أزمة بقطاع النقل الإيراني بسبب العقوبات ومنع الشاحنات الإيرانية من تحميل 182 سلعة أوروبية

قال علي محمودي سرای، عضو غرفة التجارة الإيرانية، إن فرض عقوبات جديدة من قبل الاتحاد الأوروبي قد أدى إلى منع تحميل 182 سلعة أوروبية بواسطة الشاحنات الإيرانية.

قال علي محمودي سرای، عضو غرفة التجارة الإيرانية، إن فرض عقوبات جديدة من قبل الاتحاد الأوروبي قد أدى إلى منع تحميل 182 سلعة أوروبية بواسطة الشاحنات الإيرانية.
وفي حديثه مع وكالة أنباء "إيلنا"، الثلاثاء 8 أكتوبر (تشرين الأول)، كشف علي محمودي سرای، رئيس مجلس إدارة اتحاد النقل واللوجستيات الإيراني، عن فرض هذه العقوبات الجديدة، مشيرا إلى أن منع تحميل هذه السلع الأوروبية قد بدأ منذ أكثر من شهر، مما أثر بشكل كبير على قطاع النقل الإيراني.
في الوقت نفسه، أوقفت فرنسا إصدار تصاريح "زولا" للسائقين الإيرانيين منذ بداية عام 2023، كما وردت أنباء عن إجراءات مشابهة من ألمانيا وإيطاليا تحد من منح تأشيرات للسائقين الإيرانيين.
وأكد محمودي سرای أن الدولتين الأوروبيتين اللتين لا تزالان تقدمان تأشيرات للسائقين الإيرانيين هما إيطاليا وألمانيا، لكن بشكل محدود جدًا.
وقد أدى طول إجراءات إصدار التأشيرات للسائقين الإيرانيين إلى تعطيلهم عن تصدير الشحنات، حيث شهدت العديد من الشاحنات الإيرانية العام الماضي تأخيرات عند الحدود بسبب عدم حصولها على التأشيرات اللازمة.
وخلال الفترة التي منعت فيها الشاحنات الإيرانية من دخول أوروبا، تمكن السائقون الأتراك من ملء الفراغ في سوق النقل، حيث يتمكنون من التنقل بسهولة عبر المسارات الأوروبية.
إلى جانب معارضة الاتحاد الأوروبي لإصدار تصاريح الحركة للشاحنات الإيرانية، أصبح الحصول على التأمين الدولي المعروف باسم "التأمين الأخضر" عائقًا إضافيًا أمام الترانزيت البري الإيراني إلى أوروبا. إذ إن الشاحنات الإيرانية، بسبب العقوبات، لا تستطيع الحصول على هذا التأمين، ويضطرون لشرائه من وسطاء عند حدود بلغاريا بأسعار مرتفعة تصل إلى ثلاثة أضعاف.
وفي هذا السياق، أكدت فاطمة قنبر زاده، نائبة رئيس لجنة النقل والترانزيت واللوجستيات في غرفة التجارة الإيرانية، مؤخرًا على الجهود المبذولة لإزالة تعليق إيران من "اتفاقية نظام التأمين المتناغم للبطاقة الخضراء"، مشيرة إلى أنه تم تقديم الضمانات اللازمة لمكتب التأمين الأخضر في جنيف.
وعلى الرغم من أن إيران تمتلك موقعًا جغرافيًا مناسبًا لتصدير السلع والخدمات، فإنها لا تزال محرومة من العوائد الناتجة عن الترانزيت والنقل البري بسبب العقوبات.
من ناحية أخرى، أدت عدم فعالية إيران في تطوير البنى التحتية للنقل، جنبًا إلى جنب مع العقوبات، إلى ظهور مسارات جديدة في المنطقة تتجنب إيران.
ومن بين هذه المسارات، يعتبر "ممر زنكزور" الذي يربط جمهورية أذربيجان عبر أرمينيا مع نخجوان وتركيا، أحد هذه الطرق التي أثارت مؤخرًا انتقادات واسعة من قبل طهران.

دعا 39 نائبًا في البرلمان الإيراني المجلس الأعلى للأمن القومي إلى مراجعة "السياسة الدفاعية" لإيران، وسط تصاعد التوترات مع إسرائيل.
