صحف إيران: تضارب إحصاءات قتلى الاحتجاجات.. وتغيير الدستور.. وخامنئي يتجاهل محمد خاتمي

تضاربت الإحصاءات الرسمية الإيرانية حول عدد ضحايا الاحتجاجات المستمرة منذ أكثر من شهرين، مما يشير إلى تخبط على المستوى الحكومي في التعامل مع الأزمة.

تضاربت الإحصاءات الرسمية الإيرانية حول عدد ضحايا الاحتجاجات المستمرة منذ أكثر من شهرين، مما يشير إلى تخبط على المستوى الحكومي في التعامل مع الأزمة.
وبعد أن اعترف قائد القوات الجوية في الحرس الثوري، أمير علي حاجي زاده، قبل أيام، بسقوط أكثر من 300 قتيل في الاحتجاجات الأخيرة، ظهر بيان أمس لما يسمى "مجلس أمن البلاد" الذي يتبع مجلس الأمن القومي الإيراني، وزعم البيان أن قتلى الاحتجاجات 200 شخص يشملون القتلى في صفوف المتظاهرين وفي صفوف قوات الأمن كذلك، وهو رقم أقل بكثير مما جاء على لسان حاجي زاده.
وتساءلت صحيفة "ستاره صبح" عن سبب هذا التضارب في الأنباء حول موضوع بهذه الأهمية، وعنونت في صفحتها الأولى: "عدد قتلى الاحتجاجات 200 أو 300؟".
كما أعربت الصحيفة في مقالها الافتتاحي عن استغرابها من هذا الإحصاء حيث إن احتجاجات نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2019 التي لم تستمر سوى بضعة أيام خلفت 230 قتيلا، بينما الاحتجاجات الحالية والمستمرة منذ أكثر من 70 يوما لم تؤدِ إلا لمقتل 200 شخص حسب الرواية الرسمية.
أما صحيفة "اعتماد" فتساءلت عن حقيقة هذه الأرقام وكونها تتناقض مع تصريحات سابقة، وعنونت في المانشيت: "أي 200 قتيل؟"، وذكرت أن الإعلام الرسمي أورد في نشرات سابقة أن عدد قتلى الاحتجاجات حتى يوم 27 سبتمبر (أيلول) الماضي بلغ 60 قتيلا، فيما أقر نائب مدينة مهاباد أن المدن الكردية وحدها شهدت مقتل 105 قتلى حتى الآن ما يجعل الإحصاء الذي ذكره مجلس أمن البلاد يتناقض مع منطق هذه الإحصاءات في أعداد القتلى.
ونوهت الصحيفة إلى أن تقارير المنظمات الحقوقية تتحدث عن سقوط أكثر من 400 قتيل حتى الآن، مؤكدة أن أحد المطالب الرئيسية للشارع الإيراني اليوم هو وجود شفافية في عدد الضحايا وأن يتضح أين سقط هؤلاء الـ200 شخص وفي أي فترة زمنية وكيف تم ذلك؟
وفي شأن متصل بالاحتجاجات نقلت صحيفة "آرمان ملي" كلام الناشط السياسي الإصلاحي ونائب الرئيس الأسبق محمد خاتمي، محمد علي أبطحي والذي كشف عن إرسال خاتمي 3 رسائل إلى المرشد حتى الآن دون أن يرد المرشد عليها وتجاهلها بشكل كامل. وقال أبطحي في هذا الخصوص: "السيد خاتمي بعث 3 رسائل إلى المرشد وطلب منه مناقشة القضايا بشكل جذري لكن المرشد لم يرد على أي من هذه الرسائل ثم تطالبون الآخرين بأن يساهموا في حل الأزمة؟".
يمكننا أن نقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم..
"هم ميهن": يجب أن تعترف الحكومة بوجود استياء شعبي واسع في البلاد
في مقابلة مع صحيفة "هم ميهن"، أشار مرتضى مبلغ المساعد السياسي لوزارة الداخلية الإيرانية في عهد حكومة محمد خاتمي الإصلاحية إلى الأرقام والإحصاءات حول عدد قتلى الاحتجاجات. وقال إن هذا التضارب في عدد القتلى يجعل المواطنين يفقدون الثقة في أي إحصاء رسمي، مؤكدا أنه لا يمكن بأي شكل من الأشكال أن تقنع هذه الإحصاءات والأرقام المواطنين بحقيقة ما جرى في البلاد.
وأوضح مبلغ أن ربط المظاهرات بالأعداء والانفصاليين هو "افتراء" وادعاء، مضيفا: "يجب أن تعترف الحكومة بوجود استياء شعبي واسع في البلاد نتيجة فشل المسؤولين وصناع القرار في إدارة البلد".
"آرمان ملي": الجيل الحالي يرفض الصمت عن عدم تلبية مطالبه
في غضون ذلك، قالت صحيفة "آرمان ملي" إن عدم الرضا والمعارضة لسياسات الحكومة في إيران كان موجودا منذ سنين طويلة، لكن الجيل الحالي أصبح أكثر إصرارا على مطالبه ولن يسكت عن حقه الذي يشعر أنه مسلوب منه وسيستمر في المطالبة بحقوقه، مشددة على ضرورة أن تعيد الحكومة النظر في سياساتها وتعمل على إجراء إصلاحات اساسية تشمل إعادة النظر أو حتى تغيير الدستور.
لكن الصحيفة استدركت وقالت إن بعض المسؤولين يرفضون أساسا أي حديث عن الدستور أو تغييره أو إعادة النظر فيه ويصرون على أنه لا توجد أي مشاكل في الوقت الحالي ولا داعي للإصلاح أو التغيير.
