إيرانيون محافظون يهاجمون "مؤثرات الحجاب": جنود في الحرب الثقافية ضد "الزي الإسلامي"

ينتقد المحافظون في إيران "مؤثرات أسلوب الحجاب" بسبب ما يرونه تقويضًا للأنوثة الإسلامية، وتشجيعًا للغرور، وإبعاد النساء المتدينات عن اللباس التقليدي.
صحافية ومحللة سياسية - إيران إنترناشيونال

ينتقد المحافظون في إيران "مؤثرات أسلوب الحجاب" بسبب ما يرونه تقويضًا للأنوثة الإسلامية، وتشجيعًا للغرور، وإبعاد النساء المتدينات عن اللباس التقليدي.
وأبدى موقع "راسخون"، وهو منصة شبابية تروج للقيم الإسلامية، غضبه من هذا الاتجاه في عمود له الأسبوع الماضي، واصفًا إياه بانقلاب على الغرض الأساسي المفترض للحجاب: الاحتشام.
وجاء في افتتاحية الموقع: "(هؤلاء المؤثرات) يبدين الالتزام بالحد الأدنى من متطلبات الحجاب الإسلامي، وفي الوقت نفسه يسعين لجذب الانتباه ويتماشين مع معايير الجمال العالمية".
وأضاف: "يقمن بذلك باستخدام ألوان زاهية، وقصات حديثة، وماكياج كثيف، ومجموعة واسعة من الإكسسوارات".
وأشار الموقع إلى أن التركيز على الجاذبية يضعف الهدف الروحي للحجاب ويشجع على الظهور أكثر من الاحتشام.
وأضاف أن عرض الأسلوب عبر الإنترنت يضعف الغرض الروحي للحجاب من خلال التركيز على الجاذبية وجذب الانتباه.
وقالت راضية جابري، ناشطة في مجال الحجاب، لوكالة "تسنيم" المرتبطة بالحرس الثوري الأسبوع الماضي: "مؤثرات أسلوب الحجاب هن الجنود الأماميون في الحرب الثقافية، ويدفعن الممارسات الدينية والروحية نحو الانحطاط".
وأضافت: "خلف هؤلاء الأفراد توجد مراكز أبحاث تسعى لتغيير أنماط الحياة الدينية والمظاهر، وتبسيط قيمنا الثقافية والروحية، والترويج لما يمكن تسميته بـ"الإسلام المعتمد من الولايات المتحدة".
التقاليد التاريخية
تاريخيًا، روج النظام الإيراني لارتداء الشادر- وهو النقاب الأسود الطويل الذي يغطي الجسم بالكامل- كزي مثالي للنساء.
ورغم أن المسؤولين يزعمون دعمًا واسعًا للحجاب الإسلامي، إلا أن أقلية فقط، ربما حوالي 15 بالمائة، ترتدي الشادر باستمرار.
ووفقًا لمسح أجرته مجموعة الأبحاث المستقلة "GAMAAN" في 2022، أعرب أكثر من 70 بالمائة من الرجال والنساء عن معارضتهم للقوانين التي تلزم بالحجاب.
وكتبت صحيفة "جام جم": "لقد نجح أسلوب الاحتراف الذي تروج له مؤثرات الحجاب في التأثير على أذواق جزء من السكان المتدينين، مشجعة إياهم على استبدال الشادر التقليدي بمعاطف طويلة ومحتشمة".
وخلال مسيرة الأربعين إلى مراقد أئمة الشيعة في العراق هذا العام، أنتجت مؤثرات أسلوب الحجاب محتوى كثيفًا. وقالت جابري لـ"تسنيم": "هدفهن هو تحويل الاحتفالات الكبرى من حدث روحي وثوري إلى مجرد عرض سطحي وتافه".
الحجاب كرمز سياسي
في إيران، يعمل الحجاب ليس فقط كواجب ديني، بل أيضًا كرمز سياسي مرتبط بهوية الدولة. منذ عام 1979، قُدم الحجاب القانوني كعلامة على الأصالة الثورية والمقاومة للتأثير الغربي.
بالنسبة للمتشددين، إن فرض الحجاب يثبت صحة النظام الإسلامي، بينما يُصوَّر المعارضون على أنهم يشككون في سلطة الدولة.
لقد أصبح لباس النساء بذلك ساحة سياسية متكررة، حيث تتقاطع فيها النقاشات حول الأخلاق والحرية والسيادة الوطنية.
ومنذ وفاة مهسا أميني في سبتمبر (أيلول) 2022، تحدت النساء الإيرانيات باستمرار قوانين الحجاب الإجبارية، محولات أعمال المقاومة الفردية إلى تصريحات سياسية قوية.
في طهران ومراكز حضرية أخرى، أصبح عدم ارتداء الحجاب أكثر شيوعًا، رغم أن معظم النساء ما زلن يحملن وشاحًا عند التواجد في المكاتب العامة أو البنوك أو وسائل النقل لتجنب المواجهة.