وقال النائب حسن علي أخلاقي، عضو البرلمان عن مدينة مشهد، لوكالة الأنباء الإيرانية شبه الرسمية (إيسنا) إن هذا التحرك يأتي في إطار نقاش متزايد في طهران بشأن الاستراتيجية العسكرية لإيران، وخاصة موقفها من الأسلحة النووية.
ومع تصاعد التوترات، يدعو بعض أعضاء البرلمان الإيراني لاتخاذ إجراءات أقوى، بينما يرى البعض في إسرائيل أن الهجوم على المنشآت النووية الإيرانية هو الحل الوحيد لضمان أمن الدولة اليهودية.
هذا العام، صعّدت إيران من تحركاتها بشنّ هجومين مباشرين على إسرائيل، متجاوزة بذلك اعتمادها المعتاد على الوكلاء في شنّ الهجمات القريبة.
وتقول طهران، استنادًا إلى الفتوى المثيرة للجدل الصادرة عن المرشد علي خامنئي، إنها لم تسعَ يومًا لامتلاك الأسلحة النووية، حيث حرم خامنئي علنًا جميع أسلحة الدمار الشامل، بما في ذلك القنابل النووية.
ومع ذلك، يشكك الكثيرون في مصداقية هذه الفتوى، خاصة في ظل التقدم السريع الذي أحرزته إيران في برنامجها النووي، مما أدى إلى انتهاكها للوائح العالمية المتعلقة بتخصيب اليورانيوم.
وكان رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية قد صرّح في وقت سابق من هذا العام بأن إيران تبعد "أسابيع وليس شهورًا" عن امتلاك سلاح نووي.
وأقرّ النائب حسن أخلاقي بأن الفتوى لا تزال قائمة، لكنه قال: "في سياق الفقه، يمكن للزمان والمكان أن يؤثرا على تعديل الأحكام، ويمكن للأحكام الثانوية أن تحل محل الأحكام الأولية".
ومع ذلك، وعلى عكس التصور الشائع، فإن الفتوى ليست وثيقة قانونية، بل هي رأي استشاري في الشريعة الإسلامية يصدره رجل دين رفيع المستوى، ويمكن تغييرها في أي وقت.
وتأتي تصريحات أخلاقي في الوقت الذي دعت فيه صحيفة "جوان" المتشددة والقريبة من الحرس الثوري الإيراني، إلى تغيير العقيدة النووية لإيران.
فبعد الهجمات الصاروخية الإيرانية الأخيرة على إسرائيل، طالبت الصحيفة بتحول فوري في برنامج إيران النووي. وكتب علي غنادي في الصحيفة بأن طهران تمتلك الآن "القدرة والسياق والفرصة" لتغيير استراتيجيتها النووية، متجاوزة السرد السلمي للطاقة.
وتساءلت "جوان" عما إذا كان من الممكن أن تصدر إسرائيل إنذارًا نوويًا ضد إيران في حال تعرضها لتهديد وجودي.
وقالت الصحيفة: "هل من المستبعد أن تصدر إسرائيل إنذارًا نوويًا علنيًا أو سريًا ضد إيران؟"، ملمحة إلى إمكانية التصعيد النووي بين الخصمين.
وأشارت الصحيفة إلى أن التفوق التكنولوجي والعسكري لإسرائيل يترك إيران في موقف ضعيف، مما يعني أن الردع النووي المتبادل قد يكون حلاً.
وتحتفظ طهران حاليًا بمخزون من اليورانيوم المخصب بنسبة 60%، والذي يمكن رفعه إلى 90% في غضون أسبوعين فقط، وهي النسبة المطلوبة لصنع الأسلحة النووية.
ومن المحتمل أن يشير هذا التحول في العقيدة إلى استعداد إيران لتطوير أسلحة نووية إذا هددت التحركات العسكرية الإسرائيلية مصالحها الأساسية.
ودعا رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق نفتالي بينيت مؤخرًا إسرائيل إلى استغلال الفرصة لتدمير البرنامج النووي الإيراني، بعد الهجوم الذي شنته إيران بـ181 صاروخًا باليستيًا على الدولة اليهودية.
