"فايننشيال تايمز": الأسد نقل 250 مليون دولار نقدًا إلى روسيا منذ 6 سنوات

أفادت صحيفة "فايننشيال تايمز" أن بشار الأسد، رئيس النظام السوري السابق، نقل حوالي 250 مليون دولار نقداً من البنك المركزي السوري إلى موسكو خلال عامي 2018 و2019.

أفادت صحيفة "فايننشيال تايمز" أن بشار الأسد، رئيس النظام السوري السابق، نقل حوالي 250 مليون دولار نقداً من البنك المركزي السوري إلى موسكو خلال عامي 2018 و2019.
وذكرت الصحيفة، في تقرير نشرته اليوم الاثنين 16 ديسمبر (كانون الأول)، أن هذه الأموال، التي تضمنت أوراقاً نقدية من فئة 100 دولار و500 يورو، تم تفريغها في مطار "فنوكوفو" بموسكو، وأودعت في بنوك روسية تخضع للعقوبات الغربية.
وأشارت الصحيفة إلى أن هذه التحويلات تمت في ظل أزمة حادة في العملات الأجنبية داخل سوريا، حيث حالت العقوبات الغربية دون وصول دمشق إلى النظام المالي العالمي.
وبحسب التقرير، تزامنت هذه التحويلات مع جهود سرية من أفراد عائلة الأسد لشراء عقارات والاستثمار في روسيا.
وفي هذا السياق، قال إياد حميد، الباحث في برنامج التطوير القانوني السوري: "لطالما شكلت روسيا ملاذاً مالياً لنظام الأسد".
ولطالما اتهمت المعارضة السورية والدول الغربية الأسد بنهب موارد سوريا واللجوء إلى أنشطة غير قانونية لتمويل الحرب وتحقيق مكاسب شخصية.
ووفقاً للسجلات التجارية الروسية، فقد استخدم الأسد 21 رحلة جوية بين دمشق وموسكو لنقل أكثر من 250 مليون دولار نقداً خلال الفترة بين مارس (آذار) 2018 وسبتمبر (أيلول) 2019، حيث تضمنت إحدى الرحلات في مايو (أيار) 2019 وحدها مبلغ 10 ملايين دولار من فئة 100 دولار.
وأُودعت الأموال في مصرف "آر إف كي" الروسي ومصرف "تي إس إم آر"، وكلاهما يخضعان للعقوبات الأميركية.
وفي تعليق على هذه التحويلات، قال ديفيد شينكر، مساعد وزير الخارجية الأميركي السابق لشؤون الشرق الأوسط: "هذه التحويلات ليست مفاجئة، وهي دليل على محاولات نظام الأسد الحفاظ على ثرواته غير المشروعة وتمويل الحرب".
وفي ظل استنزاف احتياطيات سوريا من العملات الأجنبية تقريباً، اضطر البنك المركزي السوري إلى السداد نقداً لتأمين السلع والخدمات الأساسية.
كما منحت هذه التحويلات روسيا فرصة لتعزيز نفوذها في الاقتصاد والسياسة السورية، إضافة إلى دعمها العسكري المستمر لنظام الأسد.
وكشف التقرير أن الأسد والمقربين منه سيطروا خلال السنوات الأخيرة على قطاعات حيوية من الاقتصاد السوري المدمر بسبب الحرب.
كما لعبت أسماء الأسد، زوجة بشار والمديرة السابقة في بنك "جي بي مورغان"، دوراً محورياً في توجيه المساعدات الدولية وإدارة مجلس اقتصادي سري.
وفي الوقت الذي حاول فيه النظام نقل أصوله إلى الخارج، عمد أفراد عائلته منذ عام 2013 إلى شراء عقارات فاخرة في موسكو.
وفي إحدى الحالات، أسس إياد مخلوف، ابن خال بشار الأسد، شركة عقارية باسم "زوليس سيتي" في موسكو عام 2019، بدعم من تسهيلات مالية معقدة.
ولم يصدر أي تعليق من بشار الأسد أو المسؤولين الروس على هذا التقرير.14:38

نقلت صحيفة "المدى" العراقية عن مصادر سياسية تحذيرها من احتمالية وقوع أحداث في العراق مشابهة لما جرى في سوريا، إذا لم تبتعد بغداد عن النفوذ الإيراني، ولم تبادر بإصلاحات سريعة في الداخل العراقي.