قليل منهن يرتدين كما يشأن تمامًا؛ أغلبهن يلتزمن بأكمام طويلة وتنانير محتشمة مع تجنب القمصان بلا أكمام أو الشورتات أو التنانير القصيرة.
وفي مايو (أيار)، أرجأ المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني مشروع قانون متشدد جديد يفرض قواعد أكثر صرامة للحجاب، على الأرجح لتجنب رد فعل شعبي.
بينما لم تختفِ مراقبة الحجاب تمامًا، إلا أن تقارير عن تعرض النساء للمضايقات، بما في ذلك الغرامات وحجز المركبات، لم تعد شائعة كما كانت من قبل.


وفقًا لتقارير بعض وسائل الإعلام الإيرانية، عاد بابك زنجاني، المتهم الرئيسي في أكبر قضية فساد نفطي في إيران، إلى النشاط الاقتصادي مجددًا، رغم ديونه التي تُقدَّر بحوالي ملياري يورو لصالح الشركة الوطنية للنفط.
وقد اشترى زنجاني نفطًا من وزارة النفط مرة أخرى بضمان عملة رقمية غير موثوقة، كما زعم أنه استورد طنًا من الذهب إلى البلاد.
وبعد ما يقرب من عقد من صدور حكم الإعدام بحقه، ثم صدور عفو من قبل المرشد الإيراني علي خامنئي، عاد زنجاني إلى الأنشطة الاقتصادية، لكن هذه العودة رافقتها جدليات جديدة تذكّر بنمط أنشطته الاقتصادية في عهد حكومة أحمدي نجاد.
من بين هذه الجدليات البارزة، مصادرة الجمارك الإيرانية لـ13 كيلوغرامًا من سبائك الذهب المنسوبة إلى زنجاني.
تمت مصادرة هذه الشحنة في 18 أغسطس (آب) الجاري بمطار الخميني في طهران، بسبب عدم مطابقتها لمعايير البنك المركزي (حيث كانت السبائك بوزن أونصة واحدة، وهو أقل من الحد الأدنى المطلوب وهو كيلوغرام واحد بعيار 995.5)، إضافة إلى غموض حول مصدر العملة المستخدمة. وفق ما أعلنته هيئة الجمارك الإيرانية.
وصرح رئيس هيئة الجمارك، رداً على ادعاء زنجاني باستيراد طن من الذهب، قائلاً: "هذا الادعاء غير صحيح. الشحنة المستوردة كانت 13 كيلوغرامًا فقط، ولا علم لنا باستيراد طن من الذهب. تم إرجاع هذه الشحنة إلى صاحبها لعدم مطابقتها لمعايير البنك المركزي، ويمكنه إعادتها إلى أي بلد يرغب".
ونشر زنجاني مقطع فيديو على صفحته الشخصية، قال فيه إن هذه السبائك كان من المقرر أن تُطرح في السوق بأسعار عالمية حقيقية، مقارنة بسعر العملة الذهبية "إمامي" للبنك المركزي، التي تحمل فقاعة سعرية بنسبة 15 بالمائة أو 117 دولارًا مقارنة بالسعر العالمي.
وزعم أنه يمكن أن يكون "منقذ سوق الذهب" من خلال هذا الإجراء، بل وتحدث عن استيراد طن من الذهب، وهو ادعاء نفته الجمارك الإيرانية.
في الوقت ذاته، ظهرت تقارير تفيد بأن وزارة النفط وشركة التجارة النفطية (نيكو) باعتا نفطًا مجددًا لزنجاني، رغم ديونه البالغة مليارات اليورو غير المسددة لوزارة النفط والبنك المركزي الإيراني.
ونقلت وكالة "إيلنا" عن مسؤول قوله: "بسبب عدم تسوية ديون زنجاني بالعملة الأجنبية، تم تجميد حسابات عملات أجنبية لدى بنكين خاصين، كما تأثر أداء حساب مماثل في بنك حكومي".
في المقابل، نقل موقع "تابناك" عن "مسؤول" نفيه لتجميد حسابات بعض البنوك الخاصة لهذا السبب، كما نفى تسليم نفط جديد لزنجاني.
في السياق ذاته، ذكرت وسائل إعلام إيرانية أن شركة نيكو، التابعة لوزارة النفط، قبلت عملة رقمية كضمان لبيع النفط لزنجاني، رغم أن البنك المركزي كان قد أعلن سابقًا أن هذه العملة غير موثوقة.
في 26 أغسطس (آب)، أعلن البنك المركزي أن "زنجاني لم يقم بأي إجراء سوى تسوية ما يعادل 15 مليون دولار، بينما كان يُفترض، بموجب قرار قضائي صدر في يونيو (حزيران) 2025، أن يسدد كامل ديونه باليورو خلال شهر واحد".
