مع انتشار موجة إضراب في السجون.. عائلات معتقلي الاحتجاجات الإيرانية يتجمعون أمام سجن كجويي

تجمع عدد من أهالي المعتقلين خلال الاحتجاجات والانتفاضة الشعبية الإيرانية أمام سجن كجويي بكرج لمتابعة أوضاع أبنائهم.

تجمع عدد من أهالي المعتقلين خلال الاحتجاجات والانتفاضة الشعبية الإيرانية أمام سجن كجويي بكرج لمتابعة أوضاع أبنائهم.
في الآونة الأخيرة، بدأت بعض المعتقلات المحتجزات في هذا السجن إضرابًا عن الطعام احتجاجًا على استمرار اعتقالهن وعدم تحديد مصيرهن.
ومع تزايد الضغط على المعتقلين، تنتشر موجة الإضراب عن الطعام في السجون، وتشير التقارير إلى أن صحة العديد من السجناء في خطر.
وأعلنت والدة أرميتا عباسي، في 2 يناير (كانون الثاني)، إضراب ابنتها عن الطعام في منشور على "إنستغرام": "بسبب عدم معالجة قضيتها وإطالة أمد سجنها" في سجن كرج، وقالت إن السجينات الأخريات مع أرميتا بدأن إضرابًا عن الطعام.
وأشارت تقارير لاحقة من سجن كجويي إلى أن 15 سجينة سياسية أضربن عن الطعام لأسباب منها ظروف السجن وطول فترة الاعتقال، ورفض قبول محام وعدم تحديد الكفالة.
ومن السجينات المضربات مع أرميتا عباسي: إلهام مدرسي 32 عامًا رسامة، وفاطمة حربي 38 عامًا، وجاسمين حاج ميرزا محمدي 25 عامًا، وحميدة زارع 37 عامًا، وفاطمة نظري نجاد 39 عامًا من كرج، وفاطمة مصلح حيدر زاده، ونيلوفر شاكري من زنكان ومقيمة في كرج، ومرضية مير قاسمي 29 عامًا، وفاطمة جمالبور 37 عامًا، ونيلوفر كردوني 26 عامًا، وسمية معصومي، وأنيسة موسوي.
ومنذ بداية الانتفاضة الشعبية الإيرانية حتى الآن ووفقًا لإحصاءات منظمات حقوق الإنسان، تم اعتقال ما لا يقل عن 20 ألف مواطن، العديد منهم لم يتم الإفراج عنهم بكفالة ولا يزالون في السجن.

تفجرت أزمة بين إيران وفرنسا على خلفية نشر صحيفة "شارلي إبدو" كاريكاتير ساخر من المرشد الإيراني على خامنئي، حيث استعدت طهران السفير الفرنسي لديها للاحتجاج، وردت فرنسا على هذا الإجراء.
وزادت إجراءات طهران ضد باريس بسبب نشر الرسوم الكاريكاتيرية للمرشد علي خامنئي في "شارلي إبدو"، وبعد يوم واحد من استدعاء السفير الفرنسي لدى إيران، تم إغلاق المركز الفرنسي للدراسات الإيرانية في طهران، فيما أعلنت فرنسا أن على إيران أن تنظر إلى ما يحدث داخلها.
وفي بيان صدر اليوم الخميس 5 يناير (كانون الثاني)، زعمت وزارة خارجية إيران أن الحكومة الفرنسية التزمت "الصمت" "حيال العمل المناهض للثقافة والإنسانية" لمجلة "شارلي إبدو".
يأتي هذا الادعاء على الرغم من حقيقة أن مجلة "شارلي إبدو" هي مجلة غير حكومية، ولا يحق للحكومة الفرنسية في الأساس فرض رقابة على الرسوم الكاريكاتيرية لهذه المجلة.
وأعلنت وزارة خارجية إيران أن طهران "وفي معرض مراجعتها للعلاقات الثقافية مع فرنسا ودراسة إمكانية استمرار الأنشطة الثقافية الفرنسية في إيران، ستغلق في الخطوة الأولى أنشطة الجمعية الفرنسية للدراسات الإيرانية في طهران".
كما زعمت إيران مرة أخرى أن الرسوم الكاريكاتيرية لخامنئي كانت "انتهاكًا للمعايير الأخلاقية المعترف بها، وانتهاكًا صارخًا للمقدسات الدينية، وانتهاكًا للسلطة السياسية والدينية، وكذلك إهانة لرموز السيادة والقيم الوطنية للإيرانيين".