وأكدت الصحيفة أن أغلب التحذيرات الصادرة عن الأطراف السياسية تركز على ضرورة الابتعاد عن إيران، وإعطاء الأولوية للمصالح الوطنية العراقية.
وأشارت إلى أن حكومة محمد شياع السوداني تواجه ضغوطاً شديدة للحد من نفوذ الجماعات المسلحة التي تعمل بالوكالة لصالح طهران.
في هذا السياق، أشارت "المدى" إلى تقارير تتحدث عن اتصال بين رئيس الوزراء العراقي وشخصية من القيادة الجديدة في سوريا تُرجح أنه أحمد الشرع (المعروف بأبي محمد الجولاني)، زعيم هيئة تحرير الشام، بوساطة تركية.
ووفقاً للصحيفة، لا تزال المخاوف قائمة من توسع رقعة الصراع السوري إلى داخل العراق أو تنشيط خلايا تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) النائمة في البلاد.
وفي الأيام الأخيرة، ظهرت تكهنات حول تراجع قوة وكلاء إيران في العراق بعد سقوط نظام بشار الأسد. ووفقاً لمركز الدراسات الاستراتيجية العربي-الأسترالي، فإن العراق أمام خيارين: إما أن يحد من نشاط المجموعات المسلحة المدعومة من إيران، أو قد يتعرض لضربات إسرائيلية.
المركز ذاته حذر من أن النجاحات التي حققتها الولايات المتحدة وإسرائيل في سوريا ولبنان قد تتكرر في بغداد.
من جانبها، كشفت الصحيفة عن نقل مطالب أميركية إلى وزارة الخارجية العراقية، تتعلق بالحد من نفوذ الميليشيات الموالية لطهران.
لكن رحيم العبودي، أحد مسؤولي المكتب السياسي لتيار "الحكمة" المقرب من إيران، صرح قائلاً: "العراق يسعى إلى تحقيق توازن نسبي في علاقاته مع واشنطن، دون أن يكون بالكامل في صف طهران".
في الوقت ذاته، شهدت منصات التواصل الاجتماعي دعوات من مستخدمين عراقيين لمهاجمة السفارة الإيرانية في بغداد والضغط لإنهاء نشاط الجماعات المسلحة المدعومة من إيران.
يُذكر أن السنوات الماضية شهدت موجات من الاحتجاجات الشعبية العارمة ضد النفوذ الإيراني في العراق.

دخلت إيران وتركيا في أزمة بعد سقوط نظام بشار الأسد، وطهرت دلائل هذا التصعيد في تصريحات بعض المسؤولين ووسائل الإعلام المؤيدة للنظام في طهران.
وفي عدد اليوم الاثنين 16 ديسمبر (كانون الأول)، قالت صحيفة "كيهان"، إن الرئيس رجب طيب أردوغان دخل في "مقامرة خطيرة" بسوريا.
الصحيفة، التي يديرها حسين شريعتمداري ممثل المرشد الإيراني علي خامنئي، نشرت مقالاً بعنوان: "هذا الجار لم يعد موثوقاً به"، وقالت إن تركيا تحت قيادة أردوغان، منذ اندلاع الاحتجاجات والحرب الأهلية في سوريا عام 2012، كانت "الفاعل الرئيس في الأزمة" السورية.
وأشارت الصحيفة إلى أن هدف الرئيس التركي هو "إحياء الخلافة العثمانية"، مضيفة: "أردوغان نسي أنه إذا كان من المفترض أن يتم تقسيم جغرافيا المنطقة وفقاً لسيادة الدول في القرن الماضي، فإن العديد من المناطق ستشهد تغييرات، وهناك العديد من الأطراف التي لن تترك لتركيا وأردوغان مكانا في هذا السياق".
وعلى الرغم من أن المسؤولين الأتراك نفوا رسمياً التدخل في سقوط حكومة الأسد، فإن المصالح السياسية والاقتصادية الكبيرة لأنقرة تشير إلى تأثير حكومة أردوغان في الأحداث الأخيرة بسوريا.
