القضاء الإيراني يصدر حكما جديدا بالسجن 15 شهرا وجمع القمامة ضد الحقوقية نرجس محمدي

قال محامي الناشطة الحقوقية، نرجس محمدي، إن محكمة الثورة الإيرانية أصدرت حكما جديدا بحق موكلته بالسجن 15 شهرا وتنظيف المناطق غير المأهولة، من القمامة.

قال محامي الناشطة الحقوقية، نرجس محمدي، إن محكمة الثورة الإيرانية أصدرت حكما جديدا بحق موكلته بالسجن 15 شهرا وتنظيف المناطق غير المأهولة، من القمامة.
وأضاف مصطفى نيلي، اليوم الأحد 9 أكتوبر (تشرين الأول)، في تغريدة له، إن الفرع 26 من محكمة الثورة في طهران حكم على محمدي بالسجن 15 شهرا فيما يتعلق بالقضية الأخيرة التي رفعت ضدها، بتهمة "ممارسة أنشطة دعائية ضد النظام".
وتابع نيلي أنه تم فرض عقوبات إضافية عليها تشمل تقديم نفسها شهريا لقيادة الشرطة لمدة سنتين، وحظر الخروج من البلد، لمدة سنتين، وحظر العضوية في الأحزاب والجماعات السياسية، لمدة سنتين.
وذكر نيلي أن محكمة الثورة حكمت على موكلته أيضا بجمع القمامة من المناطق غير المأهولة في المدن بالتنسيق مع بلدية إحدى المدن وتحت إشراف الأمن في هذه البلدية، 4 ساعات يوميا، لمدة 3 أشهر.
وقال نيلي أيضا إن نرجس محمدي، في هذه القضية، رفضت الحضور في جلسة المحكمة، وأصدرت المحكمة حكمها غيابيا وتم إبلاغها بالحكم اليوم الأحد.
يذكر أن الناشطة الحقوقية والمتحدثة باسم مركز المدافعين عن حقوق الإنسان، نرجس محمدي، تم اعتقالها يوم 12 أبريل (نيسان) من هذا العام بعد ما داهمت القوات الأمنية منزلها وأعادتها إلى سجن قرتشك ورامين لقضاء عقوبتها، ومن ثم تم نقلها إلى سجن إيفين أواخر شهر يوليو (تموز) الماضي.
وكان قد حكم على محمدي، في قضيتين منفصلتين، بسبب أنشطتها الحقوقية، بما مجموعه 10 سنوات و8 أشهر من السجن، و154 جلدة.
وكان زوج محمدي، تقي رحماني، قد قال مطلع سبتمبر (أيلول)، في مقابلة صحافية إنه تم فتح ملف جديد لمحمدي وهي في السجن، فيما يتعلق ببيانها في إدانة الغزو الروسي لأوكرانيا.
وأضاف رحماني أن المدعي العام يزعم أن نرجس تشجع الشعب الإيراني على التمرد، وأنه "من وجهة نظر السلطات فإن إدانة الغزو الروسي لأوكرانيا جريمة والدفاع عن حقوق الإنسان أيضا جريمة".
وتابع رحماني أن نرجس محكوم عليها أيضا بالسجن 30 شهرا و70 جلدة وغرامة قدرها 6 ملايين تومان، وفي الوقت ذاته حكم عليها بالسجن 6 سنوات و75 جلدة، وغرامة نقدية، وكان من المقرر أن يتم جمع هذه الأحكام والقضايا، وهو أمر قانوني، لكن لم يتم ذلك حتى الآن، ويجري رفع قضايا جديدة ضدها.

دعت وزيرة الخارجية الألمانية، آنالينا بيربوك، اليوم الأحد 9 أكتوبر (تشرين الأول)، دعت الاتحاد الأوروبي إلى فرض عقوبات ضد إيران، ومنع دخول المتورطين في قمع الاحتجاجات إلى دول الاتحاد وتجميد أصولهم.
وأضافت بيربوك في مقابلة مع صحيفة "بيلد" الألمانية: "أولئك الذين يقومون بضرب النساء والبنات في شوارع إيران ويعتقلون المحتجين بشكل قسري ويقتلونهم، يقفون في الجانب الخطأ والمظلم من التاريخ".
