وزير خارجية لبنان: حزب الله لا يمكنه تسليم سلاحه دون موافقة إيران

أكد وزير خارجية لبنان، يوسف رجّي، أن نزع سلاح حزب الله يُعد "ضرورة وطنية"، مشيرًا إلى أن هذا الحزب لا يمكنه تسليم أسلحته دون موافقة إيران.

أكد وزير خارجية لبنان، يوسف رجّي، أن نزع سلاح حزب الله يُعد "ضرورة وطنية"، مشيرًا إلى أن هذا الحزب لا يمكنه تسليم أسلحته دون موافقة إيران.
وأوضح رجّي، في مقابلة مع قناة العربية يوم السبت 6 ديسمبر (كانون الأول)، دور الحكومة الإيرانية في ملف نزع السلاح في لبنان، وقال إن "هاجس الحزب الحالي يتمثل في كسب الوقت والحفاظ على موقعه الداخلي في لبنان حتى يتمكن من استعادة قوته".
وأضاف أن حزب الله، كما أعلن مسؤولوه، يعمل على إعادة بناء قدراته بطرق مختلفة، بما في ذلك التمويل، استعدادًا لاستعادة نفوذه ومكانته السابقة في لبنان عند توفر الفرصة.
وأكد وزير الخارجية اللبناني أن نشاط حزب الله لم يعد يتركز حاليًا على الحدود أو القتال مع إسرائيل.
وأشار رجّي إلى أنه ناقش موضوع نزع سلاح حزب الله بجدية مع وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، على هامش الاجتماعات الإقليمية.
وفي 4 ديسمبر الجاري، أرسل عراقجي رسالة خطية إلى نظيره اللبناني يدعوه إلى زيارة إيران "لتبادل الآراء حول تطوير العلاقات الثنائية ومناقشة التطورات الإقليمية والدولية". وأوضح رجّي أن الرد على هذه الدعوة سيقدّم عبر "مذكرة دبلوماسية".
كما أفادت وسائل إعلام إيرانية بأن رجّي أعلن استعداده لمناقشة الخلافات الثنائية مع عراقجي في "دولة محايدة".
وفي شهر سبتمبر (أيلول) الماضي، زار وفد رفيع المستوى من الولايات المتحدة، برئاسة تام باراك ومورغان أورتاغوس، بيروت للقاء المسؤولين اللبنانيين، حيث أكدا أن إيران تمثل العقبة الرئيسة أمام نزع سلاح حزب الله.
وكانت الحكومة اللبنانية قد وافقت في 6 أغسطس (آب) الماضي على المبادئ العامة للخطة الأميركية لنزع سلاح الجماعات المسلحة، لكن حزب الله، كأهم حلفاء إيران، والذي تضرر بشدة جراء الهجمات الإسرائيلية المتكررة، رفض الالتزام بنزع السلاح.
وشدد المسؤولون اللبنانيون، في الأشهر الأخيرة، على وجوب تجنب إيران التدخل في الشؤون الداخلية للبنان.
وفي أحدث مثال على ذلك، نفت القوات المسلحة اللبنانية في 4 ديسمبر الجاري تقريرًا لبعض وسائل الإعلام التابعة لإيران حول انضمام عدد كبير من الجنود إلى حزب الله.
كما أثارت تصريحات علي أكبر ولايتي، مستشار المرشد الإيراني، علي خامنئي، للشؤون الدولية، بأن "وجود حزب الله أهم من الخبز بالنسبة للبنان"، ردود فعل قوية من رجّي ورئيس الوزراء اللبناني، نواف سلام.
حزب الله يتحدى الدولة اللبنانية
ووصف رجّي نزع سلاح حزب الله ورفع هيكله العسكري، بغض النظر عن الضغوط الدولية، بأنه "مطالبة لبنانية".
وأعرب عن أسفه لأن حزب الله لم يقتنع بعد بأن تسليم السلاح قد يصب في مصلحة لبنان ومصلحة الحزب نفسه.
وأشار إلى أن مصداقية الحكومة اللبنانية مرتبطة بقدرتها على ممارسة السيادة في كل أنحاء البلاد واحتكار السلاح لدى القوات القانونية.
وحذّر رجّي من أن حزب الله يواصل تحدي الدولة يوميًا واستفزازها، مؤكدًا أن المجتمع الدولي لن يأخذ لبنان على محمل الجد إلا إذا تمكنت الحكومة من فرض سيطرتها على البلاد عبر احتكار السلاح والهيمنة على القوات القانونية.
وأضاف أن نجاح أي حل دبلوماسي مع إسرائيل يبدأ بنزع سلاح حزب الله.
وفي 5 ديسمبر الجاري، أكد الأمين العام لحزب الله، نعيم قاسم، مرة أخرى رفض الحزب نزع سلاحه بالكامل.
وفي حين تزايدت الضغوط الدولية على الحكومة اللبنانية لفرض نزع السلاح، هدد حزب الله المدعوم من طهران بأنه إذا أصرّت الدولة على المضي قدمًا في هذا المسار، فقد يحدث "نزاع داخلي".
وأظهرت نتائج استبيان جديد أجرته مؤسسة "غالوب" أن غالبية اللبنانيين يريدون أن يكون الجيش اللبناني وحده المخوّل بامتلاك السلاح.