وقال بينيت في منشور له على منصة "X": "لدى إسرائيل الآن أكبر فرصة منذ 50 عامًا لتغيير وجه الشرق الأوسط"، داعيًا إلى تدمير المنشآت النووية الإيرانية وبنيتها التحتية "الإرهابية" بعد الضربات الصاروخية الإيرانية.
في الوقت ذاته، تزايدت الدعوات من قبل المتشددين الإيرانيين عبر وسائل التواصل الاجتماعي للمطالبة باتخاذ إجراءات انتقامية ضد إسرائيل، والدفع نحو تطوير قنبلة نووية.
وكان أنصار المفاوض النووي السابق سعيد جليلي من بين أبرز المنتقدين للقيادة الإيرانية الحالية، متهمين الرئيس مسعود بزشكيان بالتقاعس عن الرد بشكل كافٍ على الضربات الجوية الإسرائيلية في غزة ولبنان، التي جاءت بعد هجمات حماس، المدعومة من إيران، في 7 أكتوبر (تشرين الأول) ضد إسرائيل.
كما دعوا إلى اتخاذ خطوات تشمل إغلاق مضيق هرمز وبناء ترسانة نووية.

أظهرت مقاطع فيديو منشورة على وسائل التواصل الاجتماعي أن القوات الإسرائيلية سيطرت على منطقة "مارون الراس" اللبنانية القريبة من الحدود مع إسرائيل، ورفعت العلم الإسرائيلي فوق ما يُعرف بـ "حديقة إيران"، التي شُيّدت بدعم مالي إيراني في تلك المنطقة، ما يعد ضربة رمزية قوية للنظام.
وتقع "حديقة إيران" على بُعد 400 متر من الحدود الإسرائيلية، في منطقة بوابة فاطمة بكفر كلا، جنوب لبنان، وتم بناؤها بميزانية كبيرة من قِبل هيئة إعادة إعمار جنوب لبنان، بتمويل إيراني كامل بعد حرب 2006 بين حزب الله وإسرائيل.
كما أظهرت الصور في المنطقة تماثيل وصور كبيرة لقادة النظام، مثل المرشد الإيراني السابق، روح الله الخميني، والمرشد الحالي، علي خامنئي، بالإضافة إلى تمثال لقائد فيلق القدس السابق المقتول، قاسم سليماني، يشير بيده نحو إسرائيل.
ورغم أن الصور الحديثة لا تظهر وجود تمثال سليماني أو صور الخميني وخامنئي الكبيرة، فإنه لم يتضح بعد ما إذا كانت تلك الرموز قد أُزيلت أو دُمّرت.
وهذا الموقع الرمزي، الذي أُنشئ ليكون مكانًا للتنزه والترفيه العائلي، افتتحه الرئيس الإيراني الأسبق، محمود أحمدي نجاد، خلال زيارته للمنطقة في عام 2010.
واحتوت الحديقة على ألواح تعريفية لكل مقاطعة من مقاطعات إيران، إلى جانب مجسمات ومعالم مختلفة، بما في ذلك نموذج كبير للمسجد الأقصى، والذي أظهرت الفيديوهات الأخيرة تدميره إلى جانب هياكل أخرى في الموقع.
وقد تكبد حزب الله اللبناني، في الأسابيع الأخيرة، خسائر فادحة جراء الهجمات الإسرائيلية، وتعدّ سيطرة إسرائيل على مرتفعات مارون الراس، يوم الثلاثاء، ضربة رمزية قوية للنظام الإيراني.
ومنذ تصاعد الهجمات الإسرائيلية في الشهر الماضي، قُتل أكثر من 1000 لبناني، وهو عدد يتجاوز ضحايا الحرب التي استمرت 34 يومًا في عام 2006 بين الجانبين.

أعلن كين مك كالوم، رئيس جهاز الأمن الداخلي البريطاني (MI5)، أن جهازه أحبط خلال العامين الماضيين 20 مؤامرة محتملة قاتلة مدعومة من النظام الإيراني. وأشار إلى أن طهران زادت من توظيف الوسطاء والجماعات الإجرامية لتنفيذ مؤامرات اغتيال وتخريب ضد معارضي النظام المقيمين في بريطانيا.