صحيفة "كيهان"، أشارت إلى ما سمته "غطرسة أردوغان الكاذبة" وانتصاره في إسقاط نظام الأسد، وقالت: "يجب أن تعلم تركيا أنها ما زالت في بداية الطريق، وأن العواقب طويلة المدى للمقامرة التي بدأت اليوم وطالت سوريا، قد تكون في المستقبل القريب مدمرة بالنسبة لنظام أردوغان كما كانت بالنسبة لبشار الأسد".
ونقلت وكالة "رويترز" عن مسؤولين إيرانيين قولهم إن بشار الأسد اشتكى لوزير الخارجية الإيراني في الأيام الأخيرة لحكمه من أن تركيا كانت تدعم بنشاط هجوم المعارضة للإطاحة به. وقال وزير خارجية إيران عباس عراقجي للأسد إنه سيبحث هذا الموضوع مع أنقرة.
وفي 8 ديسمبر (كانون الأول)، وبعد 11 يوماً من بدء الهجمات من الجماعات المسلحة المعارضة، سقط نظام بشار الأسد، وأعلن المعارضون السيطرة على العاصمة السورية دمشق.
وخلال الأسبوع الماضي، خصص العديد من وسائل الإعلام الإيرانية العناوين الرئيسية لدور أردوغان في تغيير نظام سوريا، مما جذب انتباه الناشطين السياسيين والمستخدمين في وسائل التواصل الاجتماعي في تركيا.
على سبيل المثال، نشر الصحافي التركي أوغوز آكار صوراً من الصفحات الأولى لصحيفتي "شرق" بعنوان "رجب وحلم العثمانية الجديدة"، و"فرهيختكان" بصورة لأردوغان وكمال أتاتورك، بعنوان: "السلطان والراعي"، على وسائل التواصل الاجتماعي.
وأشار آكار إلى المقال الذي نشرته "فرهيختكان" قائلاً: "منذ تحرير سوريا، صار اسم رئيس تركيا أردوغان يتصدر الأخبار والعناوين في الصحف الإيرانية. وكل عنوان يحتوي على إهانات مختلفة. ولأول مرة، تم ذكر اسم أتاتورك في أحد هذه العناوين".
ومنذ بدء هجمات "هيئة تحرير الشام"، أكد العديد من وسائل الإعلام والمحللين أن الهجوم على نظام حزب البعث السوري بدأ بـ"دعم وضوء أخضر من تركيا".
وفي تقرير لوكالة "رويترز"، ذكرت أن الصراع العسكري الإسرائيلي في لبنان ضد حزب الله جعل إيران في صراع شديد لدعم نظام الأسد، بينما تشتت انتباه روسيا عن سوريا.
من جهة أخرى، وبعد فشل محاولة أردوغان للتعامل مع حكومة سوريا، قدم المعارضون للأسد خططهم إلى أنقرة لإسقاطه، مؤكدين: "ليس عليكم القيام بشيء، فقط لا تتدخلوا".
وفي تصريحات له في 13 ديسمبر (كانون الأول)، أكد وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، أن تركيا أبلغت روسيا وإيران بأنها لن تدخل في المعادلات العسكرية في سوريا.
وفي 11 ديسمبر، أكد خامنئي في خطابه حول التطورات السورية أن "دولة جارة لسوريا" لعبت وتلعب دوراً واضحاً في التطورات هناك، مشيراً إلى تركيا دون أن يذكر اسمها.

أفادت تقارير من داخل إيران بأن محطات توليد الكهرباء في محافظتي غلستان ولرستان الإيرانيتين خرجت عن الخدمة، وذلك بالتزامن مع إغلاق الجامعات والمدارس والإدارات في 15 محافظة بسبب نقص الطاقة.
وقال المدير العام لشركة توزيع الكهرباء في لرستان، مهران أميري: "محطات توليد الكهرباء الغازية في المحافظة خرجت عن الخدمة بسبب زيادة استهلاك الغاز من قبل المشتركين".
وأضاف: "محطات توليد الكهرباء في المحافظة، ومنها محطة كهرباء دورود بطاقة إنتاجية تبلغ 90 ميغاواط، متوقفة حاليا عن العمل".
