غروسي: مخزون إيران من اليورانيوم المخصب لا يزال موجودًا ولا سبيل إلا التفاوض

قال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، إنّ الوكالة لم تطلب من مجلس المحافظين إعداد مسودة قرار ضد إيران.

قال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، إنّ الوكالة لم تطلب من مجلس المحافظين إعداد مسودة قرار ضد إيران.
وأضاف، خلال مؤتمر صحافي، يوم الأربعاء 19 نوفمبر (تشرين الثاني)، أنّ الوكالة لم تتمكّن بعد من الوصول إلى بعض المواقع النووية التي تحتاجها، ولم يُسمح لها بزيارة المواقع التي تعرضت لهجوم، خلال الحرب التي استمرت 12 يومًا، في إيران.
وأشار غروسي إلى أنّ بقاء إيران ضمن معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية (NPT) يعني أنّ عليها الالتزام بتعهداتها.
وأكد المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية أنّ الطريقة الوحيدة التي يمكن للوكالة العمل من خلالها هي التفاوض مع طهران، للتمكن من الوصول إلى المواقع المطلوبة، مضيفًا أنّ مخزون إيران من اليورانيوم المخصب لا يزال موجودًا.

ذكرت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، في تحليل لها، مشيرة إلى استمرار تهديدات إيران لإسرائيل وتصريحات المرشد علي خامنئي التصعيدية، أنّ النظام الإيراني، بعد الحرب، يواجه تفاقمًا في أزماته الداخلية على صعيد الاقتصاد والطاقة، وقد اقترب من مرحلة شديدة الهشاشة.
وأشارت الصحيفة، نقلاً عن تصريحات كبار المسؤولين الإيرانيين حول الطابع المؤقت لوقف إطلاق النار، إلى أنّه "بينما يتخذ قادة النظام مواقف تجاه المواجهات الخارجية، تتجه الأوضاع داخل البلاد نحو الانهيار".
وأضافت الصحيفة أنّ "الوضع الداخلي في إيران أصبح غير قابل للتحمل"، مشيرة إلى أنّ "البلاد تواجه واحدة من أسوأ أزمات المياه في العصر الحديث، وارتفاعًا حادًا في معدلات التضخم، وأسعار غذاء قياسية، وتصاعد معدلات البطالة".
كما أوضحت الصحيفة أنّه بالإضافة إلى ذلك، هناك انقطاعات واسعة للكهرباء، وسخط شعبي متزايد على النظام، وغضب من الفساد والعجز الإداري، مشيرة إلى أنّ الضغوط الداخلية أصبحت تقترب من نقطة الانفجار.

أفاد حسن مرادي، أحد رجال الدين الموالين للنظام الإيراني، والذي وصفته وسائل الإعلام المحلية بـ "صديق كاظم صديقي"، بأن محمد مهدي صديقي، نجل كاظم صديقي والمتهم في قضية الاستيلاء على الأراضي، كان طليقًا وفي منزله وقت وفاته.
وكتب مرادي على وسائل التواصل الاجتماعي أن "صديقي تُوفيّ أثناء السجود في الصلاة". وأضاف أن "العائلة لاحظت أنه لم يتحرك لفترة قصيرة فاستنتجت أنه فارق الحياة".
وأشار رجل الدين الإيراني، الذي كان ناشطًا في الحملة الانتخابية لرئيس البرلمان الإيراني، محمد باقر قالیباف، إلى أن محمد مهدي صديقي كان يعاني سابقًا أمراضًا بالقلب والكبد، وقد أخبر خلال صلاة الجماعة في مسجد ازغل شخصًا قريبًا منه قائلاً: "أشعر بالضيق بسبب الأحداث الأخيرة وحالتي ليست جيدة".
وكان المتحدث باسم القضاء الإيراني قد أكد سابقًا احتجاز نجل صديقي وزوجته، لكنه أشار لاحقًا في مؤتمر صحافي إلى إطلاق سراح أحد المتهمين بكفالة ثم إعادة اعتقاله لاحقًا.