"جوان": إحصاءات هجرة الإيرانيين مخيفة
قدمت صحيفة "جوان" الأصولية تقريرا مخيفا حول نسبة المهاجرين في إيران خلال العام الأخير، حيث ذكرت أن مليونين و800 شخص هاجروا من إيران خلال عام 2022 أي ما يعادل 3.3 في المائة من إجمالي عدد السكان، وخطورة هذه النسبة تتبين عندما ندرك أن المهاجرين في العادة يكونون من بين النخب والحرفيين والخبراء في مجالاتهم مما يفرغ البلاد من هؤلاء المتخصصين.
وذكرت الصحيفة نفسها أن العام الماضي وحده شهد هجرة 160 أخصائي قلب من إيران، منوهة إلى أن 37 في المائة من الأشخاص الذين احتلوا الرتب العليا في اختبارات الدخول إلى الجامعة يهاجرون من إيران.
ورغم هذه الإحصاءات الرسمية فإن مسؤولي حكومة رئيسي لا يزالون يقدمون معلومات مضللة ومغايرة للواقع، حيث زعم المتحدث باسم الحكومة علي بهادري جهرمي في وقت سابق أن إيران شهدت في العام الأخير عودة كبيرة لنخبها من الخارج.

صبت الصحف الأصولية الإيرانية الصادرة اليوم، الخميس الأول من ديسمبر (كانون الأول)، جام غضبها على المواطنين الذين احتفلوا بهزيمة المنتخب الإيراني من المنتخب الأميركي ضمن بطولة كأس العالم في قطر.
واتهمت صحيفة "سياست روز" هؤلاء المواطنين بأنهم "غير إيرانيين"، و"خونة" و"مرتزقة"، وتساءلت عن السبب الذي يجعلهم يحتفلون بهزيمة منتخبهم، متناسية أن الإيرانيين باتوا يرون مشاركة المنتخب الإيراني في المونديال بمثابة إعطاء الشرعية للنظام، وبالتالي فإن المنتخب كان يمثل السلطة وليس الشعب، ومن الطبيعي أن يحتفلوا بهزيمة المنتخب الذي انحاز إلى السلطة التي تقمع بعنف رهيب المظاهرات الشعبية المستمرة منذ أكثر من شهرين.
أما "جوان"، المقربة من الحرس الثوري، فزعمت أن نسبة قليلة من الإيرانيين أظهروا الفرح والسرور بهزيمة المنتخب الإيراني، وقالت إن الموضوع لا يستحق أصلا دراسته من الناحية الاجتماعية، ومع ذلك أجرت الصحيفة مقابلات مع خبراء اجتماعيين حول الموضوع، أكدوا أن هذا الواقع هو نتيجة طبيعية لـ"القطبية الثنائية" المتزايدة في البلاد.
في موضوع الاحتجاجات الشعبية وانعكاساتها على الوضع الداخلي في إيران أشار نائب مدينة مهاباد في البرلمان الإيراني، جلال محمود زاده، في مقابلة مع صحيفة "إعتماد"، إلى قيام السلطات الإيرانية بتغييرات واسعة في صفوف العاملين بالدوائر الحكومية في مدن محافظة كردستان بعد الانتفاضة الثورية للشعب الإيراني، والتي شملت فصل بعض الموظفين أو تغيير مناصبهم.
وفي شأن منفصل علقت صحيفة "اعتماد" على أزمة المياه في إيران، وقالت إن قانون توزيع المياه عبر الحصص إلى المواطنين سيكون في انتظار الإيرانيين، موضحة أن تراجع هطول الامطار، وانحسار المياه في السدود، وعدم تغيير طريقة الاستهلاك في البلاد، هي الأسباب الرئيسية وراء أزمة شح المياه في البلاد.
نقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم:
"آرمان امروز": جميع الهجمات تستهدف المرشد علي خامنئي
انتقد النائب البرلماني الإصلاحي عن مدينة تبريز، مسعود بزشكيان، تعامل أنصار النظام والموالين له، ومن يبررون كل أفعالهم حتى لو كانت مرفوضة من جميع الإيرانيين، ويتهمون معارضيهم بمعاداة المرشد والنظام.
وقال: "في الدوائر والجامعات وحتى في البرلمان ما إن تنتقد أحد المسؤولين أو تتفوه بكلمة إلا وقال هؤلاء بأنك قد عارضت المرشد خامنئي، وهكذا وبدل الرد على المعارضين والمنتقدين يكتفي هؤلاء بإقحام المرشد في الموضوع لأنهم لا يمتلكون ردا علميا".
وأضاف بزشكيان: "عندما يُقحَم المرشد خامنئي في كل صغيرة وكبيرة من قبل أنصار النظام تكون النتيجة هي أن تتوجه الضغوط والهجمات كلها إلى شخص المرشد، ولا أحد يهتم لأمر رئيس الجمهورية أو البرلمان أو رئيس السلطة القضائية"، في إشارة إلى كثرة الهتافات والشعارات التي تستهدف المرشد خامنئي، وعلى رأسها هتافات "الموت للديكتاتور" و"الموت لخامنئي" و"الموت لولاية الفقيه".
"رسالت": مفاوضات رؤساء إيرانيين السابقين مع أميركا لم تقدم شيئا سوى التنازلات
صحیفة "رسالت" الأصولية هاجمت عددا من الرؤساء السابقين، وشخص مير حسين موسوي أول رئيس وزراء لإيران بعد ثورة عام 1979، وقالت إن حكومات مير حسين موسوي وهاشمي رفسنجاني ومحمد خاتمي وحسن روحاني كانت تظن بأنه يمكن الاستفادة من المفاوضات مع الولايات المتحدة الأميركية، لكن تبين أن نتائج المفاوضات لا تعني شيئا سوى تقديم التنازلات والامتيازات من إيران لأميركا.
ويأتي هجوم الصحيفة بعد أيام قليلة من تصريحات المرشد خامنئي، الذي ذكر أن المفاوضات مع الولايات المتحدة الأميركية لن تحل مشكلة، وأنها تعني أن تقدم إيران تنازلات للأطراف الأخرى.