وتابعت أن الاتحاد الأوروبي يجب أن يمنع المتورطين في عمليات القمع من الدخول إلى الدول الأعضاء وتجميد أصولهم في هذه الدول، مردفا: "نقول للشعب الإيراني إننا نقف وسنبقى واقفين إلى جانبه".
ورفضت بيربوك في مقابلتها ذكر أسماء أشخاص أو منظمات متورطة في قمع احتجاجات الشعب الإيراني.
وكان البرلمان الأوروبي قد اعتمد الخميس الماضي قرارا بإدانة المتورطين في قتل الشابة الإيرانية مهسا أميني في معتقل شرطة الأخلاق وقمع الاحتجاجات الشعبية في البلاد.
إلى ذلك، من المقرر أن يعقد وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي يوم 17 أكتوبر الحالي اجتماعا بهذا الخصوص، كما اقترحت عدة دول منها ألمانيا وفرنسا وإيطاليا فرض عقوبات على المسؤولين والمؤسسات المتورطة في القمع الدموي للاحتجاجات الشعبية في إيران.
وتفيد التقارير الواردة بأنه لا يوجد بلد عضو في الاتحاد الأوروبي يعارض قضية فرض العقوبات على إيران.
وكانت رئيسة البرلمان الأوروبي، روبرتا ميتسولا، قد طالبت قبل يومين أيضا بفرض عقوبات على المتورطين في قمع احتجاجات إيران.
وقالت ميتسولا في مقابلة مع إذاعة "أوروبا الحرة": "الاتحاد الأوروبي وإضافة إلى إدانة الأحداث الإيرانية، يجب أن يدعم الإجراءات العملية التي تساعد هؤلاء النساء في الحصول على حرياتهن الأساسية".
ومنذ بداية احتجاجات إيران، فرضت كل من أميركا وكندا عقوبات على بعض المسؤولين والمؤسسات الإيرانية لدورهم في القمع المميت للاحتجاجات.

قال عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني، محمد إسماعيل كوثري، في مقابلة إعلامية: "إذا لم يلتزم المسؤولون الأمنيون بواجباتهم فيجب أن يقفوا للمحاسبة من قبل القادة والشعب".
وأعلن كوثري عن "وجود بعض المحاولات لإضعاف القوات المنفذة"، ووصف مرة أخرى المحتجين في إيران بـ"مثيري الشغب". وأكد أنه "إذا رفض المسؤولون الأمنيون القيام بالواجبات التي تقع على عاتقهم بشكل صحيح، فيجب عندها أن يردوا على قادتهم، والشعب الذي يتم تهديده من قبل هؤلاء المشاغبين"، على حد تعبيره.
كما لفت هذا البرلماني الإيراني إلى وجود انتقادات كثيرة من قبل بعض الموالين للنظام الإيراني ضد قوات الشرطة. وقال: "نشهد بعض الطعن في قوات الأمن من قبل بعض الشخصيات التي لديها تاريخ من الولاء للثورة ولذلك لأنهم على جهل بالقضايا التي تحدث خلف ستار أعمال الشغب هذه، ويظنون أن الأجانب على حق ويحملون القوات الأمنية والشرطة المسؤولية".
وزعم أن القوات الأمنية الإيرانية تعاملت بأقصى "درجات ضبط النفس" مع المحتجين. ودعا "الأجهزة الأمنية والشرطة والقضاء إلى التعامل بحزم مع المشاغبين بعد الآن".
كما طالب كوثري بحرمان المحتجين من "الصلاحيات والإمكانيات الاجتماعية".
وتأتي تصريحات هذا البرلماني الإيراني حول "أقصى درجات ضبط النفس" في التعامل مع المحتجين بعدما أكدت منظمات حقوق الإنسان المستقلة حتى الآن مقتل 185 شخصا في الاحتجاجات الأخيرة في إيران.
وياتي الاعتراف الضمني لكوثري حول امتناع العديد من المسؤولين الأمنيين للقيام بواجبهم، بعد ورود تقارير مختلفة تفيد بأن القوات الأمنية متعبة وأن هناك نقصا ملحوظا في عدد القوات لقمع الاحتجاجات في إيران.