يذكر أن "تشارلي إيبدو" كرست عددها الجديد لمرشد النظام الإيراني.
ويعتمد هذا العدد الخاص على الرسوم الكاريكاتيرية التي تلقتها هذه الصحيفة بعد دعوة لرسم كاريكاتير عن خامنئي لدوره في قمع الانتفاضة الشعبية.
ومن رسامي الكاريكاتير الذين نشرت أعمالهم في هذا العدد، هناك أسماء إيرانية.
ومن بين الأعمال المختارة لمجلة "شارلي إبدو" كاريكاتير علي خامنئي مع هاشتاغ "انقلعوا أيها الملالي"، وقد أعلنت هذه المجلة أن مكافأة الفائز في هذه المسابقة هو "الشجاعة لقول لا للمضطهدين الدينيين".
كما نشرت صحيفة "لوموند" مؤخرًا رسم كاريكاتيري لعلي خامنئي اختارته "تشارلي إبدو".
وبعد صدور هذا العدد الخاص، استدعت إيران السفير الفرنسي في طهران.
وردًا على استدعاء السفير الفرنسي إلى وزارة خارجية إيران، قالت كاثرين كولونا، وزيرة خارجية فرنسا، إن طهران "يجب أن تنظر في ما يحدث داخل البلاد قبل انتقاد فرنسا".
وقالت وزير خارجية فرنسا إنه على عكس إيران توجد حرية صحافة ولا يوجد قانون إهانة المقدسات.
لكن قبل ذلك، هدد وزير خارجية إيران، حسين أمير اللهيان، هذه الصحيفة الفكاهية في باريس.
وفي حين أن صحيفة "شارلي إبدو" ليست تابعة للحكومة الفرنسية، فقد هدد وزير خارجية إيران الحكومة الفرنسية وقال: "لن نسمح للحكومة الفرنسية أن تتخطى حدودها.
لقد اختاروا بالتأكيد الطريق الخطأ. لقد قمنا، في وقت سابق، بإدراج هذه الصحيفة في قائمة العقوبات".

مجموعة من العلماء ورجال الدين والناشطين الثقافيين والمدنيين والمحامين وأساتذة الجامعات والأطباء والطلاب والتجار وغيرهم من أبناء مدينة جوانرود، غربي إيران، دعوا في بيان إلى "إنهاء الحصار الاقتصادي والعسكري" و"الأجواء الأمنية وأجواء الخوف والرعب في هذه المدينة".
واعتبر معدو هذا البيان، الذي تم نشر نسخة مصورة منه، عدم اهتمام النظام الإيراني بمطالب أهالي جوانرود، مثل "إزالة العوائق التي تعترض السلام والأمن في هذه المدينة المظلومة، واعتقال الأشخاص، والحصار الاقتصادي والعسكري"، دليل على استمرار عملية القمع العنيفة وزيادة الاضطرابات في المجتمع واستمرار القهر والاختناق.
ووصف النشطاء المدنيون ورجال الدين في جوانرود، في بيانهم الجديد، الاحتجاجات بأنها حق قانوني للشعب، وأكدوا: "لا ينبغي سجن المحتجين ومحاكمتهم، بدلًا من الرد على مطالبهم".
كما دعا معدو البيان إلى الإسراع بالإفراج عن سجناء الاحتجاجات، خاصة الطلاب والمراهقين والنساء والمعلمين وعلماء الدين، ورجل الدين السني سيف الله حسيني.
وجاء في جزء آخر من هذا البيان: "إن خلق جو عسكري عنيف، والذي يضيف بحد ذاته إلى التوترات، يشير إلى وجود رغبة لمنع سؤال لا يريد البعض أن يُطرح أو يُسمع على الإطلاق. وفقا للقانون مكان الجيش في الحدود وحماية وجود الشعب وأمنه، وليس محاصرة المدينة والتعشيش في جسد الوطن الجريح".
ودعا هذا البيان كذلك إلى إنهاء "المناخ الأمني والحصار العسكري" في جوانرود وغيرها من الأماكن التي تتواجد فيها مثل هذه الظروف، لا سيما المدن التي يقطنها الأكراد، ومحافظة بلوشستان وسميرم، وأكد على "إزالة نقاط التفتيش على مداخل ومخارج المدن لاستعادة الحياة الطبيعية للمواطنين".