في وقت سابق، أعلن أصغر جهانغير، المتحدث باسم القضاء، أن "المحكمة ألزمت زنجاني بدفع مبلغ مليار وتسعمائة وسبعة وستون مليونًا ونصف مليون يورو لصالح الشركة الوطنية للنفط الإيراني، وقد تم تسوية جزء من هذا الدين من خلال تحديد وتسليم أصوله الداخلية. في عام 2014، تم تحديد أصول بقيمة حوالي 500 مليون دولار ونقلها إلى الشركة الوطنية للنفط، شملت 17 شركة كانت ملكيتها بالكامل لزنجاني. كما تم تحديد أصول أخرى وبيعها بمبلغ حوالي 27 مليار تومان، وتم إيداعها في حساب الشركة الوطنية للنفط".
وأضاف: "في عام 2023، قدم زنجاني شحنة خارجية تم تقييمها بـ1.8 مليار دولار، وهي محفوظة حاليًا في خزائن البنك المركزي. كان من المفترض أن يبيع البنك المركزي هذه الشحنة، لكنه أعلن عدم إمكانية البيع، فقدم المحكوم عليه اقتراحًا بأنه في حال إعادتها إليه، سيقوم هو ببيعها وتسديد قيمتها نقدًا".
في 19 فبراير (شباط) 2024، قال غلام حسين محسني إيجه إي، رئيس السلطة القضائية: "نتيجة جهود وتضحيات جميع الجهات المعنية، تم تحديد أصول بابك زنجاني في الخارج ونقلها إلى طهران، وبناءً على التقييمات الأولية، فإن هذه الأصول كافية لتغطية ديونه وخسائره".
من حكم الإعدام إلى العفو والعودة إلى الاقتصاد
خلال فترة رئاسة محمود أحمدي نجاد (2005-2013)، قدم بابك زنجاني نفسه باعتباره "مجاهدًا اقتصاديًا"، وكان نشطًا في مجالات متنوعة مثل بيع النفط، نقل الأموال، البناء، الطيران، شراء النوادي الرياضية والسينما.
في مارس (آذار) 2016، حكمت محكمة الثورة في طهران بالإعدام على هذا "المجاهد الاقتصادي" بتهم غسل الأموال، والاختلاس، وعدم إعادة الأموال النفطية، وإلزامه بإعادة الأموال إلى الشركة الوطنية للنفط الإيرانية (مليار و967 مليون يورو)، ودفع غرامة نقدية تعادل ربع مبلغ غسل الأموال.
وفي ديسمبر (كانون الأول) 2016، أيدت المحكمة العليا حكم الإعدام، مع شرط مهم مفاده: "إذا قام المحكوم عليه بإعادة جميع الأملاك وتعويض الأضرار، يمكنه الاستفادة من التخفيفات القانونية وفقًا للمادة 114 من قانون العقوبات".
هذا الشرط فتح الطريق لتخفيف الحكم. مع تحديد ونقل 17 شركة مملوكة لزنجاني بقيمة 500 مليون دولار في عام 2014، وتحويل 27 مليار تومان من عائدات بيع أصول أخرى، تم تسوية جزء من الديون. وفي عام 2023، قدّم زنجاني شحنة نيكل بقيمة 1.8 مليار دولار إلى الحكومة تم نقلها إلى طهران.
وفي مايو (أيار) الماضي، صرّح رئيس البنك المركزي حول الشكوك بشأن انخفاض عيار النيكل أو تزويره، أن البنك المركزي ليس له أي تدخل في قيمة هذه الشحنات، وطلب من زنجاني بيع النيكل وتسديد مستحقات البنك.
وبحسب التقارير، استأنف زنجاني نشاطاته الاقتصادية منذ يناير (كانون الثاني) وفبراير (شباط) 2025 بعد نشر تقارير حول إطلاق سراحه أو منحه إجازة، ويقوم حاليًا بإطلاق خط طيران "دات وان" بـ32 طائرة، وخدمة تاكسي كهربائية، وخطوط شحن حاويات، واستيراد عربات القطارات.
وفي أواخر أبريل (نيسان)، أثار العقد الذي تبلغ قيمته 61 ألف مليار تومان بين وزارة الطرق والمدن وشركة منسوبة لزنجاني جدلاً واسعًا.
الامتيازات والداعمين من الحرس إلى المسؤولين الحكوميين
ملف زنجاني لم يقتصر على شخصه. في محكمة سبتمبر (أيلول) 2015، ذُكر مرارًا أسماء مسؤولين كبار في حكومة أحمدي نجاد وقادة كبار في الحرس الثوري، لكن لم يُحاكم أي منهم، وظل الملف "لا يرتقي فوق زنجاني".
لعب رستم قاسمي، القائد السابق لمقر خاتم الأنبياء في الحرس الثوري ووزير النفط في حكومة أحمدي نجاد، دورًا رئيسيًا في الأنشطة الاقتصادية لزنجاني.