وبعد أيام على اندلاع احتجاجات إيران، تداولت وسائل التواصل الاجتماعي مقطع فيديو من رئيس القضاء الإيراني، غلام حسين محسني إيجه إي، يتم فيه الاعتراف بأن القوات الخاصة في الشرطة الإيرانية تعاني من الأرق والتعب في مواجهتها الاحتجاجات الشعبية.
وقال محسني إيجه إي في مقطع الفيديو إن هذه القوات لم تنم منذ عدة ليال.
ومن جهته، أعلن محافظ طهران، محسن منصوري، عن وجود نقص لدى النظام في مجال قمع الاحتجاجات. وقال: "البنى التحتية الحالية في منظومة الأجهزة الأمنية ليست كافية".

بالتزامن مع استئناف الاحتجاجات في الجامعات والمدارس، اليوم الأحد 9 أكتوبر (تشرين الأول)، أعلنت سلطات النظام الإيراني مقتل اثنين من عناصر الباسيج والحرس الثوري الإيراني في تجمعات أمس السبت.
كما قامت الشرطة الإيرانية بنقل نقاط التفتيش من مدينة طهران بسبب إضرام النار في بعضها أثناء الاحتجاجات.
وتستمر التجمعات الطلابية في الجامعات الإيرانية للأسبوع الرابع، حيث نظم الطلاب احتجاجًا في جامعة العلامة طباطبائي في طهران.
وفي غضون ذلك ، اجتمع طلاب جامعة أراك، اليوم الأحد، وهم يهتفون: "لا تخافوا، لا تخافوا، نحن معا".
كما نزل عدد من تلاميذ المدارس إلى شارع بيروزي بطهران وهتفوا: "هذا العام هو عام الدم، ستتم فيه الإطاحة بالمرشد خامنئي".
ومثلهم خرج تلاميذ المدارس في حي "صادقية" بطهران إلى الشوارع وهتفوا ضد المرشد خامنئي
وأفاد مقطع فيديو لطلاب جامعة "باراجين" قزوين، شمالي إيران، وهم يخاطبون المواطنين الذين لم يلتحقوا بالمظاهرات حتى الآن: "لا نحتاج إلى متفرجين انضموا للاحتجاجات".
إلى ذلك، أصدرت مجموعة "شباب أحياء طهران"، دعوات للاحتجاج في جميع أنحاء إيران، وقالت في بيان جديد إن مجموعة شباب "محلات" تشكلت في عدة مدن. وكتبت هذه المجموعة: "نحذر مرتزقة خامنئي بالتوقف عن العنف وعن إراقة الدماء قبل نفاد صبرنا".
وأعلنت المجموعة عن تشكيل مجموعات شبابية في عدة مدن إيرانية، الأمر الذي سيؤدي لأول مرة إلى تنسيق الاحتجاجات على مستوى البلاد.
وفي المقابل، كشف مساعد وزير الداخلية الإيراني للشؤون الأمنية، مجيد مير أحمدي، عن غضب النظام لعدم توقف الاحتجاجات، وهدد: "من الآن فصاعدا لن يتم الإفراج عن المعتقلين حتى تتم محاكمتهم، وستتم المحاكمات بسرعة، وستصدر بحقهم أحكام حازمة ورادعة".
وصرح قاسم أموابديني، نائب وزير العلوم الإيراني، مهددا طلاب الجامعات المضربين، ويقول إن الغياب لأكثر من ثلاث مرات عن الصف الدراسي سيؤدي إلى "شطب اسم الطالب وحرمانه من الامتحان".
وأعلن المتحدث باسم مجلس مدينة طهران، علي رضا نادالي، مقتل عنصر من الباسيج التابع للحرس الثوري الإيراني يدعى سلمان أمير أحمدي، في الحي السابع عشر بطهران، خلال الاحتجاجات مساء أمس السبت.
ووفقًا للتقارير، فقد تم قطع الإنترنت عبر الهاتف المحمول تماما في الأهواز والعديد من المدن الأخرى في محافظة خوزستان، اليوم الأحد، خوفا من انضمام المحافظة المعروفة باحتجاجاتها القوية ضد النظام الإيراني.

وصف نجل شاه إيران السابق، رضا بهلوي، المشاركة الواسعة للمواطنين في احتجاجات يوم أمس السبت بأنها "ملحمة"، وطلب من الإيرانيين دعم احتجاجاتهم بالإضرابات العامة حتى تتم هزيمة نظام الملالي.