وفي سياق متصل، أعلن كرم كودرزي، المدير العام لشركة الغاز في لرستان، أن استهلاك الغاز في المحافظة حتى يوم أمس الأحد زاد بنسبة 10 في المائة مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.
ومع انخفاض درجات الحرارة ووصول موجات البرد، ارتفع استهلاك الغاز في إيران إلى مستويات غير مسبوقة، ما تسبب في انخفاض ضغط الغاز في المحافظات الشمالية والشمالية الشرقية.
من جهة أخرى، صرح أحمد موسوي، المدير العام لشركة توزيع الكهرباء في محافظة غلستان، أن محطة كهرباء علي آباد كتول ومحطات أخرى صغيرة الحجم خرجت عن الخدمة بسبب نقص الغاز.
وأشار إلى أن انقطاع التيار الكهربائي في هذه المحافظة يبدأ من الساعة الثامنة صباحا ويتغير حسب نقص الوقود في كل يوم. وأضاف: "يتم قطع الكهرباء عن كل مشترك في غلستان مرة واحدة في اليوم ولمدة ساعتين".
وفي محافظات أخرى، مثل سمنان، يتم قطع الكهرباء لمدة ساعتين يوميا وفق جدول زمني مُعد مسبقا.
يشار إلى أن الجامعات والمدارس والإدارات توقفت اليوم عن العمل في محافظات أذربيجان الغربية، وأردبيل، وألبرز، وطهران، وخراسان الجنوبية، وخراسان الشمالية، وزنجان، وسمنان، وقم، وكردستان، وكرمانشاه، وغلستان، وجيلان، ومازندران، وهمدان.
كما تعمل المدارس والجامعات في قزوين ويزد بشكل غير حضوري.
وكان الإيرانيون قد عانوا من انقطاعات شاملة للكهرباء خلال صيف 2023 بسبب عجز شبكة إنتاج وتوزيع الكهرباء عن تلبية الطلب. والآن، مع اقتراب الشتاء، تواجه الحكومة الإيرانية أزمة في توفير الغاز للمواطنين.
وفي وقت سابق من أمس الأحد، أُغلقت المدارس في طهران والعديد من المحافظات الأخرى بسبب تساقط الثلوج والأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، وإدارة الطاقة، والتلوث البيئي، والعواصف الرملية.
كما شهدت طهران إغلاقا يومي الأربعاء والخميس من الأسبوع الماضي.

يواجه السجين السياسي الكردي رزكار بيكزاده باباميري، تهما قد تؤدي إلى صدور حكم بإعدامه على خلفية مشاركته في علاج المصابين الذين تعرضوا للقمع خلال احتجاجات "المرأة، الحياة، الحرية" بمدينة بوكان التابعة لمحافظة أذربيجان الغربية في إيران.
ووفقًا للائحة الاتهام الصادرة عن الدائرة العاشرة للتحقيق في النيابة العامة ومحكمة الثورة في أروميه، يُتهم بيكزاده باباميري الذي تم اعتقاله في 28 أبريل (نيسان) 2023، في قضية تضم 13 متهما آخرين، بتهم تشمل: الحرابة والبغي والتآمر والعمل ضد الأمن القومي واستقلال البلاد وتمويل الإرهاب والدعاية ضد النظام والتجسس والتعاون مع دول معادية وحيازة معدات إنترنت فضائية (ستارلينك) وحيازة أسلحة غير مرخصة والعضوية في مجموعات غير قانونية والمسؤولية عن تنفيذ اغتيال.
ووفقا لما نقلته عائلة السجين السياسي الكردي رزكار بيكزاده ومحاميه، فإن جميع التهم المنسوبة إليه خلال جلسات المحكمة، التي عُقدت عبر تقنية الفيديو، قد نفاها بالكامل.
وأقر بيك زاده فقط بأنه قدم مساعدات طبية لمصابي قمع احتجاجات "المرأة، الحياة، الحرية" من خلال شراء الأدوية وتوصيلها لهم بشكل مجهول، بالإضافة إلى امتلاكه جهاز "ستارلينك" للاستخدام الشخصي.