ومن المطالب الأخرى المطروحة في هذا البيان ضرورة التزام الجهازين القضائي والتنفيذي بالقوانين والأنظمة في طريقة التقاضي، والقبض على المتهمين، وتوجيه التهم، والمحاكمة وإزالة أجواء الخوف من المجتمع.
كما دعا النشطاء المدنيون والزعماء الدينيون في جوانرود النظام الإيراني إلى إنهاء "اضطهاد واعتقال الشباب والمواطنين بذريعة المشاركة في مظاهرات سابقة، والاعتداءات غير القانونية على خصوصية الأسرة، خاصة في منتصف الليل، وإهانة كبار السن، واستخفاف بالكرامة الإنسانية".
ووصف معدو البيان طقوس الحداد ومواساة عائلات القتلى بأنها جزء من التقاليد الدينية والقومية لهذه الأرض، وطالبوا النظام الإيراني بعدم "قطع طريق التعاطف مع أسر الضحايا وزيادة معاناتهم".
وفيما يتعلق بإصدار أحكام الإعدام، جاء في جزء آخر من هذا البيان: "بالنظر إلى تعدد الفكر وتنوع الأديان والمذاهب في هذه الأرض العظيمة، لا بد من إزالة أحكام الحرابة التي هي من أقسى الأحكام في المحاكمات".
وفي ختام بيانهم، وصفوا مواجهة النظام الإيراني للاحتجاجات الأخيرة التي استمرت 110 أيام بأنها "قمع فاشل"، وبالنظر إلى "الظلم المضاعف الذي تعرضت له نساء هذا البلد من الناحية التاريخية والقانونية والاجتماعية، طالبوا بإرساء الحقوق الطبيعية والمتساوية مع الرجل والحرية لهن".
منذ بداية الأسبوع الجاري وبعد الاحتفال بأربعينية قتلى احتجاجات جوانرود، التي رافقها هجوم القوات الأمنية على المتظاهرين، سيطر الحكم العسكري والجو الأمني على هذه المدينة.
وبحسب تقارير المواطنين، فقد اشتدت أجواء الرعب والقمع في جوانرود في الأيام الماضية وداهمت القوات الأمنية منازل العديد من المواطنين ليلًا، دون أمر قضائي، واعتقلت العشرات.

استمرت انتفاضة الشعب الإيراني بالتجمعات وترديد الهتافات وكتابة الشعارات وإحراق صور رموز النظام الإيراني وخلع الحجاب والدعوات إلى الاحتجاجات في مختلف مدن البلاد.
وتظهر مقاطع الفيديو التي تلقتها "إيران إنترناشيونال" أن المتظاهرين نظموا احتجاجات ليلية مساء الأربعاء 4 يناير (كانون الثاني)، في مختلف أحياء طهران بما فيها، أكباتان، وستارخان، وشهر زيبا، وكيشا، وبونك، وولعيصر، وعبروا عن دعمهم للانتفاضة الشعبية بشعارات مناهضة للنظام.
كما سمعت شعارات مناهضة للنظام في مقاطع الفيديو المرسلة من جهانشهر كرج، مساء الأربعاء.
ويُظهر مقطع فيديو آخر، مجموعة من المواطنين في مهاباد وقد تجمعوا تحت تساقط الثلوج، بينما يتم تشغيل أغنية ثورية في الشارع.
في غضون ذلك، بالتزامن مع ذكرى مقتل قاسم سليماني، لا تزال صوره ورموزه يتم إحراقها في مناطق متفرقة من البلاد. وتظهر مقاطع الفيديو التي تلقتها "إيران إنترناشيونال" أن المواطنين ما زالوا يحرقون لافتات حكومية عليها صورة قاسم سليماني في طهران، بما في ذلك طريق حكيم السريع وشارع دماوند.
ويظهر مقطع فيديو آخر أرسل إلى "إيران إنترناشيونال" أنه بعد إحراق لافتة سليماني في طريق حكيم السريع بطهران، مساء الأربعاء، قام المتظاهرون بتركيب قطعة قماش عليها عنوان "مصيدة الباسيجي" إلى جانب علبة عصير.