وكتب بهلوي في رسالة دعا فيها إلى إضراب وطني تكملة لاحتجاجات الشوارع. وأضاف: "رمز النصر هو الوحدة والتضامن والاستمرارية". علينا أن نكمّل احتجاجات الشوارع بالإضرابات العامة. لقد سقط نظام الجمهورية الإسلامية في عقولكم وقلوبكم وسيسقط قريبا في شوارع إيران أيضا".
وفي هذه الرسالة، قال ولي عهد إيران السابق للشعب الإيراني: "لقد نزلتم في الشوارع لأكثر من ثلاثة أسابيع وسرقتم النوم من السلطات. اليوم تأسست ملحمة أخرى. عيون العالم تراقب شجاعتكم لاستعادة إيران".
وكان رضا بهلوي قد رحب بتوسيع الإضرابات لتشمل القطاعات الخدمية والتجارية. وأكد أن الإضربات على مستوى البلاد جنبًا إلى جنب الاحتجاجات ستؤدي إلى هزيمة نظام الجمهورية الإسلامية.
كما طالب الولايات المتحدة والغرب بتأسيس صندوق لدعم أسر العمال الإيرانيين المضربين.
واستمرت الانتفاضة التي اندلعت في عموم البلاد ضد النظام الإيراني، يوم أمس السبت، عقب دعوة مجموعات مختلفة إلى مسيرات في الشوارع. وامتلأت شوارع العديد من المدن، بما في ذلك طهران، وشيراز، وأصفهان، وأراك، وسنندج، وكرج، ورفسنجان ومشهد.
وشهدت الاحتجاجات هتافات تشير إلى قرب سقوط النظام.
وفي الأثناء، قامت مجموعة "عدالة علي" باختراق "أخبار التاسعة" مساءً، على التلفزيون الإيراني، وعرضت صورا للفتيات القتيلات الثلاث مع شعار "المرأة، الحياة، الحرية".

لليوم الثاني والعشرين على التوالي يواصل الإيرانيون تظاهرهم ضد نظام الجمهورية الإسلامية. وفي الوقت الذي تزايدت فيه وتيرة فرار عناصر القوات الأمنية الإيرانية أمام المحتجين، تواصلت ساعات الاحتجاج في عموم مدن البلاد لتصل الليل بالنهار، مؤكدة قرب نهاية النظام.
محافظات تواصل الانتفاض
وقد أغلق المحتجون الشوارع بإشعال النار في الطريق في أكثر من مكان ومن بينها مدينة شيراز التي بدأت مظاهراتها بإشعال النار في الطرق الرئيسية. وكذلك سنندج غربي إيران التي فر فيها رجال الأمن أمام المتظاهرين. في الوقت الذي تظاهر فيه سكان حي "لاله زار" بالعاصمة الإيرانية طهران، اليوم السبت 8 أكتوبر (تشرين الأول).
وأظهر مقطع فيديو إضرام النار في نقطة تفتيش تابعة لقوات الشرطة في العاصمة الإيرانية، طهران. وهو الأمر الذي تكرر أكثر من مرة حتى إن الشرطة في طهران قامت بنقل نقاط التفتيش من أماكنها في الشوارع، مساء اليوم السبت.
كما أظهر فيديو آخر حصلت عليه "إيران إنترناشيونال" أن انفجارا في صهريج وقود، بوسط أصفهان، أدى إلى اندلاع حريق هائل، مما تسبب في اشتعال النيران بعدد من السيارات.
وفي السياق، انطلقت الاحتجاجات في محافظة لرستان فحاول الأمن الإيراني تفريق المتظاهرين باستخدام الهراوات.
وقد كانت مظاهرات اليوم حاشدة في أكثر من مكان مثل "نازي آباد" طهران، لدرجة أن أحد متابعي قناة "إيران إنترناشيونال" قال في شريط فيديو تظهر فيه مظاهرات نازي آباد: "ما شاء الله على الشعب الإيراني هذه آخر أيام الديكتاتورية في البلاد".