وبالرغم من أن أي مفاوضات لإيران كانت بضوء أخضر من المرشد، إلا أن الصحيفة استمرت في هجومها العنيف ضد هؤلاء الشخصيات الرفيعة في صناعة القرار الإيراني سابقا، وكتبت: "هل هؤلاء هم ممثلون لمصالح الشعب الإيراني أم إنهم يمثلون مصلحة الولايات المتحدة الأميركية؟ إذا كانوا يزعمون أنهم يمثلون مصالح إيران فلماذا هذا الإصرار على تقديم التنازلات لواشنطن؟ إذا كانوا ممثلين لمصالح أميركا فمن الأفضل أن يزيلوا النقاب من أوجههم لكي يعرفهم الناس بشكل أوضح".
"اطلاعات": المسؤولون الحاليون يكتفون بنقد الأوضاع ولا يعملون شيئا لصالح الناس
في المقابل خاطبت صحيفة "اطلاعات" المسؤولين الحاليين الذين يكثرون مهاجمة المسؤولين السابقين دون أي يقدموا شيئا يذكر، وقالت: "كثير من المسؤولين وأصحاب السلطة اليوم ينتقدون الأوضاع أكثر مما ينتقدها المواطنون، دون أن يكلفوا أنفسهم عناء الإجابة على السؤال الذي يطرح عليهم والذي يقول لهم لماذا إذن لا تعملون شيئا؟ لماذا أنتم جالسون في مناصبكم وتتقاضون الرواتب دون أن تعالجوا مشكلة أو تفكوا عقدة وتكتفون بانتقاد الأوضاع".
وتابعت الصحيفة: "أنتم تتذمرون من الماضي، وتحملون جميع المشاكل على الحكومة السابقة أو البرلمان السابق أو المسؤول الفلاني السابق، لكن ماذا فعلتم أنتم في المقابل؟ لماذا لا تتوقفون عن نقد المسؤولين السابقين وتفكرون في العمل من أجل الحاضر والمستقبل؟".
"اعتماد": قناة "إيران إنترناشيونال" استطاعت التفوق على منافسيها في الإعلام الناطق بالفارسية خارج إيران
أشار الباحث والناشط السياسي حسين نوراني نجاد إلى التغطية الإعلامية الضعيفة لمؤسسة الإعلام الرسمية في إيران، وقال إن الإذاعة والتلفزيون الإيرانية التي تستحوذ على ميزانية هائلة وضارة في الوقت نفسه، وكذلك التعامل الأمني مع الصحفيين والإعلاميين خلال السنوات الماضية، هي السبب في ما آلت إليه الأمور على صعيد الإعلام الإيراني في الداخل، وتراجع مصداقيته وصعود الإعلام المعارض في الخارج، واستقطابه للجمهور الإيراني مقابل ذلك.
ولفت الكاتب في مقاله بصحيفة "اعتماد" إلى شعبية قناة "إيران إنترناشيونال" وقال إن هذه القناة بفضل ميزانيتها الكبيرة، وتغطيتها على مدار 24 ساعة، وجذب الصحفيين والإعلاميين المحنكين، استطاعت أن تتفوق على منافسيها في الإعلام المعارض خارج البلاد.

بعد أن تحولت الرياضة إلى عامل رئيسي من عوامل السياسة في إيران جاءت نتيجة مباراة ليلة أمس بين المنتخب الإيراني ومنافسه الأميركي ضمن بطولة كأس العالم في قطر لتعزز جانب معارضي النظام والمشاركين في الموجة الحالية من الاحتجاجات الشعبية في البلاد.
فبعد تخوف لدى المعارضين من استغلال النظام لفوز منتخب إيران، وصعوده إلى الدور ثمن النهائي من نهائيات كأس العالم 2022 لإنهاء الانتفاضة الشعبية، جاءت هزيمة المنتخب الإيراني في الاتجاه المعاكس لما كان يريده النظام، لتصبح الهزيمة وقودا جديدا للمعارضين بعد أن تجلى ذلك في الاحتفالات التي امتدت لساعات متأخرة من ليلة الثلاثاء.
ويأتي احتفال الإيرانيين في الداخل تعبيرا عن ابتهاجهم بهزيمة المنتخب الذي كانوا قد طالبوه بالامتناع عن المشاركة في المونديال احتجاجا على قمع النظام، لكن لاعبي المنتخب لم يلبوا نداءات الشعب المتظاهر مند أكثر من شهرين، وقبلوا أن يكونوا ممثلين للنظام في كأس العالم، الأمر الذي أثار غضب الشارع الإيراني وجعله يحتفل بهزيمة منتخبه أمام منافسه الأميركي.
وفي تغطية الصحف اليوم، الأربعاء 30 نوفمبر (تشرين الثاني)، كان موضوع خروج إيران من البطولة بعد الخسارة أمام المنتخب الأميركي الموضوع الرئيسي، إذا حاولت الصحف تقديم تحليلات عن أسباب الهزيمة والوداع المبكر من المونديال، وفشل إيران في تحقيق حلمها الأول في الصعود إلى دور الـ16.
واللافت في تغطية صحف اليوم هو هجوم الصحف الأصولية على المنتخب بعد أن كانت قبل المباراة تشيد بوطنية اللاعبين وصلابتهم، فهذه صحيفة "فرهيختكان" الأصولية تعنون حول الموضوع، وتكتب "الهزيمة خوفا من الهزيمة"، وقالت إن المنتخب الإيراني واجه أميركا وكل ما كان يتأمله هو التعادل ليُمنى بـ"هزيمة تاريخية" أمام خصمه اللدود.
كما عنونت صحيفة "اترك" حول هذه الهزيمة وكتبت: "نتيجة الاعتماد على العجائز" في إشارة إلى مدرب المنتخب الإيراني كارلوس كيروش.