وفي تقريره، حذر رئيس "MI5" من أنه إذا شعرت طهران بأن بريطانيا متورطة سياسياً أو عسكرياً في دعم إسرائيل، فقد تركز هذه المؤامرات على أهداف أخرى في بريطانيا، خاصة في ظل التوترات الأخيرة في الشرق الأوسط، والهجمات الصاروخية الأخيرة على إسرائيل.
تزايد التهديدات
وأشار مك كالوم إلى أن الصراع المستمر بين إسرائيل وحماس في غزة وحزب الله في لبنان لم يؤدِّ بشكل مباشر إلى زيادة المؤامرات الإرهابية في بريطانيا، لكنه ساهم في خلق مشكلات بالنظام العام وزيادة جرائم الكراهية، مما اضطر الشرطة إلى التعامل مع هذه القضايا.
المؤامرات التي تم إحباطها
وقال رئيس جهاز الأمن الداخلي البريطاني إن "MI5" والشرطة البريطانية اكتشفا 5 مؤامرات جديدة هذا العام كانت مدعومة من إيران. واحدة من هذه الأنشطة الإرهابية كانت الهجوم على بوريا زراعتى، أحد مقدمي قناة "إيران إنترناشيونال"، الذي تعرض لهجوم من قبل 3 مسلحين بأسلحة باردة في 29 مارس (آذار) 2024.
وذكر كالوم أن الهدف من هذه التهديدات هو خلق حالة من الرعب والذعر بين المعارضين، وكذلك الضغط على الأفراد والجماعات التي تعتبرها طهران تهديداً لبقائها.
وفي السنوات الماضية، تعرضت قناة "إيران إنترناشيونال" للتهديد عدة مرات من قبل مسؤولين ومناصرين للنظام الإيراني. ووصف كاظم غريب آبادي، نائب رئيس السلطة القضائية الإيرانية السابق، في 7 يونيو (حزيران)، القناة بأنها "منظمة إرهابية"، وهدد بملاحقة موظفيها.
التعاون الخفي مع الجماعات الإجرامية
وقال كين مك كالوم إن إيران تستخدم الشبكات الإجرامية لتنفيذ مؤامراتها، حيث يشمل هذا التعاون التهديدات والترهيب، وحتى القيام بهجمات إرهابية، وتخريب ضد أفراد محددين في بريطانيا.
وتُمكن هذه الشبكات إيران من تحقيق أهدافها دون تدخل مباشر من العناصر الأمنية الإيرانية، مما يسمح لها بإخفاء دورها في هذه الهجمات.
وفي تقرير نشرته "واشنطن بوست" في 12 سبتمبر (أيلول)، تمت الإشارة إلى استخدام طهران لشبكات إجرامية غربية لتخطيط أعمال عنف ضد معارضيها في الولايات المتحدة وأوروبا، حيث اتخذت السلطات البريطانية تدابير لحماية قناة "إيران إنترناشيونال"، التي لها جمهور كبير في إيران، ويصفها النظام بأنها "غير قانونية".
تجدر الإشارة إلى أن قناة "إيران إنترناشيونال" قد اضطرت في 18 فبراير (شباط) 2023، نتيجة التهديدات الأمنية، إلى نقل بثها مؤقتًا من لندن إلى واشنطن، وقد استأنفت البث في 25 سبتمبر (أيلول) 2023 من استوديو جديد في لندن.
تزايد التهديدات من دول أخرى
ولم تكن إيران الدولة الوحيدة التي تشارك في هذه الأنشطة. حيث تستخدم روسيا أيضًا شبكات إجرامية مماثلة لتنفيذ مؤامرات تخريبية في بريطانيا وأوروبا.
ووفقًا لقول مك كالوم، فقد زادت تحقيقات "MI5" بشأن التهديدات الحكومية، بما في ذلك إيران وروسيا والصين، بنسبة 48% في العام الماضي، مما يدل على شدة واتساع جهود هذه الدول لإحداث عدم استقرار في بريطانيا ودول أوروبية أخرى.