وفي تطور لافت، قامت مجموعة "عدالة علي" للقرصنة باختراق "أخبار التاسعة" مساءً، على التلفزيون الإيراني، وعرضت صورة الفتيات القتيلات الثلاث مع شعار "المرأة، الحياة، الحرية".
وفي كل هذه المظاهرات هتف المحتجون بسقوط النظام وموت خامنئي وقرب نهاية المرشد وحاشيته، فهتف المحتجون في طهران: "ستهلك يا مجتبى ولن تصبح مرشدا بعد أبيك خامنئي".
فيما هتف طلاب جامعة أمير كبير بطهران: "أخذوا منا شبابنا وسلمونا جثامينهم".
أما محتجو فرديس كرج، فهتفوا: "هذا العام عام الدم وسيسقط فيه المرشد خامنئي". لكن أكثر الهتافات حماسة فكانت تلك التي رددها المتظاهرون في العاصمة طهران مساء، حين هتفوا: "نحن في آخر أيام الديكتاتور خامنئي".
اتساع الإضراب
من جهة ثانية، واصل أصحاب المتاجر وباعة الأسواق في عدد من المدن الكردية الإيرانية الإضراب، اليوم السبت 8 أكتوبر (تشرين الأول)، دعمًا لانتفاضة الشعب الإيراني.
فيما انطلقت مظاهرات في طهران ورشت وكرج ومشهد وعبادان وشاهين شهر وأراك.
كما تظاهر طلاب الجامعات في العاصمة الإيرانية.
وبحسب مقاطع الفيديو التي تلقتها "إيران إنترناشيونال"، فقد أغلق أصحاب المتاجر والباعة محلاتهم في مدن سنندج، ومريوان، وبوكان، وسقز.
وتظهر الصور المنشورة من مهاباد أن المواطنين أيضًا أضربوا في هذه المدينة استمرارا لانتفاضة الشعب الإيراني ضد النظام.
وفي سوق تجريش بطهران انضم التجار إلى الإضراب العام في إيران.
كما أظهر فيديو إغلاق المحلات لأبوابها في طهران، تضامنا مع الاحتجاجات العامة في إيران، وتلبية لدعوة الإضراب العام في البلاد.
وتأتي هذه الإضرابات بينما نشرت دعوات في الأيام الماضية لعقد تجمعات احتجاجية اليوم السبت 8 أكتوبر.
وبالإضافة إلى الإضرابات، تم نشر مقاطع فيديو من سنندج، منذ صباح اليوم السبت، يظهر فيها مرافقة المواطنين للاحتجاجات من خلال إطلاق أبواق سياراتهم في الشوارع.
نشاط جامعي متصاعد
وفي طهران، أعلنت جامعة شريف بطهران أن فصول هذه الجامعة ستُعقد عن بُعد (أونلاين) هذا الأسبوع وإغلاق جميع أبواب الجامعة باستثناء الباب الرئيسي. وذلك بعد إعلان الطلاب عن نيتهم إقامة احتجاجات في الحرم الجامعي.
يأتي هذا على الرغم من أن وزير العلوم والبحوث والتكنولوجيا الإيراني محمد علي زلف كلي خاطب طلاب جامعة شريف بقوله: "أنتم تتلفون ميزانية بيت المال عبر الإضراب".
كما استمر إضراب طلاب المدارس والمعلمين وعدم حضورهم الفصول الدراسية، الحضورية والافتراضية (أونلاين) في الأيام الماضية.
وردا على ذلك، قال وزير التربية والتعليم الإيراني يوسف نوري، اليوم السبت 8 أكتوبر: "اليوم يحاول العدو أن يكون التعليم في العالم الافتراضي"، واصفًا تواجد الطالب في الفضاء الافتراضي بأنه "مخطط العدو لحرق الفرص".
وكذلك هتفت طالبات مدارس سقز كذلك، أثناء الوجود في محيط المدارس، بشعارات مثل "الموت للديكتاتور"، و"المرأة، الحياة، الحرية".
وبينما بدأ طلاب العديد من الجامعات الإيرانية إضرابًا منذ الأسبوع الماضي تماشيًا مع انتفاضة الشعب الإيراني واحتجاجًا على الجو الأمني في الجامعات، امتدت الإضرابات أيضًا إلى النقابات والطبقات الأخرى.