في شأن متصل بالرياضة انتقدت صحيفة "آفتاب يزد" الإصلاحية إرسال النظام الإيراني للمقربين إليه من الصحفيين والمراسلين إلى قطر على نفقة الدولة، موضحة أن هؤلاء الإعلاميين الذين قد تجاوزت أعدادهم الحد المسموح يستغلون أموال بيت المال للاستفادة الشخصية.
وكان كثير من المراقبين والمعارضين للنظام قد أشاروا إلى قيام السلطات الإيرانية بإرسال أنصارها إلى قطر، بعد عزوف المواطنين الإيرانيين عن المشاركة في هذا المونديال، تضامنا مع الانتفاضة الشعبية في البلاد.
من الموضوعات الأخرى في صحف اليوم هو الاهتمام بزيارة رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، ولقائه بالمرشد خامنئي حيث خصصت صحيفة "كيهان" مانشيت اليوم للحديث حول الموضوع، واعتبرت الزيارة بأنها "استراتيجية".
في شأن آخر يستمر الحديث في صحف إيران وإعلامها حول موضوع تشكيل "لجنة تقصي حقائق" لمعرفة أبعاد الانتهاكات الحقوقية التي حدثت في إيران خلال قمع السلطات للانتفاضة الشعبية.
ورفضت طهران أي تعاون مع اللجنة المعينة من قبل مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، ليشكل ذلك مرحلة جديدة من التصعيد بين إيران والمجتمع الدولي.
ونقلت صحيفة "ابرار" كلام البرلماني الإيراني، فدا حسين مالكي، حيث ادعى أن "تشكيل لجنة تقصي حقائق هو مؤامرة سياسية على إيران".
نقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم:
"توسعه إيراني": الحديث عن العلاقات الاستراتيجية بين إيران والعراق غير مفيد
علقت صحيفة "توسعه إيراني" على تصريحات المرشد خامنئي خلال لقائه برئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، حيث ادعى خامنئي أن أمن العراق من أمن إيران، وشدد على ضرورة توسيع العلاقات الاقتصادية بين طهران وبغداد.
وانتقدت الصحيفة هذه المحاولات من النظام، وأشارت إلى دور إيران في سوريا، وحديثها القديم عن التعاون الاستراتيجي بين البلدين، ليتبين أن موضوع العلاقة الاستراتيجية هي مجرد "حبر على ورق"، وإن حصة إيران من الأسواق السورية بعد التكاليف العسكرية والبشرية والاقتصادية الهائلة لإيران في سوريا لا تعد شيئا إذا ما قورنت بالدور التركي والصيني في الاقتصاد السوري.
"آفتاب يزد": عن ماذا يبحث السوداني في طهران؟
في شأن متصل تساءلت صحيفة "آفتاب يزد" عن الأهداف والغايات التي يسعى رئيس الوزراء العراقي تحقيقها من خلال زيارته إلى طهران، وأشارت إلى عاملين رئيسيين قد يكونا المحرك الأساسي لزيارته الجارية إلى إيران؛ الأول هو متابعة ملف الأحزاب الكردية الإيرانية في العراق، والتوصل إلى تفاهمات مع النظام الإيراني حول هذا الموضوع، لا سيما بعد الهجمات المتكررة لنظام طهران على مناطق في إقليم كردستان العراق، بحجة استهداف هذه الأحزاب المعارضة للنظام الإيراني.
أما العامل الثاني وراء زيارة السوداني حسب صحيفة "آفتاب يزد" فهو القيام بوساطة بين طهران والرياض، وكذلك بين طهران وواشنطن، موضحة أن الحكومة العراقية تأمل في تحقيق نجاح على هذا الصعيد، وتعتقد أن ذلك سيساعد على استقرار الأوضاع في العراق.
"اعتماد": حقيقة صوت الشعب ومطالبه
في مقاله بصحيفة "اعتماد" أشار الناشط الإصلاحي عباس عبدي إلى تصريحات المرشد، علي خامنئي، قبل يومين خلال لقائه بمجموعة من قوات الباسيج، وهجومه على من يدعو إلى الاستماع إلى صوت الشعب، وتأكيده أن صوت الشعب هو الذي خرج في مراسم تشييع قاسم سليماني، وكذلك في احتجاجات أنصار النظام الذي خرجت قبل شهر بمناسبة يوم الطالب.
وانتقد عبدي هذه النظرة من المرشد خامنئي ورأى أنه من الخطأ حصر صوت الشعب على فئة خاصة من المواطنين وتجاهل الفئة الأخرى، مؤكدا أن الطريق الأمثل للتعامل مع الأزمات في إيران هو اعتبار أصوات الناس متعددة ومتنوعة، واحترام هذا التعدد وانعكاسه في المشهد السياسي، وشدد على أن تجاهل هذا التعدد أو إنكاره لن يعالج مشكلة.
كما أوضح عبدي أن أحد الطرق المعمول بها في العالم لمعرفة حقيقة رأي الناس ومواقفهم هو "إجراء استفتاء"، لكن هذا الأمر في إيران حاليا لن يحدث، موضحا أن الطرق البديلة لمعرفة ذلك هو قيام مؤسسات مستقلة بإجراء استطلاعات رأي من الشارع للوقوف على حقيقة "صوت الشعب" ومطالبه.

رحبت صحف النظام بتصريحات رئيس السلطة القضائية، غلام حسين محسني إيجه إي، والتي هدد فيها كل من ينشر معلومات "كاذبة" حول الاحتجاجات في إيران، وذلك في خطاب وجهه إلى المحاكم، في خطوة لمزيد من إرهاب المنتقدين الذين يذكرون عدد قتلى الاحتجاجات أو يعطون معلومات حول ما يجري في البلاد.
واحتفت صحف مثل "كيهان" و"جوان" و"وطن امروز" بذلك في صفحتها الأولى، وعنونت "كيهان" بالقول: "لا تغضوا الطرف عن الكذب والادعاء الذي لا سند له.. استدعوهم فورا".