كما أظهر الفيديو الذي تلقته "إيران إنترناشيونال" أن أحد المتظاهرين في سروآباد بكردستان أضرم النار أيضًا في لافتة حكومية عليها صورة سليماني.
استمرار دعوات الاحتجاج
هذا وتستمر الدعوات للاحتجاجات في أجزاء مختلفة من البلاد.
ويظهر الفيديو الذي تلقته "إيران إنترناشيونال" أن المتظاهرين قاموا بتثبيت لافتة على أحد جسور المشاة في طهران، دعمًا للدعوة إلى تجمعات في 8 يناير، ذكرى إسقاط الطائرة الأوكرانية بصواريخ الحرس الثوري الإيراني.
وأظهر مقطع فيديو آخر مواطنًا يستعد لتوزيع دعوة للمشاركة في احتجاجات يوم الأحد 8 يناير، والتي تتزامن مع الذكرى الثالثة لإسقاط الحرس الثوري الإيراني المتعمد لطائرة ركاب أوكرانية.
كما أعلنت عائلة بكتاش آبتين، الشاعر وعضو اتحاد الكتاب والسجين السياسي السابق، أنها ستحضر قبره في "إمام زاده عبد الله شهرري" يوم الأحد 8 يناير، بالتزامن مع ذكرى وفاته.
وأصيب بكتاش آبتين بفيروس كورونا في سجن إيفين وتوفي في يناير 2021. وأشارت عدة منظمات حقوقية إلى نقص الرعاية الطبية لآبتين في السجن ووصفت النظام الإيراني بأنه مسؤول عن وفاة الشاعر.
وبحسب إعلان آخر، فإن مراسم اليوم السابع لمهدي زارع أشكذري، الطالب السابق بجامعة بولونيا في إيطاليا، والذي توفي بعد اعتقاله وإصابته من قبل رجال الأمن، سيقام يوم الخميس 5 يناير، في أشكذر بمحافظة يزد.
كما تظهر الصورة التي وصلت إلى "إيران إنترناشيونال" أنه عشية مراسم اليوم السابع لمهدي زارع أشكذري، قام المواطنون بتثبيت لافتة عليها صورته أمام منزله.
من ناحية أخرى، دعت مجموعة من رجال الدين، والمعلمين، وأساتذة الجامعات، والأطباء، ونشطاء المجتمع المدني والطلابي، وبازارات مدينة جوانرود، إلى المساواة في الحقوق والحرية من خلال إطلاق مقطع فيديو وقراءة بيان حول احتجاجات هذه المدينة، وعبروا عن دعمهم لمطالب الشعب.
ووصف الموسيقار والملحن، حميد متبسم، في رسالة مفتوحة إلى وزير الإرشاد، المشاركة في مهرجان فجر بأنه يعتبر "تعاونًا ومرافقة" مع النظام الذي "يرد على رغبة المواطنين في الحرية بالرصاص والسجن والإعدام". وكتب متبسم: "أنا أقف بالكامل إلى جانب الشعب الإيراني ولن أتعاون معكم حتى نهاية هذا الاستبداد".
واستمرارًا لحملة خلع حجاب الشخصيات الشهيرة، نشرت ليلى كلستان، المترجمة وعضوة جمعية الكتاب الإيرانيين صورًا بدون الحجاب الإجباري على حسابها على "إنستغرام" وكتبت: "اليوم ذهبت لشراء بعض حاجيات البيت وأخذ شخص ما هذه الصور لي وأرسلها إلي. هذه أنا بدون الحجاب الإجباري!"
إنكار النظام لا يزال مستمرا
رغم دخول انتفاضة الشعب الإيراني شهرها الرابع، لا تزال سلطات النظام الإيراني في حالة إنكار. ووصف المتحدث باسم الحكومة، علي بهادري جهرمي، الاحتجاجات التي شهدتها البلاد ضد النظام بأنها "ضجة إعلامية واسعة النطاق على أرضية الشارع" وقال: "لم يتمكنوا من خلق اشتباكات لأكثر من 3 أشهر".
وقال عبد الحميد رؤوفي، مساعد مقر "خاتم الأنبياء" للحرس الثوري: "لن تكون هناك ثورة بعدد من الغوغائيين والمحتالين الذين يهتفون بشعارات بذيئة".
