لندن: إيران لا تزال تسعى لاغتيال معارضيها على الأراضي البريطانية

حذرت لجنة الاستخبارات والأمن في مجلس العموم البريطاني، في تقريرٍ وافق على نشره رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، من أن إيران لا تزال تسعى لاغتيال معارضيها على الأراضي البريطانية.

حذرت لجنة الاستخبارات والأمن في مجلس العموم البريطاني، في تقريرٍ وافق على نشره رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، من أن إيران لا تزال تسعى لاغتيال معارضيها على الأراضي البريطانية.
وجاء في التقرير أن إيران، إلى جانب الصين وروسيا، تُعد من أكبر التهديدات الحكومية التي تواجه بريطانيا، مع تركيز خاص على دور الحرس الثوري الإيراني.
كما أوضح التقرير أن طهران تسببت في أضرار كبيرة عبر هجمات إلكترونية استهدفت شركات بريطانية، بالإضافة إلى استخدامها عصابات إجرامية محلية لتنفيذ عملياتها داخل المملكة المتحدة.
مصادر مطّلعة على محتوى التقرير اعتبرت أن هذا الوثيقة يجب أن تكون تحذيرًا جادًا للوزراء بشأن استمرار التهديد الإيراني وقدرته على تنفيذ عمليات داخل الأراضي البريطانية.
تجدر الإشارة إلى أن رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، اطّلع شخصيًا على هذا التقرير السري قبل نشره رسميًا.

نشرت صحيفة "هم میهن" تقريرًا تضمن مقابلات مع عدد من المصوّرين الإيرانيين الذين حاولوا توثيق الحرب التي استمرت 12 يومًا من داخل طهران.
وبحسب التقرير، قال مجيد سعيدي، المصوّر الصحافي الذي كان موجودًا منذ الساعات الأولى للحرب في منطقتي جمران ونارمك بطهران: "الهجوم وقع عند الساعة الرابعة صباحًا، لكن في الخامسة صباحًا كان هناك لصوص يقتحمون بعض البيوت التي بقيت نصف مدمّرة. الحرب لم تكن قد انتهت بعد، لكن أعمال النهب كانت قد بدأت بالفعل".
وقال سعيدي، الذي تم اعتقاله في اليوم الثالث من الحرب وقضى ليلة في سجن إيفين: "تم فتح ملف لي في محكمة مقدّس. لا يجب أن يعمل المصوّر الوثائقي تحت تهديد مستمر بالاعتقال في مثل هذه الظروف. كان من المفترض أن نكون في الميدان لتوثيق هذه الكارثة".
أما المصوّرة الصحافية مريم رحمانيان، فأشارت إلى حجم الدمار قائلة: "لم أكن أصدّق أن ما أراه حقيقي. كأنني لم أرد لتلك المشاهد أن تكون موجودة أصلاً. في الوقت نفسه، كنت مضطرة للحذر كي لا أُتهم بأنني أصوّر هذه المشاهد، لأن نظرة واحدة أو صورة واحدة خاطئة كان من الممكن أن تنهي كل شيء بالنسبة لي".

في رد فعلها على الحرب التي استمرت 12 يومًا مع إسرائيل، دعت وكالة أنباء فارس، التابعة للحرس الثوري الإيراني، بلهجة تهديدية إلى تكرار الإعدامات الجماعية التي وقعت في ثمانينيات القرن العشرين.
وكتبت: "في ظل الظروف الراهنة، حيث قدّم بعض العناصر المرتزقة، بدعم من إسرائيل وأجهزة الاستخبارات الغربية، معلومات للعدو، فإنهم يستحقون الإعدام على طريقة عام 1988".
وأضافت الوكالة: "خلافًا للدعاية التي تنشرها الشبكات المعادية والتي تصوّر إعدامات عام 1988 كأعمال مناهضة لحقوق الإنسان، وسعت إلى نعت شخصيات مثل رئيسي بلقب (آية الله الإعدام)، فإن الرأي العام يرى ضرورة هذا النوع من التعامل الصارم ويقدّره".
ومنذ بداية الحرب التي استمرت 12 يومًا، تم اعتقال العشرات من النشطاء المدنيين والسياسيين في إيران، فيما لا تتوفر معلومات عن مصير العديد منهم حتى الآن. وفي الوقت ذاته، تصاعدت وتيرة القمع وارتفعت أعداد المعتقلين بشكل ملحوظ.
يُذكر أن النظام الإيراني أعدم، خلال عقد الثمانينات، أكثر من خمسة آلاف سجين سياسي في سجونه المنتشرة في جميع أنحاء إيران. وقد دُفن كثير منهم في مقابر جماعية مجهولة الهوية، ولم تتحمّل السلطات الإيرانية حتى الآن أي مسؤولية أو توضح أبعاد هذه الإعدامات.

