ترامب من الدوحة: آمل أن تتخذ طهران القرار الصحيح.. وإلا فلن تكون الأمور على ما يرام

أشار الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي وصل إلى الدوحة في ثاني أيام زيارته إلى الشرق الأوسط، مجددًا إلى ضرورة مواجهة البرنامج النووي الإيراني.

أشار الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي وصل إلى الدوحة في ثاني أيام زيارته إلى الشرق الأوسط، مجددًا إلى ضرورة مواجهة البرنامج النووي الإيراني.
وأعرب عن أمله في أن يتخذ النظام الإيراني القرار الصحيح، مضيفًا: "إذا لم نتمكن من التوصل إلى اتفاق، فلن تكون الأوضاع جيدة".
وكان ترامب قد أكّد مرارًا في السابق أنه في حال فشل المفاوضات، لن يستبعد الخيار العسكري.
وقد عُقدت أربع جولات من المفاوضات بين إيران والولايات المتحدة، وقد أعرب مسؤولو البلدين عن رضاهم عنها.
كما شدد ترامب، مساء الثلاثاء في السعودية، على أن طهران لم يعد أمامها الكثير من الوقت لاتخاذ القرار.

ردّ رئيس البرلمان الإيراني محمد باقر قالیباف، على تصريحات دونالد ترامب التي قارن فيها بين دول المنطقة وإيران، قائلًا: "بدلًا من أن يقلق على الأوضاع الداخلية في إيران، فليفكر في أنه صاحب الرقم القياسي في انخفاض شعبية أي رئيس في تاريخ أميركا."
وأضاف قالیباف: "لقد مارست أميركا أقصى درجات الضغط على إيران، لكنّ الثورة الإسلامية ضيّقت الخناق يومًا بعد يوم على نظام الهيمنة."
وتابع: "إيران ليست من دعاة الحروب، لكنها أيضًا ليست من أهل الاستسلام."
وكان ترامب قد قال خلال زيارته للسعودية: "عقود من الإهمال وسوء الإدارة دفعت بإيران إلى الظلام." وأضاف: "بينما تركّز الدول العربية على أن تصبح ركائز للاستقرار الإقليمي والتجارة العالمية، ينشغل قادة إيران بسرقة ثروات شعبهم لتمويل الإرهاب وسفك الدماء خارج البلاد."

قال وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، إن طهران بانتظار أن تقوم سلطنة عُمان، بصفتها وسيطًا، بتحديد الزمان والمكان للجولة المقبلة من المفاوضات مع الولايات المتحدة.
وأضاف أن طهران تُطلع دول المنطقة، بما في ذلك المملكة العربية السعودية وقطر والإمارات العربية المتحدة، إلى جانب الدول الأوروبية و"أصدقائنا على المستوى الدولي"، على سير المفاوضات الجارية مع أميركا.
وأشار عراقجي إلى اهتمام إيران ببلورة تفاهم إقليمي بشأن هذه الجولة من المفاوضات وأي اتفاق محتمل، مؤكدًا أن زيارته الأخيرة إلى قطر والسعودية جاءت في إطار هذه الجهود التفاوضية مع واشنطن.
وتابع وزير الخارجية الإيراني: "في ظل مثل هذا التفاهم، يمكننا أن نشهد مزيدًا من الاستقرار والأمن الإقليمي، وكذلك تعزيز الفهم المتبادل بين إيران ودول المنطقة دون تدخل خارجي."
وأكد عراقجي: "نأمل أن لا تكون هناك أي هواجس أو مخاوف لدى الدول المجاورة في هذا الصدد."
كما أعلن أن الجولة المقبلة من المحادثات بين طهران وأوروبا على مستوى نواب وزراء الخارجية ستُعقد بعد غد الجمعة في إسطنبول.
وأوضح عراقجي: "نحن مستمرون في المحادثات غير المباشرة مع أميركا، ومستعدون أيضًا للتفاوض مع أوروبا، لكن للأسف الأوروبيون هم من عزلوا أنفسهم جزئيًا بسبب سياساتهم. نحن لا نرغب في هذا الوضع، ولذلك واصلنا مفاوضاتنا."