وتشير لائحة الاتهام والدفاعيات إلى أن قاسمي كان يمنحه النفط بناءً على "ثقة شخصية".
وقدم أحمد وحيد دستجردي، الرئيس السابق لمؤسسة التعاون التابعة للحرس ومساعد وزير الدفاع السابق، زنجاني إلى مقر خاتم وأنشطة النفط، وذكر في لائحة الاتهام تحت اسم "أ.و.د".
ولم يُحاكم دستجردي أبدًا.
كما اتهم زنجاني في رسائل من السجن الرئيس الإيراني الأسبق حسن روحاني، ونائبه إسحاق جهانغيري والوزير الأسبق بيجن زنغنه، بتلفيق القضايا ضده.
وتُظهر مستندات قضية زنجاني القضائية أن وزراء التجارة، والاقتصاد، والنفط ورئيس البنك المركزي في حكومة أحمدي نجاد وقعوا رسائل دعم له.
وتظهر الصور التي تجمع زنجاني بحسن مير كاظمي (حسن رعيت)، الذي حُكم عليه بالسجن 25 سنة في قضية فساد اقتصادي أخرى وكان من عناصر قمع الاحتجاجات بعد انتخابات الرئاسة عام 2009، مدى قربه من هيكل الحرس الثوري.
وبحسب تقرير "إيران إنترناشيونال" في مايو (أيار) 2024، كان لدى زنجاني شبكة من عشرات الشركات الوهمية في دبي وتركيا وماليزيا وطاجيكستان، أُنشئت بدعم من المسؤولين الرسميين في إيران.
نفس الضحكة المعروفة
يبدو أنه مع زيادة الضغوط الخارجية على النظام الإيراني واحتمال تفعيل آلية "السناب باك"، لجأت إيران مرة أخرى إلى حلول سبق استخدامها لتجنب العقوبات، مثل بابك زنجاني، التي أدت في النهاية إلى فساد اقتصادي بمليارات الدولارات.
في الجلسة الثالثة لمحاكمة زنجاني (5 أكتوبر/تشرين الأول 2015)، استقبل زنجاني أحد المحامين القادمين، وقال المحامي: "آمل بعد انتهاء المحكمة أن تضحك أنت وكذلك الشعب". فأجاب زنجاني: "سوف نضحك جميعًا، لا تشك".
اليوم، يبدو أن زنجاني على الأقل وحلفاءه يضحكون، بينما يضطر الشعب الإيراني لدفع ثمن الديون ونتائج الفساد المستمر.
عودة زنجاني دون تسوية الديون وبدعم خلف الكواليس، تُظهر عمق الريع والفساد المنهجي، نفس النمط السابق الذي يمتد من شركات الطيران وخدمات التاكسي إلى الذهب والعربات.

أصدرت جبهة الإصلاحيين في إيران بيانًا جديدًا مليئًا بالشعارات المألوفة، تتحدث فيه مرة أخرى عن "المصالحة الوطنية" و"العودة إلى الشعب".
هذا البيان، أكثر من كونه يحمل حلولًا، هو مجموعة من الوعود المتكررة؛ تلك التي سُمعت مرات عديدة خلال العقود الأربعة الماضية لكنها لم تتحقق أبدًا.
في الثقافة العامة، يُقصد بـ"البكسوات" دوران عجلات السيارة في مكانها دون فائدة؛ حركة لا تؤدي إلى تقدم، بل تزيد من الانغراس. هذا التعبير يُظهر بوضوح حالة الإصلاحيين في إيران اليوم.
التيار الذي يُطلق عليه اسم "الإصلاحي" ظاهريًا، تحول في الواقع إلى "حزب البكسوات"؛ حزب يستخدم الإصلاحات ليس من أجل التغيير السياسي، بل فقط من أجل البقاء وحفظ النظام الذي هو جزء لا يتجزأ منه.
نشرت جبهة الإصلاحيين بيانها الأخير في 17 أغسطس (آب) بعنوان "المصالحة الوطنية؛ فرصة ذهبية للتغيير والعودة إلى الشعب"، وتضمن في أحد عشر بندًا مطالب مثل "العفو العام، ورفع الحصار، وإطلاق سراح السجناء السياسيين، وحل المؤسسات الموازية، وخروج العسكريين من الاقتصاد، ورفع التمييز ضد النساء، وحرية الإعلام، وتعليق التخصيب النووي، والتفاوض المباشر مع أميركا".
وتُظهر التجربة التاريخية أن هذه القوائم ليست برنامجًا عمليًا، بل محاولة لإنقاذ النظام وحفظ مصالح هذا التيار.
لم يتمكن الإصلاحيون طوال هذه السنوات من تحقيق ولو مطلب واحد من هذه الشعارات، والآن، في ظل أزمة شرعية نظام طهران، تبدو هذه الوعود أكثر من أي وقت مضى بلا مصداقية.
خامنئي غائب.. أميركا حاضرة!