وإذا تركنا هذا الموضوع نجد أن موضوع كرة القدم والمباراة الهامة التي سيخوضها اليوم المنتخب الوطني الإيراني لكرة القدم أمام المنتخب الأميركي تحتل الصدارة في اهتمام الصحف الصادرة اليوم الثلاثاء 29 نوفمبر (تشرين الثاني).
واعتبر كثير من الصحف أن مباراة إيران اليوم أمام أميركا هي مباراة "مصيرية" و"تاريخية"، وتساءلت صحيفة "صبح امروز"، وكتبت: "الخطوة الأخيرة للصعود الأول"، مشيرة إلى أنه ربما استطاع لاعبو المنتخب الإيراني تحقيق فوز على الولايات المتحدة الأميركية، والصعود إلى مرحلة أعلى في المونديال للمرة الأولى في التاريخ.
في السياق نفسه دعت صحيفة "اعتماد" إلى عدم تسيس المباراة المرتقبة الليلة، كما حدث ذلك في المرات السابق، وعنونت: "أيها الشباب! اهجموا.. إيران تقف خلفكم".
في شأن آخر أشارت بعض الصحف إلى حالة "الجمود السياسي" في العلاقات بين إيران والغرب، وكتبت صحيفة "ابتكار" في مقالها الافتتاحي عن التوترات الأخيرة بين طهران والدول الغربية، وذكرت أن هذه الدول باتت تسلك نهج "التعليق السياسي"، في علاقاتها مع إيران.
فيما تناولت صحيفة "آرمان امروز" رفض إيران التعاون مع "لجنة تقصي الحقائق" التي تم الإعلان عنها من قبل مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، للوقوف على الانتهاكات بحق المتظاهرين في الاحتجاجات الأخيرة، وخلصت الصحيفة إلى أن موقف إيران من هذه اللجنة يظهر أن دائرة الحصار على إيران باتت تضيق باستمرار، وتحاول طهران الرد على هذا الوضع من خلال أدوات مثل رفع نسبة التخصيب النووي.
نقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم:
"هم ميهن": المواطنون لن يقبلوا الروايات الرسمية حول الاحتجاجات
في مقالها الافتتاحي تطرقت صحيفة "هم ميهن" الإصلاحية إلى تصريحات رئيس السلطة القضائية، محسني إيجه إي، الذي شدد على ضرورة معاقبة كل شخص يتحدث عن الأرقام والإحصاءات حول الاحتجاجات دون سند أو وثيقة، وانتقدت الصحيفة هذه الحدة في كلام إيجه إي، وتساءلت من أين يأتي المواطنون بالإحصاءات الدقيقة والموثوقة إذا كان النظام نفسه لا يقدم أي معلومات شفافة حول ما يجري في البلاد؟.
وأضافت "هم ميهن": هل يجب أن يقبل المواطنون الأخبار الرسمية كحقائق نهائية؟ بالتأكيد لا، إذ إن الأخبار الصحيحة والحقيقية يجب أن تصدر عن مؤسسات مستقلة عن الحكومة، وما دامت هذه المؤسسات معدومة في إيران فلا لوم على المواطنين، إذا ما رفضوا روايات السلطات، لا سيما وأن التجارب أثبتت أن الروايات الرسمية كثيرا ما تكون غير دقيقة ولا تعتمد على الحقائق والواقع.
واستشهدت الصحيفة بموضوع إسقاط الطائرة الأوكرانية، حيث استمر الإعلام الحكومي بالكذب والافتراء لمدة ثلاث أيام حول الحادثة، وادعى بأن الطائرة سقطت دون عامل خارجي، ليتبين بعد ذلك أن الحرس الثوري هو الذي أسقطها بعد أن صوب نحوها صاروخين اثنين.
"آرمان امروز": إجراء الاستفتاء العام مستبعد في الوقت الحالي
نقلت صحيفة "آرمان امروز" تصريحات المساعد الحقوقي لرئيس الجمهورية، محمد دهقان، حول إمكانية إجراء استفتاء عام في البلاد، بعد أن ترددت دعوات كثيرة من شخصيات دينية وسياسية معروفة في البلاد، ليؤكد المسؤول الإيراني "أن إجراء مثل هذا الاستفتاء أمر مستبعد في الوقت الحالي".
قال دهقان: إذا تطلب الأمر يوما من الأيام إجراء استفتاء فيجب أولا الحصول على موافقة المرشد، وثانيا مصادقة ثلثي أعضاء البرلمان على الموضوع.
وأكد المسؤول أن الوقت الحالي غير مناسب للحديث عن هذا الموضوع، وقال: "في وقت الاضطرابات وأعمال الشغب وعندما يكون "العدو" يتابع أمرا ما فإن طرح مثل هذه الموضوعات لن يكون في صالح البلاد، فكل تغيير في البلاد يجب أن يتم في زمان يتسم بالاستقرار والهدوء".
"مستقل": الشعب الإيراني وصل إلى "اليأس المطلق" تجاه إصلاح الأوضاع الراهنة
اعتبر المحلل السياسي، قائم موسوي، في مقال له بصحيفة "مستقل" إن ما طرحه رئيس البرلمان الإيراني، محمد باقر قاليباف، حول "تحديث" نظام الحكم مبادرة متأخرة، وهي تأتي بعد أن أدرك قاليباف ومن على شاكلته بأن استمرار الوضع الحالي يعني فقدان السيطرة على المجتمع، وستحدث الثورة الي أسماها الكاتب "الصِدام الأخير".
وعن إمكانية أن يكون الحديث عن نظام حكم جديد أمرا فاعلا ومؤثرا على المشهد السياسي؛ رأى موسوي أن ذلك في الوقت الحالي لن يكون مجديا، لأنه لا توجد في إيران منابر ومراجع موثوقة بالنسبة للمجتمع، مؤكدا أن الشعب الإيراني وصل إلى "اليأس المطلق" من إصلاح الوضع الراهن، وبالتالي فإن الحكومة (النظام) لا أمل لديها مطلقا بالنجاح.