ذكرت صحيفة "تلغراف" البريطانية، في تقرير حول الحرب التي استمرت 12 يومًا، أن الأجهزة الأمنية الإيرانية تواجه صراعات داخلية واضطرابًا؛ حيث يتنافس المسؤولون على إثبات ولائهم؛ بسبب القلق من نفوذ إسرائيل.
وأضافت الصحيفة أن "أعضاء الحرس الثوري وعدد من المؤسسات الأمنية الرئيسة، بمن في ذلك القادة وكبار المسؤولين، في مواجهة مباشرة مع بعضهم البعض".
وأشار التقرير إلى أن هناك خوفًا متزايدًا بين المسؤولين والدوائر الأمنية من أن "يقوم أشخاص ربما خضعوا لضغوط من إسرائيل، أو تعاونوا مع استخباراتها، باتهام أفراد موالين للنظام بالخيانة بشكل خاطئ".
ونقل التقرير عن مسؤول إيراني كبير قوله: "الكثير من المسؤولين، بمن في ذلك قادة الحرس الثوري، يفعلون كل ما بوسعهم لإقناع النظام بأنهم لم يرتكبوا خطأ، لأن الأمر أصبح واضحًا للجميع أن الإسرائيليين اخترقوا عدة مؤسسات بشكل كبير".
وبدوره، أشار الرئيس الإيراني، مسعود بزشكیان، مؤخرًا إلى أنه خلال حرب الـ 12 يومًا لم يكن يشعر بالخوف على نفسه، لكنه كان قلقًا على سلامة خامنئي، قائلاً: "إذا حدث شيء للمرشد، سنتقاتل نحن فيما بيننا، ولا حاجة لإسرائيل أن تتدخل".

أفادت وسائل إعلام إيرانية بوفاة محمد مهدي صديقي، نجل كاظم صديقي رئيس هيئة الأمر بالمعروف في إيران، إثر "سكتة قلبية".
وكانت قضايا الفساد المرتبطة بعائلة صديقي قد أثارت جدلًا واسعًا خلال الأشهر الماضية. ففي إطار التحقيقات المتعلقة بملف الاستيلاء على أراضٍ وفساد مالي، كانت وكالة فارس قد أعلنت سابقًا عن توقيف اثنين من أبناء صديقي، قبل أن تعلن السلطة القضائية لاحقًا أن المعتقلَين هما أحد أبنائه وكنّته.
وجاءت هذه التطورات بعد أن اضطر كاظم صديقي، عقب الجدل الذي أثاره ملف الاستيلاء على قضية "حديقة أُزغُل"- البالغ مساحتها 4200 متر مربع وقيمتها التقديرية نحو تريليون تومان- إلى التنحي عن إمامة الجمعة، مع بقائه رئيسًا لهيئة الأمر بالمعروف.
وكان الصحفي ياشار سلطاني قد كشف في مارس 2023 وثائق تتعلق بالصفقة، التي أشارت إلى بيعها مقابل 6.6 مليار تومان فقط، رغم قيمتها السوقية الهائلة. وأظهرت الوثائق أن مبلغ البيع سُلّم نقدًا للبائع كاظم صديقي من قبل جواد عزيزي ومحمد مهدي صديقي.
وبحسب التقارير الإعلامية، فإن محمد مهدی صديقي، الذي كان قيد الاحتجاز على خلفية هذا الملف، توفي نتيجة "سكتة قلبية".

قال كمال خرازي، مستشار الشؤون الخارجية للمرشد الإيراني، علي خامنئي، في مقابلة مع شبكة "سي إن إن" في طهران، إن شروط إيران للتفاوض مع الولايات المتحدة وأوروبا لم تتغير منذ الهجوم الأمريكي–الإسرائيلي على المنشآت النووية الإيرانية في شهر يونيو.
وأكد خرازي أن على واشنطن والعواصم الأوروبية "أن تتخذ الخطوة الأولى لإظهار استعدادها للدخول في تفاعل قائم على الشروط التي وضعتها طهران"، مشددًا على أن أي مفاوضات يجب أن تُبنى على الاحترام المتبادل وضمن مستوى متكافئ بين الأطراف.
وأضاف أن جدول الأعمال يجب أن يُحدد مسبقًا لضمان وضوح محتوى المحادثات ومسارها.
وأوضح خرازي أن إيران ستواصل تخصيب اليورانيوم لأنها تحتاج إلى الوقود لـ"محطات الكهرباء والاستخدامات الطبية"، مؤكدًا أن برنامج الصواريخ الباليستية الذي يتوسع "لن يكون مطروحًا للنقاش" في أي مفاوضات. وقال: "سنتحاور مع الولايات المتحدة فقط حول الملف النووي".
وتابع أن تركيز إيران في أي محادثات محتملة سينصبّ على درجة التخصيب وليس مبدأ التخصيب نفسه.
وفي ما يتعلق باحتمال اندلاع مواجهة عسكرية جديدة بين إيران من جهة، والولايات المتحدة أو إسرائيل من جهة أخرى، قال خرازي: "كل شيء ممكن.. لكننا مستعدون".
