التقرير، فقد اعتبر زملاء هذا الطبيب والمقربون منه الضغوط المهنية الثقيلة والظروف المرهقة للعمل في مستشفى "إيرانمهر" السبب الرئيسي لهذه الحادثة.
"حال ووش" كتب أن هذه ليست المرة الأولى التي تقع مثل هذه الحوادث في مستشفيات سراوان، موضحًا أنه في يونيو (حزيران) وأغسطس (آب) 2024 أنهى طبيبان في قسم الطوارئ بمستشفيي إيرانمهر ورازي سراوان، هما فاطمة رضايي بور ومهران خسروانيان، حياتهما عن طريق الانتحار.
كما ذكر هذا التقرير أن ممرضة بلوشية في مستشفى إيرانمهر كانت قد أقدمت أيضًا على الانتحار في 20 أبريل (نيسان) 2024.
ووفقًا لما كتبه "حال ووش"، فإن تكرار هذه الحوادث في فترة زمنية قصيرة أثار قلقًا واسعًا بشأن الضغوط النفسية وظروف عمل الكوادر الطبية في مدينة سراوان.
وتحول موضوع انتحار الأطباء والأطباء المتدربين في إيران خلال السنوات الأخيرة إلى أزمة في النظام الصحي.
ففي عام 2024 أنهى ما لا يقل عن 16 طبيبًا متدرباً حياتهم بالانتحار.
ويعد الإرهاق الوظيفي الناجم عن نقص الكوادر وساعات العمل الطويلة، والضغوط الاقتصادية، وانخفاض الرواتب، وتأخر المدفوعات، وغياب آليات دعم نفسي منتظمة، من أهم الدوافع وراء ارتفاع حالات الانتحار بين الكوادر الطبية في إيران.
ففي أبريل (نيسان) الماضي، مُنعت وسائل الإعلام والجامعات الطبية من نشر أخبار انتحار الكوادر الطبية، وطُلب منها إعلان أسباب هذه الوفيات على أنها نوبات قلبية وما شابه.
انتحار طالبة جامعية في أردبيل
كما أفاد حساب "الطلاب المتحدون" على "تلغرام" أن طالبة جامعية أقدمت مساء الأحد 7 سبتمبر (أيلول) على الانتحار في سكن جامعة محقق أردبيلي.
وبحسب هذا التقرير، فإن هذه هي ثالث حالة انتحار بين طلاب جامعة محقق أردبيلي خلال عام واحد، ما زاد المخاوف بشأن الصحة النفسية للطلاب وأجواء الجامعة.
وكتب حساب "الطلاب المتحدون" في تقريره أن الأجواء الأمنية السائدة في الجامعة، والتهديدات، والفبركات التأديبية، والضغوط المنهجية من جهاز الأمن في الجامعة، من بين العوامل التي يُقال إنها لعبت دورًا مباشرًا في بروز موجة الانتحار هذه.
ووفقًا لما كتبه هذا التجمع النقابي، لم يقدم مسؤولو الجامعة حتى الآن أي رد رسمي بهذا الخصوص، لكن الطلاب طالبوا بالتدخل العاجل لمعالجة الظروف التعليمية والأمنية.
انتحار مزارع في كهَنوج، وطبيب في سراوان، وطالبة في أردبيل خلال يوم واحد، دق ناقوس الخطر مرة أخرى بشأن تفاقم أزمة الصحة النفسية في إيران.
وهذه الحالات إلى جانب حوادث مشابهة، تظهر أن عوامل مثل أزمة المعيشة والإرهاق الوظيفي بين العمال والكوادر الطبية ما زالت قائمة.

قال حمزة صفوي، نجل يحيى رحيم صفوي المستشار العسكري الأعلى والمساعد العسكري للمرشد الإيراني: "يجب أن نكون مستعدين لاحتمال اغتيال المرشد الأعلى من قبل إسرائيل"، مؤكداً أن سيناريو مقتل خامنئي أمر محتمل.
وفي مقابلة مصورة، كرّر حمزة صفوي عدة مرات الحديث عن احتمال قتل خامنئي وقدرة إسرائيل على تنفيذ ذلك، واصفاً هذه الخطط المحتملة بأنها "سيناريوهات تخريبية واستنزافية"، مضيفاً أن إيران يجب أن تستعد لها حتى لو تمت من جانب إسرائيل من دون موافقة أميركية.
وقال: "إذا طُرح موضوع استهداف الشخص الأول أو الثاني في البلاد، فسوف يُنفّذون ذلك بأي ثمن، حتى ولو بقبول مخاطر اندلاع حرب".
وأضاف صفوي: "ترامب قال علناً إنهم كانوا يريدون فعل ذلك (اغتيال خامنئي) لكنه منعهم. والسؤال الآن: إذا جاء يوم نفذت فيه إسرائيل ذلك من دون إذن أميركا، فماذا ستفعل واشنطن؟ ستكون أمام أمر واقع".
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد صرّح يوم27 يونيو (حزيران) 2025 أنه خلال الحرب التي استمرت 12 يوماً أنقذ علي خامنئي من "موت بشع ومهين".
يأتي حديث نجل صفوي في وقت أكد فيه مسؤولون إسرائيليون صراحةً نيتهم استهداف المرشد الأعلى في حال نشوب مواجهة جديدة.
وقال حمزة صفوي إن "أسوأ السيناريوهات ليس الحرب، بل تعرض النظام لعمليات إذلال وضغوط تدريجية تُفقده هيبته".
وأضاف: "قبل الحرب كان الاعتقاد أنه إذا هوجمت إيران فسيموت جنود أميركيون، ستُصاب السفن بأضرار، سترتفع أسعار النفط، لكن شيئاً من ذلك لم يحدث. هذه رسالة في غاية الخطورة، إذ حُطمت محرمات كثيرة، وهذا ما يمهّد للحرب القادمة".
وتابع: "قلقي الأكبر هو الانهيار التدريجي بفعل الإهانات والضغوط المستمرة".
يشار إلى أن يحيى رحيم صفوي كان قد قال يوم17 أغسطس (آب) 2025 إن من المحتمل اندلاع حرب جديدة بين إيران وإسرائيل، لكنه أضاف: "بعدها قد لا تقع حرب أخرى".
وأكد أن "الوضع الحالي ليس هدنة، بل نحن في حالة حرب، ولا يوجد أي بروتوكول أو اتفاقية بيننا وبين أميركا أو إسرائيل".
وأوضح: "نحن بوصفنا عسكريين نضع السيناريوهات ونستعد لأسوئها".
وانتقد حمزة صفوي خلال المقابلة عدة مواقف أساسية لعلي خامنئي، خصوصاً رفضه التفاوض مع الولايات المتحدة، مشدداً على ضرورة الدخول في "مفاوضات شاملة" مع واشنطن.
وقال: "علينا أن نجري مفاوضات شاملة مع أميركا لا تقتصر على مسألة تخصيب اليورانيوم. الاتفاق النووي كان اتفاقاً أحادي الموضوع، وهذا سبب فشله. يجب أن نذهب نحو مفاوضات واتفاق شامل مع الولايات المتحدة".