النقطة المهمة في البيان الأخير هي الغياب التام لاسم المرشد الإيراني علي خامنئي والهياكل الأساسية للسلطة، مثل الحرس الثوري والرقابة التصحيحية؛ تلك العوائق التي جعلت أي إصلاح حقيقي مستحيلًا.
وبدلًا من ذلك، وجد الإصلاحيون الجرأة في طرح "التفاوض المباشر مع أميركا". لكن مشكلة إيران اليوم ليست ترامب أو أميركا؛ إنها الهيكلية التي ساهم الإصلاحيون أنفسهم في بنائها وتثبيتها.
الإصلاحيون ليسوا حزبًا سياسيًا، ولا تيارًا اجتماعيًا، ولا حتى معارضة. إنهم غير قادرين على تنظيم تجمع بسيط، وتحولوا بالنسبة للنظام إلى صمام أمان عديم الفائدة. خلافاتهم الداخلية تمنعهم حتى من أداء هذا الدور الدنيء.
في نظر الرأي العام، لا فرق بين الإصلاحيين والمحافظين، وصراعهما الزائف فقد مصداقيته منذ زمن طويل. شعار "إصلاحي، أصولي، انتهت القصة" ليس مجرد شعار عابر، بل جوهر تجربة الشعب الذي أدرك أن الإصلاح ضمن هيكلية نظام إيران مستحيل أساسًا.
كانت لدى الإصلاحيين سنوات طويلة من الفرص، لكنهم لم يمتلكوا لا الإرادة ولا القدرة على إحداث تغيير حقيقي.
اليوم، بينما يبحث المجتمع الإيراني عن إجابات أكثر جذرية وتجاوز النظام الإيراني، يحاول هذا التيار ببياناته المتكررة وشعاراته النمطية أن يبقي نفسه على قيد الحياة.
الحقيقة هي أن الإصلاحيين، مثل الأصوليين، جزء من المشكلة، وليسوا جزءًا من الحل.

شهدت الأيام الأخيرة بروز دلائل على تصاعد الخلافات بين أجنحة السلطة داخل النظام الإيراني؛ خلافات تنبع من خوفهم العميق من احتمال سقوط النظام.
هذا القلق دفع مختلف التيارات داخل النظام إلى الصدام فيما بينها، حيث بدأ كل طرف يتهم الآخر بالخيانة والتعاون مع العدو.
في ظل احتمال هجوم إسرائيلي جديد على النظام الإيراني، وعودة العقوبات من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، تسعى مختلف الأجنحة الحاكمة إلى تقديم مقترحات للحفاظ على النظام.
في هذا السياق، دعا الرئيس الإيراني الأسبق حسن روحاني إلى وقف التدخلات العسكرية والسياسية للحرس الثوري في السياسة الخارجية، وأكد أن النظام يجب أن يعيد النظر في مسار الانفتاح والتفاوض مع أميركا.
كما طالب الإصلاحيون في بيان لهم بالإفراج عن المعتقلين السياسيين، وإلغاء آليات "الرقابة التصحيحية" على الانتخابات، وإجراء مفاوضات مباشرة مع الولايات المتحدة.
غير أن هذه المقترحات واجهت ردود فعل حادة من المؤسسات الرسمية داخل النظام، وخصوصاً من مكتب المرشد.
ففي مداخلة نُشرت على موقع "صوت إيران" التابع للمرشد، تحت عنوان: "لا تملأوا مخزون العدو"، وُصِف الإصلاحيون بأنهم "يعيدون تكرار كلام العدو"، وبيانهم وُصف بأنه "قائمة مفروضة من قبل أميركا".
أزمة داخلية في النظام
الواقع أن الخلافات الحالية داخل النظام الإيراني لا تدور حول حماية إيران أو الدفاع عن مصالح شعبها، بل حول طريقة بقاء النظام نفسه.
كل طرف- من خامنئي والحرس الثوري، إلى روحاني والإصلاحيين- قلق على مواقعه ومكاسبه التي جمعها خلال 46 عاماً من الحكم.
ما يهم هذه الأطراف هو الحفاظ على "الكعكة" التي استمتعوا بها خلال عقود، وهي التي تمكّنهم من الاستحواذ على السلطة والثروة.
على سبيل المثال، روحاني، الذي كان يتبوأ مناصب عليا في مؤسسات أمنية وسياسية مثل المجلس الأعلى للأمن القومي، أصبح اليوم صوتًا ناقداً، لكن تاريخه في قمع احتجاجات نوفمبر (تشرين الثاني) 2019، والاحتجاجات الطلابية وأحداث أخرى، يثبت دوره المحوري في حماية النظام. ويعود اليوم للحديث مجددا ليس من منطلق الدفاع عن الشعب، بل بدافع الخوف من انهيار النظام إذا لم تتغير السياسة.