خروج البريطانيين للانضمام إلى داعش
ووفقًا للتقرير، أدى إحياء داعش في أفغانستان إلى استئناف جهود هذه الجماعة الإسلامية المتطرفة لتصدير الإرهاب، حيث زادت أعداد البريطانيين الذين يسعون للسفر إلى الخارج لتعلم أساليب هذه الجماعة.

مرّ نحو 10 أيام على آخر ظهور لإسماعيل قاآني، قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني. لم يظهر قاآني في صلاة الجمعة التي أُقيمت في 4 أكتوبر (تشرين الأول) برئاسة المرشد علي خامنئي، ولم يحضر مراسم تسليم الوسام لقائد القوة الجوفضائية أمير علي حاجي زاده.
ورغم أن المسؤولين في إيران يؤكدون أن قاآني لا يزال على قيد الحياة، إلا أنهم يفتقرون إلى سجل موثوق في تقديم معلومات دقيقة في أحداث مشابهة.
آخر مرة ظهر فيها قائد فيلق القدس كانت في 29 سبتمبر (أيلول) 2024، عندما ذهب إلى مكتب حزب الله في طهران لتقديم التعازي بمقتل الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله.
في 6 أكتوبر (تشيرين الأول)، صرح إيرج مسجدي، نائب قائد فيلق القدس، خلال مؤتمر تكريمي لخدام "أربعين الحسين": "كثيرون يسألون عن حالة الجنرال قاآني، أود أن أطمئنهم أنه بخير ويواصل عمله". وأضاف معلقاً على الدعوات لإصدار بيان رسمي: "لماذا نصدر بياناً؟ لا داعي لمثل هذا الإجراء".
ومع ذلك، أثارت هذه التصريحات، نظراً لتاريخ النظام الإيراني في مثل هذه الأحداث، مزيداً من الشكوك حول حالة قاآني.
الغياب الأول – 4 أكتوبر
في صلاة الجمعة التي أَمَّها خامنئي في 4 أكتوبر (تشرين الأول)، حضر عدد كبير من كبار المسؤولين الحكوميين، لكن غياب قاآني لفت انتباه وسائل الإعلام. وسرعان ما ردّ رسول سنائي راد، نائب المكتب السياسي للمرشد الإيراني، قائلاً إن غياب قاآني كان "علامة على العقلانية الثورية" ويدل على "الاستعداد العسكري".
كما كتب روزبه علمداری، رئيس تحرير موقع "جماران" المرتبط بعائلة روح الله الخميني، على منصة "X" أن غياب القادة العسكريين يشير إلى حالة تأهب قصوى "للرد السريع على أي تحرك إسرائيلي".
ومع ذلك، تظهر الصور أن قادة آخرين مثل حسين سلامي، قائد الحرس الثوري الإيراني، ونائبه علي فدوي، وعبد الرحيم موسوي، قائد الجيش، وأحمد رضا رادان، قائد الأمن العام، كانوا حاضرين في صلاة الجمعة.
في اليوم التالي، أفادت "القناة 12" الإسرائيلية بأن قاآني ربما يكون قد أصيب في هجوم إسرائيلي على بيروت. وأشارت القناة إلى أن الهدف الرئيس لهذا الهجوم كان هاشم صفی الدین، رئيس المجلس التنفيذي لحزب الله، وحسين الهزيمة، رئيس استخبارات الحزب، ولم تتوفر معلومات حول مصير هذين القياديين أيضاً.
في الوقت نفسه، قال مصدر أمني لبناني لوكالة "رويترز" إن الاتصال بهاشم صفي الدين انقطع منذ الهجوم الجوي الإسرائيلي على بيروت في 4 أكتوبر.
وفي 6 أكتوبر (تشرين الأول)، وصف عباس كلرو، عضو لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني، التقارير التي تشير إلى وجود قاآني في موقع الهجوم الإسرائيلي في بيروت بأنها "شائعات"، مضيفاً أن هذه التقارير جزء من "حرب الفضاء الإلكتروني"، وأكد أن قاآني في حالة صحية جيدة.
الغياب الثاني – 6 أكتوبر
في 6 أكتوبر، أقيمت مراسم لتكريم أمير علي حاجي زاده، قائد القوة الجوفضائية للحرس الثوري الإيراني، من خلال منحه وسام "فتح" من قبل خامنئي. إلا أن الصور من هذا الحفل أظهرت غياب قاآني، رغم حضور عدد كبير من القادة العسكريين البارزين.