وفي تصريح خاص لـ"إيران إنترناشيونال"، قالت جينو بيك زاده باباميري، ابنة السجين السياسي، إن أكثر من 600 يوم مرت على اعتقال والدها. وأضافت أن والدها أكد خلال أحد اللقاءات العائلية أن أي اعترافات منسوبة إليه تم الحصول عليها تحت التعذيب، وأنه بريء تماما.
ونقلت عنه قوله: "أنا لست عضوا أو مؤيدا لأي حزب أو جماعة، ولم أرتكب أي عمل غير إنساني أو عنيف أو إجرامي. جريمتي الوحيدة كانت عملاً إنسانيا، وهو توفير الأدوية للمصابين في احتجاجات عام 2023 في بوكان. أنا مدافع عن حقوق الإنسان".
من اختطاف في الشارع إلى 4 أشهر من الحبس الانفرادي
يشار إلى أن رزكار بيكزاده، البالغ من العمر 47 عامًا والأب لثلاثة أطفال، كان أصغرهم يبلغ عامين وقت اعتقاله، هو مزارع وصاحب بستان في قرية قريبة من تيكان تبه في. ووفقًا لابنته جينو، فقد أخبر رزكار بيكزاده عائلته قبل أيام من اعتقاله بأنه قد يتم توقيفه بسبب نشاطاته: "قال والدي إن بعض الأشخاص الذين كانوا يساعدون في تأمين الأدوية للجرحى قد اعتُقلوا، وربما يعتقلونه أيضًا. لكنه كان واثقًا من براءته لدرجة أنه لم يختبئ".
وفي 17 أبريل (نيسان) 2023، قام عناصر استخبارات بوكان باختطاف بيكزاده في أحد شوارع المدينة، وفي الليلة نفسها اقتحموا منزله.
وبحسب شهادة ابنته جينو، لم يكن أحد في المنزل عند اقتحام عناصر الاستخبارات، وقال الجيران إن العناصر المسلحين سيطروا على الشارع بأكمله وتسلقوا جدران المنزل كالسارقين: "صعدوا الجدار، وتركوا كل الأبواب والنوافذ مفتوحة، وعبثوا بكل محتويات المنزل، ومزقوا قماش الأثاث وبعض الصور، كما حطموا جهاز الاستقبال الفضائي والطبق، وأخذوا معهم هاتف نوكيا قديما يخص والدي".
وبفضل متابعة عائلة رزكار بيكزاده وإضراب والدته المسنة أمام مبنى استخبارات بوكان، أبلغت السلطات العائلة بعد أسبوع أن رزكار محتجز لديهم وتم نقله إلى أروميه للاستجواب. وقالت ابنته جينو: "بعد أسابيع من التردد المستمر وتوسلات جدتي، اتصل والدي اتصالًا قصيرًا وقال إنه يخضع للاستجواب وطلب منا عدم القلق".
وقد استمرت فترة استجواب رزكار بيكزاده أربعة أشهر في الحبس الانفرادي لدى المديرية العامة لاستخبارات أروميه. وبعد انتهاء التحقيقات، نُقل إلى سجن أروميه. وذكرت جينو أن العائلة تمكنت من زيارته بعد نقله إلى القسم العام: "في الشهر الخامس من اعتقاله، استطاعت العائلة زيارته في السجن. كانت حالته سيئة، وكان واضحًا أنه تعرض للتعذيب، لكنه أكد أنه بريء ولا ذنب له، وطالب بتوكيل محامٍ للدفاع عنه".
تجاهل النيابة العسكرية شكوى بيكزاده بشأن تعرضه للتعذيب
أشارت جينو بيكزاده إلى تعرض والدها للتعذيب، موضحة أنه خلال زياراتهم له أبلغهم بأن عناصر المديرية العامة للاستخبارات في أروميه قاموا بضربه بشدة ووضعوه تحت أشد أنواع التعذيب. وأكدت أن آثار الكدمات والجروح لا تزال واضحة على جسده، وأن طبلة أذنه اليسرى قد تمزقت نتيجة لذلك.
