سيانان: إسرائيل تستعد لشنّ هجوم على منشآت إيران النووية

ذكرت شبكة سيانان نقلًا عن مسؤولين أميركيين أن معلومات استخبارية جديدة تشير إلى أن إسرائيل تستعد لاحتمال تنفيذ هجوم على المنشآت النووية الإيرانية.

ذكرت شبكة سيانان نقلًا عن مسؤولين أميركيين أن معلومات استخبارية جديدة تشير إلى أن إسرائيل تستعد لاحتمال تنفيذ هجوم على المنشآت النووية الإيرانية.
وبحسب التقرير، فإن القرار النهائي بشأن تنفيذ الهجوم لم يُتخذ بعد، فيما تشهد الإدارة الأميركية خلافات داخلية بشأن احتمال إقدام إسرائيل على هذه الخطوة.
إلا أن مصدرًا مطلعًا على المعلومات الاستخبارية الأميركية قال إن “احتمال شنّ إسرائيل هجومًا على المنشآت النووية الإيرانية ارتفع بشكل كبير في الأشهر الأخيرة”.
وأضاف المصدر أن “تضاؤل فرص التوصل إلى اتفاق بين الولايات المتحدة وإيران، لا سيما في ظل إدارة ترامب، والذي لا يؤدي إلى إنهاء كامل لبرنامج تخصيب اليورانيوم الإيراني، يزيد من احتمال تنفيذ الهجوم”.

حصلت "إيران إنترناشيونال"، على معلومات تشير إلى إصدار المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني تعميماً إلى وسائل الإعلام في البلاد، حظر فيه نشر الأخبار من المصادر الأجنبية وكذلك التحليلات المتعلقة بسير المفاوضات.
كما أمر بأن يتم الحصول على المعلومات المتعلقة بالمفاوضات ونشرها فقط عبر وزارة الخارجية الإيرانية.
وأكد الإعلان أن استخدام "ترجمة أو إعادة نشر أخبار المفاوضات من مصادر أجنبية" محظور تمامًا ويعتبر "مخالفًا للمصالح الوطنية والأمن".
وطلب من وسائل الإعلام أيضًا الامتناع عن أي توقعات أو تحليلات أو تفسيرات مستقلة حول تفاصيل المفاوضات أو مواقف الأطراف المتعارضة. وأوضح المجلس الأعلى للأمن القومي أن الهدف من هذا التوجيه هو "الحفاظ على السلام النفسي للمجتمع وتعزيز موقف الفريق التفاوضي".

بحسب المعلومات التي تلقتها قناة "إيران إنترناشيونال"، تم إطلاق سراح نسرين روشن، وهي سجينة تحمل الجنسيتين الإيرانية والبريطانية، من سجن إيفين يوم الثلاثاء 20 مايو/أيار، بعد أن قضت 550 يوماً في السجن.
يذكر أنه في أثناء محاولتها السفر بشكل قانوني من طهران إلى بريطانيا، بلد إقامتها، ألقت قوات الأمن القبض عليها في مطار الخميني الدولي ونقلتها إلى إحدى زنزانات الحبس الانفرادي في مركز الاحتجاز التابع لوزارة الاستخبارات، المعروف باسم الجناح 209 في سجن إيفين.
وبعد حوالي شهر ونصف من التعذيب، تم نقل روشن إلى جناح النساء في سجن إيفين في نهاية التحقيقات، وفي النهاية حكمت عليها المحكمة الثورية بالسجن لحضورها مظاهرات احتجاجية في الخارج.
وأثناء وجودها في السجن، عانت من آلام المفاصل والظهر وحُرمت من الرعاية الطبية على الرغم من تورم ركبتيها وكاحليها.