أما الإصلاحيون، رغم ابتعادهم الظاهري عن السلطة، إلا أنهم لا يزالون يستفيدون من الكثير من المزايا والامتيازات الاقتصادية، ولهم تأثير داخل المؤسسات، مثل دعم مسعود بزشكیان. لذا، فإن تحركاتهم الأخيرة ليست بالضرورة لمصلحة الشعب، بل لحماية مصالحهم الذاتية.
ما يميز هذه الخلافات هو أنها لا تلفت انتباه الجمهور العام. الإيرانيون، خاصة الشباب الذين شاركوا في احتجاجات 2019 وحركة "مهسا"، فقدوا الثقة بالإصلاح وأنصاره. مطلبهم لا الإصلاح، بل إسقاط النظام كله.
لذلك، فإن الصراعات بين روحاني والإصلاحيين من جهة، والخط الرئيسي للنظام (خامنئي والحرس الثوري) من جهة أخرى، ليست صراعات تهدف لحماية إيران، بل نزاعات حول البقاء داخل النظام.
ظل الحرب والسقوط يخيم على النظام
ما زاد من حدّة هذه الصراعات هو تطورات الأيام الأخيرة: الهزائم العسكرية للنظام الإيراني وميليشياته أمام إسرائيل، واستعداد الغرب، خاصة أميركا وأوروبا، لممارسة ضغط متزايد عليه.
هذا جعل خامنئي والحرس الثوري يشعرون بالخطر بوضوح، لكن من غير المرجح أن يتراجعوا عن سياسات المواجهة، خصوصاً في ملفات مثل البرنامج النووي والقدرات الصاروخية.
جميع الأجنحة داخل النظام تدرك أن احتمال سقوط النظام لم يعد نظرية، بل أصبح احتمالاً حقيقياً وملموساً؛ سواء من خلال ضربة عسكرية إسرائيلية، أو عبر انتفاضة شعبية داخلية واسعة.
في النهاية، ما يجري اليوم داخل النظام الإيراني هو صراع حول كيفية تأجيل الانهيار المؤكد، لا منعه. الجميع- خامنئي، روحاني، الإصلاحيون- يناضلون للحفاظ على النظام، وليس لحماية الشعب.
أما الشعب، فقد تجاوز هذه الخلافات، فالهدف الأسمى بالنسبة إليه هو إتمام إسقاط النظام بالكامل.

انتشار بيان جبهة الإصلاح حول الأوضاع الراهنة، وما تضمنه من مقترحات ومطالب لإخراج إيران من المأزق الذي علقت فيه، والذي باتت نهايته أكثر احتمالًا من أي وقت مضى، أثار جدلًا لفظيًا واسعًا، لكنه في الواقع جدل عقيم بين مختلف أجنحة السلطة.
هذه السجالات، التي غالبًا ما رافقتها أقسى الاتهامات من خيانة الوطن ودفع النظام و"الدولة" نحو الهاوية، إلى محاولة الانقلاب على النظام وترديد مطالب إسرائيل وأميركا، لا تعدو كونها "عاصفة في فنجان" لا يتجاوز صداها الدوائر الضيقة المحيطة بالسلطة داخل النظام الإيراني.
وليس البيان الصادر عن الإصلاحيين ولا ردود فعل خصومهم داخل النظام إلا مشاهد مكررة من مسرحية باتت مملة، لا تجد حتى بين أنصار النظام من يرغب في متابعتها، فضلًا عن أن يكون لها أي صلة حقيقية بمطالب الأغلبية الساحقة من الإيرانيين الذين، رغم تبايناتهم، يتفقون على أمر واحد: ضرورة تغيير النظام بكل مرتكزاته ومكوناته.
البيان، الذي صدر يوم الأحد 17 أغسطس (آب) 2026، وإن كان قد جاء، بحسب كاتبيه، بعد "الحرب التي استمرت 12 يومًا" وفي وقت ما زالت فيه "النفسية الجماعية للإيرانيين مثخنة بالجراح، وما زالت ظلال اليأس والقلق تخيم على حياتهم اليومية"، إلا أن المطالب والمقترحات التي طرحها قد تجاوزها الزمن منذ فترة طويلة.
من رفع الإقامة الجبرية عن مير حسين موسوي وزهراء رهنورد، ورفع القيود عن محمد خاتمي، إلى الإفراج عن السجناء السياسيين، و"إنهاء قمع المعارضين وتخفيف النظرة الأمنية للمجتمع"، وحل الأجهزة الموازية، وإحداث تغييرات ملموسة في المؤسسات، وإعادة الجيش إلى ثكناته وإبعاده عن السياسة والاقتصاد والثقافة، وإلغاء التمييز بين "الخاص والعام"، وإصلاح إدارة الإعلام الرسمي ورفع الرقابة وتحرير الصحافة، وتغيير القوانين الخاصة بحقوق المرأة، وإخراج الاقتصاد من قبضة الأوليغارشية الحاكمة، وصولًا إلى تعليق تخصيب اليورانيوم وإصلاح السياسة الخارجية، لم تكن مجرد مطالب للبيان، بل هي نفسها وعود الإصلاحيين خلال 16 عامًا من حكم محمد خاتمي وحسن روحاني من أجل الظفر بحصة أكبر من "مائدة الثورة".