وفي الوقت ذاته، نقل مصدر مقرب من "إيران إنترناشيونال" أن أفراد عائلة قاآني لا يعلمون شيئاً عن مصيره، وهم قلقون بشأنه.
وكذلك أفادت "رويترز" نقلاً عن مصادر مطلعة في إيران أن قاآني سافر إلى لبنان بعد مقتل نصر الله، وأنه منذ الهجمات الإسرائيلية الأخيرة على بيروت لم ترد أي أخبار عنه.
ووفقاً لهذه التقارير، كان قاآني في جنوب بيروت وقت الهجوم الإسرائيلي، لكنه لم يكن في اجتماع مع هاشم صفي الدين.
ورداً على سؤال حول حالة قاآني، قال محمود قماطي، عضو المجلس السياسي لحزب الله: "ليس لدي أي معلومات حول هذا الأمر"، وأضاف: "نحن أيضاً نسعى لمعرفة الحقيقة".
وفي غضون ذلك، انتقد موقع "تابناك"، الذي يرتبط بمحسن رضائي، القائد السابق للحرس الثوري، طريقة التعامل الإعلامي مع غياب قاآني، وطالب بنشر مقطع فيديو يظهر قاآني إذا كان في حالة صحية جيدة.
من هو إسماعيل قاآني؟
إسماعيل قاآني، المعروف أيضاً بإسماعيل أكبرنژاد، كان نائباً لقاسم سليماني لسنوات في قيادة فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني. وُلِد قاآني في مدينة مشهد، وانضم إلى الحرس الثوري الإيراني في عام 1980 عندما كان في العشرين من عمره.
بعد التحاقه بالحرس، ذهب إلى طهران لتلقي تدريبه العسكري في معسكر سعد آباد، الذي يُعرف الآن بمعسكر "الإمام علي". وكان زملاؤه في التدريب محمد مهدي خادم الشريعة، مؤسس لواء "إمام رضا 21"، وولي الله چراغجی، نائب قائد اللواء ذاته.
بعد انتهاء تدريبه، عاد قاآني إلى مشهد وبدأ العمل في أحد مراكز تدريب الحرس الثوري. وفي منتصف عام 1980، تم إرساله إلى منطقة كردستان عقب اندلاع اضطرابات هناك.
في عام 1982، تعرف على قاسم سليماني، وأدى هذا التعارف إلى شراكة استمرت لسنوات طويلة في قيادة العمليات الخارجية للحرس الثوري.
سجل الإعلام الإيراني في التعامل مع أحداث مشابهة
على الرغم من تأكيدات المسؤولين في إيران بأن قاآني لا يزال على قيد الحياة، لم ينفِ أي منهم بشكل قاطع وجوده في بيروت وقت الهجوم. وسجل الإعلام الإيراني في التعامل مع أحداث مماثلة، مثل استهداف حسن نصر الله أو تحطم طائرة الهليكوبتر التي كانت تقل الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ووزير خارجيته حسين أمير عبد اللهيان، يُظهر نمطاً من التأخير في الاعتراف بالحقائق أو تشويهها.
وعادةً ما يعتمد النظام الإيراني ووسائل الإعلام الرسمية سياسة النفي أو التعتيم على الحقيقة، إما بدعوى "المصلحة الوطنية" أو لكسب الوقت قبل الكشف عن التفاصيل الفعلية.

نقل موقع "أكسيوس" الإخباري عن مسؤولين أميركيين بأن إدارة جو بايدن لا تعارض رد إسرائيل على هجوم إيران الأسبوع الماضي، لكنها تشدد على أن يكون هذا الرد "محسوبًا". وقال مسؤول أميركي للموقع إن مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض أبلغ تل أبيب بضرورة الوضوح في خططها للانتقام من طهران.
وأخبر أربعة مسؤولين أميركيين موقع "أكسيوس" أن إدارة بايدن باتت مؤخرًا تفقد الثقة بشكل متزايد فيما تعلنه الحكومة الإسرائيلية بشأن خططها العسكرية والدبلوماسية في الحرب متعددة الجبهات.