"كيهان": "الغطاء الإجباري" موجود في كل دول العالم
نقلت صحيفة "كيهان" كلام رجل الدين والأستاذ الحوزوي، سيد محمد حسين راجي، حول موضوع الحجاب ليؤكد أن الحجاب الإجباري موجود في كل الدول، أما الدليل الذي يقدمه راجي- ويبدو أنه أعجب الصحيفة- هو أن الدول الغربية نفسها ترفض "التعري" الكامل في الأماكن العامة، مستخدما أسلوب العامة من الناس عند الجدل والحجاج.
وقال راجي: في كل بلدان العالم لا يستطيع أحد أن يلبس كل ما يريد ويأتي إلى الشوارع، "الغطاء الإجباري" موجود في كل بلدان العالم، ومثال على ذلك هو أن الدول الغربية لا تسمع بالتعري الكامل.
وتحدث راجي عن الحجاب الإجباري في إيران مدعيا أن الحجاب الإجباري لا وجود له في إيران، وإنما الإجبار موجود في نوعية الغطاء- دون أن يوضح ما يقصده بالتحديد من الفرق بين نوعية الغطاء التي تكون إجبارية والحجاب الإجباري الذي لا وجود له- ليزعم في النهاية أن إيران هي "جنة المعارضين"، وأن الأقليات في البلاد تتمتع بحقوق كبيرة.

بالرغم من استمرار المظاهرات والاحتجاجات الشعبية في إيران واتساع دائرة الإضرابات في عدد من المدن، إلا أن معظم الصحف اليومية تتجاهل هذا الأمر وتحاول التركيز على موضوعات غير هامة إذا ما قورنت بموضوع المظاهرات الشعبية في البلاد.
وحتى التحليلات التي تقدمها الصحف حول الاحتجاجات لا تتسم بالعمق والشفافية تجاه مطالب المتظاهرين، إذ كثيرا ما تختزل الصحف مطالب الشارع في أمور صغيرة تشكل جزءا طفيفا مما يطالب به المتظاهرون في احتجاجاتهم المستمرة منذ أكثر من 70 يوما.
والغريب في الصحف الإيرانية اليوم الاثنين 28 نوفمبر (تشرين الثاني) هو اهتمامها الملحوظ بالمظاهرات التي تشهدها الصين هذه الأيام على خلفية الاحتجاج على قوانين الحجر الصحي، فقد قام عدد من الصحف الإيرانية بنشر صور عريضة للمتظاهرين في الصين وتحدثت عن مطالب المحتجين هناك وتقصير الحكومة في الصين، وهو ما لم يحدث خلال كل هذه الفترة من الاحتجاجات في إيران؛ إذ إنها لم تنشر صورة واحدة وشفافة عن المظاهرات الإيرانية.
فصحيفة "اعتماد" الإصلاحية وشقيقتها "هم ميهن" نشرتا اليوم صورة كبيرة للمظاهرات في الصين وعنونت هذه الأخيرة: "ليلة الصين الغاضبة"، متغافلة عن الغضب في الشوارع الإيرانية على السياسات والتمييز والفساد المستشري في البلاد، فيما كتبت "اعتماد": "تشديد إجراءات كورونا يؤدي إلى غضب عارم في الصين".
ومن الموضوعات التي غطتها بعض الصحف في إيران اليوم موضوع تشكيل لجنة تقصي حقائق من قبل مجلس الأمن الدولي التابع للامم المتحدة لمعرفة أبعاد انتهاكات حقوق الإنسان في إيران وانعكاسات ذلك على الواقع السياسي والاقتصادي المتأزم في البلاد.
ونقلت صحيفة: "آرمان ملي" عن خبراء ومحللين سياسيين قولهم إن تشكيل هذه اللجنة سيضر بسمعة إيران دوليا، كما سيؤثر سلبا من الناحية الاقتصادية، لأن الدول الأخرى سوف تحجم عن التعاون الاقتصادي والمبادلات التجارية مع إيران.
وفي شأن متصل، علقت بعض الصحف مثل "آفتاب يزد" على الجدل الذي أثير في البرلمان الإيراني على خلفية تصريحات نائب مدينة مهاباد الكردية غربي إيران، جلال محمود زاده، والتي طالب فيها رئيس الجمهورية ووزير الداخلية بتحمل مسؤولياتهما، ومحاسبة من قام بإطلاق النار بشكل مباشر على المتظاهرين في المدينة، وتأكيده على أنه حتى الآن سقط 105 قتلى وفق الإحصاءات غير الرسمية و13 قتيلا وفق الإحصاءات الرسمية في مدن محافظة كردستان.
كما عنونت صحيفة "اعتماد" حول هذه التصريحات، وكتبت: "يوم صاخب في البرلمان" مشيرة إلى احتجاج البرلماني محمود زاده حول ممارسات الأمن الإيراني في المدن الكردية والتي شملت قتل المتظاهرين، واعتقال المواطنين دون دليل، والهجوم على المنازل، وتخريب ممتلكات الناس، وترويع السكان، مضيفا أن القضاء الإيراني وبدل متابعة حقوق المواطنين والدفاع عنها يستدعي النائب ويريد محاكمته.
نقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم:
"كيهان": دعوات المصالحة الوطنية "مغالطة" ومن يصف أعمال الشغب بالمظاهرات يساعد المجرمين
هاجمت صحيفة "كيهان" كل من يتعاطف مع الاحتجاجات الشعبية في البلاد، وقالت إن كل من يصف "أعمال الشغب" والاضطرابات الأخيرة في البلاد بأنها "مظاهرات مدنية" يوفر نطاق أمن للمجرمين، موضحة أن بعض الذين يتظاهرون بالإصلاح وصفوا ما يحدث في إيران خلال الشهور الثلاثة الأخيرة بأنها "مظاهرات مدنية".