الهدف الأساسي لهذه المطالب لم يكن سوى الحفاظ على بقاء النظام، وهي لا تمت بأي صلة للمطالب الجوهرية للشعب الإيراني.
الإصلاحيون في إيران دأبوا منذ سنوات على تكرار هذه المطالب الحدّية من مركز السلطة وعلي خامنئي، ولم يتلقوا يومًا سوى الرفض. لكن المجتمع، بخلاف الأقلية المستفيدة الجالسة حول "مائدة الثورة"، تجاوز منذ زمن بعيد هذه المطالب، ولم يعد يفكر إلا في الانتقال إلى نظام ديمقراطي، علماني، ملتزم بالإعلان العالمي لحقوق الإنسان، يتيح للإيرانيين حياة طبيعية في الداخل والخارج. ومن ثم ينظر بعين الريبة إلى أي محاولة لا ترمي مباشرة إلى هذا الهدف النهائي، ويرفضها باعتبارها مجرد وسيلة لإطالة عمر النظام.
ومن هنا، فإن ردود الفعل الصاخبة لخصوم الإصلاحيين في الإعلام الرسمي خلال الأيام الأخيرة، تبدو مصطنعة وغير ذات معنى، ما يعزز الاعتقاد بأن كلا الطرفين يسعيان لإعادة عقارب الساعة إلى الوراء.
وقد نجح النظام لعقود في اختزال النزاعات الاجتماعية إلى صراعات بين جناحي السلطة، ليحتكر بذلك إدارة المشهد. لكنه منذ 2017 فقد هذه القدرة شيئًا فشيئًا.
فمنذ عقود، وباسم المنافسة الشكلية والمدارة بدقة، احتكرت السلطة حق تعريف القوى السياسية "المشروعة" وحرمت أي قوة خارجة عنها، وقسمت المطالب الشعبية إلى "مشروعة" و"غير مشروعة"، ومن ثم أوكلت الاستجابة للمشروع منها فقط إلى تياراتها الداخلية، بينما واجهت البقية بالقمع والسجن والإعدام.
ورغم تغير الأسماء بين "يسار ويمين"، "إصلاحي ومحافظ"، "أصولي ومعتدل"، أو حتى "متشدد ووسطي"، إلا أن الهدف ظل واحدًا: الحفاظ على النظام.
لكن مع تفشي الفساد والفشل البنيوي، انهار هذا النموذج. فجاءت احتجاجات 2017 بشعار: "إصلاحي-أصولي، انتهت القصة" لتعلن رفض الشعب لهذه اللعبة برمتها.
ومنذ ذلك الحين، تغيرت المعادلة جذريًا، وانهارت الحدود التي رسمتها السلطة بين معسكريها إلى درجة لم يعد ثمة فرق ملموس بينهما.
اليوم، في إيران، يقف من جهة أغلبية المواطنين المطالبين بتغيير النظام، ومن الجهة الأخرى أولئك الذين لا يسعون سوى لإنقاذ النظام من أزمته الوجودية المتفاقمة.
في هذا السياق، لا البيان الصادر عن جبهة الإصلاح له وزن حقيقي، ولا ردود الفعل الصاخبة لصحف مثل "كيهان" و"وطن امروز" ووكالة "فارس". فالمعركة الحقيقية تجري في ساحة أخرى، حيث لم يعد المواطنون يرون فارقًا كبيرًا بين موقّعي بيان الإصلاحيين وصحيفة "كيهان".
في إيران اليوم، لا مطالب الإصلاحيين تثير اهتمامًا، ولا ضجيج خصومهم يثير حماسة. وإذا واصل الطرفان تكرار هذا السيناريو المستهلك، فليس لأن بينهم خلافًا حول "حماية النظام"، بل لأنهم ما زالوا يأملون بإعادة فرض النموذج القديم البالي للتحكم في المواطنين.

في وقت يواجه فيه المجتمع الإيراني أزمات متصاعدة مثل نقص المياه والكهرباء، والتضخم الجامح، وشح الأدوية، وتدهور البنية التحتية الحيوية، تنفذ إيران كل عام أحد أكبر مشاريعها اللوجستية، ليس داخل البلاد، بل على الأراضي العراقية؛ مسيرة الأربعين.
هذا الحدث، الذي تصفه الرواية الرسمية بـ"الزيارة"، أصبح عمليًا مناورة ضخمة للنظام لعرض قوته الإقليمية، وتعزيز الهلال الشيعي، وحشد رمزي داخليًا. لكن هل تتوافق هذه النفقات المالية والبشرية والسياسية مع المصالح الوطنية للمواطنين واحتياجات المجتمع الملحة؟
الأربعين، أي ذكرى أربعين يومًا بعد استشهاد الإمام الثالث للشيعة، هو أحد الشعائر المهمة في التقويم الشيعي. لكن مسيرة النجف إلى كربلاء بالشكل الحالي، هي ظاهرة حديثة ظهرت بعد سقوط نظام صدام حسين عام 2003 ورفع القيود التي فرضها البعث.
