ورفض بقائي، في مؤتمره الصحافي الأسبوعي، يوم الأحد 7 ديسمبر (كانون الأول)، الانتقادات بشأن تدخل إيران في الشؤون الداخلية اللبنانية، مؤكدًا أن عداء طهران لإسرائيل "يعكس تحمّلها للمسؤولية".
ولم يردّ بقائي على سؤال حول تقارير تفيد بأن وزير الخارجية اللبناني، يوسف رجّي، رفض دعوة لزيارة طهران وجهها مسؤولون إيرانيون.
وكان وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، قد وجّه دعوة، في 4 ديسمبر الجاري، إلى نظيره اللبناني لزيارة طهران بهدف "تعزيز العلاقات الثنائية ومناقشة التطورات الإقليمية والدولية". وقال رجّي إن الرد على الدعوة سيُقدّم عبر "مذكرة دبلوماسية".
وفي المقابل، ذكر موقع "واي نت" الإسرائيلي أن رجّي أبدى استعداده للقاء عراقجي في "دولة محايدة".
وفي مقابلة مع قناة "العربية"، يوم السبت 6 ديسمبر، أكد رجّي أن نزع سلاح حزب الله "ضرورة وطنية"، مشيرًا إلى أن هذا التنظيم "لا يمكنه تسليم سلاحه دون موافقة إيران".
ومع تصاعد الضغوط الدولية على الحكومة اللبنانية لنزع سلاح حزب الله، تظهر نتائج استطلاع جديد لمعهد "غالوب" أن غالبية اللبنانيين يرون أن الجيش اللبناني وحده يجب أن يمتلك السلاح.
وبحسب نتائج الاستطلاع، فإن نحو 79 في المائة من اللبنانيين يعتقدون أن حيازة السلاح يجب أن تكون فقط بيد الجيش اللبناني.
الرد الإيراني على "وثيقة الأمن القومي الأميركي"
من ناحية أخرى، واستمرارًا لردود الفعل الإيرانية على الوثيقة الاستراتيجية الجديدة المتعلقة بالأمن القومي الأميركي، وصف المتحدث باسم وزارة الخارجية، إسماعيل بقائي، الجزء المتعلق بالشرق الأوسط في هذه الوثيقة بأنه "وثيقة الأمن القومي لإسرائيل"، مؤكدًا في الوقت نفسه أن طهران ستقوم بدراستها.
وقال بقائي، إن إيران "بطبيعة الحال" ستراجع الاستراتيجية الجديدة للأمن القومي الأميركي، لكنه أضاف أن "النظرة الأولى" تظهر أن البيت الأبيض ما زال يسعى لتحقيق الأهداف ذاتها التي اتبعتها الإدارات الأميركية السابقة.
وأضاف أن "واشنطن ركزت كل جهودها على ترسيخ هيمنة إسرائيل على المنطقة".
ووصفت الوثيقة الجديدة للأمن القومي الأميركي، التهديد الإيراني بأنه أصبح أقل، مما كان عليه في السابق.
وأكد البيت الأبيض في الوثيقة أن واشنطن لا تزال ملتزمة بإبقاء مضيق هرمز مفتوحًا ومنع "الأعداء الواضحين" من السيطرة على الطاقة في المياه الخليجية.
وجاء في أحد أقسام الوثيقة: "إن إيران، التي تُعدّ القوة الأساسية المزعزعة للاستقرار في المنطقة، تضررت بشكل كبير بعد إجراءات إسرائيل عقب 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، وعمليات (مطرقة منتصف الليل) في يونيو (حزيران) 2025، وتقلّصت قدراتها النووية بصورة ملحوظة".
وأشار المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إلى أن هذا الجزء من الوثيقة "يكشف عن اعتراف الولايات المتحدة بمسؤوليتها الدولية عن هذا العمل المخالف للقانون الدولي".
وخلال الحرب التي استمرت 12 يومًا، استهدفت الولايات المتحدة وإسرائيل منشآت نووية تابعة لإيران.
وصرّح الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، مرارًا بأن الهجمات الأميركية على مواقع نطنز وفوردو وأصفهان في إيران قد "دمّرت برنامجها النووي".