وقالت إن هذا الوصف فيه تحريف لحقيقة أعمال الشغب وهو يساعد المجرمين والإرهابيين على تنفيذ جرائمهم، على حد وصف الصحيفة.
كما هاجمت "كيهان" المتشددة كل من يدعو إلى إطلاق سراح المعتقلين على خلفية الاحتجاجات في إيران، واتهمت هؤلاء الشخصيات بأنهم من "المستغربين" الداعمين لأعمال الشغب، كما اعتبرت أن الدعوات إلى "المصالحة الوطنية" "مغالطة"، مؤكدةً أن مثيري الشغب (المتظاهرين) يجب أن يدفعوا ثمنا باهظا ليكونوا عبرة لغيرهم.
"سازندكي": الهدوء نتيجة لتحديث الحكم وليس شرطا له
أشارت صحيفة "سازندكي" إلى تصريحات قبل أيام لرئيس البرلمان الإيراني محمد باقر قاليباف، حول عزم النظام القيام بإصلاحات جذرية وجدية بعد عودة الهدوء إلى البلاد وانتهاء الاحتجاجات الجارية وحديثه عن "طريقة حكم جديدة".
وقالت الصحيفة ردا على ذلك إن الهدوء والاستقرار لا يمكن أن يكونا شرطا لتحديث طريقة الحكم، ولكنهما نتيجة لتحديث الحكم وتحسين أساليبه.
ونوهت الصحيفة إلى أن من متطلبات التحديث في نظام الحكم في إيران: إحياء الاتفاق النووي، وإجراء انتخابات حرة ونزيهة، وحرية الإعلام، وإحياء دور الأحزاب، وتأسيس إعلام مستقل وخاص، وانتقال المرجعية السياسية إلى أحزاب في الداخل.
"آرمان امروز": المسؤولون لا يسمعون صوت الناس
تناولت صحيفة "آرمان امروز" موضوع الاحتجاجات، وتساءلت بالقول عما إذا كان المسؤولون في إيران قد سمعوا صوت المواطنين وسيلبون مطالبهم أم لا؟
وقالت الصحيفة: "منذ شهرين والمواطنون عازمون على إيصال أصواتهم إلى المسؤولين علهم يجدون مخرجا لهم من الأزمات الجارية في البلاد، لكن ما يظهر من مواقف وتصريحات البرلمان والحكومة يؤكد لنا أن هاتين المؤسستين لم يسمعا بعد بشكل واضح صوت الناس"، موضحة أن ذلك "سيضاعف من اتساع الفجوة بين النظام والشعب".
وقال الناشط الإصلاحي جلال جلالي زاده للصحيفة إن "استمرار الشارع في التظاهر منذ أكثر من شهرين دليل على أن المواطنين في إيران أصبحوا لا يتأملون شيئا من المسؤولين ويعتقدون أن المسؤولين لن يتخذوا أي خطوة لإصلاح الوضع الراهن، موضحا أن هذا هو السبب الرئيسي في عدم إمكانية إنهاء الموجة الاحتجاجية الراهنة خلافا للسنوات الماضية.

خرج المرشد الإيراني، يوم أمس السبت، بتصريحات تعد خير دليل على ما يذهب إليه بعض المراقبين والمحللين السياسيين من استحالة إصلاح النظام السياسي الراهن في إيران.
ولا يزال خامنئي- أهم شخص في النظام- غير معترف أصلا بوجود مشكلة في البلاد، ويؤكد في المقابل أن النظام سيتغلب على هذه "المؤامرة" و"الفتنة" التي يحيكها "أعداء إيران" باستمرار.
واحتفت صحف إيران اليوم الأحد 27 نوفمبر (تشرين الثاني)، بتصريحات خامنئي أيما احتفاء، لاسيما الصحف الأصولية، التي عكست جزءا كبيرا من كلام خامنئي الذي وصف فيه المتظاهرين بـ"المرتزقة" و"الخونة" و"الجهلة" و"الغافلين" الذين انخدعوا بالدعاية الغربية ونزلوا إلى الشوارع بهتافات ضد النظام.
كما لفتت بعض الصحف مثل "ستاره صبح" إلى دعوات الإصلاح والتغيير عبر اعتماد سياسة أكثر عقلانية وانفتاحا على الولايات المتحدة الأميركية. ونقلت كلام خامنئي يوم أمس السبت الذي أكد فيه بشكل صريح أن "المفاوضات مع أميركا لن تحل مشكلة"، ليكون ردا قاطعا على هذه الدعوات.
فيما نقلت صحف أخرى ثناء المرشد على قوات الباسيج التي تدعم قوات الأمن في قمعها للاحتجاجات الشعبية. وأوضح خامنئي في خطابه أمس أن "الباسيج تعرض للظلم" بالرغم من تفانيه في الدفاع عن الشعب الإيراني.
وفي شأن متعلق بالرياضة وانعكاساتها على الواقع السياسي الإيراني، نشرت صحيفة "اعتماد" الإصلاحية تقريرا حول أزمة عدم تشجيع الإيرانيين لمنتخب وطنهم بعد فوزه على منتخب ويلز، وقالت إنه "كان من المتوقع كما في السنوات الماضية أن يكون فوز منتخب إيران وسيلة للمصالحة الوطنية بين المتخاصمين السياسيين، لكن في هذه السنة لم يحدث ذلك، بل إن فوز منتخب إيران ضاعف من الاستقطاب في البلاد"، مشيرة إلى "احتفال قوات الأمن ومجموعات صغيرة من المواطنين بهذا الفوز وعزوف الأغلبية الساحقة عن المشاركة في الاحتفالات".