منذ حوالي عام 2011، دخلت إيران هذا المجال بكل قدراتها الإعلامية واللوجستية والمالية وحوّلت هذه الشعيرة الدينية إلى مشروع سياسي متعدد الأبعاد؛ منافسة للحج، وتعزيز النفوذ في العراق، وترسيخ الهيمنة الأيديولوجية.
في الخطاب الرسمي للنظام، لم يعد هناك ذكر للزيارة وحدها؛ فالأربعين أصبح "تدريبًا على الحضارة الإسلامية"، و"مناورة قوة للشيعة"، و"عرض للولاء للولي الفقيه".
ويعتبر خامنئي وقادة الحرس الثوري هذا الحدث ركيزة استراتيجية للحفاظ على الشرعية والنفوذ الإقليمي.
تقديس السياسة.. أداة للطاعة
منذ الأيام الأولى للثورة عام 1979، لم يكن الدين في إيران مجرد أداة للعبادة، بل رأس مال سياسي لبناء السلطة. جميع الهياكل، من التعبئة والحرب إلى الحجاب والأربعين، وُضعت في خدمة "تقديس السياسة". الهدف كان واضحًا: استغلال إيمان الناس لمنح الشرعية للنظام وإسكات المعارضين باسم الدين.
في هذا الإطار، تحولت مسيرة الأربعين من زيارة طوعية إلى "تعبئة جماهيرية دينية-حكومية"، حيث يُنظر إلى حضورها لدى الموظفين والجهات التابعة كعلامة على "الولاء للنظام".
المشاركة ليست بدافع الإيمان أو الاختيار، بل في كثير من الحالات نتيجة ضغط اجتماعي ومتطلبات وظيفية؛ زيارة يجب تصويرها على "إنستغرام" لتأكيد الحضور أمام المدير!
تكلفة الأربعين.. فاتورة ثقيلة على المواطنين
لا تزال قرى إيران تعتمد على صهاريج المياه، ويتعلم الطلاب في صفوف منازل مؤقتة، ويصطف العديد من المرضى للحصول على سرنجة بسيطة، بينما تُنفق مليارات التومانات من أموال الشعب على مسيرة الأربعين.
ووفقًا لما أعلنته اللجنة المركزية للأربعين، أنفقت الحكومة أكثر من 12 ألف مليار تومان على حل الاختناقات المرورية، وإنشاء الطرق، وتسهيل تنقل الزائرين.
ويبلغ مجموع البنود الرسمية للميزانية لعام 2024، التي ذكرت صراحةً "الأربعين"، نحو 1200 مليار تومان.
كما خصصت بلدية طهران وحدها 170 مليار تومان لهذا الحدث في عام واحد، فيما أقرت الحكومة في 2025 مبلغ 400 مليار تومان لمواجهة الحرارة والأمراض المعدية على طول مسار الزائرين.
بين 27 يوليو (تموز) و12 أغسطس (آب)، وفقًا لإحصاءات شرطة المرور، فقد 125 شخصًا حياتهم وجرح نحو 2900 آخرين في خمس محافظات حدودية فقط. تكشف هذه الخسائر الكبيرة، جنبًا إلى جنب مع الازدحام الهائل، عن قصور البنية التحتية. ورغم الإنفاق الضخم العام الماضي لتحسينها، لم تُنشر أي تقارير عن التكاليف الفعلية هذا العام.
كما أن البيانات اليومية والمفصلة عن أنواع الرحلات والمسارات وعودة الزائرين غير متاحة للعامة، والتقارير الحكومية غالبًا ما تُستخدم لأغراض تضخيم سياسي.
المشكلة ليست في الزيارة نفسها، ولا في المعتقدات الدينية للناس، بل في فرض إنفاق مليارات على مراسم سياسية–دينية على كاهل شعب يُطلب منه الاعتماد على الدعاء لتلبية احتياجاته الأساسية.
في بلد شبكة الكهرباء فيه متدهورة، والأدوية نادرة، والشعب بلا ماء، وظل الحرب يخيم، يصبح الاختيار بين توفير "المياه والكهرباء" أو إنفاقها على "مناورة القوة" قرارًا سياسيًا واعيًا يظهر أن النظام يعتبر "العطش والظلام" أرخص من "الوعي والمساءلة".
حتى مع الاحترام للتجربة الروحية لملايين المؤمنين، تبقى مسيرة الأربعين، على مستوى السياسة العامة في إيران، مشروعًا يخدم عرض السلطة؛ مشروع مكلف، بعوائد سياسية للنظام، وفاتورة باهظة على المواطنين.