وفي هذا السياق خرج طلاب جامعة "أمير كبير" بالعاصمة طهران وهم يهتفون ضد السلطات الإيرانية والباسيج التابع للحرس الثوري المتهم بقمع الاحتجاجات الجارية.
ضحايا بلا عدد
وبينما لم تعلن السلطات الإيرانية عن العدد الدقيق للقتلى في الاحتجاجات الإيرانية الأخيرة، فقد تمكنت منظمات حقوق الإنسان المستقلة حتى الآن من تأكيد مقتل ما لا يقل عن 185 شخصًا في هذه الاحتجاجات.
وفي تقريرها الأخير عن ضحايا الاحتجاجات المستمرة في إيران، كتبت منظمة حقوق الإنسان الإيرانية، اليوم السبت 8 أكتوبر(تشرين الاول)، أنه من بين 185 شخصًا على الأقل لقوا حتفهم في هذه الاحتجاجات، من المحتمل أن يكون بينهم 19 صبيا دون سن 18 عاما.
وتأتي الشكوك حول القتلى الذين تقل أعمارهم عن 18 عامًا في حين لم يتم نشر جميع الوثائق التي توضح أعمارهم بالضبط.
وحتى الآن، سُجّلت أسماء قتلى خلال الاحتجاجات مثل نيكا شاكرمي، وسارينا إسماعيل زاده، على أنهما تحت سن الـ18.
وفي وقت سابق، قالت الممثلة السينمائية وسفيرة "اليونيسيف" للنوايا الحسنة في إيران، مهتاب كرامتي، ردا على انتقادات الصمت والتقاعس عن قتل الأطفال في مناطق مختلفة من إيران خلال "قمع" الاحتجاجات الأخيرة: "أبلغت مسؤولي اليونيسيف عن هذه الحالات".
استنكار حقوقي
وفي سياق موازٍ، قال أمجد أميني، والد مهسا أميني، لـ"إيران إنترناشيونال" رداً على تقرير الطب الشرعي حول سبب وفاة ابنته: "أنا لا أصدق تقرير الطب الشرعي بأي شكل من الأشكال".
ومن جهة ثانية، أشارت معلومات تلقتها "إيران إنترناشيونال" إلى أن اعترافات عائلة سارينا إسماعيل زاده، تم انتزاعها تحت التهديد بقتل أبناء العائلة الآخرين، وأن منزلهم يخضع للمراقبة، حتى إنه عندما يدخل شخص ما إلى المنزل، فإن عناصر الأمن يتصلون بهم لمعرفة هوية الضيف.
ووفقًا لمعلومات تلقتها "إيران إنترناشيونال"، فإن عائلة سارينا إسماعيل زاده، بما في ذلك أفراد الأسرة المقربون، يتعرضون لضغوط شديدة وتهديدات لكي يقولوا إنها انتحرت".
يذكر أن سارينا إسماعيل زاده، التي تبلغ من العمر 16 عامًا، قُتلت قبل اسبوعين أثناء الاحتجابات في كرج إثر تلقيها ضربة بالهراوات على رأسها.
إلى ذلك، كشفت منظمة "نت بلوكس" التي تراقب حرية الإنترنت في العالم، عن قطع الإنترنت في مدينة سنندج التي شهدت احتجاجات عارمة اليوم السبت.
تصاعد الشجب الدولي
إلى ذلك، طلب عدد من الشخصيات السياسية والفنية والأكاديمية البارزة في الخارج، بالإضافة إلى 400 كاتب ومترجم داخل إيران وخارجها، في إعلانات منفصلة، من مختلف المجموعات والنقابات بدء إضرابات حتى تثمر الحركة الاحتجاجية.
وبالتزامن مع الانتفاضة الوطنية ضد النظام الايراني، أقام الإيرانيون مسيرات في بعض مدن العالم، بما في ذلك لندن وجوتنبرغ وبرلين.
وفي تصريحات للسيناتورة الجمهورية الأميركية مارشا بلاكبيرن، قالت: "إيران تواصل استخدام القوة المميتة ضد المتظاهرات المناهضات للنظام لإسكاتهن، وهن يناضلن من أجل حقوقهن الأساسية.
لهذا السبب قدمت مشروع قانون لدعم المتظاهرات الشجاعات".