وأشار المسؤولون إلى أن البيت الأبيض لا يعارض رد إسرائيل على الهجوم الصاروخي من إيران، لكنه يطالب بـ"رد محسوب ومدروس".
ووفقًا لتقرير "أكسيوس"، فإن هذه "الأزمة في الثقة" أصبحت أكثر أهمية بسبب استعداد إسرائيل للانتقام من الهجوم الصاروخي الواسع الذي شنته إيران. هذا التخطيط يتطلب تنسيقًا ضروريًا مع الولايات المتحدة للتعامل مع أي رد إيراني محتمل.
وذكر أحد المسؤولين الأميركيين أن الثقة الأميركية بإسرائيل منخفضة جدًا حاليًا، وأن لديهم أسبابًا وجيهة لذلك.
كما أشار مسؤول أميركي آخر إلى أن المحادثات مع الحكومة الإسرائيلية بشأن إيران كانت بناءة، لكن البيت الأبيض والسفارة الإسرائيلية في واشنطن امتنعا عن التعليق.
إسرائيل تفاجئ الحكومة الأميركية
وقال مسؤولون أميركيون إن إدارة بايدن فوجئت في عدة مناسبات بعمليات عسكرية أو استخباراتية إسرائيلية. في بعض الحالات، لم يتم التشاور مع الولايات المتحدة أو تزويدها بالمعلومات مسبقًا، أو تم إخطارها عندما كانت المقاتلات الإسرائيلية في طريقها إلى الهدف في الشرق الأوسط.
ووفقًا لتقرير "أكسيوس"، على سبيل المثال، لم تبلغ إسرائيل إدارة بايدن بخطتها لاغتيال إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحماس، خلال زيارته إلى طهران.
وقد تم تنفيذ هذه العملية بعد أيام قليلة من إبلاغ بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي، للرئيس بايدن عن نيته اتخاذ خطوات للتقدم في اتفاق مع حماس بشأن إطلاق سراح الرهائن، وإعلان وقف إطلاق النار في غزة.
غضب وزير الدفاع الأميركي
وكشف المسؤولون الأميركيون لـ"أكسيوس" أن لويد أوستن، وزير الدفاع الأميركي، كان "غاضبًا للغاية" عندما أبلغه يوآف غالانت، وزير الدفاع الإسرائيلي، عن خطته لاغتيال حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله اللبناني، قبل دقائق قليلة من الهجوم.
ووصف المسؤولون الأميركيون هذا التصرف بأنه "خرق للثقة"، حيث إن الإخطار المتأخر لم يمنح البنتاغون الوقت الكافي لاتخاذ التدابير اللازمة لحماية القوات الأميركية في المنطقة.
كما ورد في التقرير أن الولايات المتحدة لم تكن على علم بخطط إسرائيل لتفجير أجهزة البيجر التابعة لحزب الله عن بُعد.
ترقب الشفافية
وفي تقرير "أكسيوس" الذي كتبه باراك رافيد، أكد مسؤولون إسرائيليون أن غالانت لم يبلغ الولايات المتحدة مسبقًا بناءً على تعليمات من نتنياهو.
وقال مسؤولان أميركيان لـ"أكسيوس" إن جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض، في اتصال هاتفي مع رون ديرمر، وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي، شدد على أن الولايات المتحدة تتوقع "مزيدًا من الشفافية" من إسرائيل، نظرًا للعواقب المحتملة لخطط الانتقام الإسرائيلية ضد إيران على القوات والمصالح الأميركية.
وأكد أحد المسؤولين أن سوليفان شدد خلال المكالمة على أن الولايات المتحدة قد لا تتعاون تلقائيًا في مواجهة هجوم صاروخي آخر من إيران ضد إسرائيل إذا لم تكن على علم بخطط تل أبيب.
ومع ذلك، أقر المسؤولون الأميركيون بأن واشنطن، بغض النظر عن الظروف، من المرجح أن تساهم في الدفاع عن إسرائيل.
وأشار المسؤولون إلى أن ديرمر أكد أن إسرائيل تسعى إلى التنسيق مع الولايات المتحدة، لكنهم أبدوا شكوكهم حول "مدى فعالية هذا التنسيق".