وفي حديثها مع "إيران إنترناشيونال"، قالت جينو: "والدي، بناءً على وجود آثار التعذيب على جسده، قدم شكاوى عدة ضد الاستخبارات من خلال استمارات الرعاية الاجتماعية في السجن، وطلب نقله إلى الطب الشرعي لتوثيق هذه الآثار. لكن النيابة العسكرية، المسؤولة عن متابعة القضية، تجاهلت حتى الآن جميع هذه الشكاوى والطلبات".
وفي ظل تأثير وزارة الاستخبارات، وبمخالفة للقانون وتجاهل رغبات المتهمين وعائلاتهم، قامت النيابة بتعيين محام منتدب يدعى عزت رحيم زاده لكل من المتهمين الـ14 في هذه القضية، وحرمتهم من اختيار محامٍ خاص بهم لفترة طويلة، مخالفين بذلك القانون.
وبعد حوالي عام من اعتقال رزكار بيكزاده وبقية المتهمين، أصدر علي استيري، قاضي التحقيق في فرع 10 من النيابة العامة والثورية في أروميه، 25 فبراير (شباط) 2024 القرار النهائي للقضية، وفي النهاية تم السماح للمتهمين بتعيين محاميهم الخاص.
وبحسب القانون، يعد تعيين محام واحد لجميع المتهمين في قضية واحدة غير قانوني، بالنظر إلى تعارض المصالح بين المتهمين. ويجب أن يكون المحامي المختار قادرًا على الاطلاع على ملف القضية في مرحلة التحقيق.
وفي هذا السياق، قالت جينو بيكزاده: "تم نقل والدي إلى الجناح العام في سجن أروميه في سبتمبر (أيلول) 2023، لكن النيابة لم تسمح لنا ولعائلات باقي المتهمين بتعيين محام خاص لنا إلا بعد صدور القرار النهائي في إسفند من العام الماضي".
سابقة تاريخية: محاكمة المتهمين في قضية واحدة بشكل منفصل
تتولى المحكمة الثورية في أروميه، برئاسة القاضي رضا نجف زاده، النظر في هذه القضية. وقالت جينو، نقلاً عن عثمان مزين، محامي والدها، إن ثلاث جلسات محاكمة قد أُقيمت حتى الآن.
ووفقًا لمصدر مطلع في القضاء بأروميه، فإن رزكار بيكزاده ومحاميه في المحكمة أشارا إلى وجود خلل كبير في سير المحاكمة، ما حال دون التمكّن من الدفاع بشكل فعال: "القضية تضم 14 متهمًا، ولكن جلسات المحكمة عُقدت بشكل غريب في مجموعتين من 7 أشخاص في أيام مختلفة، كما لم يُحاكم المتهمون في نفس المجموعة معًا، بل تم ربطهم بشكل فردي عبر الفيديو كونفرنس، وكان يسمح فقط للمحامي الممثل للمتهم بالحضور إلى القاعة في وقت حضور موكله".
ووفقًا لهذا المصدر، فإن جلسات المحاكمة لهذه القضية تعد سابقة تاريخية وغير قانونية في النظام القضائي الإيراني: "مع هذه الطريقة، فإن المحامي لا يعرف ما إذا كان المتهمون الآخرون قد قالوا شيئًا ضد موكله أو لصالحه، وبالتالي لا يعرف كيف يجب أن يدافع عن موكله".
كما اعترض المحامون على عدم نقل المتهمين إلى المحكمة للدفاع عن أنفسهم جنبًا إلى جنب مع محاميهم. وأوضح المصدر أن القاضي كان يمنع المتهمين من الحديث بحدة، وكان يقطع حديثهم إذا حاولوا الإدلاء بشهاداتهم، كما كان حضور المستشار ووكيل النيابة رهنا برغبة القاضي.
إجراءات غير قانونية في التحقيقات
أضاف المصدر أن محامي الدفاع لم يُسمح لهم بمراجعة كامل ملف القضية، بل حصل كل محامٍ على أجزاء من الملف تتعلق بموكله فقط، ما يعد انتهاكًا صارخًا للقانون.
كما ذكرت جينو أن والدها ومحاميه أشارا إلى أن القاضي نجف زاده قد منعهما من الدفاع بشكل كامل، حتى بعد أن قدم محامي والدها دفاعًا مفصلاً حول النقائص في الإجراءات.