وصف وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، تصريحات دونالد ترامب بشأن إيران بأنها "رؤية خادعة للغاية". وقال: "ما قاله ترامب عن رغبة دول المنطقة في التوجه نحو الازدهار والتقدم، هو نفس الطريق الذي اختاره الشعب الإيراني من خلال الثورة من أجل امتلاك دولة مستقلة".
وأضاف وزير الخارجية الإيراني: "هذا هو الطريق الذي سلكه الشعب الإيراني لبناء دولة حرّة، متقدمة، ومستقلة".
وأشار عراقجي كذلك إلى أن الولايات المتحدة هي المسؤولة عن المشاكل الاقتصادية التي تواجه إيران.
وكان الرئيس الأميركي قد اتهم، مساء الثلاثاء، في خطاب ألقاه في الرياض، إيران بـ"سوء الإدارة الواسع"، و"الفساد البنيوي"، و"تخريب المنطقة"، وقال: "بينما تُبنى أطول ناطحات السحاب في جدة ودبي، تنهار المباني التاريخية في طهران وتتحول إلى أنقاض".

قال الرئيس الأميركي ترامب من الرياض: إدارتي فرضت العقوبات القصوى على طهران، بعد أن عاملت إيران بايدن كـ"مغفل" لأنه سمح لهم بالحصول على الأموال لتمويل الإرهاب، وتمويل ما حدث في 7 أكتوبر.
جاء ذلك خلال كلمة الرئيس الأميركي دونالد ترامب في منتدى الاستثمار السعودي الأميركي، الذي عقد في الرياض بحضور ولي العهد السعودي محمد بن يلمان والرئيس الأميركي، إلى جانب عدد كبير من مسؤولي البلدين وطيف واسع من رجال الأعمال والمستثمرين من البلدين.
وأضاف دونالد ترامب أن "القادة الإيرانيين يمولون الإرهاب ويسفكون الكثير من الدماء. وقد شاهدنا ما قامت به إيران في اليمن وفي سوريا وفي لبنان التي كانت تسمى فيما مضى باريس الشرق".
وتابع الرئيس الأميركي أن "لبنان بلد مذهل لكنه تضرر كثيرا بسبب حزب الله الذي يمثل ذراعا لإيران".
وقال الرئيس الأميركي: "لو أن النظام الإيراني ركز على دولته بدلا من تمويل الفوضى لحقق الكثير. وأنا هنا لإنهاء النزاعات القديمة وبناء شراكات جديدة".
وأكد دونالد ترامب: "أريد التعاون مع إيران، وإلا فسنجعل أيراداتها صفرا. وسأتخذ كل الإجراءات المطلوبة لمنع إيران من امتلاك السلاح النووي. ولن نسمح بتهديد أميركا وحلفائها".
وفي سياق حديثه عن التعاون قال ترامب: "أنا لا أؤمن بوجود أعداء دائمين، وكثير من الأعداء القدامى أصبحوا من أهم الشركاء".
وشدد الرئيس ترامب: "نحن حقاً نريد أن تكون إيران دولة ناجحة. نريد لها أن تكون دولة عظيمة، آمنة، ومحبوبة. لكن يجب أن لا تمتلك سلاحاً نووياً. هذا العرض لن يبقى مطروحاً إلى الأبد".
وفي السياق نفسه، قال الرئيس الأميركي إن النظام الإيراني حول الأراضي الزراعية إلى صحارى جافة بسبب ما سماه "مافيا المياه"، مضيفا: "في الوقت الذي تُشيَّد فيه أطول ناطحات السحاب في العالم في جدّة ودبي، تنهار المباني التاريخية في طهران وتتحول إلى أنقاض وتراب".
وفي المقابل، نشرت وكالة "تسنيم" للأنباء أن القوات البحرية التابعة للحرس الثوري الإيراني "بدأت في تنفيذ تموضعٍ عملياتي جديد حول الجزر الثلاث في المياه الخليجية، بهدف تعزيز الردع الفعّال".
وفي الأثناء، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، إن "المفاوضات التي أُجريت مع الولايات المتحدة كانت مفيدة"، مضيفا: "لدينا ترتيبات لضمان عدم تكرار التجربة السابقة".

قال الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، في لقائه مع أعضاء كتلة المستقلين في البرلمان الإيراني إن المفاوضات مع الولايات المتحدة "تجرى بالتنسيق الكامل مع المرشد."
وأضاف أن "توجيهات خامنئي ستكون بمثابة المصباح الذي ينير طريق المفاوضين".
وتابع بزشكيان: "لن نتنازل إطلاقًا عن مبادئنا في المفاوضات مع أميركا، وفي الوقت ذاته لا نسعى للتوتر".
من جانبه، قال دونالد ترامب، رئيس الولايات المتحدة، بعد الجولة الرابعة من المفاوضات، إن إيران أدركت أنه جاد، ولهذا السبب فهي "تتفاوض بذكاء".
وأضاف أن إيران تتصرف حاليًا بشكل "عقلاني جدًا".