أعرب وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو عن أمله في استمرار المحادثات النووية مع إيران، قائلا إنه يعتقد أن البديل لفشل المحادثات سيكون "أسوأ بكثير"، رغم أن الولايات المتحدة مستعدة لذلك إذا لزم الأمر.
وأكد روبيو أن هدف واشنطن هو التوصل إلى اتفاق مع طهران يقود إيران إلى مسار مختلف عن العقدين الماضيين؛ وقال إن هذا المسار سيكون "مسار السلام والازدهار، مع اقتصاد نام وبرنامج مدني للطاقة النووية، ولكن من دون تخصيب".
وأضاف: "لقد أوضح الرئيس [ترامب] بجلاء أن إيران يجب أن لا تحصل أبدًا على سلاح نووي؛ وهذا لن يحدث". وفي إشارة إلى صعوبات هذا المسار، قال وزير الخارجية الأميركي إن الولايات المتحدة لا تزال منخرطة في هذه العملية الدبلوماسية.
وتابع روبيو: "إذا كانت إيران تريد برنامجًا نوويًا مدنيًا، فهناك نموذجٌ لذلك تتبعه بالفعل العديد من دول العالم. في هذا النموذج، يمكن للدول بناء مفاعلات، ثم استيراد المواد المخصبة واستخدامها لتوليد الكهرباء. هذا نموذجٌ قد يكون متاحًا لطهران إذا رغبت في ذلك".
واختتم روبيو حديثه بالتأكيد على أن "تحقيق هذا الهدف لن يكون سهلا، ولكن هذه هي العملية التي نشارك فيها".

حذر الدبلوماسي الإيراني السابق، قاسم محب علي، المسؤولين الإيرانيين من أن خيار "لا حرب ولا سلام" لم يعد مطروحًا، قائلاً إن الوضع الحالي بات "إما حرب وإما سلام". وأشار إلى أنه في السنوات الأخيرة كان خامنئي يردد: "لا تفاوض ولا حرب"، إلا أن هذا لم يعد ممكنًا الآن.
وقال محب علي: "حتى إن لم تندلع الحرب، فإن العقوبات ستتزايد إلى درجة لن تتمكن إيران اقتصاديًا من تحمّلها. كما أن تفعيل آلية الزناد وإعادة تفعيل قرار مجلس الأمن رقم 1922 يحمل مخاطرة كبيرة، لأن هذا القرار يشبه القرار الذي استخدمته أميركا ذريعةً لمهاجمة العراق".
وأقرّ محب علي بأن تخصيب اليورانيوم لم يعد مسألة تقنية بالنسبة لطهران، بل "تحول إلى مسألة تتعلق بالكرامة الوطنية".
وأضاف: "منذ البداية، لم تكن لدى إيران رؤية واضحة بشأن برنامجها النووي. وقد كلّفها التخصيب قرابة تريليوني دولار، كما تسبب في فرض عقوبات كثيرة عليها. والآن تشعر إيران بأن التراجع عن التخصيب سيكون هزيمة كبرى لها".
وأوضح محب علي أن هناك نماذج للتعاون النووي بين أميركا ودول أخرى، منها:
• في حال وجود جدوى اقتصادية للتخصيب، يمكن توقيع اتفاق خاص على غرار ما جرى مع الهند، حيث تقوم أميركا بنفسها بتنفيذ التخصيب في إيران.
• في بلدان مثل اليابان وألمانيا والأرجنتين، التي لا تمتلك سلاحًا نوويًا، هناك رقابة مباشرة من قبل الأميركيين على عملية التخصيب.
وختم بالقول إن مثل هذه النماذج قد تساعد في حل الخلاف النووي بين إيران وأميركا.

أشار عضو لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني، سالار ولايتمدار، إلى تصريحات خامنئي حول احتمال عدم نجاح المفاوضات، قائلاً: "بعد كلام المرشد ليس لكلامي أو كلام أمثالي أي مكانة أو شرعية، ولكن واجب كل واحد منا هو توضيح كلام االمرشد وبيان أبعاد مواقفه للشعب".
وأضاف: "إن تخصيب اليورانيوم له دور في جميع جوانب حياة الناس، ويجب علينا الحفاظ عليه".
وقال ولايتمدار: "إذا تخلينا عن التخصيب، فإن كبرياءنا الوطني سينكسر، وستتضرر تنمية مواهب نخبتنا".
وأضاف البرلماني الإيراني: "يعتقد علماؤنا أننا تمكنا، من خلال إتقان تكنولوجيا تخصيب اليورانيوم، من رفع مكانة إيران إلى قمة التاريخ، وجعل قامتها أطول من العديد من الدول، لكن المسؤولين مستعدون بسهولة للتخلي عن هذا الإنجاز بسبب مسائل سياسية".