10 أشهر من الاعتقال في السجن دون قرار رسمي
بحسب القانون، يُفترض أن يتم تمديد قرار الاعتقال المؤقت للمتهمين شهريًا من قبل المحكمة حتى صدور الحكم النهائي. لكن وفقًا للمصدر المطلع، لم يتم تمديد قرارات الاعتقال للمعتقلين في هذه القضية، وتم إبقاؤهم في السجن لمدة 10 أشهر دون سبب قانوني واضح.
قضية القتل جريمة غير معرفة في القانون
بالإضافة إلى القضايا السياسية التي يواجهها رزكار بيكزاده، تم فتح قضية قتل ضده وضد ثلاثة متهمين آخرين، وذلك على خلفية قتل محمد علي محمدي، صاحب كشك لبيع السجائر في مدينة بوكان، والذي قُتل في 16 مارس (آذار) 2023 نتيجة لإطلاق نار.
وقد أشار المصدر إلى أن الاتهام بـ"التورط في القتل" ضد رزكار بيكزاده غير قانوني، إذ إن هذا النوع من الجريمة لا يتم تعريفه في القانون الإيراني.
إنكار التورط في القتل من قبل المتهمين
أوضح محامو المتهمين أن رزكار بيكزاده لم يكن له أي صلة بالقضية، حتى إن المتهمين الثلاثة في القضية أكدوا في التحقيقات والمحكمة أنهم لم يعرفوا بيكزاده قبل اعتقاله، ولم تكن لهم أي علاقة بالقضية.

نقلت وكالة "بلومبرغ" عن شركة "فورتيكسا" (Vortexa) التي تقدم بيانات عن سوق الطاقة والنقل، أن صادرات النفط الإيراني إلى الصين، أهم عملاء طهران، تراجعت بسبب العقوبات الأميركية الموسعة على ناقلات النفط، ما أدى إلى اضطراب في تدفق النفط الإيراني.
وذكر أما لي، كبير محللي أسواق النفط، في مذكرة أن بعض شحنات النفط الإيراني لشهر نوفمبر (تشرين الثاني) لم تُسلم بعد، وأن عدة شحنات من شهر أكتوبر (تشرين الأول) تعرضت لاضطرابات. وهناك ما لا يقل عن 191 ناقلة نفط عملاقة مدرجة في قائمة العقوبات الأميركية.
وأوضح أما لي أن "العقوبات الأميركية الأخيرة على ناقلات النفط أدت إلى انخفاض عدد السفن الإيرانية في ميناء شاندونغ الصيني".
كما أفادت وكالة "فارس" قبل يومين بانخفاض حجم صادرات النفط الإيراني إلى الصين. ووفقاً للتقرير، فقد بلغت صادرات النفط الخام والمكثفات الغازية الإيرانية إلى الصين خلال شهر نوفمبر 1.31 مليون برميل يومياً، وهو أدنى مستوى في الأشهر الأربعة الماضية.
ومن جانبها، ذكرت صحيفة "دنياي اقتصاد" مؤخراً أن انخفاض حجم صادرات النفط الإيراني إلى الصين أدى إلى تراجع الإيرادات الدولارية. ومع زيادة الطلب المحلي على العملة الصعبة، تتجه سوق الصرف إلى البحث عن توازن سعري جديد.
وفي سياق متصل، ذكرت قناة "إيران إنترناشيونال" في 13 ديسمبر (كانون الأول) أن النظام الإيراني يهدف إلى بيع النفط المخزن في ميناء داليان الصيني قبل عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض. وذكرت أن المسؤولين الإيرانيين أصدروا أوامر ببيع النفط المحظور المخزن في الميناء عبر شركات وسيطة، حيث تقدر قيمته بنحو مليار دولار.
وأعربت السلطات الإيرانية عن قلقها من أن عودة ترامب قد تمنع وصولهم إلى هذه الشحنات النفطية في داليان. وأظهرت بيانات شركة "فورتيكسا" أنه بعد انخفاض مبيعات النفط الإيراني في سبتمبر (أيلول)، ارتفعت المخزونات النفطية العائمة من حوالي 36 مليون برميل إلى 48 مليون برميل، بقيمة تقديرية تقارب مليار دولار.