وفي إشارة إلى الاحتجاجات ضد النظام الإيراني، قال محمد رضا نقدي، مساعد قائد الحرس الثوري الإيراني، إن "كل شيء في البلاد يتم وفق القوانين". وقال للمتظاهرين "إنه يمكنهم الاحتجاج أمام مكتب الرئيس والبرلمان في طهران أو محافظات المدن".
ورغم تصريحات سلطات النظام الإيراني التي نفت انتفاضة الشعب، أفادت وسائل إعلام إيرانية أن كاظم غريب آبادي، مساعد رئيس السلطة القضائية في الشؤون الدولية، عقد اجتماعا مع نواب البرلمان بشأن الاحتجاجات الشعبية وكذلك سعر الصرف. لكن تفاصيل هذا الاجتماع لم تذكر.

بالتزامن مع إصدار أحكام الإعدام والجلد والسجن المشددة ضد المحتجين المعتقلين في السجون الإيرانية، تشير التقارير التي تلقتها "إيران إنترناشيونال" إلى أن الوضع في سجن "كرج" أصبح متوترًا. فيما تثير الوفيات المشبوهة لبعض المتظاهرين بعد الإفراج عنهم بأيام قليلة الكثير من الشكوك.
وتواصلت الوفيات المشبوهة للمتظاهرين بعد خروجهم من السجن بأيام قليلة، وآخرها الفنانة والرسامة الشابة مريم سليمانيان التي كانت من داعمي الاحتجاجات، وأثارت وفاتها المفاجئة بعد الإفراج عنها الكثير من الشكوك عما تعرضت له داخل السجن.
وبحسب التقارير التي تلقتها "إيران إنترناشيونال"، تتعرض أسرة الضحية لضغوط شديدة.
في غضون ذلك ووفقا للتقارير التي تلقتها "إيران إنترناشيونال"، فإن الوضع في سجن "كرج" أصبح متوترًا بعد تأكيد حكم الإعدام بحق محمد مهدي كرمي ومحمد حسيني، الموجودين في السجن على خلفية اتهامهما بـ"قتل عناصر الباسيج أثناء الاحتجاجات"، حيث يتعرض عدد من السجناء لضغوط نفسية شديدة.
وبعد تأكيد حكم الإعدام الصادر بحق نجلها، قالت والدة محمد مهدي كرمي، لمراسل صحيفة "اعتماد": "سأموت إذا أعدموا ابني... حاكموه بدون أي محام، أي نوع من العدالة هذه؟"
كيث وولاهان وآرون فيولي، البرلمانيان الأستراليان المتبنيان سياسيا قضية محمد مهدي كرمي، المتظاهر المحكوم عليه بالإعدام، أكدا عبر مقطع فيديو خاص لـ"إيران إنترناشيونال" دعمهما لهذا المحتج المسجون.
وقال كيث وولاهان، في الفيديو: "محمد مهدي كرمي يبلغ من العمر 22 عامًا فقط، وكان مفجعًا سماع مكالمته الهاتفية مع والده، حيث طلب منه عدم إخبار والدته بشأن عقوبة الإعدام. نحن الآن في عام 2023 ولا ينبغي لأحد أن يواجه عقوبة الإعدام لمجرد ممارسة حقوقه السياسية".
فيما قال آرون فيولي: "بالإضافة للسجناء، فإن عائلاتهم تعاني أيضًا. نطلب من النظام الإيراني التعاطف مع المحتجين وعائلاتهم".
وأفاد موقع "هرانا" المختص بقضايا حقوق الإنسان في إيران بأن محكمة الثورة بمدينة ساري حكمت ضد "عرشيا تكدستان"، البالغ من العمر 18 عامًا بالإعدام، بتهمتي "الإفساد في الأرض" و"محاربة الله".
كما أضاف الموقع أن المحتجين المعتقلين "أميد يهرامي" و"رحمت نوروزي" يواجهان تهمة "محاربة الله" وهي التي قد تؤدي إلى إصدار حكم بالإعدام ضدهما.
في غضون ذلك تستمر ضغوط النظام على المتظاهرين وأسرهم، فيما تشير تقارير تلقتها "إيران إنترناشيونال" إلى وفاة والد نيما شفق دوست- الشاب المتظاهر الذي قُتل بمدينة أورمية أثناء الاحتجاجات- بعد إصابته بجلطة دماغية نتيجة التهديدات والضغوط التي تعرض لها من قبل قوات الأمن الإيرانية.