وفي شأن آخر، تناولت بعض صحف اليوم تطورات العلاقة بين إيران والدول الغربية، وتساءلت صحيفة "مردم سالاري" عما إذا كان الغربيون بدأوا باعتماد أدبيات جديدة في علاقتهم مع إيران. وكتبت في المانشيت: "تغيير أدبيات التعامل مع إيران.. استراتيجية أم تكتيك"، موضحة أن الدول الغربية لم تعد تهتم بموضوع إحياء الاتفاق النووي.
أما صحيفة "كيهان" فلا تزال تتحدث عن "الشتاء الصعب" في الدول الغربية وادعت أن الدول الغربية بدأت تحرض على الاحتجاجات في إيران من أجل الضغط على نظام طهران لقبول اتفاق جديد. وأكدت أن "طهران لن تقبل إبرام اتفاق خاسر مع الدول الغربية وستنهي الاضطرابات الداخلية ولن تشعر أوروبا بالدفء عبر إضرام النيران في إيران".
نقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم..
"هم میهن": العلاقة مع أميركا ليست أولوية للشعب الإيراني
في مقالها الافتتاحي، أشارت صحيفة "هم ميهن" إلى خطاب المرشد خامنئي، يوم أمس السبت، وتأكيده على أن وجود مفاوضات مع الولايات المتحدة الأميركية لن يحل مشكلة البلاد، لتؤكد الصحيفة أن ما ذكره المرشد خامنئي يمكن اعتباره كلاما صحيحا إذا ما نظرنا إلى مطالب الشارع الرئيسية اليوم؛ إذ إنه لم تعد تهمهم قضية وجود مفاوضات مع أميركا من عدمها بل إن المطالب الرئيسية تركز على موضوع الحكم في إيران ومعالجة المشاكل الاقتصادية المتزايدة في البلاد والتمييز الصارخ الذي يلاحظ في كل مجال في إدارة البلد.
كما وضعت الصحيفة قائمة من الأمور التي يطالب بها المتظاهرون الآن مثل إصلاح مؤسسة الإعلام الرسمية التي تحولت إلى منبر للأقلية على حساب الأكثرية في البلاد، وكذلك عزل المديرين الفاسدين، وأيضا عدم تناسب القوانين مع حاجات البلاد المستجدة، والتضخم والبطالة وفقدان العدالة القضائية، وبالتالي فإن الشعب اليوم لا تهمه كثيرا قضية بناء علاقات مع الولايات المتحدة الأميركية.
وختم المقال بأن هذه المطالب والمشاكل التي يقر الجميع بوجودها أيضا لا توجد إرادة لدى النظام لحلها ولا يوجد المسؤولون الأكفاء القادرون على معالجتها وإيجاد الحلول لها.
"مستقل": كثير من مدن محافظة كردستان تشهد إضرابات ومظاهرات واسعة
أجرت صحيفة "مستقل" مقابلة مع النائب البرلماني عن مدينة سنندج مركز محافظة كردستان الإيرانية، جلال جلالي زاده، والذي أكد عدم وجود مطالب انفصالية لدى الأكراد المتظاهرين هذه الأيام وهو موضوع كثيرا ما تحاول السلطات الإيرانية تضخيمه لإلصاق هذه التهمة بالمتظاهرين ليسهل قمع الاحتجاجات. وأكد في الوقت نفسه أن مدن محافظة كردستان إيران اليوم معظمها تشهد إضرابات ومظاهرات عامة، ويندد المواطنون في هذه المدن بعنف النظام وممارسته للأساليب القهرية بحق المتظاهرين وهو أمر أغضب المواطنين وجعلهم يستمرون في التظاهر والاحتجاج كل هذه المدة.
وطالب جلالي زاده النظام بإنهاء العنف الشديد بحق مدن محافظة كردستان غربي إيران وأن ينتهجوا على الأقل نهج النظام في تعامله مع الاحتجاجات في محافظة بلوشستان؛ حيث بعث بوفد ممثل لخامنئي إلى المحافظة والجلوس مع ممثلين عن المتظاهرين للاستماع إلى مطالبهم وما يريدونه من النظام.
"آرمان امروز": نسبة كبيرة من الإيرانيين لا تجد لها ممثلا في النظام السياسي
في مقابلة مع صحيفة "آرمان امروز" قال الناشط السياسي بيجن عبدالكريمي، إنه وخلال العقود الأربعة الأخيرة وبسبب الأخطاء الكثيرة انهارت كثير من الجسور بين الشارع والنظام، والسبب الرئيسي في ذلك هو تحييد شخصيات كانت تمثل دور الوسيط بين الطرفين.
ويضيف عبدالكريمي: "وفي الوقت الحالي إذا ما أريد إدارة الأوضاع بشكل سليم فمن الضروري السماح بعودة هذه الشخصيات أمثال السيد محمد خاتمي، لكن شريطة أن تتاح لها حرية الحركة والمبادرة؛ فلو أريد من تحركاته أن تكون مهندسة ومسيطرا عليها من قبل النظام نفسه فإنها لن تاتي بنتائج عملية".
وأوضح أن نسبة كبيرة من المجتمع الإيراني اليوم أصبحت لا تجد لنفسها ممثلا في النظام السياسي ويتم تجاهلها بشكل ملحوظ.
كما أشار عبدالكريمي إلى رفض نسبة كبيرة من الشارع الإيراني إلى عودة مثل هذه الشخصيات إلى المشهد السياسي، فالشارع اليوم يرفض جميع اللاعبين في المشهد السياسي، وقال: "المعارضون المتشددون لا يقبلون بعودة أمثال محمد خاتمي وأعتقد ان هذا خطأ كبير يقع فيه المتظاهرون إذ إنهم يرفضون وجود مثل هؤلاء الوسطاء"، مؤكدا أن "التحولات الاجتماعية يجب ان تحدث بالتدريج والتسلسل؛ فلو أراد المتظاهرون تبني مطالب وسلوك متطرفين فإنه لن يحدث شيء إيجابي على الإطلاق".