أشار المتحدث باسم هيئة الأركان الإيرانية، أبو الفضل شكارجي، إلى الحرب التي استمرت 12 يومًا مع إسرائيل، وقال: "يدّعون أن السماء الإيرانية مفتوحة أمامهم، لكننا نقول إن هذه الصواريخ والطائرات المسيّرة التابعة لنا هي التي اخترقت أحدث أنظمة الدفاع الجوي في العالم".
وأضاف عن موضوع وقف إطلاق النار: "كلما كان العدوان أشد، سيكون ردّنا أقوى بكثير من العدو".
وتابع شكارجي: "نستخدم السلاح المناسب بحسب نوع العدوان، ولدينا الكثير من المفاجآت للعدو سيرونها في ساحة المعركة".
وختم هذا المسؤول العسكري بالقول: "إنتاجنا العسكري نشط وسريع، وأيدينا مليئة (بالقدرات)، ويمكننا الاستمرار في الحرب لفترة طويلة".

أفاد موقع "خبر أونلاين" بأن ذوي الإعاقة الشديدة والمرتفعة الشدة في إيران لم يتلقوا مخصصاتهم عن شهر يونيو (حزيران) الماضي، والتي تشمل بدل رعاية وتموين صحي ومعيشة، وذلك في خضم الحرب التي استمرت 12 يومًا مع إسرائيل.
ونقل الموقع عن مدير منظمة الرعاية الاجتماعية في إيران قوله إن المعاشات الشهرية قد صُرفت، لكن وزارة الخزانة العامة لم تُخصص الميزانيات اللازمة لصرف الإعانات الأخرى، بسبب "الظروف الاستثنائية للبلاد وأولوية الدعم الحربي".
وفي هذا السياق، قال حامد رويتاند، أحد النشطاء في مجال حقوق ذوي الإعاقة: "اعتراضنا يتجاوز قضية تأخير صرف الإعانات البسيطة. المشكلة هي أن البلاد كانت تتعرض لهجمات لمدة 12 يومًا، ومع ذلك لم تُصدر منظمة الرعاية حتى إشعارًا واحدًا يوضح كيفية إخلاء أو حماية المعاقين والمرضى في مثل هذه الظروف".
وأشار إلى أن غياب خطة طوارئ موجهة لهذه الفئة يكشف عن "استخفاف حكومي صارخ بأرواح أكثر الفئات ضعفًا في المجتمع".

أشارت الناشطة الإيرانية الحائزة على جائزة نوبل للسلام، شيرين عبادي، إلى خروج المرشد علي خامنئي من مخبئه، قائلة: "من الذي كلّف إيران بمهمة تدمير إسرائيل، حتى يدفع الشعب الأعزل والمحروم من المأوى ثمن ذلك من أرواحه وأمواله؟".
وأضافت: "بعد اختباء دام 23 يومًا، خرج خامنئي، ليطلب أن يُغنّى النشيد الوطني الإيراني على هيئة رثاء، مُقدّماً بذلك (مرونة بطولية) على المستوى الشخصي، وداس على كل شعاراته العقائدية الشيعية. سيكتب التاريخ أنه كان ديكتاتورًا، لكنه لم يكن يملك ذرة من الكرامة".
وتابعت عبادي: "على خلاف الطغاة الآخرين الذين كانوا على الأقل يؤمنون بأنفسهم، كان خامنئي يتسوّل السلطة، وخلافًا لكل الشعارات التي كان يرفعها سابقًا، خرج في ليلة عاشوراء ضاحكًا بين مجموعة من التابعين، دون أثر للحزن أو الوقار".
وختمت بالقول: "خامنئي، بلا لون ولا ملامح العزاء، خرج من حفرة مخبئه مبتسمًا، راضيًا بمقتل المدنيين، ليُعلن أن يزيد هذا الزمان لا يزال حيًا. والآن حان دورنا لنقول له، إلى جانب شعبنا: (المقاومة لا تزال حيّة)".