وتستمر 15 سجينة سياسية إيرانية في إضرابهن عن الطعام لليوم الرابع على التوالي، فيما أعلن محمد مهدي كرمي، المتظاهر الإيراني المحكوم عليه بالإعدام، عن دخوله في إضراب عن الطعام احتجاجا على تأييد حكم إعدامه.
ومع زيادة الضغوط على المحتجين السجناء في إيران، بدأت موجة إضرابات عن الطعام واسعة في السجون، ووردت تقارير تفيد بتعرض صحة السجناء للخطر.
ودخل إضراب كل من السجينات السياسيات في إيران: آرميتا عباسي، وإلهام مدرسي، وحميدة زارعي، وفاطمة حربي، وجاسمين حاج ميرزا أحمدي، وسجينات أخريات، عن الطعام يومه الرابع على التوالي.
وأفادت حملة النشطاء البلوش أن قوات استخبارات الحرس الثوري الإيراني هددت والدة "بيرعلي أكبر خوشكنار"، المواطن البلوشي المعتقل، بدفع غرامة 300 مليون تومان بتهمة "تدمير الممتلكات العامة".

حذر دبلوماسيون غربيون من أنه ما لم يتم حل قضية التعاون العسكري بين طهران وموسكو، فلن يكون هناك تقدم في إحياء الاتفاق النووي، وقد أصبح تزويد إيران لروسيا بالطائرات المسيرة في حرب أوكرانيا عقبة أخرى أمام إحياء هذا الاتفاق، وتم تعليق المفاوضات منذ فترة طويلة.
وأعرب المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، أدريان واتسون، عن قلقه بشأن استمرار التعاون العسكري بين إيران وروسيا، وقال يوم الأربعاء: إن أميركا تقيم خطوات أخرى للحد من وصول إيران إلى التقنيات المستخدمة في إنتاج الطائرات المسيرة.
من ناحية أخرى، قال فاديم سكيبيتسكي، مساعد المخابرات العسكرية بالجيش الأوكراني، في مقابلة: "النظام الإيراني وقع عقدًا مع روسيا لتقديم إجمالي 1750 طائرة مسيرة إلى موسكو.
نقدر أن روسيا استخدمت حتى الآن 660 طائرة مسيرة إيرانية من طراز "شاهد" في حرب أوكرانيا وتتلقى 300 طائرة مسيرة أخرى".
وأشار مساعد المخابرات العسكرية للجيش الأوكراني إلى أن روسيا لجأت إلى استخدام الطائرات المسيرة لأنها لا تمتلك صواريخ فائقة الدقة.
في غضون ذلك، قال دبلوماسيون أميركيون وأوروبيون مطلعون لـ "المونيتور" إن المفاوضات لإحياء الاتفاق النووي لن تحقق أي تقدم حتى يتم حل مسألة التعاون العسكري الإيراني مع روسيا في حرب أوكرانيا.
وبينما تستمر المطالب العالمية بوقف المفاوضات لإحياء الاتفاق النووي، أفاد موقع "أكسيوس" نقلاً عن ثلاثة مسؤولين أميركيين، أن جيريت بلانك، مساعد الممثل الخاص للولايات المتحدة لشؤون إيران، سيترك الفريق في وزارة الخارجية وسينضم إلى وزارة الطاقة في إدارة بايدن.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، نيد برايس، لمراسل "إيران إنترناشيونال" إن جاريت بلانك ترك فريق روبرت مالي وعاد إلى منصبه الرئيسي في إدارة الأمن النووي القومي الأميركية بعد عامين.
وأشار إلى أن بلانك سيواصل العمل بشأن الملف النووي الإيراني في منصبه الجديد.
وفي إشارة إلى البرنامج النووي الإيراني وأنشطة هذا النظام في الشرق الأوسط، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية: لا يمكن إنكار أن إيران هي أحد التحديات المعقدة التي نواجهها.
من ناحية أخرى، أعرب وزير الدفاع الإسرائيلي الجديد، يواف جالانت، في أول اتصال له مع نظيره الأميركي، عن وجهة نظر الحكومة الإسرائيلية حول "أهم التحديات الاستراتيجية المقبلة، وعلى رأسها التهديدات الإيرانية متعددة الأوجه، بما في ذلك الطموحات النووية، وتدخل النظام الإيراني في المنطقة".
